يؤكد الفن في المجتمعات المعاصرة على التوازن بين الوطن وتأثيره على الإنسان وهو ضرورة لإرتباط الواقع بالخيال، وإندماجهما، فيعطي القيم الجمالية للحياة وينطوي على الأشكال المختلفة التي يتفاعل معها الفنان، معتمداً على ملامح ما يحدث فى المجتمع… ويعبر الفنان عما بداخله دون كلام، وتفاعلاته على سطوح اللوحات وأحاسيسه هي ألوانه المفعمة بالأمل والحرية والحق والجمال، ورؤيته المستقبلية المتفائلة دائماً لمصر العظيمة من خلال إحساسه للفترة التي عايشها منذ الأيام الأولى للثورة وحتى الآن والتي مرت بها مصر، ومعاناته الصادقة مع متناقضات الحياة.
إن إحتفال الشعب المصري والجيش والشرطة بالذكرى الإحدى والأربعين لإنتصارات أكتوبر المجيدة هذا العام لها مذاق خاص من الفرحة بعد 30 يونيو 2013، وإنتخاب رئيساً للجمهورية صادقاً .. يحترمه شعبه وتقدره شعوب العالم وتخرج لإستقباله بحفاوة، أعاد للشعب روح أكتوبر، وذلك بعد مرور مصر بعامين ونصف بكابوس من الإضطرابات، وفشل سياسي من فصيل إسلامي يسانده تنظيم عالمي.
لقد جاءت إنتصارات أكتوبر بعد أن شارك الشعب المصري كله من صغيره إلى كبيره فى معارك مصر مع أعدائها منذ عام 1956 مروراً بعام النكسة تليها سنوات من معارك الأستنزاف التي كبدت العدو الكثير من الخسائر الفادحة، حتى إنتصارات أكتوبر عام 1973، التى حرر أرض سيناء من الإحتلال الإسرائيلى، ومدت مصر يدها للسلام.
وتمر السنين صعوداً وهبوطاً حتى يعود الجيش والشرطة للوقوف خلف الشعب لتحرير سيناء مرة أخرى من أعداء الوطن، ولكن هذه المرة وبكل أسف بعض العناصر الإرهابية والوافدة من بعض دول الجوار وبمشاركة بعض عناصر التيار الإسلامى وخاصة الأخوان المسلمين والذي كان هدفهم هو السيطرة على بعض مفاصل قرى ومدن مصر .. ولكن عودة روح أكتوبر بدءاً من 30 يونيو العام الماضي وحتى هذه الأيام ، عاد الشعب لتصحيح مساره ومستقبله، فعمل الجيش والشرطة على السيطرة على أرض سيناء الغالية وبعض القرى فى الصعيد، وتطهير أماكن الإعتصامات والإرهاب من أعداء الوطن.
ولاح النصر فى الأفق، لكي تبقى مصر هي الأمل بأولادها وأحفادها، بتاريخها العظيم، محافظة على وحدتها وهويتها الوسطية المعتدلة المحبة للسلام، مصر هي التي حمت ببركة الله العقيدة الأرثوذكسية، كما حمت الإسلام على مر العصور، مصر بعبقرية المكان والزمان فى إبداع وتناغم دائم، مصر تجري فى عروق أبنائها وشهدائها وأبطالها، تفتح الباب لثورة الحرية ، والأمل كبير بالرغم من العثرات.
والشعب المصري الأصيل إستجاب للنداء وشارك رئيس الجمهورية والحكومة وبعض المؤسسات الكبرى، فى مشاريع التنمية، وخاصة قناة السويس الجديدة، وأسرع فى شراء شهاداتها بروح وطنية عالية وفى خلال ثمانية أيام فقط، أذهلت كل المسئولين فى الداخل والخارج بقيمة 60 مليار جنيه مصري، وذلك لإيمان الشعب بمستقبل الوطن “مصر”، وإحساسه بالتطور الملموس على أرض الواقع للدولة، ومساهمة المسئولين قبل رجال الأعمال فى صندوق “تحيا مصر”.
واللوحة المصاحبة لتلك السطور هي “مصر الجديدة”، مصر تنظر من النافذة للمستقبل بعزة وكرامة، وكأنها بارقة أمل تشع بنورها من بعيد، وتتجه إلى التنمية في الزراعة، وإنشاء المدن الجديدة، وحفر قناة السويس الجديدة، والذي سيساعد على جذب الإستثمارات المحلية والعالمية، وذلك لتنمية إقتصاد قوي على أرض مصر، يحافظ على كرامة وعزة المصريين وسط العالم أجمع .. “فمصر أم الدنيا” .. عظيمة يا مصر فى جمال وسحر طبيعتك، وسماحة وحب شعبك الأصيل.
يارب أعط قوة لإرادتنا.