الوطن الجريح” الثورة والزمن المسروق ” كتاب جديد للشاعرة والكاتبة الصحفية مريم توفيق صدر عن دار ايزيس للإبداع والثقافة وكتب مقدمته الدكتور عبد الرحمن الوصيفي أستاذ الأدب ورئيس قسم اللغة العربية
الوطن الجريح
” الثورة والزمن المسروق ” كتاب جديد للشاعرة والكاتبة الصحفية مريم توفيق صدر عن دار ايزيس للإبداع والثقافة وكتب مقدمته الدكتور عبد الرحمن الوصيفي أستاذ الأدب ورئيس قسم اللغة العربية والدراسات الإسلامية في كلية التربية جامعة المنصورة. يقول : “ثورة الخامس والعشرين من يناير لم تكن ثورة علي نظام فقط بل هي ثورة في عقولنا ووجداننا او هكذا ينبغي ان تكون، ولعل الثورة والزمن المسروق للكاتبة المبدعة مريم توفيق هو نتاج هذه الثورة وهو نتاج موضوعي وجداني فني ، وهو ابداع مميز ومتميز حيث ترى الكاتبة أن الزمن الذي سرق منا لابد أن يعود لكي يحلق هذا الوطن الجريح ثانية في سماء الحرية والتقدم والرخاء لابد من جناحين صحيحين قويين حتى يصل الى أعلى الأفاق ولن يتحقق هذا لو اصيب احد الجناحين او كليهما فيسقط الطائر حتما ويصبح التحليق والتقدم حلما بعيد المنال ، لذا نجد الكاتبة تتناول هذا الحلم المصرى كمصرية لها جذور فى هذا الوطن منذ الاف السنين لا تعرف التعصب ولا تدعو له ، هى صرخة حلم تتحقق بالعمل الجاد لا بالشعارات . “
اما عن فنيات العمل يضيف : “دهشة حقيقية من هذه اللوحة التصويرية البارعة التى نلمحها فى كل جملة من جمل هذا العمل ، ومن اللغة التى تحمل الفاظا مكثفة ذات دلالات عميقة ومنتشرة يصعب تحديدها ، وتكمن براعة الكاتبة فى أن الموضوع سياسى يحتاج الى لغة جهورية مباشرة ذات بعد ايحائى واحد او هكذا تعودنا من كل الذين يكتبون فى موضوعات سياسية حيوية او يتناولون ملامح ثورة ، لكن مريم توفيق كانت مختلفة فاختارت الفاظها بعناية فائقة وجعلتها جملا فى نسيج تصويرى رائع لا تكاد تمل من قراءتها.”
ليلة غاب عنها نجم او قمر
وتحت عنوان شهداء القديسين كتبت المؤلفة ” فى ذات الشهر ولدت ثور الغضب يا من كنت تجهل ان عين الله لا تنام ، ستكشف أسرار السجون وما خلف الأشياء وانت تتلذذ بالدمع والالم تتراقص بالاحشاء اتعبنا الصمت هدنا البكاء على ابرياء تضرعوا وخشعوا امام الاله ان يحقق الأمانى والفرح ، يا من جعلتنا نحيا بلا شمس ، فى ذات الشهر العظيم عزفت الملائكة لحنا اتقى واطهر اما انت فلن ينفض عنك غبار الحزن سيلفك العار باقى الأيام يا من اجدت الخداع واتقنت أبجدية الكلام سيحيطك الجليد ومنك لا احد يقترب ستتجمد قدماك وعيناك الا من صور الشهداء ويداك المخصبة بالدماء تصرخ
تود لو ترجم نفسك بحجر ، لن تجد من يرتب خطواتك من يجمع دمك المبعثر وبقايا اجزائك ، تذكر ايها القاتل كل الجماجم فى الميادين وكنيسة القديسين مبعثرة فى ليلة غاب عنها نجم او قمر، يا من فى وضح النهار حدقت بهم لا تسائل عن اسمائهم الان ياحبيب بعد ما رفضنا المهزلة نرفض عهدك “
وليمة من دم الشهداء
وتحت عنوان “الليلة موعدي” هنا كتبت المؤلفة ” يا زمن الفقر لا غيم ولا مطر ، يا زمن الرصاص والعصى والمشانق ، يازمن الخداع والنفاق والتجاوز ، ونحن بين شطوط الغربة والموت كنت تفاخر ، الليلة سينطلق الشعار وينتصر الرجاء، أنا الفارس الجسور أوقظ طيور الحلم ليصحو الكون علي وتر اللحون، أعيد بناء الزورق والعين ترقب النشيد، ستشهد النجوم يوم الولادة ، حين تسرع الشمس الخطى تجتاز ظلمة الايام احطم الصخر والسجن فى وجه من تجرد من كل دين ، ثم كتبت تحت عنوان “الشابي مفجر الثورات” اضحى الكفاح فريضة وعطاء فتسابقنا نحو العلا شهداء ، هب
المارد العربى يقهر وجه الظلام ، والكل للنداء مخلص يحطم بطش الكبرياء ، هذا المختل وهذا الكهل المتصابى مصاصو الدماء ، من بعثروا الاشلاء على مدى العصور ، الافاق الخائن والمجنون من لم تدركه المروءة فعاثت البوم فسادا وعوت الذئاب افتراسا ، الكلاب تلهث تعلن عن وليمة من دم الشهداء فالى كل ثائر ها هي ذي الايام تدمر فتهوي النسور والأسود ضباع، ارفع الهامة انت القامة والقامة اسرع الخطي نحو اخ في العرب اخ غني قدس هي الوطن الأكبر .”
إلي الرئيس السابق
إلي الرئيس السابق تقول الكاتبة مريم :” سلمت بعجزك وانسحبت تشد الرحال كلص هارب فذاك الشعب تبغضك الأرض وتلعنك السماء، الدهشة تعلو وجهك تتساءل عما جري يا من بعثرت المني وجعلت العمر يهرب سدي، فسافر الطير ما غردا، يا من حملت سيفك وبلغت حدا يفوق المدى فسقيتنا كاسا من المر مترعه بالفتن اشعلت مصرنا وظل القلم سجينا يعاتب الروح ملت الاوراق من زيف الاقنعة ، كنا نعتقد ان الشفاء محال سوف ندفن فى الرمال ونمحى من الذاكرة ، مصر أصبحت مرتعا للعار والبؤس واليتم ، واللصوص مشغولون بالمال لا ترحم شيخا او طفلا من الفقر ثلاثون عاما من الشر ، ناديناك طويلا ترفق بنا كفى غدرا ومكرا يامن قتلت بالخداع احلامنا هاجر الناس لبلاد النفط والثلج … غرق الزورق حتى اذا ما حل الشتاء تهاوت الاشواق لا شمس ولا ظل لنا … نحتضن الضياع والايام تمضى دون شدو والغد ليس لنا فيه موعد . “
من خان الوطن تأكله الجرذان
أما عن “معركة الجمل” كتبت:” نعدك يا وطن كعهدك بنا عبر الأزمان ألا يستقبل الصباح ذوى النوايا المفزعة وألا ينام سجناء الأسوار قبل ان نسطر نهاية قصة في دائرة الوحل عنوان وقصيدة مطلعها “من خان الوطن تأكله الجرذان” وختامها “أعلنا العصيان وأطلقنا اللسان” ، واخيرا اختتمت مريم توفيق كتابها المميز بصرخة عنوانها: الي أين؟ ضج العالم بالتصفيق والاعجاب بعدما شغلنا بنسج لحظة فريدة فسار بنفس الاتجاه، دقت الساعة تعلن ان القادم غيوم بعدما استباح الصغار ارصفة … بدا الاعياء علي الوجوه كيف نملأ البطون بالكلام نلهث خلف الشعارات نسعي خلف أوهام السراب … لا ندري ونحن بناة المجد أن من يخطون مصادرنا يتحينون الفرصة لنعود الي الوراء.
إ س