ذكر الكتاب المقدس في إنجيل لوقا في تسبيحة القديسة العذراء مريم وهي حبلي بالمسيح (لو 50-35) ورحمته (أي المسيح) إلي جيل الأجيال للذين يتقونه صنع قوة بذراعه شتت المستكبرين بفكر قلوبهم أنزل الأعزاء عن الكراسي ورفع المتضعين أشبع الجياع خيرات وصرف الأغنياء فارغين.
1- عندما جاء للسيد المسيح رجل ناموسي ليجربه وقال له ماذا أعمل لأرث الحياة الأبدية فأجاب المسيح وقال له ماذا تقرأ في الناموس؟ فأجابه الناموسي تحب الرب إلهك من كل قلبك ومن كل نفسك ومن كل قدرتك ومن كل فكرك وقريبك كنفسك فقال له المسيح بالصواب أجبت افعل هذا فتحيا فقال له الفريسي ومن هو قريبي؟ فأجاب يسوع المسيح كان إنسان نازلا من أورشليم إلي أريحا – فوقع بين لصوص فعروه وجرحوه ومضوا وتركوه بين حي وميت فمر عليه كاهن أي رجل الدين وأيضا اللاوي أيضا هكذا وقد يكون قريبه من جهة الجنس لكن مر عليه السامري غريب الجنس ولما رآه تحنن عليه فضمد جراحاته وصب عليها زيتا وأركبه علي دابته وأتي به إلي فندق واعتني به وقال المسيح للناموسي وسأله أي من هؤلاء الثلاثة قريب للرجل الذي وقع بين اللصوص؟ فقال وأجاب الناموسي الذي صنع معه الرحمة فقال له يسوع اذهب أنت أيضا واصنع هكذا.
هذا ما فعله المسيح معنا وشهدت عنه القديسة العذراء مريم ويحرضنا أن نصنع الرحمة للجميع ودعوة للمصريين جميعا نصنع الرحمة بغض النظر عن الدين والعقيدة والفكر والثقافة والغني والفقر واللون إنها دعوة للجميع لصنع الرحمة وهكذا علمنا المسيح.
2- أشبع الجياع وكما صنع المسيح الرحمة كما جاء في مرقس 15 يقول الكتاب (متي 15: 30) فجاء إليه جموع كثيرة (أي المسيح) معهم عرج وعمي وخرس وشل وآخرون كثيرون وطرحوهم عند قدمي يسوع فشفاهم حتي تعجب الجموع إذ رأوا الخرس يتكلمون والشل يصيحون والعرج يمشون والعمي يبصرون وفي عدد 32 يذكر الكتاب وأما يسوع فدعا تلاميذه وقال إني أشفق علي الجمع لأن الآن لهم ثلاثة أيام يمكثون معي وليس لهم ما يأكلون ولست أريد أن أصرفهم صائمين لئلا يخورون في الطريق فقال له تلاميذه من أين لنا في البرية خبز بهذا المقدار حتي يشبع جمعا هذا عدده؟ فقال لهم يسوع كم عندكم من الخبز؟ فقالوا سبعة وقليل من صغار السمك. فأمر الجموع أن يتكئوا علي الأرض وأخذ السبع خبزات والسمك وشكر وكسر وأعطي تلاميذه والتلاميذ أعطوا الجمع فأكل الجميع وشبعوا ثم رفعوا ما فضل من الكسر سبعة سلال مملوءة والآكلون كانوا أربعة آلاف رجل ماعدا النساء والأولاد.
وهذا ما يفعله المسيح مع الجمع والجميع يشبعهم روحيا وأيضا جسديا هذا هو المسيح يشفق ويتحنن عندما نكون جياعا ويشبعنا إذا كان عندنا ثقة به هو وحده الذي يقدر أن يبارك بالقليل الذي لدينا بل ويفيض.
3- جاء أيضا ليهب الحياة قال عن نفسه أتيت لتكون لكم حياة ويكون لكم أفضل أي أتي المسيح لا لكي يؤسس الدين المسيحي أو إمبراطورية مسيحية بل أتي لكي يمنح للإنسان حياة سعيدة هنا في الأرض وأيضا حياة أبدية في السماء. وهذا ما جعل المسيح يدفع الثمن غاليا هنا علي الصليب. رغم أن المسيح أشفق علي الجميع فهو مكتوب عنه الذي لم يشفق علي ابنه بل بذله لأجلنا أجمعين أي أن الله الآب لم يشفق علي المسيح في الصليب بل الأكثر من هذا أن سرور الله الآب أن يسحقه بالحزن كما جاء في أشعياء 53 فحمل المسيح كل أحزاننا وتحمل كل أوجاعنا وجرح لأجل معاصينا وسحق لأجل آثامنا حتي في جيله من كان يظن أنه قطع من أرض الأحياء,كل هذا حدث مع المسيح لكي يعطي للإنسان حياة وعندما قام من الأموات أقامنا أيضا معه نعم هو الذي يهب الحياة لأنه كما في آدم يموت الجميع هكذا في المسيح سيحيا الجميع جاء المسيح لكي يشاركنا في اللحم والدم وأيضا لكي يبيد بالموت ذاك الذي له سلطان الموت أي إبليس هذا هو يسوع المسيح الذي جاء ليهب البشرية الرحمة والشبع وأيضا الحياة وأن أساس هدفه أن يعطي الإنسان حياة فهل نستفيد ونتعلم من مجيئه.