نظارة طبية… وقطرات شهرية
في رحلة خير مستمرة لإنقاذ عيني الأب صبحي
روبير الفارس
تصوير:ناصر صبحي
عندما يسير الإنسان في الحياة بصحبة ألم دائم لا يكون أمامه حل سوي أن يتأقلم معه وأن يطرد من أعماقه أي بقايا للتذمر أو الغضب أو الحزن…بل يجلس بمرضه في دائرة الشكر حيث يجد الراحة والرجاء والأمل الدائم في الشفاء,وبذلك يكون انتصر بالفعل علي ديمومة الآلام التي تصاحبه فلا تغلبه أو تعيق أيامه.هذه الحكمة العميقة يطبقها بمهارة الأب صبحي بشاي تادرس البالغ من العمر55عاما,وهو متزوج ويعول أسرة مكونة من6أفراد.
الأب صبحي صديق لباب المحطة بجريدة وطني منذ عام2007 وتتلخص مشكلته في سطر قصير ولكنه طويل…فهو يعاني من مشكلة في العينين.
أصيب بحرقان شديد ودموع منذ سبع سنوات فاضطر للذهاب إلي أكثر من طبيب وفي نفس التوقيت أصيب بارتفاع في ضغط الدم مما أدي إلي فقدانه لتوازنه وكان يسير في الشارع فوقع علي ظهره مما جعل جمجمته ترتطم بالأرض الأمر الذي أثر بالسلب علي مشكلة الإبصار في عينيه الأمر الذي جعل ضغط العين مرتفعا باستمرار.
في البداية اصطحبنا الأب صبحي بشاي إلي الدكتور مجدي عيسي استشاري طب وجراحة العيون بالمستشفي الوطني للعيون بمصر الجديدة فقام بتوقيع الكشف الطبي علي الأب بشاي ثم أجري له كشف نظارة حيث تم التأكد من أن الأب بشاي يبصر بالعين اليمني 12/6 وبالعين اليسري9/6 ويحتاج لنظارة.
وقام صندوق الخير بالتكفل بتكلفة النظارة وهنا كان الظن أن رحلتنا مع الأب صبحي بشاي قد انتهت بارتدائة النظارة,ولكن النظارة وإن كانت قد حققت بعض تصحيح النظر إلا أن الألم ظل باقيا مع الحرقان والدموع…مما جعلنا نصطحبه مجددا للدكتور مجدي عيسي الذي طلب إجراء بعض الأشعات لمجال الإبصار عن طريق الكمبيوتر,كما طلب إجراء أشعة مقطعية للشبكية والعصب البصري,الأمر الذي كشف عن وجود ارتفاع في ضغط العينين بمقدار50مم زئبق بكل عين,كذلك ثبت سلامة فحص قاع العينين.
أضاف الدكتور مجدي عيسي أن هناك مشكلة بالعصب البصري للعين اليمني حيث يوجد جزء من العصب البصري مغطي بمادة الميلين-وهو عيب خلفي-الأمر الذي يسبب ضعف إبصارها كما أن مجال الإبصار توجد به بعض التغيرات…وأرجع الدكتور مجدي عيسي وجود هذه التغيرات إما إلي ضغط العين الذي يميل إلي الارتفاع أو إلي بعض التغيرات الخلفية والمرتبطة بالتقدم في العمر.
وكان التقرير النهائي للدكتور مجدي عيسي يؤكد علي أهمية انتظام الأب صبحي في وضع بعض القطرات بشكل مستمر ومنتظم في العينين,مع المتابعة الشهرية المنتظمة,وإجراء فحوصات لمجال الإبصار بالكمبيوتر لمعرفة مدي تقدم الحالة.
ومنذ ذلك التاريخ(2007) يقوم صندوق الخبر بتوفير القطرات اللازمة لعلاج العينين وكذلك المتابعة الشهرية مع الدكتور مجدي عيسي وتكلفة إجراء الفحوصات والأشعات.وهكذا تستمر رحلة الخير مع هذا الأب المكافح الذي لم يرتكن إلي ألم عينيه,بل بحث عن عمل بسيط يستطيع من خلاله توفير بعض النفقات لأسرته..وكذلك طرد الشعور بأنه مريض ولا يصلح للعمل…الأمر الذي يساعده معنويا بصورة كبيرة حتي يتمم الرب له الشفاء.
روبير الفارس