– الناخبون داخل اللجان بالاعلام المصرية و إطلاق ” الزغاريد “
– غياب ممثلى منظمات المجتمع المدنى و مندوبي مرشحا الرئاسة داخل اللجان يثير علامات استفهام
– توجيه الناخبين داخل مدرسة الامام محمد عبده بوضع علامة صح على المرشحين لابطال اصواتهم
– قسم الساحل فى حالة استنفار امنى بالاسلحة و الكلاب ” البوليسية “.
انطلقت اليوم بمنطقة شبرا مراسم اول انتخابات رئاسية بشكل جديد و بنكهة تختلف عما شهدته مصر من حراك سياسى منذ ثورة 25 يناير 2011 لتأتى اللحظة الفارقة فى جبين الوطن ليسجل التاريخ استكمال خارطة الطريق عبر استحقاقها الثانى بخروج الملايين للمشاركة فى رسم مستقبل مصر ملبيين نداء الوطن ..
الكل نزل ليشارك بايجابية حقيقية ليدلى بصوته لمن يستحق بمحض ارادته بما يمليه عليه ضميره الوطنى فى انتخابات تتسم لاول مرة بالنزاهة من حيث الناحية الاجرائية حيث عمليات التأمين المشددة من خلال العمل على مرور سيارات شرطة بين الحين و الاخر فى شوارع شبرا الرئيسية منها و الجانبية و وضع الاسلحة فى حالة تأهب تحسبا لوقوع اى تجاوزات من شأنها عرقلة سير العملية الانتخابية بجانب العمل على الانتشار المكثف لافراد الجيش و الشرطة امام المقار الانتخابية ايضا مسح اسطح العقارات المجاورة للمقار و من ثم الاستعداد و الوجود فى حالة من التأهب الشديد للتعامل مع اى حالات انفلات لعرقلة سير العملية الانتخابية نظرا لما يحاوله البعض من انصار جماعة الاخوان باشاعة الفوضى و ربما استخدام العنف لترهيب الناخبين النزول من منازلهم للمشاركة فى العملية الانتخابية بكونهم لايزالون يتحدثون عن الشرعية واصفين ما حدث فى 30 يونيه انقلاب عسكريا على السلطة لازاحة الاخوان من سدة الحكم و هو ما يخالف الحقيقة بطبيعة الحال حيث الانحياز للارادة الشعبية بعدما ادرك الشعب المصرى حقيقة من هم يتحدثون باسم الدين بكونه تغول على السلطة و محاولة للهيمنة و السيطرة على مفاصل الدولة باخونة مؤسساتها الامر الذى يساهم فى وجود اوضاع محتقنة للغاية وغير مستقرة و رغم ذلك فادراك المصريين و وعيهم السياسى و عزيمتهم القوية و حرصهم على بناء الوطن بالشكل الذى يأملونه تجعلهم يتصدون لمثل هذه المحاولات الفاشلة التى تستهدف تعطيل سير الانتخابات لتجدهم يصطفون فى طوابير على الارصفة فى مدة لا تتجاوز الساعة ينتظر خلالها كل ناخب دوره للادلاء بصوته داخل مقره الانتخابى ملبين نداء الوطن و من هذا المنطلق توافدت اعداد غفيرة بمجرد فتح اللجان الانتخابية ابوابها امام الناخبين فى تمام الساعة التاسعة صباحا بوصول القضاه المشرفين على العملية الانتخابية و كأن مصر اليوم فى عيد حيث خروج اهالى شبرا منذ الصباح الباكر بكافة اطياف المجتمع المصرى تعبيرا عن المشاركة المجتمعية من رجال و سيدات و شيوخ و كبار سن و شباب .. – و ان كانت قد شهدت اللجان الخاصة بالسيدات أكثر كثافة مقارنة بلجان الرجال لحين الانتهاء من مواعيد العمل الرسمية – الجميع خرج اليوم ليقول كلمته بامانة و بارادة حرة تجاه انتخابات عصرية نزيهة تعبر عن ارادته و هم يترصون فى طوابير تغمرهم البهجة و الفرحة حاملين اعلام مصر فى مشهد جديد على المراحل الانتخابية السابقة التى مرت بها البلاد سواء الاستفتاء على دستور الاخوان 2012 أو انتخابات برلمانية و رئاسية لما كان يعتريها الملل و كأن الناخب كان عليه الادلاء بصوته كواجب وطنى فقط لا غير اما اليوم و بعد ثورة 30 يونيه المشهد اختلف كثيرا حيث زيادة الوعى السياسى بان للصوت قيمة و ان بحق الشعب هو مصدر السلطات و بدوركل ناخب تحديد مصير وطنه و اختيار من يحكمه خاصة بعدما ظل يعانى لسنوات من الظلم و الفساد لتسقط كافة الاقنعة و الانظمة بقيام ثورتين عظيمتين 20 يناير و 30 يونيه دفع ثمنهما ارواح شهداء ابرياء دفعوا ثمن حياتهم لنحيا احرارا فى كنف دولة ترعى حقوق و مصالح مواطنيها فلا تنازل عن تلك الحرية .
الكل ينتظر دوره للادلاء بصوته و ان كانت هناك احاديث جانبية و مناوشات حول اوضاع البلد غير المستقرة و كيفية تأمين الانتخابات من قبل الجيش و الشرطة , و مدى تخوف البعض من النزول خوفا من الاطاحة بهم . و لعل المصطفون داخل حى شبرا امام مقاراتهم الانتخابية اجمعوا ان مشاركتهم لنصرة الوطن فى ثانى استحقاقات خارطة المستقبل لما اعتبروا ان مشاركتهم الايجابية فى الاستحقاق الاول لخارطة الطريق ساهم فى خروج دستور جديد خير معبر عن امالهم و تطلعاتهم انقاذا لمصر و انقاذا لثورة 30 يونيه و احباطا للمخططات الارهابية و ممن يريدون دماره و تخريبه فى لحظة فارقة فى تاريخنا المعاصر , لحظة حاسمة بالنسبة لمصر و خارطة طريقها فى ظل اوضاع و ظروف استثنائية يمر بها الوطن مؤمنين ان تلك اللحظة الاستثنائية هى لحظة المكاشفة و المواجهة ضد قوى الظلام فى اصرار على بناء دولة تستأصل الفساد و تغلق أبواب الاستبداد , مؤكدين انه آن الاوان استكمال ثورتنا لاعادة بناء مصرنا الحبيبة و استعادة هيبتها تحقيقا للتطلعات و الطموحات الشعبية .
و الامر لا يدعنا اغفال مشاركة المرأة المصرية و وقوفها بفرحة امام المقار الانتخابية غير عابئة بالاوضاع المحتقنة التى يحاول اشاعتها انصار جماعة الاخوان فى محاولة لتعطيل سير العملية الانتخابية لنجدها واقفة صامدة فى طوابير مزدحمة مترصة على الارصفة كل منهن تنتظر دورها للادلاء بصوتها فى تحدى واضح و صريح لمواجهة قوى الظلام التى ترغب بالعودة للبلاد للوراء انقاذا لمصر و انقاذا لثورة 30 يونيه و احباطا للمخططات الارهابية , و ذلك فى مشهد مفرح للغاية تغمره البهجة و الفرحة على الاوجه منهن من يطلقن الزغاريد خارج المقار الانتخابية و منهن داخل اللجان و قبل الادلاء باصواتهن و منهن من يتراقصن و منهم من يرفعن اعلام مصر و منهن من يشيرن بعلامة النصر فى مشهد جديد على المراحل الانتخابية السابقة التى مرت بها البلاد .
و لعل جاء الاقبال الشديد من منطلق ما يتلمسه الناخب فى الانتخابات هذه المرة من النزاهة على اعتبار انه يحسب لعملية التصويت هذه المرة انها معبرة عن ارادة الناخب بحرة تامة دون التأثير عليه بكونها خالية من ” الزيت و السكر ” كما كان متبع خلال فترات سابقة مع كل حراك سياسى تشهده مصر لشراء اصوات البسطاء بما كان يعد تزييف لارادة الناخبين الى جانب خروجها عن عباءة الدين و توجيه الناخبين للتصويت لصالح مرشح من اجل دخوله الجنة أو باعتباره جهاد فى سبيل الله كما شهدنا خلال الفترة الماضية و لاسيما فى عهد حكم الاخوان المسلمين و محاولاتهم فى استقطاب الناخبين باسم الدين و الحفاظ على الشرعية .
لاحظنا ان سير عملية الانتخاب فى يومه الاول بشبرا كان يسير طبيعيا دون حدوث اى تجاوزات أو مناوشات فى بداية اليوم وسط تأمين كامل من قبل افراد الجيش و الشرطة فضلا عن تعامل القضاه بحزم مع الناخبين داخل اللجان لضمان سلامة عملية الانتخاب و منها على سبيل المثال ما حدث داخل مدرسة ناصرالثانوية لجنة رقم 45 و 46 للسيدات و التى شهدت تكدسا غير عادى داخل و خارج اللجنة الكل يدلى بصوته حيث التأكد من هوية الناخب اولا ببطاقة الرقم القومى و منع توجيه الناخب للتصويت لصالح احد المرشحين و هو ما كان يتبع بشكل غير ملن من قبل شباب فى مقبل العمر فى صحبة ذويهم من كبار السن مع الحرص على وضع الحبر الفسفورى قبل الخروج من اللجنة لضمان عدم التحايل والتصويت ثانية و يذكر ان من الملاحظ غياب مناديب المرشحين داخل غالبية اللجان لمراقبة الانتخابات فلم يتواجدوا بالصورة التى اعتادنا عليها خلال فترات سابقة مع اى حراك سياسى تشهده مصر و ان كان حرص مناديب المشير السيسى التواجد داخل بعض اللجان عنه المرشح حمدين صباحى الذى غاب تواجد مندوبيه دون سبب واضح الى جانب غياب ممثلى منظمات المجتمع المدنى المعنية بمراقبة الانتخابات و رصد اى انتهاكات او تجاوزات لضمان نزاهة العملية الانتخابية ايضا من داخل كلية الهندسة للرجال و تحديدا رقمى اللجنة 48 و 49 و التى شهدت خلو اللجان بعض الشىء من الناخبين رغم حرص البعض منهم اصطحاب اطفالهم للادلاء باصواتهم بما يغرس روح الانتماء و الوطنية لدى نفوس صغارهم و منها ما تم رصده حيث تعمد احد الاباء تصويره من قبل ابنته و هو يدلى بصوته وسط فرحة بالغة و طلب ” غمس ” اصبع طفليه فى الحبر الفسفورى تعبيرا عن الفرحة فى المشاركة للانتخابات الرئاسية .
هذا و بدأت الامور فى حالة احتقان بتعمد احد المستشارين داخل احدى لجان مدرسة الامام محمد عبده بتوجيه الناخبين و اجبارهم على وضع علامة صح على المرشحين لابطال اصواتهم و هو ما فرضه البعض لتحدث مناوشات و شد و جذب داخل اللجنة و هو ما تم تصويره بالموبايل من قبل الناخبين و سرعان ما تحركوا اثنين من الناخبات و توجهوا الى المقر الانتخابى بكلية الهندسة لتقديم شكوى ضد المستشار بغرفة العمليات و جارى التحقيق فى الامر خاصة و ان الدليل مثبت بواقعة تصوير المستشار بالصوت و الصورة و سيتم احالة المستشار للتحقيق و استبداله بمستشار اخر فضلا عما حدث بمدرسة عثمان بن عفان داخل اللجنة رقم 27 للسيدات حيث حدوث مناوشة بين احدى الناخبات مع مستشار اللجنة بتعمدها تعطيل سير العملية الانتخابية و محاولة الضغط على المستشار للبحث عن اسمها داخل الكشوفات و هو ما يصعب معه الامر نظرا للتكدس بتوافد الاعداد للتصويت و تم فض المسألة بتدخل الامن و اصطحابها لخارج اللجنة للتعامل مع الموقف .
كما سادت الاجواء طبيعية داخل مدرسة عمر بن عبد العزيز للرجال و فاطمة النبوية للرجال و احمد عرابى للسيدات و حدائق شبرا للسيدات رغم الاقبال الشديد . ناهيك عن وضع قسم الساحل و مدى اتخاذ الاحتياطات الامنية الواجبة فى تعاملها مع الانتخابات حيث تشييد ساتر من الطوب على الشارع الرئيسى لشارع شبرا يحجب رؤية القسم بامتار مع فرض كردون امنى بعساكر امن مركزى و افراد من قبل الجيش بالاسلحة مع حرص تواجد الكلاب البوليسية لحماية القسم من اى محاولة اعتداء .
و لعل من الملاحظ فى تلك الانتخابات الالتزام بضوابط اللجنة العليا للانتخابات فى تعاملها مع المنقبات بضرورة الكشف عن وجهها للتأكد من هويتها الشخصية المطابقة لبطاقة الرقم القومى و أيضا خلع القفاز للكشف عن يديها لضمان عدم اقتراعها من قبل و ذلك سلامة للعملية الانتخابية بشكل صحيح . كما يحسب للعملية الانتخابية التزام كل من المرشحين بضوابط اللجنة العليا للانتخابات و من ثم غابت اى مظاهر من الدعاية الانتخابية امام المقار الانتخابية مقارنة لما كان يحدث مسبقا خلال الانتخابات السابقة من باب الحشد و استقطاب الناخبين و التأثير عليه للتصويت لصالح مرشح بعينه , و اذا ما كان هناك حالات من شأنها الدعاية لصالح مرشح فهى سلوك شخصى من قبل الناخبين حيث رفع صور للمشير السيسى تعبيرا عن حبهم الشديد للبطل الذى انقذ الوطن من قبضة الاخوان مع مرور سيارات تردد اغنية ” تسلم الايادى ” تلك الاغنية التى ارتبطت بشخص المشير السيسى لانحيازه للارادة الشعبية فى 30 يونيه .
يذكر ان منطقة شبرا بطبيعة الحال من المتعارف عليه انها منطقة تعد اكبر تجمع جغرافى للاقباط و بالتالى تظل بمنأى عن حدوث اى مناوشات مثلما تحدث بمناطق اخرى من انحاء الجمهورية و لاسيما داخل المناطق العشوائية .
هذا و لايزال عملية الانتخاب مستمرة و تتوافد الاعداد و من المتوقع استمرارها حتى التاسعة مساء اليوم .