كان ساهرا مستعدا دائما لخلاص نفسه ينتظر الساعة واليوم, قهر السيد المسيح الموت وقال أين شوكتك يا موت, أين غلبتك يا هاوية.. كذلك هو تحدي الموت بالمسيح الذي فيه, وظل حاملا آلام المسيح في جسده.. حاملا المجد الذي ينتظره ارجعي يا نفسي إلي موضع راحتك لأن الرب قد أحسن إليك, وهذه من إحسانات الله, وهي شهوة القديسين, أن يستريحوا في الرب وأعمالهم تتبعهم.
** كثيرا ما وقفت أمام هذا الشيخ المتدين بفضائل كثيرة.. وقفت صغيرا أتتلمذ علي يديه كل يوم حتي آخر لحظة في حياته.. لم أكن صاحب القرار.. لكن كان صاحب القرار الروح القدس الساكن فيه, وكان هذا هو إيماني أن أعرض عليه كل شيء لأخذ بركته.
** نيافة الأنبا ثيئودودسيوس الابن البار بوالده المتنيح الأنبا دوماديوس.. لازمه لسنين طويلة راهبا إلي جواره.. ولما اتسعت المطرانية وزاد سكانها وتعددت المسئوليات اختاره قداسة البابا شنودة الثالث أسقفا عاما ليساعد نيافة المطران.. وكانت مكافأة الله لخدمته لشيخ وقور مملوء من الحكمة والتقوي.. وبقي محبا له مثل الابن لأبيه يلازمه كالظل.. وبعد طقس صلاة التجنيز جاءت كلمات الشكر والتعزية علي لسان نيافة الأنبا ثيئودوسيوس.. قال:
** في احتفالات الكنيسة بأعياد الشهداء.. أعياد الكنيسة المنتصرة ينضم إليها اليوم حبر جليل.. ويعز علينا جميعا أن نودع هذا الشيخ الوقور راعي وملاك مطرانية الأقباط الأرثوذكس بالجيزة, أبونا الحبيب الغالي نيافة الحبر جزيل الاحترام مثلث الرحمات الأنبا دوماديوس مطران الجيزة.. لكن الذي يعزينا رئاسة قداسة البابا المعظم راعي الرعاة وأب الآباء ونبع العزاء الذي جاء خصيصا ليرأس هذه الصلاة, ويطلب من الله أن يفتح له باب الفردوس.
** أقف اليوم لا معزيا ولا قابل تعزية.. ولكني أقف شاهدا.. أشهد لأبي.. وشهادتي حق لأنني تتلمذت علي يديه 30 سنة, وكان نيافته مدرسة فضائل تعلمت منها الحب الذي زرعه السيد المسيح له المجد.
** حينما سيم أسقفا للجيزة كان عدد الكنائس لا يزيد علي 13 كنيسة فقط, وحينما ذهب ليقف أمام عرش المجد ويعطي حسابا عن وكالته, كان عددها قد أصبح 103 كنائس, وأضاف له قداسة البابا ثلاث كنائس في العام الماضي فعمرها بالبركة التي يحملها داخل قلبه.. كان عدد الآباء الكهنة 24 كاهنا فسام 286 كاهنا.
** كان صاحب إرادة قوية, ملئ قلبه بمخافة الله وتقواه وبالإيمان المسيحي.. وبالإرادة تحدي المرض والموت.. وكان قويا في كرازته.. في كل مكان كان يذهب إليه للعلاج كان مكرزا يحسبه له الله كرازة.