قال عزت إبراهيم مدير تحرير جريدة الأهرام اليومية والخبير في العلاقات الدولية أن البيت الأبيض اكتشف أنه لن يستطيع التأثير على مجريات الأحداث في مصر، على المدى القصير، ومن ثم قرر الحفاظ على مصالحه في مصر، من خلال اقرار الكونجرس للمساعدات الأمريكية لمصر عن عام 2014.
وأكد البيت الأبيض للكونجرس الأمريكي، ممثلا في مجلسي الشيوخ والنواب، أن البيت الأبيض لم يعد لديه حلفاء جدد في مصر، بعد تضييق الخناق على جماعة الإخوان في مصر. والبحث عن أصدقاء جدد في مصر أمر محفوف بالمخاطر. واصبحت الإدارة الأمريكية، ممثلة في البيت الأبيض مقتنعة بضرورة تطبيق سياسة تغليب المصالح الإستراتيجية المباشرة عند التعامل مع السلطة الجديدة في مصر ووضع قضايا التحول الديمقراطي في مرتبة تالية. لم يعد الكونجرس قادرا في إدارة الملف المصري علي إظهار عضلاته مثلما حاول في الفترة المبكرة التي تلت الإطاحة بمحمد مرسي
أضاف إبراهيم أن الكونجرس استقر به الحال لإقرار المساعدات الأمريكية لمصر، بقيمة 1.5 مليار دولار في موازنة العام الحالي، وهو ما يجعل الرئيس أوباما يتمتع بهامش مناورة لإعادة الدفئ للعلاقات المصرية الأمريكية، مخافة من أن تزيح روسيا أمريكا من القاهرة.
وأن الجلسات السرية للكونجرس بمجلسيه أكدت أن ما حدث في مصر، في 30 يونيو 2013، لا ينطبق عليه مفهوم الانقلابات العسكري، بالمعني التقليدي للانقلابات، حسبما كان الحال في ستينيات القرن الماضي، وبالتالي الكونجرس ليس في حاجة لتطبيق قانون قطع المساعدات الأمريكية عن الدول، التي وقعت بها انقلابات عسكرية، لأن هذا لا ينطبق على الحالة المصرية.
واحد من أسباب توتر العلاقات بين البيت الأبيض والسلطة الجديدة في القاهرة، هو الموقف السلبي من وسائل الإعلام الأمريكية، تجاه الأحداث في مصر، والنظر إلي ترشح السيسي بمثابة التطور السلبي، بما يعني أن هناك أطرافا ستشجع علي توصيف ما حدث علي انه انقلاب، وستدعو إلي موقف رسمي أكثر حدة رغم قناعة دوائر السلطة في واشنطن أن بلدهم لم يعد يحمل تأثيرا كبيرا علي مجمل نتائج العملية السياسية في القاهرة. وتقول المصادر إن التدقيق الأمريكي مع حالة مرشح الرئاسة ستتفاوت وفقا لاسم المرشح الأبرز, فلو كان المرشح هو الفريق السيسي، سوف تكون هناك حالة من الشد والجذب بين البلدين، ولن يحجم التوتر المحتمل سوي موجة شعبية جارفة مؤيدة لقائد الجيش المصري تضع واشنطن في موقف الدفاع، وتجعل أوباما يطوي صفحة الضغوط!
مع كل الاحتمالات, تبدو واشنطن غير قادرة علي وضع رؤية للشرق الأوسط في مرحلة ما بعد الثورات الشعبية، وهي حالة فشل تستمر للعام السادس من حكم أوباما.