نظارات من مختلف الأشكال والألوان بما يتماشي والموضة,تزايد التهافت عليها مع دخول فصل الصيف والحاجة إلي حماية العيون من أشعة الشمس ورغم أن الكثيرين يجهلون أضرار النظارات غير الأصلية علي عيونهم,إلا أن ثمة من يعلم ذلك لكنه لا يتردد في شرائها ما دامت تشبه الأصلية,ويحاول هؤلاء إقناع أنفسهم بأنهم يستخدمون مثل هذه النظارات منذ سنوات ولم تصاب عيونهم بأي أضرار,البضائع المقلدة,من مختلف الأشكال والألوان,ومن بينها مستحضرات ومنتجات لها استعمالات طبية,تجد رواجا متزايدا,بسبب تدني أسعارها,وتلهف الكثير من أصحاب الدخل المحدود علي شرائها,في ظاهرة هستيرية تجتاح مجتمعاتنا لاقتناء أكبر قدر ممكن من الكماليات التي تسد نقصا ما في شخصية الفرد,بغض النظر عن الأضرار التي تخلفها علي صحته.
وقد اكتسحت تجارة النظارات الشمسية المقلدة المحلات والأرصفة ومعها تزايد خطر الإصابة بأمراض العيون التي أصبحت تهدد الشباب قبل كبار السن,خصوصا وأنهم يلهثون وراء الموضة دون مراعاة السلامة والشروط الصحية يعود ذلك إلي الأسعار المتدنية للنظارات الشمسية المقلدة.
ولمعرفة آراء الشباب تقول أميرة طالبة جامعية: أنا عاشقة للنظارات,ولا يمكن أن أخرج دونها,فهي تجملني وتحجب الشمس عن عيني,وبما أنها رخيصة الثمن ومتوفرة بأشكال وألوان تواكب الموضة,فأنا أشتري نظارة حسب اللون الذي ارتديه في كل مرة واعتبرها جزءا مهما من مظهري.
وجدي عبد الحافظ كلية تجارة يقول: الشباب يهتمون كثيرا بمظهرهم حيث تشكل النظارة جزءا مهما منه,وأنا أفضل النظارة الكبيرة لكونها موضة,لا سيما وأن ثمن النظارة اليوم معقول ويسمح لنا باقتنائها وإذا كانت مقلدة ورديئة الصنع فلماذا تترك في الأسواق علي الرغم من وجود العديد من الأجهزة الرقابية لحماية المستهلك من السلع المغشوشة.
ويقول محمد عزمي بائع نظارات مقلدة: الناس تشتري هذه النظارات حتي وإن لم تكن أصلية,وأنا لا أري فرقا بين النظارة المقلدة والأصلية,المهم أن يكون السعر في متناول الجميع,فهي متواجدة بأشكال ومقاييس مختلفة تواكب العصر,مثلها مثل النظارات الأصلية,وبما أن هناك دقة متناهية في مجال التقليد,فالناس باتت تفضل شراء نظارة بـ20 جنيها بدل شراء نظارة بـ500 جنيه,خاصة مع تدني القدرة الشرائية للفرد.
ومضرة بالاقتصاد أيضا
إبراهيم المغربي رئيس الشعبة العامة للبصريات بالغرفة التجارية يقول إن خسائر الاقتصاد المصري من النظارات المغشوشة تبلغ 3 مليارات جنيه وذلك بسبب غش العلامات التجارية لماركات النظارات وقد تم ضبط 250 ألف نظارة مغشوشة تحمل علامات تجارية عالمية دخلت الأسواق بطرق غير مشروعة…
وأكد المغربي تراجع مرتبة مصر لدي الجهات الدولية نتيجة تفاقم ظاهرة المنتجات المقلدة,حيث تفقد الثقة في المناخ الاستثماري,وبالتالي يتراجع حجم الاستثمارات الأجنبية.
وحذر من دخول العدسات غير المرخصة إلي الأسواق مشيرا إلي أنه لا يوجد إحصاء رسمي بذلك وأن دخولها إلي مصر يتم من خلال عمليات تهريب,وأن معظم هذه العدسات مصنعة من مواد تم إعادة تدويرها وهي مواد محرمة دوليا ولها آثار سلبية كبيرة علي المستهلك.
وأوضح أن فصل الصيف يشهد تهريب النظارات من بعض التجار لتباع علي الأرصفة بمبالغ زهيدة وعدساتها بلاستيكية تؤذي العين وتسبب العمي خاصة أن بعض الشباب يشتري النظارة لون الطقم تماشيا مع الشياكة والأناقة ولا يعلم أنه يرتدي نظارة في مظهرها شيك وباطنها تهلك العين وتسبب العمي. والشعبة قامت بالإبلاغ عن بعض هؤلاء التجار.
وطالب المغربي جميع أجهزة الأمن بتكثيف الحملات علي الأسواق للقضاء تماما علي هذه الظاهرة التي تفشت بالأسواق وعلي الأرصفة مع التأكيد علي عدم وجود أية استثناءات من أجل الحفاظ علي الاستثمارات القائمة في هذا القطاع الحيوي.
تدمير الشبكية من أجل الزينة
يجمع كل المختصين في مجال طب العيون,أن معظم العدسات الخاصة بالنظارات الشمسية المقلدة,تصنع من مواد تم إعادة تدويرها,وهي مواد محرمة دوليا ولها آثار سلبية علي من يرتديها.
ويقول طبيب العيون مصطفي عبد العظيم,إن ضررها أكثر مما لو مشي الشخص في أشعة الشمس مباشرة.
ويبقي الهدف الأساسي من النظارة الشمسية هو الحماية من أشعة الشمس فوق البنفسجية,إلا أن النظارات المقلدة تسمح بدخول هذه الأشعة إلي العين فتلحق بها الضرر,خاصة عندما تكون النظارة داكنة,فهي تخدع حدقة العين فتبقي مفتوحة لتصل هذه الأشعة إلي شبكية العين وتلحق بها الضرر والأذي.
ويضيف أن الأمراض التي تصيب العين بسببها تتمثل في المياه البيضاء,وهي عتمة تصيب عدسة العين تدريجيا,مما يؤدي في نهاية المطاف إلي فقدان البصر. كما أن استعمال النظارات الشمسية المقلدة يضر بالعينين,حسب الإخصائي,مما يؤدي إلي صداع وألم بالعينين وحولها,كما أن هذه النظارات لا توفر أي حماية لأغلي حاسة لدي الإنسان,فهي لا تحتوي علي مرشحات لحماية العين من الأشعة فوق البنفسجية,كما أن النظارات المقلدة قد تسبب ازدواجية الرؤية.
وللنظارات الشمسية فائدة طبية,فهي تعكس الأشعة فوق البنفسجية أ وب, سواء في الأيام الشمسية أو التي تكثر فيها السحب ونجد أن الأشعة البنفسجية ب هي التي تسبب حروق الشمس ومن الممكن أن تعرض العينين للأذي بالمثل,والتعرض لها لمدة 30 دقيقة علي مدار السنة كافية للإصابة بالمياه البيضاء علي العين أو ضعف الرؤية بنسبة 10 بالمائة.