قال الدكتور محمود أبوزيد رئيس المجلس العربى للمياه ووزير الرى الأسبق أن مصر وصلت بالفعل إلى نسبة الفقر المائي، وأن متوسط نصيب الفرد الآن أصبح أقل من حد الفقر المائى المقدر بـ 1000 متر مكعب للفرد في العام.
وكشف أبو زيد خلال حواره مع الإعلامية منى سلمان في برنامج “مصر في يوم” على فضائية دريم2، أن الزراعة تستهلك أكثر من 85% من الموارد المائية، لافتاً إلى أن محصولي الأرز وقصب السكر يستهلكون نسبة كبيرة تقدر بـ 25%.
وأكد أبوزيد، أنه بعد بناء السد العالي وضعت سياسة تحدد زراعة الأرز بمساحة مليون، و100 فدان للأرز، ونصف مليون فدان لقصب السكر، لكن الآن تجاوز الفلاحين هذه النسبة بكثير، نتيجة لإرتفاع أسعار الأرز العالمية، لافتاً أنه كلما زادت المساحة كلما تحركنا لمواقع خطيرة .
وأشار رئيس المجلس العربي، أننا نحتاج إلى أفكار غير تقليدية للتعامل مع ملف المياه مثل معالجة مياه الصرف الزراعي والصحي، إلى جانب إجراء تحليه لمياه البحر ، وترشيد وتطوير طرق الري، فضلاً عن إستخدام المياه الجوفيه.
واستبعد أبوزيد ، أنه يتم الإنتهاء من استصلاح المليون فدان كمرحلة أولى في مشروع الرئيس عبد الفتاح السيسي خلال عام واحد فقط ، مؤكداً أن الأمر يتطلب إنشاء 5000 بئر جوفي، ولا توجد شركات في مصر لديها القدرة على إنشاء تلك الخزانات في سنة، كما أن إستخراج المياه الجوفية يحتاج إلى مجهود كبير، وإعتمادات مالية ضخمة، أكبر من قدرة الدولة، مؤكداً في الوقت نفسه أن التقديرات الفنية لعمر المياه الجوفيه في مصر يقدر بحوالي 100سنة.
وعلى صعيد آخر، أوضح أبوزيد، أن ملف التعاون بين مصر، وأفريقيا في حوض النيل تعقد منذ آواخر التسعينات، مشيراً أنه في عام 1999 عندما وقعت مبادرة حوض النيل، تقدمت أثيوبيا بعدة مشروعات من بينها مشروع سد الحدود الذي أطلق عليه فيما بعد سد النهضة ، لكن كان السد بمواصفات ومقاسات أقل بكثير مما هو عليه الآن، وطلبت مصر بيانات للتعرف على آثار السد على مصر، لكن أثيوبيا وقتها لم تتقدم بالبيانات، إلى أن قامت ثورة 25 يناير، واستغلت انشغالنا بالشأن الداخلي، وقامت ببناء السد .
واقترح أبو زيد، أنه يمكن الإستعانة بوسيط عربي لحل الأزمة مع أثيوبيا، أو الإستعانة بمؤسسة دولية، وتابع أبوزيد أن المجلس العربى للمياه تقدم بتوصيات للحكومة تتعلق بالسد الأثيوبي بشأن التفاوض.