الكتاب المقدس يتجسد فى صرح معماري بكنيسة الأنبا كاراس بالدير الأبيض بسوهاج
الكنيسة تقام على شكل قصر وتحيطه بانوراما الكتاب المقدس
ذهبنا في جولة لأحد الكنائس التي سيقوم البابا تواضروس الثاني بتدشينهما غدا الجمعة.
ذهبنا في جولة لأحد الكنائس التي سيقوم البابا تواضروس الثاني بتدشينهما غدا الجمعة.
قبل وصولنا إلى دير الأنبا شنودة رئيس المتوحدين “الدير الأبيض” ، جذب أنظارنا صرح معماري فريد، قد أشبه بالقصر، الذي يأخذ اللون الذهبي، وهى كنيسة الأنبا كاراس التي أقيمت بالجبهة القبلية للدير الاثرى. وعندما اقتربنا إليها شعرنا بروح التراث المعماري القبطي بمصر، ويختلف عن المباني الكنسية الأخرى. ومن هنا اصطحبنا في جولة الراهب شنودة الشنودى المشرف على بناء الكنيسة وصاحب اللمسات التي يرمز كل جزء أو رسم فيها لرمز من تراث الكنيسة أو كلمات الكتاب المقدس.
وقدم لنا عاطف ميخائيل شرح مفصل لتصميم البناء ودلالاته الكنسية. فالكنيسة تقع في الدور الثالث وأسفلها قاعة للمؤتمرات وهى صممت على شكل قصر لأن الأنبا كاراس كان من المفترض أن يكون ملك وترك الملك من اجل حياة الرهبنة وكأن القصر لهذا الملك الراهب العظيم.
والكنيسة بها ثلاثة مذابح، المذبح الأوسط بإسم الأنبا كاراس وعلى اليمين مذبح بإسم مارجرجس وعلى اليسار مذبح بإسم الأنبا توماس السائح. وبداخل الكنيسة رسمت رسوم ونقوش على الأخشاب والجرانيت وكل شكل يشير لطقس من طقوس الكنيسة أو إيمانيات الكنيسة، فعلى سقف الكنيسة رسم صليب يرمز للمسيح وحوله 12 صليبا أصغر ترمز لتلاميذ المسيح ويخرج منهم صلبان محفورة صغيرة تشير إلى انتشار المسيحية. وحولهم عنقود العنب كرمز لدم المسيح وكمثال من الأمثلة من الانجيل عن الكرمة وثمار الكرمة.
وفى أعلى الكنيسة ثلاثة قباب على شكل تيجان الأول يرمز لتاج الملك للمسيح وتاج الملكة للسيدة العذراء وتاج للأنبا كاراس الذي اختار الملك السماوي ورفض التاج الملكي الارضى بعد شقيقه.
و توجد بالكنيسة ثلاثة أبواب وخمسة شبابيك استغرق العمل فيها عام ونصف لعمل النقوش والرسم عليها الذي يعبر عن بعض الرموز القبطية. الباب الواحد به 1800 قطعة خشبية ترمز للمسيحية بأشكال متعددة منها مثلا في وسط الباب قرص الشمس كرمز لنور المسيح وحوله عدد من الصلبان يخرج منها أسهم تشيرا إلى الآية ” أنا هو الألف والياء الأول والاخر”.
وتصميمات المقاعد الخشبية والنقوش عليها أيضا تشير إلى بعض الرموز المسيحية. يغلب عليها رسم للسيد المسيح، وتظهر عصى الرعاية أعلى الكرسي وتحتها شكل تاج البابا، ونرى أيضاً الطاووس وهو يرمز للحياة الأبدية، وأسفل الكرسي الخروف الذي يتم رعايته وكذلك نجد سنبلة القمح رمز الخبذ والعنب رمز الخمر من سر الافخارستيا.
أما خارج الكنيسة وضعت أيقونات حول سور الكنيسة عبارة عن رسوم يدوية لبانوراما من الإنجيل المقدس توضح مراحل تاريخية من الكتاب المقدس بدءا من ادم وحواء ومرورا بحياة الأنبياء وصلب المسيح إلى أن وصلنا بلقطات من سفر الرؤيا وهو آخر سفر في الأنجيل.
ومدخل الكنيسة من الجرانيت على شكل سمكه وبجانب الكنيسة يوجد شكل عبارة عن مستطيل على شكل سفينه يضم مجمع القديسين من التماثيل والرموز المسيحية المنحوته من الجرانيت وفى أسفل كل تمثال صدفة يخرج منها شلال مياه وشكل سمكه. والمياه ترمز للروح القدس وعمله في هؤلاء. وبجواره القديسين على اليمين واليسار ويتوسطهم السيد المسيح والعذراء مريم.
واعلي السور تحيطه الملائكة ويمسك كل منهم ورقة بردى كتب عليها أيه من آيات الإنجيل وفى زوايا هذا المستطيل توجد الأربعة حيوانات الغير متجسدة بسته أجنحة التي جاءت بسفر الرؤيا. وفى وسط هذا الشكل وضعت ساحة خضراء تؤدي الى بيت الأنبا كاراس للمؤتمرات.
والجدير بالذكر أن كل هذا تم تصميمه وتنفيذه داخل ورش الدير، على مدار خمس سنوات، وبعد وضع ونقش الرسوم تم طلاء المبنى بالألوان الزيتية باللون الذهبي والفضي.