بالتحديد فى عام 1940 وقبل رحيل الصوت الذى أثرنا جميعاً وأرتبط بأذاننا بشهر رمضان الكريم بنحو عشر سنوات، أجرت مجلة الأثنين والدنيا حوار نادر مع الشيخ محمد رفعت والذى حكى فيه عن تفاصيل يومه وأهم العقبات التى أعترضت طريقه وكيف وصل لتلك المكانة التى بقيت وأستمرت إلى وقتنا الحالى… فإلى أجواء الحوار وعودة 75 عاماً للوراء….
فى داره الهادئة المتواضعة بحى السيدة زينب كان يعيش صاحب الصوت المميز الشيخ “محمد رفعت” ولم يكن يغادرها فى أواخر أيامه إلا لإذاعة القرآن الكريم من محطة الإذاعة أو للترتيل فى سهرة كان يدعو إلى إحيائها أو إلى الذهاب إلى مسجد الأمير فاضل بشارع درب الجماميز يوم الجمعة فكان يؤثر قضاء الوقت فى داره بين قرينته وأولاده … هكذا كان يقضى يومه إمام القراء .
· وعن بدأ حفظ القرآن الكريم أجاب الشيخ محمد رفعت: بدأت حفظ القرآن وانا فى الخامسة من عمرى وكانت النية متجهة إلى إلحاقى بعد ذلك بالأزهر ولكن شاء الله بعد ست سنوات أتممت فيها حفظ القرآن ومجموعة من الأحاديث النبوية وبعد أن سمع المحيطيون بى صوتى قضيت عاميين آخرين فى علم التجويد على يد أستاذى الشيخ عبد الفتاح هنيدى .. بعدها بدأت وانا فى الرابعة عشر أحيى بعض الليالى فى القاهرة بترتيل القرآن الكريم وبعدها صرت أُدُعى لترتيل القرآن فى الأقاليم.
· هل تذكر أول مكأفاة حصلت عليها؟… أجاب الشيخ محمد رفعت: بالطبع، كانت عندما أحييت ليلة فى أحد الأحياء الوطنية عند رجل متوسط الحال، أتفق معى على مبلغ عشرين قرشاً ، ولكن عندما انتهت الليلة اضاف إلى ذلك المبلغ خمسة قروش من عنده، فكان لتقديره هذا فى نفسى أثر جميل.
· كيف كان يقضى الشيخ محمد رفعت يومه…. أجاب المحيطيون به: صلاة الصبح يومياً ثم شرب القهوة والجلوس بين يدى حلاقه وأكثر أوقات الفراغ إلى جانب الراديو فى حجرة الإستقبال ، بعدها الجلوس إلى جوار ابنه محمد افندى للرد على بريده الخاص … ومن الأمور المشهورة عن الشيخ محمد رفعت أنه كان لا يدخن ولا يأكل إلا مرة واحدة فى اليوم.
· هل سبق وأن أمتنعت عن إذاعة القرآن فى الراديو لإعتقادك أن ذلك حرام… أجاب الشيخ محمد رفعت: نعم حدث هذا، ولم أقبل التعاقد مع محطة الإذاعة إلا بعد أن حصلت على فتوى من فضيلة شيخ الأزهر وفضيلة مفتى الديار المصرية بأن إذاعة القرآن فى الراديو حلال.
· وعن اللحظات الحرجة فى حياته أمام القراء أجاب: أكثر اللحظات الحرجة التى مررت بها فى حياتى ولكن أحمد الله على أنها انتهت بسلام، ومما أذكره من اللحظات الطريفة والحرجة أيضا أننى دُعيت مرة لإحياء ليلة فى أحدى الأقاليم، فسافرت فى سيارة إلا أنها تعطلت فى الطريق وتقدم مجموعة من الأهالى لمساعدتنا فما أن رأونى حتى أقسموا لأذهب معهم إلى بلدتهم غير مبالين بإعتذارى لإلتزامى بالذهاب إلى موعد سابق وبعد معاناة رضوا أن يتركونى على وعد أن أعود إليهم فى وقت لاحق.
· كيف يحافظ الشيخ محمد رفعت على صوته: أحافظ على صوتى بتجنب نزلات البرد وعدم البقاء فى مكان به رائحة قوية عطرية كانت ام كريهة، مع عدم تناول الأطعمة التى تحتوى على مواد حريفة كالفلفل والشطة والأطعمة التى يعسر على معدتى هضمها كما أننى لا اتعشى ولا ادخن.
· ما أكبر مكافاة حصلت عليها، أجاب الشيخ محمد رفعت: اشتركت مع زملائى فى ترتيل القرآن بمأتم الملك فؤاد وإذ كنت شديد الحب لشخصيته رغبت ألا اتقاضى مكأفاة على ترتيلى القرآن فى مآتمه ولكنى فهمت أن هذا الأمر قد يُفهم منه غير المعنى الذى أقصده، فأخذت المكأفاة التى قدرت ب 100 ج.