نظمت كنيسة السيدة العذراء بأرض الجولف يوماً لإعداد ” كراتين مأكولات ” جافة ومُعلبة تصل لحوالى 5 الآف كرتونة تتضمن العديد من الأصناف منها بعض البقوليات والأرز والزيت والسكر والجبن ، وذلك لتقديمها لأخوة الرب فى عدد من قرى الصعيد الأكثر فقراً وإحتياجاً دون أى تمييز بين مسيحى ومُسلم ،إذ تُعد هذه السنة هى الثانية لتأسيس هذه الخدمة ، حيث تميزت المشاركة هذا العام بالإقبال الكبير والواضح من جانب كافة الأعمار سواء من الأطفال أو الكبار أو الشباب ، لدرجة إمتلاء فناء الكنيسة على أخره .. الكل جاء ليُشارك فى هذا اليوم طالباً نوال بركة هذه الخدمة .
فى البداية قال أبونا القس يوسف قزمان راعى الخدمة : إن هذه الخدمة بدأت منذ العام الماضى وفى نفس هذه الأيام تقريباً ب6 الآف كرتونة طعام ، وعند بداية دخول المدارس قُمنا بعمل 4000 كرتونة ، واليوم يُريد شعب الكنيسة تقديم شيئاً يسيراً لإسعاد أخرين بفرحة العيد وعملاً بالآية الكتابية التى تقول :” المحبة لا تسقط أبداً ” والتى أصبحت هى شعار خدمتنا والذى يتم لصقه على الكراتين ، مؤكداً أن هذا العمل شيئاً صغيراً يسند أخوة الرب فى تلك المناطق المحرومة ، و نوع من التكافل الإحتماعى لنتشارك معاً الفرحة . مُشيراً إلى أن الخدمة تقوم على عطايا شعب الكنيسة الذى يستجيب للرسائل التى نبعث بها إليهم للاستعداد لهذه الخدمة ، وبالفعل الكل يُحب المشاركة بحسب مقدرته فهناك من يتبرع بعشرة جُنيهات وأخر بـ50 جُنيهاً وثالث بمائة جنيه ورابع بعشرين ألف جنيه .. وهكذا ، وبعد إكتمال المبلع الذى نهدف الوصول إليه نبدأ العمل .
مشيراً إلى وجود خط إنتاج للأطفال ، وذلك لمشاركتهم فى هذا العمل ، بالإضافة إلى تعليمهم بشكل عملى على عمل المحبة .
كما أوضح القس يوسف قزمان أن توزيع هذه الكراتين يتم بمساعدة مؤسسة القديس يوسف النجار، حيث يتم تحديد الأماكن التى لم يتم زيارتها من قبل وتفتقد بالفعل للخدمات ، ومن ثم يتم التحدث مع شيوخ القرية أو العمدة للإتفاق على ترتيبات التوزيع على أن يشمل التوزيع مُسلمى
ومسيحى القرية معاً ، وقال : مع كل مرة نكتسب خبرات جديدة ومتنوعة ، بالإضافة إلى إزدياد أعداد المشاركين بشكل ملحوظ .
مواقف تتعلق بشرح طبيعة الخدمة
قال مجدى صبرى مدير مؤسسة القديس يوسف النجار : إن هذه الكراتين يتم توزيعها فى أربع قرى صغيرة بالصعيد ومن خلال الجمعية الشرعية يتم الإتفاق على الكميات التى يتم توزيعها على أهل القرية من المسلمين والمسيحين دون أى تمييز ، وفيما يتعلق بالمعوقات التى قابلتهم فى خدمتهم أوضح أنه كان يُقابلهم مواقف تتعلق بشرح طبيعة الخدمة فى تلك القرى ، وإيضاح مسألة أنها ليست لها أى علاقة بالعمل السياسى أو الحزبى أو بالدينى ، منوهاً أنه كان يُشير دائماً للتأثير السلبيى فى حالة لو أكل مينا دون أن يأكل محمد والعكس كذلك ، مُشيراً إلى تطور أسلوب التوزيع فى القرى من خلال العمدة على أن يكون بالتساوى دون تفرقة ، بل ومن خلال كوارد محلية تعمل على نقل نفس الفكر فى الخدمة والتوزيع من خلال كوبونات توزع على الأسرة المُستحقة .
وفيما يتعلق بطموحات المستقبل لنمو الخدمة أوضح مجدى صبرى : إننا نأمل مشاركة مؤسسات وجمعيات أكثر فى مثل هذه الخدمات ، لأن إحتياجات القرية كثيرة ، مضيفا بدأنا أيضاً بعمل دورات تنمية مجتمعية وتشمل تقديم خدمات وبرامج توعية للمرأة بالقرية ، إذ نحاول تطبيق
المثل القائل ” علمنى الصيد بدلاً من أن تعطنى سمكة ” .
إعداد كوادر شبابية بالقرية
بينما قالت المهندسة نبيلة بشرى أمينة التوعية بمؤسسة القديس يوسف النجار: إن هذه الخدمة بدأت منذ أكثر من ست سنوات فى أكثر من مركز بملوى ، حيث تقوم الخدمة على إعداد الكوادرالشيابية المحلية فى القرية برفع قدراتهم فى عدة محاور تشمل الجسد والروح والعقل ، بالإضافة إلى برامج للمشورة الأسرية ، مؤكداً وجود رد فعل إيجابى وجيد للغاية خاصة بالنسبة للسيدات والفتيات ، وهذا يرجع لزيادة الوعى وحُبهم للتعلم ، مُطالبة بضرورة قيام الدولة بمزيد من الخدمات للفئات الأكثر إحتياجاً فى مثل هذه القرى .
من جانبها تحدثت الدكتورة منال سعد عن أهمية تقديم الخدمات الطبية فى القرى المحرومة فى محافظات الصعيد الأكثر احتياجاً من خلال القوافل الطبية ، وقالت : هذا ما نحاول تقديمه بل نسعى لكى تكون هناك عيادات أو مستوصفات تحت إشراف المؤسسة لتقديم الخدمات العلاجية، بجانب الخدمات الأخرى ، مُعربة عن إستقبال هذه الخدمة فى القرى بشكل أيجابى وبتعتش شديد لخدمات الإسعافات الأولية وكل ما
يتعلق بالرعاية الصحية .
مشاركة كبيرة للأطفال
يقول الطفل رامز عماد : “أنا شاركت السنة الى فاتت مع ماما وبابا وعملنا الكراتين علشان نفرح اخواتنا بالعيد ، زى ما إحنا بنفرح ،ونفسى المرة الجاية يكون معايا كل أصدقائى” .
فى حين قالت جورجينا جورج : ” أنا النهاردة شعرت أنى بشارك فى مساعدة إخواتنا الفقراء ودِيه جاجة كويسة جداً ” .
أضاف يوسف جورج : “أنا جيت النهاردة أعمل كراتين فيها شاى وسكر ورز ومكرونة وإحنا بكده هنفرح بابا يسوع ” .
بينما قالت ناتلى ميلاد : ” لأزم الفقراء يأكلوا ويشربوا زينا وكمان يفرحوا بالعيد كمان” .
الخدمة .. وشعور عام بالبهجة
وأعربت المهندسة هيام وليم عن سعادتها بالمشاركة فى هذه الخدمة لأن ثمارها تذهب للعشوائيات ، مؤكدة أن هذه الخدمة هى سبب فرحة لكل من شارك بها من كل الأعمار سواء الشباب والشابات أو الأطفال أو كبار السن وحتى الذين يجلسون على كرسياً مُتحركاً كان أيضاً لهم مشاركة كبيرة . ومؤكدة أن الكثير من شعب الكنيسة حاول بقدر المستطاع المشاركة فى هذا اليوم ولو بساعة واحدة من وقتهم ، والرسالة التى يُريد الكل توصيلها بشكل عملى هى أن “الله محبة ” وأن كُلنا أولاد ربنا ولا فرق بين مسيحى ومُسلم هنا فى مصر ، لذلك علينا أن نساعد بعضنا البعض ، مؤكدة أنها ستشارك فى المرة القادمة .
وقالت نرمين جرجس : أنا أكيد فرحانة اليوم بمشاركتى مع كل أصدقائى وأحبائى ، كما أحب أن أقول لمن لم يُشلرك اليوم أنها خسارة كبيرة لعدم مشاركتكم .. ولازم تشاركوا المرة القادمة . وأكدت إيرينى عماد على شعورها بالسعادة والفرحة وهى تملأ أكياس الأرز وأى عمل بسيط قامت به ، وقالت : أنا فخورة بكنستى لأنها تُقيم مثل هذه الخدمات وتقوم بتجميع أولادها للمشاركة معاً .
ويصف مدحت أنيس هذه التجربة بالرائعة ، مُضيفاً أنها خدمة جميلة خاصة وأنها لاقت قبولاً كبيراً بين شعب الكنيسة ، وبالأخص بعد معرفة أن ثمار هذه الخدمة تذهب لأخوة الرب من المسلمين والمسيحيين معاً دون تفرقة .. مؤكداً أن كل مَن شارك فى هذه الخدمة شعر بفرحة وسعادة كبيرة ، والدليل على ذلك أعداد المشاركة الكبيرة اليوم ، لدرجة إمتلاء فناء الكنيسة بالمشاركين من كل الأعمار .
الخدمة والعطاء ونوال البركة
وأتفقت كل من المهندسة رفاء الجوهرى والمهندسة مارى ألياس على مدى شعورهم بالبهجة لنوال بركة المشاركة فى هذا اليوم مع باقى شعب الكنيسة ووسط هذا العدد الكبير متنوع الأعمار ، مؤكدين أنه ليس هناك أفضل من عمل الخدمة بأى شكل .. وأن هذا اليوم ينتظرونه من العام للآخر .
من جانبه أشار عماد رمزى إلى أن هذا العام شهد إقبالاً كبيراً عن العام السابق من جانب شعب الكنيسة للمشاركة فى هذه الخدمة والقيام بعمل كراتين الطعام لأخوة الرب ، مٌتمنياً أن يتسع نطاق الخدمة وإزدياد مرات العمل فى أعياد أخرى كعيد السيدة العذراء مثلاً .. على أن يتم تكرار هذه التجربة مرات عديدة فى العام الواحد ، وأضاف : إختيار أيام الأجازات مسألة هامة جداً لضمان مشاركة أعداد أكبر .
كما أجمعت كل من مدام هويدا ومدام مارى على أن هذا اليوم أصبح جزء من فرحة العيد وفرصة كبيرة فى نفس الوقت لتعليم الأطفال العطاء بشكل عملى دون الإكتفاء بإرضاء أنفسهم فقط ، بل التعاون المشاركة فى إسعاد الآخرين .
[T-video embed=”VcNvry8Iq_E”]