3 ابريل القادم تنظر محكمة استنئاف القاهرة الطعن الذى تقدم به الفنان عادل امام على حكم محكمة جنح الهرم برئاسة المستشار محمد عبد العاطى بالسجن ثلاثة اشهر وغرامة 100 جنيه. وهى قضية حسبة
3 ابريل القادم تنظر محكمة استنئاف القاهرة الطعن الذى تقدم به الفنان عادل امام على حكم محكمة جنح الهرم برئاسة المستشار محمد عبد العاطى بالسجن ثلاثة اشهر وغرامة 100 جنيه. وهى قضية حسبة رفعها ضده المحامى عسران منصور – الذى يعد واحد من محامى الإخوان المسلمين. وقد اتهم الفنان الكبير بازدراء الدين الإسلامى فى عدد من افلامه منها ( الارهابى ) و ( حسن ومرقس ) و( طيور الظلام ). وياتى هذا الحكم الكارثى كبداية الاوجاع لمسيرة الابداع المصرى المهددة بالتوقف فى ظل صعود التيار الدينى المتشدد والذى يقترب من الجلوس على عرش مصر .
والخلل الاكبر فى هذه القضية يكشف عن الماساة الحقيقة التى تمر بها مصر الان حيث تحول عدد من الإرهابين السابقين الى نواب فى البرلمان وقيادات بأحزاب قامت على أساس دينى وبالمخالفة للقانون ولكن في نفس الوقت بمباركة الارادة السياسية التى تقود البلاد الان. ولان الأفلام قام ببطولتها الفنان عادل امام فرفعت الدعوى ضده رغم أنه لا يمكن ان نسير حسب الموجة السائدة والتى تنسب الفيلم الى الممثل الأول، ففى كل دول العالم التى تقدر السينما تنسب الفيلم الى المخرج حيث هو صاحب الرؤية النهاية التى يظهر بها العمل الفنى .والممثلون هم مجرد ناقلون فكر المؤلف ورؤية المخرج .لذلك لايمكن ان تتم محاسبة عادل امام على قيامه باداء دور فى فيلم . فهذا قصور وتحميل لنجم كبير ما لايمكن ان يتحمله.
من ناحية اخرى يبدو أن هولاء الارهابين فى ظل المكاسب السياسية التى حصلوا عليها بعد ثورة 25 يناير نسوا تاريخهم الدموى الذى اغرقوا فيه مصر فى تسعينيات القرن الماضى وأن الأفلام التى ظهرت لمحاربة فكرهم استقبلها الشعب المصرى بترحاب كبير وحققت جماهيرية ونجاح ومن بينها أفلام عادل امام لانها كشفت عن فكرهم الظلامى وفضحت مخططاتهم الجهنمية وجرائمهم البشعة ضد المصريين الامنين وضد السياحة وضد الأقباط .والاجدى لهممن مطاردة فنان بحجم عادل امام ان يكذبوا ما جاء فى هذه الأفلام من أفكار ووقائع: فهل لم يقوموا بمهاجمة اتوبيسات السائحين وقتل فرج فودة كما استوحت الدراما فى فيلم الارهابى .وهل لم تكن جماعة الاخوان المسلمين الظهير المعاون للحزب الوطنى ( مازال ارشيف العديد من الصحف والمجلات التى اجرت حوارات مع مرشد الاخوان محمد بديع بارك فيها توريث جمال مبارك الحكم تحت ايدينا )وثنائية “الوطنى والاخوان ” شركاء الفساد والمصلحة او “الفلول والقتلة ” كما اسميهم مستوحيا فيلم “ابناء وقتلة ” هى الثنائية التى ناقشها بجراءة فيلم طيور الظلام .اذن دراما هذه الأفلام واقعية فهل يرغب هولاء محو تاريخهم الاسود من ذاكرتنا ويريدون كتابة تاريخ جديد ناصع البيضاء مغسول ب”اريال او برسيل”. والبداية افلام عادل امام ثم مصادرة الكتب والصحف التى توثق جرائمهم .لانهم الحكام الجدد المطاردين من عار الماضى .هذا الشبح الذى يقلق منامهم لان الفن الحقيقى مراة تكشف عريهم القبيح يبقى ان صدور مثل هذا الحكم يكشف عن مدى تغلغل هذا التيار الظلامى للسلطات القضائية مما ينذر بكوارث أكثر سودا انتظروها قريبا .وعلينا ان نبدأ فى المحافظة على أصول تلك الافلام والكتب قبل مصادرتها او تمزيقها رقابيا او منع عرضها .اما عادل امام فسوف نحافظ عليه باروحنا و لن نسمح بإهانته كفنان قدير امتعنا بأدوار يستحق عليها الثناء والتصفيق لا الحبس ولو كره الظلاميون.
إ س