استنكرت جمعية نهوض وتنمية المرأة في بيان لها اليوم تصريح اللواء إيهاب مخلوف في أحد المواقع الإخبارية، والذي نصح من خلاله الفتيات بـ”الابتعاد عن اللبس الصارخ المثير لحماس الشباب” حتى يتجنبن التعرض للتحرش الجنسي!! ، موضحة أن هذا التصريح لا يمكن وصفه بالنصيحة، بل هي فضيحة يصعب علينا استيعاب أنها تصدر من مسئول، والأدهى أنها من مدير إدارة منوط بها حماية المرأة من مظاهر العنف ضدها ومناهضة العقليات التي ترى أن المرأة مجرد جسد، وإنه لأمر مسيء للغاية أن يتم وصف التحرش بـ”حماس شباب” وهو جريمة يعاقب عليها القانون وتستنكرها جميع الأديان والإنسانية، فلا يجوز أن يقول مسئول أن المتحرش هو شاب متحمس، بل هو شخص منحرف وفقاً للقانون والدين والعُرف.
وتؤكد الجمعية على أن ملابس المرأة لا علاقة لها بجريمة التحرش، ففي كل المجتمعات المتحضرة تعد ملابس المرأة حرية شخصية كما أن ملابس الرجل هي حرية شخصية أيضاً، فمن لديه الحق بالضبط في تحديد ما هو الملبس الصارخ وما هو الملبس المحتشم؟!!
ورغم أن عيد الأضحى المبارك يعد أول اختبار لمدى فعالية إدارة مكافحة العنف ضد المرأة بقطاع وزارة الداخلية لمواجهة ظاهرة التحرش بالشارع المصري بعد نزولها لأول مرة الشهر الماضي ببداية العام الدراسي، ذلك لأنه من المعلوم للجميع أنه – لشديد الأسف- يستغل المتحرشون الأعياد في مصر للقيام بأعمالهم غير الأخلاقية في حق الفتيات والسيدات.
وكنا قد استبشرنا خيراً في أول أيام عيد الأضحى عندما رأينا التواجد الأمني المكثف وغير المسبوق لأكثر من جهاز بوزارة الداخلية – ومن ضمنها الإدارة العامة لمكافحة العنف ضد المرأة، ولكن تواجد الإدارة قل في الثلاثة أيام الأخرى للعيد، على الرغم من تأكيد اللواء إيهاب مخلوف – مدير الإدارة العامة لمكافحة العنف ضد المرأة – على انتشار قوات الأمن بالإدارة بالأماكن الحيوية والمتنزهات خلال أيام العيد كلها، مما شجع عدم تواجد أعضاء الإدارة في هذه الأيام الثلاثة على وجود مزيد من حالات التحرش، وإذ نتمنى أن يتم تدارك ذلك الأمر سريعاً فيما بعد، فنحن نرى أن خطوة مثل إنشاء إدارة لمكافحة العنف ضد المرأة هي خطوة هامة وجيدة تُحسب للقائمين عليها، ولكننا نرى أهمية أن يتواجد أعضاء الإدارة والعاملين في كافة الأوقات والأماكن، وخاصةً في مناسبات كالأعياد وغيرها التي ينتشر فيها المتحرشون والمنحرفون استغلالاً منهم للازدحام، ورغبةً منهم في قتل بهجة المصريين. كما نؤكد على أهمية أن يتم تدريب وتأهيل كافة العاملين فيها على كيفية التعامل مع النساء وقضاياهن، وتوعيتهن بأهمية كل كلمة وكل فعل يصدر عنهم، حيث أنهم الآن يمثلون إحدى الجهات الحامية لحقوق المرأة.
أكدت الجمعية أن هذه التصريحات التي تعد عنف ثقافي ضد المرأة من مسئولين في مناصب هامة وحساسة ليست هي الأولى من نوعها، فقد صدرت مسبقاً -على سبيل المثال- من جانب رئيس جامعة القاهرة عند حدوث واقعة تحرش في الحرم الجامعي بمارس الماضي، حيث حمّل الفتاة التي تم التحرش بها الأمر، واصفاً زيها بالخارج عن المألوف ، فهل لهذه الدرجة يرى المسئولون في مصر أن المرأة هي عورة فقط؟!!
وتشدد نهوض وتنمية المرأة على أن الاحتشام أو عدمه ليس مبرراً للتحرش، ولا يجوز الربط ما بين الزي وحدوث فعل إجرامي، خاصةً وأن مناسبة الأزياء من عدمها أمر نسبي، ويخضع للذوق الشخصي لكل فرد ويختلف من شخص لآخر ومن مكان لآخر ، وإننا بذلك نبرر للمجرم جريمته، ونعطيه حق ضمني في انتهاك الضحية إننا لم نسمع في الشرع أو القانون شخص يبرر مثلاً السرقة لأن المجرم متحمس أو معوز!!
وعليه تطالب بمراجعة مثل هذا الموقف من الإدارة العامة لمكافحة العنف ضد المرأة والمسئولين فيها وعنها، ونؤكد أنه لابد من البدء فوراً في تقديم تدريبات لكافة العاملين والمسئولين داخل إدارة شرطة مكافحة العنف ضد المرأة وغيرها من الإدارات المنوط بها حماية المرأة والتعامل مع قضاياها، بحيث يتم تدريبهم على مفاهيم وموضوعات المساواة بين الجنسين والنوع الاجتماعي.
كما نطالب بتواجد أكبر للشرطة فى كل الأماكن وبمختلف الأوقات، والإستعانة في إثبات جرائم العنف والتحرش بشهود العيان، وتوفير كاميرات للمراقبة في الشوارع مثلما صرحت الداخلية مسبقاً، وذلك في سبيل تنفيذ القانون على هؤلاء المجرمين والمنحرفين حتى نقضي على الظاهرة تماماً فى مصر. ولابد من مساءلة كل شخص يشجع على مثل هذه الأفعال، حتى وإن كان مسئولاً أو شخصية عامة أو غيرها.
يذكر أن جمعية نهوض وتنمية المرأة قامت بعمل دراسة حول التحرش ، والتى وضحت أن حتى المنتقبات والمحجبات واللاتي يرتدين الخمار يتعرضن للتحرش، فهل هؤلاء يثرن “حماس” الشباب بزيهن؟!!