في إطار أعمال مرصد الانتخابات البرلمانية مصر 2015 التابع ” للبعثة الدولية المحلية المشتركة “، تم إصدار التقرير الثانى لها الذي يصدر في إطار هذه السلسلة.
حيث يرصد هذا التقرير الأنشطة الميدانية للقوي السياسية ودلالتها المرتبطة بالعملية الانتخابية خلال الفترة من 9 مايو الي 17 مايو 2015، حيث شهدت تلك الفترة نشاط ملحوظ من القوي السياسية والأحزاب على مستوي التوعية السياسية والتثقيف والقوافل الطبية واللقاءات التعريفية، فضلا عن تشكل تيار واسع من الأحزاب ذات المرجعيات المختلفة لتطوير تشريع موحد للعملية الانتخابية .
أولا: الاتجاهات العامة للنشاط الميداني للقوي السياسية
1- اللقاءات التثقيفية السياسية
خلال الفترة التي يغطيها التقرير عقدت بعض الأحزاب ورش عمل وندوات ولقاءات تثقيفية وسياسية في بعض المحافظات وتركزت اغبها في محافظات الوجه البحري حول مجموعة من الموضوعات تركزت اغلبها حول المشاركة السياسية واهمية مواجهة الإرهاب، وكانت كالتالي: –
– عقد حزب المصريين الاحرار عدة لقاءات ثقافية بعدة محافظات منها القاهرة والدقهلية والمنوفية وسوهاج ودمياط واسوان وسوهاج والشرقية والغربية وركز اغلب ندواته محاضراته حول مخاطر الإرهاب ودور المواطن في مواجهة هذا التحدي وذلك في إطار حملة (لا للإرهاب).
– نفذ حزب مستقبل وطن عدة دورات تثقيفية بمحافظات الغربية وكفر الشيخ ودمياط والمنوفية وبني سويف وسوهاج والغربية واسوان حول عدة موضوعات تتعلق بتثقيب الشباب سياسيا تحت مسمي “تمكين الشباب” كما نفذ الحزب عدة لقاءات بأمانات المحافظات والوحدات التابعة للحزب بالقري مع السيدات لرفع قدرته السيدات في المشاركة السياسية
– نظم حزب مستقبل وطن سلسلة من الندوات التثقيفية والتوعوية بالعديد من المحافظات وقام رئيس الحزب بافتتاح العديد من الامانات الحزبية بمحافظات كما أطلق الحزب مبادرة “صوت وطن” تستهدف توعيه الشباب بالحقوق والمواطنة، كما نظم الحزب فاعلياه بعنوان “صحافة الفيديو” استهدفت الورشة الشباب للعمل في مجال الإعلام والصحافة.
– استمر حزب الدستور في تنظيم سلسلة ورش بالتعاون مع منظمة دعم الليبرالية ، منها ورشة عمل بعنوان “تعزيز المشاركة السياسية للشباب“ للأسبوع الثاني علي التوالي في محافظات بني سويف، دمياط، البحيرة، المنوفية، سوهاج، اسيوط.
– نظم حزب النور حملة “كلنا يد واحدة” التي تهدف الي الحد من العنف وقاموا بإزالة الملصقات التحريضية وأيضا قاموا بدهان بعض الجدران التي كتب عليها عبارات التي تحمل سباب او تحريض على عنف.
– نظم حزب النور أيضا ورشة تدريبة بالعين السخنة لكل مرشحي الحزب في مختلف المحافظات لرفع كفاءة مرشحي الحزب في إدارة الانتخابات.
– نظم حزب الحركة الوطنية المصرية احتفالية عمالية بمشاركة النقابات العمالية بمحافظة الإسماعيلية.
– نظم حزب حماة الوطن ورشتين للتعريف بالحزب للشباب من محافظتي البحيرة وبني سويف.
2- الخدمات الجماهيرية
نفذت مجموعة من الأحزاب بعض الخدمات الجماهيرية في إطار دعايتها لنفسها لكسب ثقة المواطن في الحزب ومرشحيه وقائمته الانتخابية في ظل قرب صدور التعديلات التشريعية على قانون الانتخابات البرلمانية 2015 وتركزت هذه الخدمات في القوافل الطبية وبعض المساعدات لإنهاء بعض الإجراءات الحكومية وكان بينها كالتالي: –
– حزب النور
في إطار توفير خدمات ملموسة للمواطنين لاجتذاب أصواتهم في الانتخابات نظم حزب النور العدد الأكبر من القوافل الطبية خاصة في الإسكندرية خاصة القوافل الطبية البيطرية، نظم الحزب مراجعات للطلاب كما نظم اسواق للدواجن واللحوم والمفروشات ، وتحت اسم المعرض “السلفي الخيري“، نظم الحزب يوم للشباب الراغب في العمل تحت شعار “تعلم واتوظف”، كما نظم الحزب مسابقة للقرآن الكريم بمحافظات الإسكندرية وبني سويف ودمياط والقاهرة والجيزة واسوان وكفر الشيخ والدقهلية والغربية والمنوفية.
– حزب مستقبل وطن
اهتم حزب مستقبل وطن بتنظيم مبادرات جماهيرية لتوظيف الشباب بالمنوفية والدقهلية ودمياط. كما قام أعضاء الحزب ومرشحيه بتقديم مساعدات مباشرة للجماهير عن طريق التوسط لدي الإدارات التنفيذية بالمحافظات لإنهاء بعض مصالح المواطنين لدي تلك الإدارات، وهو السلوك المتكرر من الأسبوع الماضي .
ثانيا: مواقف الأحزاب السياسية من التشريعات المنظمة للعملية الانتخابية.
تباينت مواقف الأحزاب خلال فترة التقرير حول مسودة التعديلات التشريعية لقوانين الانتخابات والتي احالها مجلس الوزراء المصري لمجلس الدولة من اجل مراجعتها ، وذلك بعد حكم المحكمة الدستورية العليا ببطلان المادة 3 من قانون تقسيم الدوائر الانتخابية وتراوحت مواقف الأحزاب بين مؤيد ومعارض لمسودة القانون على النحو التالي: –
– أحزاب معارضة لمسودة القانون ” أحزاب مبادرة المشروع الموحد”
اعلنت أحزاب “مبادرة المشروع الموحد”، انتهائها من صياغة المطالب لرفعها الي رئيس الجمهورية والتي تطالب بإعادة صياغة قانون تقسيم الدوائر حيث أعلنت الأحزاب الموقعة على المبادرة التزامها بالهيكل الإداري للدولة من أقسام ومراكز وضد الدمج الذي ساهم في وجود أكثر من دائرة،. كما أعلنت الأحزاب أيضا انها تريد إضافة فقرة تتعلق بترشح مزدوجي الجنسية وهي ” مع مراعاة الحفاظ علي الامن القومي” ، كما أعلنت اللجنة انها تصر على تقسيم الدوائر الانتخابية المتعلقة بنظام القائمة الي ثمان دوائر وليس أربعة كما هو منصوص عليه في مسودة مشروع القانون كما طالبت الأحزاب الموقعة على المبادرة تعديل ال مادة49 من قانون المحكمة الدستورية العليا والمتعلقة بالأثر الناشئ من احكام المحكمة ببطلان او عدم دستورية قانون او مادة بقانون.
فيما انضم الي مبادرة المشروع الموحد أحزاب “مستقبل وطن” والحركة الوطنية” و “النور” بعد دعمهم الكامل لمسودة القانون في خلال فترة التقرير السابق.
– أحزاب مؤيدة لمسودة القانون
بقي حزب المصرين الأحرار في المعسكر الرافض لمشروع أحزاب اللجنة الموحدة ، واتهم هذه الأحزاب بتعطيل الانتخابات البرلمانية ومطالبين الرئيس عبد الفتاح السيسي ورئيس الوزراء إبراهيم محلب بسرعة اصدار القانون واجراء الانتخابات البرلمانية في أسرع وقت ممكن لسد وتقصير فترة ما اسموه الفراغ التشريعي.
أوضح التقرير انه بعد مراجعة أنشطة ومواقف الأحزاب والقوي السياسية خلال الفترة من 9 الي 17 مايو 2015 يتبين مجموعة من الملاحظات ذات الدلالة :
1- مبادرة المشروع الموحد ، التى تبناها حزب المحافظين ، استطاعت أن توفر إطار جامع لعدد كبير من الأحزاب والقوى السياسية المختلفة أيديولوجيا ، إلا أنها تتعارض مع المسار التشريعي الحالي ، خاصة مع انتهاء اللجنة الرسمية المشكلة من قبل الدولة من أعمالها وإحالة القانون لمجلس الدولة ، وهو ما قد يخلق مشكلة حال صدور التشريع وفقا لرؤية اللجنة التى تبنتها الحكومة .
2- هناك أحزاب محدودة لازالت مهتمة بالتحرك بين الجماهير، وتنفيذ أنشطة ميدانية، وتستعد للانتخابات البرلمانية عن طريق الاقتراب أكثر من الجماهير، ومن أبرزها أحزاب النور ، مستقبل وطن ، المصريين الأحرار .
3- لازالت غالبية الأحزاب السياسية المشهرة رسميا في مصر ، بعيدة نسبيا عن الإنخراط في أنشطة ميدانية أو سياسية ذات صلة بالعملية الانتخابية .
4- لازالت ” الإشكاليات الدستورية ” الحاكمة لإطار قوانين الانتخابات تشكل نقطة خلاف جوهرية بين الدولة من جهة ، وكثير من الأحزاب السياسية من جهة ثانية .
5- لا يوجد تغير ملحوظ في مواقف القوى السياسية التى أعلنت مقاطعتها للانتخابات ، وأبرزها أحزاب الوسط ، مصر القوية ، التحالف الشعبي الاشتراكي ، الدستور ، الكرامة ، حيث لا تزال هذه الأحزاب تنظر للمناخ السياسي على أنه غير موات .