تجرع العالم في النصف الأول من القرن العشرين ويلات حربين عالميتين أثقلتا كاهله بعشرات الملايين من القتلي والجرحي,وهدمت مدنا بأكملها واقتلعت مناطق عديدة من الوجود,خاصة مع اتساع ميادين القتال في الحرب العالمية الثانية التي جمعت جيوش 61 دولة بلغ تعداد سكانها 1.7 مليار نسمة ووقعت معاركها علي حدود 40 بلدا في ثلاث قارات,وإن كان ميدان المعارك الرئيسي هو أوربا..وبمقدم نصف القرن الثاني شعر العالم أن كابوسا ثقيلا قد إنزاح أدرك معه مخاطر ترك الدفة للعسكريين… صحيح أن الحروب لم تتوقف,لكنها جاءت أقل اتساعا ومن نوع الحروب الأهلية أو الإقليمية وظللتها أجواء حرب باردة لنحو أربعة عقود بين معسكري الشرق والغرب.
وطنيعبر مشوارها الصحفي في خمسين سنة رصدت أنواعا من الحروب يمكن تصنيفها بالحروب الوقائية والتنافسية بعد أن استبدلت الحروب التجارية بالعسكرية مسجلة انتقال العالم في نصف القرن الأخير لمرحلة السعي لإسعاد البشرية وصنع نمائها وإن كان الاستعداد للحرب لم يتوقف لحظة داخل المؤسسات العسكرية الكبري التي لاتزال تتفنن في صناعة أعتي أسلحة الفتك والدمار..فإلي ملف الحروب:
لا تنزعج:
إذا سمعت انفجار القنبلة الذرية
نعم لاداعي للانزعاج,فقد يكون انفجارها كما هدد خروشوف ومنافسوه وقد يكون للسلام والإنشاء والتعمير كما يريد العلماء …فعما قريب سيبدأ أول استعمال سلمي للقنبلة الذرية.
جاءت البداية عندما فجر الأمريكيون أول قنابلهم الذرية للاختبار سنة1957 في بطن الأرض فلاحظ العلماء علي عكس ما كانوا يظنون أن إشعاع القنبلة قد امتصته الصخور الأرضية بسرعة أكثر,مما امتصته الأرض عند تفجير قنبلة هيروشيما,بالرغم من أن قوة القنبلتين كانت واحدة.
وهكذا كشفت الداراسات عن فائدة كبري للانفجارات الذرية وهي استخدامها في المشروعات الكبري كإنشاء موانئ جديدة علي المحيط وتحطيم جبال عملاقة تخترقها خطوط حديدية في خط مستقيم إلي تلك الموانئ.
وفي المعسكر الثاني عاد الحديث من جديد إلي خرق سلسلة من جبال الهيمالايا وتمرير خط حديدي كبير فيها,والمشروع سيحقق ربط الاتحاد السوفييتي بالصين بآسيا الوسطي بخط كبير يمكن أن ينقل قوافل تجارية كبيرة لايمكن للطائرات نقلها مثل المحركات والتوربينات الضخمة…
ويقول الأكاديمي ديمتري تتشير باكوف إنه يفصلنا عن وسط الأرض 6 آلاف كم يستثمر منها إلي الآن أكثر من5 أو 6 كيلو مترات أي مايقرب من1% من العمق الكبير.
وهكذا لو ترك الساسة المتناحرون الأمر للعلماء والفنيين لأسعدوا البشرية !باب من أركان الدينا- وطني عدد1961/7/23
حرب القمح
في اللحظات التي تقرأ فيها هذه السطور تجوب المحيطات بواخر جبارة بين نيويورك وكيبك ولينجراد,ومن سان فرانسيسكو وسيدني إلي شنغهاي وفلايروستوك تحمل ملايين القناطير من القمح.
والأرقام مفزعة ففي سنة 1961 استوردت الصين مليونا و402 ألف طن قمح من كندا ومليوني طن من أستراليا,ثم زادت الكميات في العامين التاليين حتي بلغ ما صدرته كندا وأستراليا إلي الصين وهما من أكبر منتجي القمح في العالم من3-5 ملايين طن قمح.
وهكذا تبرز الحقيقة فليس العالم مهددا بقنبلة ذرية بقدر ما هو مهدد بتلك الطوابير التي تقف أمام المخابز باحثة عن الخبز تلك الصورة القاتمة التي كانت تبدو أيام الحروب الماضية طويلة الأجل والتي ظنها الناس أنها انقضت إلي غير رجعة.
كما استورد الاتحاد السوفييتي في عام واحد(1963) 15مليون طن من القمح من كندا والولايات المتحدة الأمريكية.
وإذا كان هذا القمح قد اشتري بالذهب الخالص,فإن كل كيس من الدقيق يأكله السوفييتي إنما يساهم في تقوية مركز الدولار..وهكذا يمكن التنبؤ بسياسة المستقبل عند قراءة أسعار بورصة الغلال.
وسيصبح النقد الجديد-القمح-عاملا في التقريب بين الشعوب ولن تصبح القيادة علي هذا الكوكب بيد رجل السياسة أو العسكرية بل بيد أقدم العمال في العالم وأكثرهم تواضعا وهو الفلاح.
باب من أركان الدنيا-وطني عدد 1964/1/19
الحرب مستمرة علي التدخين
لم يحدث في التاريخ أن ساد الذعر المدخنين في العالم مثلما حدث في هذه المرة علي أثر التقرير الذي صدر في 175 ألف كلمة ووضعته لجنة العشرة بتكليف من الحكومة الأمريكية عن حقيقة الخطر علي الصحة من التدخين وكيف يؤدي ويضاعف من أمراض كثيرة غير السرطان.
وعقب التقرير الذي أسهب في ذكر الأمراض التي تتسبب عن التدخين وعلي رأسها أمراض القلب والرئتين اشتدت الحملة علي التدخين وأصبح عدم التدخين تقليعة العصر.وتزعم مقاطعة التدخين نجوم هوليود المعروفون:مارلون براندو ,بول نيومان,وداني كاي وغيرهم .
وواجهت صناعة الطباعة في الولايات المتحدة عاصفة لم تواجهها أية صناعة من قبل,علما بأن إيرادها الذي لايقل عن 8 مليارات دولار في العام,يعيش عليه 400 ألف مزارع ومليون وخمسمائة ألف تاجر وغيرهم من الصناع وأصحاب المصانع,وتستهلك تلك الصناعة كميات من الورق والسيلوفان وتنفق 250 مليون دولار في الدعاية للسجائر في الصحف والتليفزيون.
وقد أصدرت حكومة الولايات المتحدة فعلا قرارا بمنع الإعلان عن السجائر في التليفزيون وتحصل الولايات الخمسين علي أكثر من بليون دولار ضريبة عليها,كما تحصل الحكومة الاتحادية علي أكثر من 2 بليون دولار.
إزاء ذلك سارعت ثلاث شركات للتأمين علي الحياة بتقديم تعويضات أكثر من ترك التدخين واستأنفت شركات السجائر عاداتها القديمة من تقديم الهدايا مع السجائر,بعضها يقدم أمواسا للحلاقة والبعض الآخر حلوي!باب من أركان الدنيا-وطني عدد 1964/2/2 .
لا مكان للقنبلة الذرية في الحرب المقبلة
لم تعد القنابل الذرية أو الهيدروجنية من الأسوار المغلقة ولم تعد أماكن صناعتها ومراكز تجارتها تخفي علي أحد..لكن العلماء يقولون إن السر الحقيقي أصبح يكمن في المعامل الكيميائية ومعاهد دراسة الجراثيم,لأنه خلف هذه الواجهة الأمنية تجري صناعة أفتك أسلحة الحرب وأزهدها ثمنا!
حرب الغد ستكون صامتة بغير دوي أو انفجار القنابل الذرية..فقد اكتشف العلماء أنه يكفي إرسال جرثومة واحدة للعدو أو ملليجرام واحد من الغاز لقطع تيار الحياة عنه!وفي كثير من المراكز العسكرية العليا يعتبرون الحرب الذرية قديمة ولم يعد لها مجال!
فإذا كانت القنبلة الهيدروجينية الواحدة تكفي للقضاء علي 500 ألف إنسان فإنها ستدمر قبل ذلك كل شيء :البيوت والشوارع والعمارات والمصانع….إلخ, لذا كان لابد من البحث عن شيء أجدي وأوفر وهو استخدام الكيمياء والبيولوجيا!
باب من أركان الدنيا-وطني عدد 1969/4/6
حرب البترول بين الشرق والغرب
المثل الشائع في أوربا الآن هوإذا عطست العراق أصيبت أوربا بالحمي وإذا سعلت السعودية هبت الكارثة علي العالم…وقد بعث هذا النذير حركات تحرير البترول العربي واستيقظت أوربا علي الحقيقة الواقعة وهي أن البترول مازال المصدر الوحيد للطاقة,وأن أغلب استهلاكها يجييء من الشرق الأوسط.وما تساهم به الذرة في إنتاج الطاقة في بلاد الغرب لا يزيد علي 1% والاستهلاك في ازدياد وبعد أن كانت نسبته في أوربا سنة 1950 هي 10% زادت إلي 60% سنة 1971 وسيصل استهلاك العالم للبترول من الآن حتي سنة 1980 إلي 30 مليار طن أي بمعدل 8% زيادة كل عام وستتضاعف الكميات في التسعينيات,بينما تبلغ الاحتياطيات منه الآن 70 مليارا..لذلك ينبغي الكشف في العشرين سنة المقبلة عن 90 مليار طن من البترول.
والشرق الأوسط يساهم في استهلاك أوربا للبترول بنسبة 60% وفي استهلاك اليابان بنسبة 85% والولايات المتحدة بنسبة 25%
وهذا هو سر النذير الذي أرعب العالم الغربي ويكفي أن تقرر البلاد العربية الاحتفاظ بالبترول في آباره حتي يتقوض الاقتصاد الأوربي وتضطرب الصناعة العالمية.
وهذا ما يتوقعه الضرب عن قريب وما تتحدث عنه دوائر السياسة والصناعة بعد أن أصبح البترول سلاحا ماضيا وليس مصدرا للثروة فحسب.
ولم يبق أمام الغرب إلا ثلاثة حلول,هي محل نقاش في تلك الدوائر:أولها تغيير المصدر وهو مستحيل إذ انتهي عصر الفحم أما استخدام الذرة فلم يحن بعد.وثانيها: إشهار الحرب. وثالثها: تعديل سياسة الغرب إزاء العرب.فليس هناك بديل إذن عن البترول .
وقد لجأ الأمريكيون إلي فكرة عملية جديدة هي تخزين البترول في بلادهم ,ضمانا للمستقبل وهو ما أطلق عليه زراعة البترول العربي في باطن الأرض الأمريكيةوذلك بشراء البترول العربي وحمله علي ناقلات ضخمة وإيداعه في الآبار البترولية المستنفدة في تكساس أي تخزينه لوقت المجاعة البترولية.
وهي عملية مربحة إذ يتكلف البرميل بعد عمليات الشحن المعقدة وزراعة البترول في الآبار 2.61 دولار,بينما المقدر لثمن البرميل منه في سنة 1975 هو أربعة دولارات.
يجيء بعد ذلك دور الصين,حيث نشرت دراسة أمريكية:ستنضب موارد البترول في العالم بعد 36 عاما..لكن الصين تحتفظ باحتياطي يكفي لـ 144 عاما,وتحتل الصين المرتبة الثانية عشرة حاليا بين الدول المنتجة للبترول ,ومن المقدر أن يصل إنتاجها من البترول إلي 60 مليون طن في سنة 1975 .
ورغم ذلك فإن الصين مقبلة علي استيراد البترول في السنين المقبلة,بسبب نهضتها الصناعية ومشروعاتها الكثيرة.
باب أضواء علي العالم-وطني عدد 1972/7/23
حرب الخراف ولحم الضأن!
في نوفمبر 1979 حملت جماعة من الرعاة الفرنسيين السلاح ضد الإنجليز وتجمعوا في ميناء شيربورج لمنع إنزال 100 طن من الخراف المذبوحة المجمدة من بريطانيا علي الشاطيء الفرنسي,واستمرت المواجهة ست ساعات استطاع بعدها موظفو الجمارك في الميناء إقناع الرعاة الفرنسيين بالتخلي عن محاولتهم واضطروا إلي عدم التعرض للإنجليز.
وتشير الحادثة إلي أن روح حرب الضأن لم تمت وهي الحرب التي قادها الفرنسيون منذ 550 عاما ضد الغزاة البريطانيين وأنها سوف تستأنف قريبا جدا حيث,أصدرت محكمة العدل الأوربية قرارا بالسماح باستيراد لحم الضأن من أية دولة داخل السوق الأوربية المشتركة وبدون قيود,لكن الحكومة الفرنسية قررت حماية المزارعين المحللين من المنافسة الخارجية ذات الأسعار المنخفضة .
ويقول الفرنسيون إن الإنجليز يستوردون أعدادا كبيرة جدا من الخراف الرخيصة من نيوزيلندة.
وألمح الفرنسيون بأنهم قد يقبلون استيراد الخراف المذبوحة من بريطانيا, بشرط أن يسمح للفرنسيين بتجميدها,ثم إعادة تصديرها لأسواق أخري.
باب أضواء علي العالم-وطني عدد1979/12/2
كل دقيقة:
مليون دولار لأسلحة الدمار الشامل!
صدق أو لا تصدق أن مخزون العالم من أسلحة الدمار الشامل الذرية والنووية والهيدروجينية وغيرها يكفي لنسف الكرة الأرضية كلها مائة مرة!
هذا ما أكده علماء العالم في مؤتمرباجواش الدولي لإقرار السلام العالمي في العاصمة الهولندية أمستردام.والباجواشحركة دعا إليها اثنان من أقطاب العالم في العالم هما: ألبرت أينشتاين وبرتراندراسل,وتهدف إلي تبصير العالم بالمخاطر المدمرة التي تحيق به من جراء السباق الرهيب في التسلح.
طالب الـ150 عالما المشاركون في المؤتمر بترشيد ملايين الدولارات التي تنفق في هذا المجال لتساهم في إنقاذ الملايين من ضحايا الجوع والمرض في الدول الفقيرة ورفع مستوي معيشتهم إلي المستوي الإنساني.باب حول العالم-وطني عدد 1980/9/7.
الحرب التجارية بين واشنطن وطوكيو
لا تزال الحرب التجارية بين أمريكا واليابان مستمرة,حيث نشرتنيويورك تايمز تقريرا من واشنطن جاء فيه أن دوائر الأعمال والصناعة الأمريكية بل والأسواق الأمريكية تواجه حاليا غزوا أصفر من اليابان وبلاد الشرق الأقصي, الأمر الذي أدي إلي أزمات عنيفة لكثير من المصانع الضخمة ولشركات الإنتاج الأمريكية.
والغزو الأصفر يبدو ظاهرا في الأسواق فمن كل أربع سيارات تباع في الأسواق تجد سيارة يابانية,كما تعرضت صناعة الكمبيوتر والفيديو والأجهزة الإلكترونية بأمريكا إلي هزات عنيفة من غزو منتجات اليابان والشرق الأقصي حتي أصبح كل خمسة أجهزة إلكترونية منها جهازان صناعة اليابان أو كوريا أو تايوان.
وذكرت مصادر الحكومة الأمريكية ورجال الصناعة,أن إدارة الرئيس ريجان تستعد لفرض عقوبات علي منتجي الموصلات الحرارية اليابانية,وإن هذا سيؤدي إلي تدهور حاد في العلاقات التجارية المتصدعة بين الولايات المتحدة واليابان.باب حول العالم -وطني عدد 1987/4/12.
الحرب الدولية علي المخدرات
أعلنت دول العالم حربا ضارية ضد عصابات المخدرات وضد مروجيها,كما أعلنت الأمم المتحدة أخيرا حربا شاملة ضد المخدرات .
وقد أعلنت الجمعية العامة,أن عقد التسعينيات سيكون عقد الأمم المتحدة لمكافحة المخدرات,ووضعت برنامج عمل دولي يركز علي خفض الطلب علي المواد المخدرة في الدول الصناعية وتحديد الجهات المسئولة عن أزمة المخدرات وتجارتها التي وصل حجم التعامل فيها إلي أكثر من 500 مليار دولار.
والبرنامج يدعو لتخصيص ميزانيات كافية لمواجهة تجارة المخدرات ومحاربة المخدرات في جميع مراحلها,بداية من زراعة نبات الكوكا وتحويله إلي مخدرات يتم ترويجها في جميع أنحاء العالم.
باب حول العالم-وطني عدد1990/3/11