إستكمالاً للحديث عن الوداعة، نشير إلى كيفية ممارستها.
1- كان منهاج بولس الرسول “أن نغلب الشر بالخير”
فإن مقياس الوداعة الصدوق عن الشر. نحن نغلب الشر بوداعتنا بصيرورتنا “حملان بين ذئاب”.
يقول بطرس الرسول: إخضعوا لكل خليقة”
فإذا لم نذهب إلى الآخرين كسادة يرومون السيطرة، وإذا جعلنا في علاقاتنا مسحة من الإحترام والخضوع، حملنا القريب على إتخاذ الموقف عينه.
2- إسمعوا أيضاً هذا القول الآخر: “ليحسب كلُ واحد منكم قريبه أفضل منه” (في 2: 3).
ففي هذه الحال يكون فينا إعتبارٌ ومبادرات إكرام وصداقة، بعضنا لبعض.
في علاقاتنا مع الطبقة الشعبية نميل إلى الترفّع عن مخالطتهم، وإلى محادثتهم بشئ من التنازل، فلا ننجح في اكتساب مودتهم. يجب أن نتشرّب هذه الحقيقة أننا كلنا أعضاء في أسرة واحدة فالروح القدس يلهمنا هذا اليقين والوداعة الكاملة التي يجب أن نذهب بها إلى جميع إخوتنا، كاإلى أبناء الآب السماوي.
3- “إحملوا بعضكم أثقال بعض” (غلا6: 2)
نحن رفقاء في خدمة واحدة، ولكل منا حمله: فالبعض يتألمون في الداخل أو في الخارج، وغيرهم يستصعبون العمل، فلنتعلم كيف نلج دواخل الآخرين لنحمل أحزانهم. لنتم ذلك مع الذين نوجّه إليهم رسالتنا.
ولنصنع ذلك في داخل جماعتنا، ففيها خصوصاً نجد إخوة وأخوات.
ليكن فينا روح الإخوة وليكن ظاهراً وعلنياً تجاه هذا القريب الأول، فلنمارس روح الوداعة، بما لنا أب واحد يريد الخير لنا جميعاً، بعاطفة المحبة الواحدة.
إذا فعلنا ذلك نرث الأرض أي نكتسب القلوب.
لم يعرف الرسل غير الوداعة فقد نجحوا نجاحاً فعّالاً باهراً وكان الروح القدس من ورائهم.
4- “كن وديعاً ولا تكن ديّاناً”
يقول بولس الرسول: “أيها الإخوة إن سقط أحد في زلة فأصلحوا أنتم الروحيين مثل هذا بروح الوداعة ناظراً إلى نفسك لئلا تجرب أنت أيضاً” (غل 1: 6)
– في اللحظة التي تبدأ فيها محاكمة الآخرين نحن نعطي للشيطان مجال حاد لمحاربتنا.
– لقد كان رد فعل يسوع تجاه المرأة التي أمسكت في الخطيئة في غاية الحساسية لقد دافع عنها أمام الآخرين، ثم بعد أن تركها الجمهور كان شفوقاً ولم يكن دياناً.
– لماذا يجب أن ندين الآخرين؟
لأن هذه هي الطريقة التي يتعامل بها يسوع معنا، فهو يتحملنا كثيراً (قصة القديس الأنبا بيشوي والراهب الزاني).
5- كن قابلاً للتعليم ولا تكن جامداً محنطاً
“ليكن كل إنسان مسرعاً في الإستماع مبطئاً في التكلم بطيئاً في الغضب” (يع 1: 19)
إن أردت أن تكون دمث الأخلاق، فإستخدم أذنيك أكثر من فمك وكن على إستعداد لقبول التقويم.
الوداعة هي أيضاً الإستعداد للإعتراف بالخطأ “إقبلوا بوداعة الكلمة المغروسة” (يع1: 21) وعندما نقترب من كلمة الله بتواضع فهي تهدينا وتنير بصائرنا.
الجزء الاول