تعرض مؤتمر ريو +20 البيئة العالمى الذى عقد منذ اسابيع لهيمنة مجموعة العشرين ” الدول الغنية ” و لم يتوصل لاى اتفاق بشأن مساعدة الدول المتقدمة للدول النامية فى التخلص من ملوثاتها و تحسين تكنولوجياتها من خلال صناديق التمويل
تعرض مؤتمر ريو +20 البيئة العالمى الذى عقد منذ اسابيع لهيمنة مجموعة العشرين ” الدول الغنية ” و لم يتوصل لاى اتفاق بشأن مساعدة الدول المتقدمة للدول النامية فى التخلص من ملوثاتها و تحسين تكنولوجياتها من خلال صناديق التمويل و تراجعت الدول فى تعهداتها التى توصلت لها سابقا فى مؤتمرات مماثلة و انصر ف المؤتمر للناحية الاقتصادية مبتعدا عن الناحية البيئي.
اكد الدكتور مجدى علام رئيس الاتحاد العربى للشباب و البيئة – خلال ملتقى البيئة الساحلية الخامس – ذلك مدللا عليه بتجاهل القضايا الرئيسية التى تدور على الساحة البيئية منذ سنوات طويلة مثل التنمية المستدامة والتغيرات المناخية و الصراع على المياه و الفقر .. و تنظيم المؤتمر الدولى حول الاقتصاد الاخضر الذى ينم عن اتفاق ضمنى على التراجع فى الاهتمام العالمى بالبيئة يقول علام :” كان الحوار فى جلسات المؤتمر مفتوحاً – فى البداية – و مغلقاً و سرياً – فى النهاية لم يهمهم هناك الا النقاش حول شكل الامم المتحدة ، بعد قرارات غزو العراق، و حصار كوريا و ايران ، و مفاوضات الدوحة حول التجارة و البيئة و ظهرت فى أعقاب ذلك فكرة اعادة هيكلة الامم المتحدة و احتمال فقدان الدول الكبرى سيطرتها او بقائها مع انضمام دولاً فقيرة ومن اغتنى من الفقراء اليها ، على طريقة الباشا و مدير القرية فى الأفلام القديمة ، فكانت النتيجة أن اتفق الكبار على انشاء قمة ال 20 بدلاً من قمة ال8 الصناعية كاطار بداء اقتصادى ثم تحول الى اطار سياسى يتفق خارج الأمم المتحدة و ينفذ من خلال الأمم المتحدة ، دون السماح لأى تغيير فى نظم الامم المتحدة .
يضيف علام :” الانصراف نحو قضية الاقتصاد الاخضر بعيدا عن القضايا المركزية البيئية أثار شكوكاً حول نوايا الكبار .
ثم صاحب ذلك حديث الاوساط البيئية و غير البيئية عن تطلعات أخيم شتاينر الاسرائيلى ليصبح السكرتير العام للامم المتحدة، و أصبح هذا الشخص– غير المعروف دولياً – ضيفاًً فى العديد من وسائل الاعلام ، و فجأة ظهر الحديث عن استيلاء برنامج الامم المتحدة للبيئة على كل برامج التنمية و حتى المجلس الاقتصادى الاجتماعى council of Economic-social affirs . و بدأت عملية ريو +20
فوجئ العالم كله – و خبراء البيئة على الاخص – بأن الامين العام للامم المتحدة يعلن قضية واحدة رئيسية هى الاقتصاد الاخضروكان هذا بسبب الأزمة المالية الأوروبية و قضية واحدة فرعية هى التطوير المؤسسي ( و كان هذا تطلعاً لأمين عام جديداسرائيلى هو أخيم شتاينر
هذه هى القضية المحددة التي يعرفها من يعيش فى دهاليز هذه المفاوضات، تفرض سؤالين
السؤال الاول : لماذا الاقتصاد الاخضر ألم تكن التنمية المستدامة تكفى ؟
– و كانت الاجابة لكن التنمية تعنى ( البيئة – المجتمع – الاقتصاد) ، أما هنا فنحن نعنى الاقتصاد متربعاً على القمة ، و يأتى بعده القضيتين الاخريتين ، لأن الازمة المالية قلصت من تمويل البيئة ، و الازمة الاقتصادية قللت من تمويل النظم الاجتماعية ( صحة – اسكان – تعليم – مرافق) فلابد أن يكون هناك موجة جديدة من الموراد المالية : من مصدر ثاني
– غير المصدر التقليدى ( البترول و الماس و الحبوب ) يضخ اموالا لأوروبا و أمريكا اذاً ما الذى ليس لديها ثمن التكنولوجيا الخضراء فى عصر الاقتصاد الاخضر، و هو الذي يفسر لماذا مبادرة Desertic تحتاج تمويل 120 مليار دولار ، و هذا سر إصرار الدول الأوروبية و أمريكا على أن من يحتاج تكنولوجيا خضراء يشتريها من السوق ! و كله بثمنه و رفضت أى دعم أو منح على الدول الفقيرة أو المتوسطة فى هذا الشأن .
– ثم كانت الاجابة الاخرى للسؤال الاقتصاد الأخضر : من الذى اقتصاده غير قادر على أن يكون أخضر ؟
– و كانت الاجابة واضحة الصين أولاً و الهند ثانياً ، و هنا تبرز السياسة بما فيها صراع البيض و الصفر واضحاً ،
و يستكمل علام :” السؤال الثانى لماذا التطويرالمؤسسى :
أليست أمريكا و أوروبا هما اللتان رفضتا فتح حوارا حول تعديل هيكل و ميثاق الامم المتحدة !! و كانت الاجابة نعم، لكن أوروبا قامت بتأييد لألمانيا لترشيح سكرتيراً عاماً قادماَ للامم المتحدة و اذا أراد ذلك يجب أن يسيطر على ديناصورات الامم المتحدة ( برنامج الامم المتحدة للتنمية – المجلس الاقتصادى الاجتماعى – سكرتارية اتفاقية التنوع البيولوجى – اتفاقية تغير المناخ – اتفاقية التصحر – اتفاقية بازل)( مرفق البيئة العالمى) ( البنك الدولى) ، و من خلال هذه الديناصورات التى تتواجد و تتغلغل داخل أروقة مؤسسات الدبلوماسية الدولية يمكن لهذا المرشح ان يسيطر بالفعل على الامم المتحدة قبل أن ياتى سكرتيراً عاما ً لها ، و لكن تأتى الرياح بما لا تشتهى السفن ، فقد رفضت أمريكا – و يبدو أن لديها مرشحاً آخر فلماذا تؤيد ألمانيا – و رفضت أى تعديل لبرنامج الامم المتحدة .. تحت زعم ( اذا كنتم تريدون تقوية برنامج الامم المتحدة للبيئة نعطيه ما لا واختصاصات و يبقى كما هو ) ، و اذا كانت ألمانيا تريد دعماً لمرشحها فهناك ” منتدى دولى يضم الدول و الهيئات و المجتمع المدنى” ( و هو بالطبع هيكل هلامى ) و اذا كانت الحيرة فى (من يتبع من ) هل برنامج الأمم المتحدة عليه أن يتبع المجلس الاقتصادي الاجتماعي للأمم المتحدة أم العكس
و دخلت وثيقة ريو+20 فى حوارات ومفاوضات ما انزل الله بها من سلطان ، و لا علاقة لها بالبيئة و كادت أن تضيع انجازات 1992 / 2002 ، فالدول الكبرى انكرت أنها التزمت بدفع 0.7% من الدخل القومى مساعدات للبيئة ، و ارادت أن تنسحب من التزاماتها البيئية فى الحد من الانبعاثات الضارة بالمناخ GHG حيث طالبت الدول النامية أولاً بخفض انبعاثاتها التى لا تذكر ، و كان المقصود بالطبع هى الصين !
يختتم د/ علام كلامه متاسفا :” ريو +20 كاد يضيع ما حققه جوهانسبرج أهداف الألفية 2002 .. أما العالم العربى فقد ضاعت منه انجازات 1992 – 2012 و دخل هذه القمة و هو رقم ضمن دول مجموعة ال 77 ولم يكن رقما منفرداً كعادته!!!!.