مصر الحضارة والانتصار للحياة كتاب ممتع صدر عن سلسلة كتاب الهلال .للكاتب والباحث العاشق لعلم المصريات طلعت رضوان
مصر الحضارة والانتصار للحياة كتاب ممتع صدر عن سلسلة كتاب الهلال .للكاتب والباحث العاشق لعلم المصريات طلعت رضوان .الكتاب يقع فى 224 صفحة من القطع الصغير .ويمثل صدور الكتاب فى هذه الايام تأكيد على حاجتنا الشديدة لروح الانتماء وتأصيل هوية مصر الثقافية والحضارية منذ فجر التاريخ .وينطلق رضوان فى كتابه للرد على اعداء الحضارة المصرية والذين يركزون هجومهم فى عدد من المحاور هى
– الحضارة المصرية حضارة موت
– قامت على السخرة والعبودية
– تاريخ مصر كله طغيان
– ليس لهم اسهام فى الحضارة الانسانية مثل اليونان
وقد فندت صفحات الكتاب كل هذه الادعاءات الباطلة .حيث بدء الكاتب الفصل الاول بعنوان الزراعة والتمهيد لنشأة الحضارة .حيث يرى ت ج جيمس أن نجاح اقتصاد بلد ما مرتبط بنجاح الزراعة فيها وهذا يفسر السبب فى تقدم الاقتصاد فى مصر القديمة مما عرضها كثيرا للغزو الخارجى .ولهذا فان اغلب علماء علم المصريات يبداون كتبهم بفصل تمهيدى عن نشاة الزراعة فى مصر القديمة .لان الزراعة هى التى مهدت لمجمل الانجاز الحضارى فى كافة المجالات .والحديث عن الزراعة لابد ان يقودنا للحديث عن نهر النيل والذى كان عبارة عن مستنقعات واحراش وجدودنا هم الذين هذبوه وشذبوه حتى صار النيل المعروف حاليا فهل الشعب الذى يقوم بمثل هذا المجهود الشاق شعب يرتمى فى اكفان الموت أم هو شعب عاشق للحياة ؟ويدل الفصل الثانى ( التقويم المصرى هو التقويم العالمى ) عن الاسهام الذى لم ينقطع عن الحضارة المصرية للعالم والانسانية .فالتقويم الشمسى الذى ابتكره المصريون القدماء ادق تقويم فى العالم .ونهض على اسس علمية وخاصة علم الفلك .ولارتباط التقويم بالزراعة ابتكر المصريون مثلا شعبيا يناسب كل شهر مازال متداول حتى الان ومنها ( طوبة يخلى الصبية كركوبة )و بؤؤنة فلاق الحجر ينشف المية فى الشجر .ومسرا يجرى الميه فى الترعة العسرة )
وحمل الفصل الثالث عنوان كيف تكون حضارة البناء والتعمير حضارة موت ؟وفيه يطالب رضوان أي زائر للمتحف المصرى ان ينظر للمصنوعات المصرية ودقة صناعتها من الملابس وادوات المائدة والزينة والالعاب وادوات الزراعة .والسفن والمراكب واذا ذهب للمعابد يدرك حجم عظمة البناء والتعمير .ويكفى معجزة الزمن المتمثلة فى الاهرام .والتى جمع بناءها علوم الهندسة والرياضيات والفلك .وعلى نفس المنوال يثبت طلعت رضوان فى كتابه القيم ان اللغة المصرية هى ام لغات العالم وحضارة الكتابة .ويعرض لمكانة المراة ومنظومة التعليم والموسيقى ويختتم مرجعه بمنظومة العدالة والقانون فى مصر القديمه والذى لم يكن يفرق فى العقوبة بين الاشخاص حسب مواقعهم الاجتماعية .وهذا الكتاب البديع يمثل مرجع مهم لو اردنا التقدم لقمنا بتدريسه على طلاب المدارس ليعتزوا بانتمائهم لهذه الحضارة الخالدة .ولايمكن ان انهى عرض هذا الكتاب دون ان اشير الى القضية الخطيرة التى طرحها رضوان بين صفحاته والتى تتمثل فى قلة عدد المصريين المتخصصين فى علم المصريات واحتكار الاجانب لهذا العالم حيث يروى طلعت ما اخبره به عالم المصريات الراحل لويس بقطر والذى عاش 20 عاما فى السويد واكد ان بعض جامعات الاوربية الخطوط الحمراء امام اى باحث مصرى يود التخصص فى علم المصريات .كما يحرصون على الكتمان الشديد لما لديهم من برديات كما أن هناك بعض المناطق فى التاريخ المصرى لايجوز لأى باحث مصرى الاقتراب منها .فهل هناك من يهتم؟