أكد بيان للأنبا مكاريوس، أسقف عام المنيا للأقباط الأرثوذكس، بمناسبة ذكري فض رابعة ، أن يوم الرابع عشر من أغسطس 2014،وهو محطة هامة في التاريخ الكنسي المعاصر، يوم أن تعرضت الكنائس والمنازل والمتاجر القبطية للسلب والنهب والحرق، في ذلك اليوم كان جميع الأقباط مستهدفون أينما وجدوا وكانت حياة أي شخص مهددة أينما كان، يومها أجهش الكثيرين بالبكاء وهم يقفون عاجزين أمام الكنائس والممتلكات والنار مشتعلة فيها، وبعضها تحول إلى كتلة من النيران.
ورصد أسقف المنيا، عدد من البركات والحقائق التي أسفرت عنها تلك الضيقة التي تحولت الي بركة، حتى شكر الأقباط الله الذي خصهم بهذه التجربة، وهذه الحقائق والبركات هي:
ــ تأكد الأقباط من جديد أن الكنيسة ليست مجرد حوائط وزخارف، وهذا ما اكده تمسكهم بركام الكنائس المحترقة واقامة الصلوات بها، بكثير من الانتماء والفرح والثقة بالله الذي سيحول الأمر للخير، وإن كان هذا لا يعفي الذين قاموا بحرقها من المسئولية.
ـــوٱضاف الانبا مكاريوس، اختبر الناس في ذلك اليوم أنهم قد يفقدون كل ممتلكاتهم في لحظة، وتعلموا كيف يحيون حياة التجرد، وألا يتعلقوا بشيء أو شخص أكثر من الله، وأن كل أموال هذا العالم لا تفيد قدر ما يفيد استعداده لحياه روحية.
ـــ وأكد أسقف المنيا انه ضمن البركات التي نالها اقباط مصر، انهم صلوا لأجل مضطهديهم كثيرا وطلبوا من الله أن يغفر لهم لأنهم لا يدرون ماذا يفعلون، وفوق العبارات المهينة التي كتبها المتطرفون على الجدران في الشوارع -ومنها جدران الكنائس- كتب الأقباط لهم “نحبكم رغم كل ذلك” ولم يرفع قبطي واحد حجرا في وجه المتطرفين ولم يتفوه شخص ما بكلمة خارجة ضد أي منهم.
ـــ ولفت اسقف عام المنيا الي انه في ذلك اليوم تأكد للجميع كذب إدعاء البعض أننا نحتفظ بأسلحة داخل الكنائس، فإنه لو كان هذا الأمر حقيقة لما هاجموا الكنائس أصلاً، ولكان الأقباط قد استخدموها في الدفاع عن أنفسهم، لقد احترقت الكنائس أمام أعينهم بعد أن نُهب كل ما فيها، وما لم يستطيعوا حمله الى الخارج حطموه بالمطارق في مكانه، وقد استمرت النيران في بعض الكنائس متأججة لمدة تزيد عن الخمسة عشر ساعة.
ــ وأشار بيان الأسقف إلي موقف الكنيسة الرسمي وطنياً مشرّفاً، فقد صرح قداسة البابا الأنبا تواضروس الثاني، بأنه لو هدمت كل كنائس مصر سنصلى في المساجد، واذا هدمت كل المساجد سنصلي نحن وإخوتنا المسلمون في الشوارع، وأننا جميعا نبذل التضحية من أجل مصر ومستقبلها، وكان لهذا التصريح صدى جميل محلياً وعالمياً، وشهد الجميع بوطنية الأقباط.
ـــ وأضاف مكاريوس، انه لم يمر يومين على احتراق الكنائس حتى قام الأقباط بالصلاة فوق ركامها ووسط الدخان، وتوافد الناس بأعداد كبيرة من خارج مناطق التدمير ليتباركوا بتلك الأماكن التي قدّمت شهادة للمسيح، وأقيمت فيها الصلوات قبل اعادة اعمارها.
ـــ وتابع البيان ، ان المستشار عدلي منصور رئيس الجمهورية مع المجلس العسكري باعلان تعهّد القوات المسلحة، باعادة أعمار الكنائس والمؤسسات التي اضيرت في ذلك اليوم على نفقة الدولة، وبالفعل قام سلاح المهندسين بالتعاون مع الهيئة الهندسية ووزارة الإسكان بعمل الترتيبات المطلوبة، وخلال شهور قليلة بدأت عملية اعادة الإعمار حيث تم توزيع المنشآت التي تدمرت على ثلات مراحل، قاربت المرحلة الأولى من الانتهاء، لتبدا الثانية قبل نهاية العام الحالي، وليتم الانتهاء من جميع الأعمال في 30 يونيو 2015م.
واختتم الانبا مكاريوس اسقف عام المنيا، البيان بالاشادة بمواقف الكثير من إخوتنا المسلمين، وكان لهم مواقف نبيلة كثيرة تحسب لهم، مؤكدين على معدن الشعب المصري الأصيل، هناك من شجب ما حدث بقوة في وسائل الإعلام، وهناك من قدّم المساعدات لبعض الأفراد الذين تضرّروا، وكثيرين -لا سيما في القرى- وقفوا مع الأقباط في حماية الكنائس من المعتدين، وعلى قدر ما خان البعض على قدر ما أظهر كثيرين نبلاً وحباًّ.