أسر شهداء: مازلنا فى انتظار عدالة الأرض وقلوبنا تتضرع لتحقيق عدالة السماء
الشهيد صبرى فوزى ذهب لإحضار زوجته وطفليها من الكنيسة فنال الشهادة
والدة الشهيد بيتر سامى : ودعت وحيدى دون أن أراه فى
أسر شهداء: مازلنا فى انتظار عدالة الأرض وقلوبنا تتضرع لتحقيق عدالة السماء
الشهيد صبرى فوزى ذهب لإحضار زوجته وطفليها من الكنيسة فنال الشهادة
والدة الشهيد بيتر سامى : ودعت وحيدى دون أن أراه فى المشرحة
27 عملية جراحية تنقذ زوجة الشهيد صموئيل و26 عملية لانقاذ ابنته من بتر ساقيها
لم يكن 2011 عاماً عادياً ، فقد دقت ساعته الأولى بأجراس الأحزان بعد وقوع مذبحة كنيسة القديسين بعد مرور أقل من 20 دقيقة على العام الجديد، ثم استمرت الأحداث الفارقة التى مرت على مصر طوال عام الثورة إلا أن تفجيرات كنيسة القديسين –رغم مرور العام- مازالت هى ناقوس الخطر الأول الذى دق على قلوب المصريين وحفر ذكراه فى عقولهم .
“وطنى” التقت أسر شهداء أحداث تفجيرات القديسين بعد مرور عام على فراق ذويهم ، فتحت الأسر قلوبهم ليرووا ذكريات مؤلمة تمتزج بحالة من السلام الداخلى والايمان بإرادة الله وعدالة السماء تدهش من يستمع اليها لاسيما وان هناك تباطؤ الدولة فى استكمال التحقيقات .
والدة أصغر الشهداء : ودعت ابنى بفرح و أموال الدنيا لا تكفى نظرة واحدة لأبنى ولن نقبل أن يكون فى كل حادث للأقباط الجانى مختل عقليا
والدة الشهيد بيتر سامى –أصغر الشهداء 17 عاما – تروى تفاصيل اللحظات الأخيرة لابنها فتقول: بيتر قام بشراء ملابس العيد ونزل مع أصدقائه لحضور القداس، وكان آخر مرة سمعت صوته عبر اثير الهاتف المحمول الساعة 12 منتصف ليلة عيد الميلاد لادعيه الحضور الى المنزل فرد على بأنه سوف يأتى للمنزل بعد انتهاء الصلاة، لم تمر سوى عشر دقائق حتى سمعت دوى الانفجار نظرا لاقتراب المنزل من شارع الكنيسة، فنزلت مسرعة أبحث عنه لم أجده لانه اغلق هاتفه المحمول فذهبت إلى مستشفى مارمرقس بجوار الكنيسة لم أجده أيضا، وبعدها اكتشفت أنه بالمشرحة ولم تراه عينى نهائيا لأنه خرج من المشرحة الى مدفنه. ومن المفارقات أنه صدم بسيارة يوم 5 ديسمبر ،وتم تجبيسه ولكن اختاره الله ليكون له طريق آخر مع مجموعة من الشهداء. رغم شعورى بالألم والحزن ولكن لتكن إرادة الله فرغم حزنى لفراقه لأن ابنى الوحيد مع شقيقته إلا أن مكانته فى السماء مع الأبرار .
وحتى اليوم لا أعرف ما هى إصاباته غير أن احد ساقيه قطعت من الانفجار ولكن لم انظر إلى جسده حتى أرى باقى الاصابات، فيكفى أنه فارقنى واختفى عن عالمى ولكن تعزيتى أن ابنى شهيد، وفى الملكوت ولكن لن أترك حقه. و اتمنى ان تظهر ملابسات الحادث و يتم محاكمة المسئول عنه بدلا من المختل عقليا المسئول عن كل الأحداث الطائفية ، فالتعويضات المالية لا تغنينى عن متابعة مسار التحقيقات لمعرفة الفاعل الذى لم يظهر بعد عام كامل من التحقيقات.
وأضافت والدة بيتر: استرجعت أحزانى عند وقوع أحداث ماسبيرو لمقتل الشباب الأقباط وهم يدافعون عن حقهم. وعادت أحزانى وشعورى بمأساة الآمهات اللواتى يعتصر قلوبهن بالأسى والألم بعد فقدان أبنائهن، فلم تغير الثورة شيئا ومازال نزيف الدماء مستمراً.
والد الشهيد مايكل عبد المسيح : الجانى معدوم الإنسانية ولا يعرف معنى الضنا الذى فقدته
مازالت الدموع لم تخف من فوق وجنتيه، أكد عبد المسيح مرجان والد الشهيد مايكل أنه على الرغم من مرور عام على استشهاد ابنه ولكنه مازال يعجز عن احتمال الفراق وقال: الضنا أغلى شىء فى هذا العالم ، ولم تمر علينا عام مثل 2011 ، فكثيرا ما أذهب إلى مدفن الشهداء واجلس بجواره ساعات طويلة، فلقد كان فى السنة النهائية لمعهد اللاسلكى وكان يحظى بحب الجميع حتى ان عميد المعهد عندما جاء بملفه ظل يبكى بحرارة، واخواته حتى الان غير قادرين الذهاب للكنيسة التى قتل فيها شقيقهم، فهم يتألمون عندما يمرون فى الشارع الذى تقع فيه الكنيسة.
اتذكر وقت الحادث عندما طلب منه ابنائى الثلاث الذهاب للصلاة وظللت بالمنزل لإعداد الطعام لهم، وهذا امر اعتدت عليه بعد وفاة زوجتى، وعندما سمعت دوى الانفجار أسرعت الى الشارع، ووجدت أشلاء ودماء بالشارع وصرخات. ولم أمتلك اعصابى وكنت أقابل رجال شرطة وأصرخ فى وجهم، وأقول لهم ” كنت فين لما حصل ده ” وأسرعت للمستشفى، فؤجئت بمقتل ابنى، وذهبت للمشرحة. ووجدت داخلها أشلاء وأعضاء مبتلورة فى كل مكان، وكان الأطباء يحاولون استكمال كل جثة بأعضائها المتناثرة .
خرجت منهاراً من المشرحة، وأنا اتساءل من الذى فعل هذه المذبحة، هل كان إنسان يشعر مثلنا ويدرك قيمة وإحساس الاب بالضنا. ما يحزننى هو مرور عام كامل على التحقيقات ومع ذلك لم يتم تحديد الجناة لتحقيق القصاص إلا انى مؤمناً ان عدالة الأرض ان لم تكن ناجزة فان عدالة السماء هى التى سوف تعدل موازين الأمور .
27 عملية جراحية تنقذ زوجة الشهيد صموئيل و26 عملية لانقاذ ابنته من بتر ساقيها
ايمان ابراهيم واصف زوجة الشهيد صموئيل ميخائيل اسكندر، والتى أصيبت اثناء الحادث ومعها ابنتيها نادرين وشيرى، حيث أجريت للأم 27 عملية جراحية فى العينين والاذن والساق كما أجريت 26 عملية جراحية بألمانيا لابنتها ناردين التى تم انقاذها من عملية بتر لساقيها. وتقول الأم ايمان ايراهيم إنها ذهبت ومعها زوجها وابناتيها إلى الكنيسة معا وأثناء خروجهم حدث الانفجار وبعدها لم تتذكر أى شىء حيث فقدت الوعى وتم نقلها للمستشفى ولم تعرف باستشهاد زوجها إلا بعد مرور شهر نتيجة دخولها فى حالة غيبوبة.
وقالت السيدة ايمان إنها أصيبت فى عينيها مما تسبب فى انفصال فى الشبكية وثقب فى الاذن مما ترك أثراً على الأعصاب وجزء من الكتف الايمن إضافة لإصابتها بشظايا فى الصدر والكبد والمعدة وشظايا داخل الساقين وحروق فى مناطق متفرقة بالجسم وتم إجراء 27 عملية. ووصفت حالتها بأنها معجزة لأنها على قيد الحياة حتى الآن. وأشارت أن العام الماضى مر عليها بصعوبة شديدة ولكن ما يصبرنا أن هناك شهيد لنا فى السماء .
وتحدثت ناردين صموئيل وهى فتاة تبلغ من العمر 23 عاما قائلة: تكلفة علاجى قاربت على المليون جنيه، وأجريت لى 26 عملية فى المانيا. وأن الأطباء تبرعوا بإجراء العمليات لها ولوالدتها لينقذها الله من عملية بتر لساقها. وتذكرت لحظة وقوع العمل الإرهابى وقالت: لم اشعر بأى شىء بعد الانفجار غير انى كنت اسمع بالمستشفى أصوات منها ” أن الحالة ده حالة بتر ” وبعد فترة كنت أسال عن ساقى: هل حدث بتر ولكن ربنا انقذنى بمعجرة وكان هناك كسر مضاعف واستئصال للكعب وقطع فى الشريان وتم اجراء 26 عملية ومازالت هناك عملية اخرى.
وأضافت ناردين صموئيل ” عرفت بإستشهاد والدى عقب الحادث بأسبوع وكنت اتألم كثيرا، ولم اخبر والدتى سوى بعد شهر، ونحن تأثرنا بشده لفراق والدى. ونحن الان وحدنا ، ولكن والدى مات شهيداً.”
وتشترك فى الحوار مع ناردين شقيقتها شيرى التى تبلغ 13 عاما والتى أصيبت فى الحادث بكسر فى الساق وشظايا وحروق. وتقول شيرى إنها حزينة لانها فقدت والدها وتطالب الشقيقتان بمعرفة من فعل هذه الجريمة ولماذا قام بذلك ؟!!
صبرى فوزى ذهب لاحضار زوجته وطفليه من الكنيسة فنال إكليل الشهادة
زوجة الشهيد صبرى فوزى لديها كيرلس 15 عاما وشيرى 12 عاما قالت: لم نتوقع أن هذا يحدث فى ليلة فرح. فجأة سمعنا صوت الانفجار ونحن داخل الكنيسة حتى ان من قوته سقطنا جميعا، وكان زوجى فى الثانية عشر جاء من عمله ليأخذنا ولكن وصل وقت الانفجار حتى ان جثته تشوهت تماما، وكان فى المستشفى فى غيبوبة وحدث له نزيف داخلى ولقد اثر علينا لانه رب المنزل وهو عائلنا وليس لنا سواه ولذا فنحن فقدناه والرب يرعنا الان .
وأضافت زوجة الشهيد: ” الدولة لم تنظر للقضية ، ولم تعط اى اهتمام لدماء الشهداء، حتى المجلس العسكرى لم يبد اى اهتمام، ونحن نريد معاقبة من فعل هذه المذبحة حتى تستريح قلوبنا خاصة انه يمر اليوم ذكرى مرور عام على الشهداء ، وهذا الحدث لم يؤثر على ذهابنا للكنيسة، فنحن لم نخاف.
فكرى ناشد فقد أسرته بالكامل ويصدر كتابا عنها
وقال فكرى ناشد الد الشهيدتين مريم 22 عاما ومارتينا 13 عاما ابنتيه وزجته الشهيدة سونيا وشقيقة زوجته الشهيدة سميرة انه يفتقد أسرته. وأضاف: هناك تعزية السماء حيث أن أسرته أصبحت بالكامل فى مصاف الشهداء ولكنى اشعر بالضعف كطبيعة البشر خاصة أن ملابسات الحادث مازالت غامضة بشأن أسبابه، حتى لو كان هناك تدخل خارجى، فالتنفيذ تم بيد مصرية. وتوجد تساؤلات حول دوةر أجهزة الأمن وهل كانت تعلم بأن هناك مخطط لتفجير كنيسة القديسين فى ليلة رأس السنة. فقد وصلت تهديدات ونظمت مظاهرات توعدت الكنيسة والبابا قبل الحادث ولم لم تتخذ الدولة التدابير اللازمة لحماية الكنائس.
واعتبر والد الشهيد ان المجتمع المصرى يمر بأزمة بوجود خطاب دينى متطرف وهناك من افتى بعدم تهنئة الأقباط بالعيد فضلا عن وجود نظام تعليمى ينتج أشخاص متطرفين. والأخطر هو عدم تطبيق القانون، وعقب كل حادث تخرج البيانات والادانة وتنتهى الأمور. وحادث القديسين تم الاعلان عن الجهة والاسماء وقال حبيب العادلى انه جيش فلسطين الإسلامى ورغم ذلك لم يتم تقديم الجناه حتى الان.
وفى الذكرى السنوية يصدر فكرى ناشد والد الشهداء كتابا من 240 صفحة يتحدث فيه عن أسرته ولاسيما ابنته مريم ويروى ذكريات عن اسرته ويضم الكتاب ملف للصور لابنتيه. ويؤكد فى الكتاب أن الذى قام بهذا الحادث أراد استخدامه بهدف إحداث وقيعة بين المسلمين والأقباط ولكنه لم ينجح فى ذلك لان الحادث ادى لاتحاد المسلمين والأقباط الذين خرجوا معا بعد الحادث فى كل انحاء مصر متحدين ضد هؤلاء وكان سببا من أسباب قيام ثورة 25 يناير.
إ س