تعالت الاصوات و انهالت الخطابات على مكتب ” على أمين ” تأييدا و تشجيعا لفكرته على تخصيص يوم للاحتفال بمن ضحت بحياتها و تعبت و سهرت من اجل راحة ابنائها و سعادتهم دون مقابل فجاء 21 مارس من كل عام تقديرا و عرفانا لدورها المعطاء بلا حدود ليظل اليوم المقدس لدى اسرنا المصرية فى شكله و مضمونه الى يومنا هذا
تعالت الاصوات و انهالت الخطابات على مكتب ” على أمين ” تأييدا و تشجيعا لفكرته على تخصيص يوم للاحتفال بمن ضحت بحياتها و تعبت و سهرت من اجل راحة ابنائها و سعادتهم دون مقابل فجاء 21 مارس من كل عام تقديرا و عرفانا لدورها المعطاء بلا حدود ليظل اليوم المقدس لدى اسرنا المصرية فى شكله و مضمونه الى يومنا هذا , و لعل من المفارقات الغريبة ما يطالب به البعض منذ سنوات طويلة بتعديل الاحتفال من ” عيد الام ” الى ” عيد للاسرة ” على اعتبار أن هناك كثيرين و لاسيما الاباء ممن يستحقون التقدير من باب الايفاء بحقهم بجانب الام التى هى تكرم كل يوم و ليس يوما واحدا .
للوقوف على حقيقة ذلك التباين طرقنا ابواب الابناء لمعرفة رغباتهم فى هل من تبديل الاحتفال لعيد الاسرة بديلا عن عيد الام أم ماذا ؟
تقول دينا ماجد ( 19 سنة ) طالبة بكلية التجارة بالطبع فكرة الاحتفال بعيد الام .. فكرة تستحق التقدير فمن منا لا يريد تكريم من تعبت و سهرت و أعطت بلا مقابل و من منا ينكر ذلك الحضن الدافىء الذى نستريح فيه حينما نرتمى اليه بمشاكلنا و متاعبنا لنغتسل من كافة همومنا . لذا التفكير بتخصصيص يوم من كل عام لتكريم ست الحبايب على مشوار عطاء يعجز اللسان عن التعبير عنه بمثابة فكرة جديرة بالاحترام فهى بحق تستحق التكريم بحكم تواجدها مع ابنائها لرعايتهم و متابعتهم .
يؤكد فادى شكرى ( 28 سنة ) مهندس ديكور الرأى السابق , مضيفا ان اختزال الام فى يوم واحد يبخث من قدرها الكثير فهى تستحق ان تكرم يوميا على تعبها معنا فجميعنا نقضى اياما بلياليها غير عابئين بشىء أو مكبلين باى مشاكل و هى التى تتحمل فى سبيل راحتنا و سعادتنا الكثير دون ان نشعر . و يتساءل قائلا اى منطق يصدق رفض فكرة عيد الام للاحتفال بها لتجد الفرحة – و لو لمرة واحدة – فى نظرة ابنائها و هم يحملون اليها الهدايا عرفانا بجميلها و تقديرا لحبها .
و عبرت مارى رامز ( 29 سنة ) خريجة آداب فلسفة عن حزنها بشأن الاحتفال بعيد الام بقولها : ان عيد الام بالنسبة لى بمثابة حزن و ألم و دموع لكونى حرمت من والدتى و انا صغيرة لدى سبع سنوات و رغم تحمل ابى مسئولية تربيتى و الاهتمام بى لدرجة تفوق الوصف ليعوضنى عن حنان أمى إلا اننى ما لا استطيع انكاره هو اننى حرمت من قول كلمة ” ماما ” بكل معانيها , و ظل هذا الشعور و الاحساس بالحرمان داخلى فى ذاكرتى و وجدانى يكبر معى لدرجة اننى لم انسى موقف حدث معى و انا بالمدرسة و كنت وقتها فى الصف الثالث الاعدادى حينما غابت مدرسة الانجليزى فى احدى الايام لتضطر الادارة باحضار مدرس العلوم كمدرس احتياطى للفصل و لسوء الحظ صادف التوقيت قرب الاحتفال بعيد الام بعد ايام و تحدث المدرس بتلقائية عن دور امهاتنا معنا و ما تفعله من اجلنا بما ينبغى التفكير فيهن دائما و تكريمهن ايفاء لحقهن و لو بهدية بسيطة . و لم اتصور وقتها كيف تحاملت على نفسى حتى لا تذرف دموعى امام زميلاتى بالفصل و هو بالطبع ما انقلب الحال بمنزلى حيث قضيت اليوم باكمله فى بكاء و دموع محاولا أبى ترضيتى و تخفيف الامر على . و ما أود ان اذكره اذا كان هذا حالى و امى فارقتنى و انا صغيرة فكيف يكون الوضع مع اخرين تركتهم والدتهم و هم فى مرحلة متأخرة ؟ بالطبع عيد الام سيقلب عليهم مواجع كثيرة .. و تتساءل مارى لماذا يبخث حق الاب بهذه الصورة و لم يخصص يوم للاحتفال به كما هو متبع فى الخارج ؟ خاصة و ان الكثير من الدول الاوربية مثل ايطاليا و البرتغال و بوليفيا تحتفل فى 19 مارس من كل عام بعيد الاب , فما المانع من تطبيقه داخل مصر بتحصيص يوم بعينه لتكريم الابناء ابائهم على تحمله مشقات العمل من اجل تلبية احتياجات اسرته ؟ فى اعتقادى المسألة ستحسب اضافة جديدة للمجتمع .
و تضيف مارى أعلم جيدا ان فكرة تبديل عيد ست الحبايب ليصبح عيدا للاسرة أمر يصعب تنفيذه بعد سنوات عالقت بها الاذهان بان يوم 21 مارس خاص بالام وحدها و بالتالى لا يتطرق احدا لما يقدمه الاب من جهد لسعادة ابنائه , و من ثم لابد من التفكير جديا فى تخصيص يوم بشهر مارس لتكريم الاب ليكون موازيا لعيد الام .
كما يرى باسم صبحى ( 20 سنة ) طالب بكلية العلوم انه قد آن الاوان لتغيير مفهوم عيد الام لعيد الاسرة فبالتأكيد هناك من تؤذى مشاعرهم عن عمد كلما جاء يوم 21 مارس من كل عام دون اتخاذ موقف حاسم تجاهه , و جميعنا نعلم جيدا ان يوما واحدا لا يكفى حق امهاتنا لتكريمهن لذا فالعدول لمفهوم عيد الاسرة أشمل و أعمق يأتى فيه تكريم افراد كثيرين هم بحق الاستحقاق للتكريم و بالتأكيد سيأتى من ضمنها تكريم الامهات و لكن بصورة اشمل دون التركيز على فئة بعينها رحمة بالمشاعر المجروحة .
و هكذا تباينت الاراء بين فريق مؤيد لعيد الام و آخر معارض تحيزا لعيد الاسرة لنترك الامر أمام الاعراف و التقاليد داخل المجتمع لتصدر حكمها اما بالتعديل أو ليسدل الستار على ما هو قائم ..