نظم مركز الدراسات القبطيه بمكتبه الاسكندريه محاضره بعنوان”القمص سرجيوس خطيب ثورة 1919″القاها الاستاذ الدكتور محمد عفيفي الأمين العام للمجلس الاعلي للثقافه واستاذ التاريخ الحديث والمعاصر ضمن فاعليات الموسم الثقافي القبطي الرابع بمقر مركز الدرسات القبطية التابع لمكتبة الاسكندرية بالبرج الإدارى لفندق سوفتيل كورنيش المعادي بجوار اكاديمية السادات الدور 23 بالقاهرة.
فى البداية رحب الدكتور لؤى محمود مدير المركز بالدكتور محمد عفيفى وايضا بالسادة الحضور من الدارسين والمثقافين والمهتمين بالدور الوطنى للقمص سرجيوس فى فترة فارقة من تاريخ مصر كما اوضح الدكتور لؤي محمود ان المحاضره تهدف لتسليط الضوء علي الدور الوطني للقمص سرجيوس كرمز للوحده الوطنيه خلال ثوره 1919
ومن جانبة قال الدكتور محمد عفيفى
ولد القمص سرجيوس فى جرجا والتحق بالكلية الاكليريكية عام 1899 وخدم واعظا فى الزقازيق ثم الفيوم فملوى ثم رسم قمصا على مطرانية اسيوط فى عام 1907 وفى عام 1912 عين وكيلا لمطرانية الخرطوم بالسودان وهو اول قسيس يعتلى منبر الازهر للخطابة اثناء ثورة 1919 م وفى عام 1944 عين وكيلا للبطريركية وفى عام 1950 نجح فى انتخابات المجلس الملى وبهذا فتح باب عضوية المجلس الملى للكهنة
مناضل وثائر وطني في السودان
لاتوجد لدينا معلومات كثيرة عن حياة القمص سرجيوس بالسودان ولكننا فى صدى البحث والتنقيب عن تفاصيل هذة الفترة من حياتة ولكن المسجل هنا انة أصدر فى السودان مجلة المنارة المرقسية في سبتمبر سنة 1912 م. في مدينة الخرطوم عندما كان وكيلًا لمطرانيتها، وكان هدف المجلة دعوة الأقباط والمسلمين إلى التضامن والتآخي،والوحدة معا لمقاومة الانجليزحتى انة اخذ يهاجمهم فى كل عظة لة ويحريض الناس ضدهم .
مما اغضب عليه الإنجليز وأمروا بعودته إلى مصر في أربع وعشرين ساعة، وكانت آخر كلماته للمدير الإنجليزي هي: “إنني سواء كنت في السودان أو في مصر لن أكف عن النضال وإثارة الشعب ضدكم إلى أن تتحرر بلادي من وجودكم وفي ثورة سنة 1919 م. برز دور القمص سرجيوس وسط الثائرين، فكان يتميز بالفصاحة اللغوية كخطيب يهز القلوب حتى ان سعد زغلول اطلق عليه لقب خطيب مصر أو خطيب الثورة الأول. واعتلى منبر الازهر اكثر من مرة يخطب فى الناس ويحثهم على الجهاد ضد الاحتلال الانجليزى معلنًا أنه مصري أولًاو ثانيًا وثالثًا، وأن الوطن لا يعرف مسلمًا ولا قبطيًا، بل مجاهدين فقط دون تمييز بين عمامة بيضاء وعمامة سوداء، وقدم الدليل للمستمعين إليه بوقفته أمامهم بعمامته السوداء داخل الازهر .
ذُكِر عنه أنه ذات مرة وقف في ميدان الأوبرا يخطب في الجماهير المتزاحمة، وفي أثناء خطابه تقدم نحوه جندي إنجليزي شاهرًا مسدسه في وجهه، فهتف الجميع: “حاسب يا أبونا، حايموتك”، وفي هدوء أجاب أبونا: “ومتى كنا نحن المصريون نخاف الموت؟ دعوه يُريق دمائي لتروي أرض وطني التي ارتوت بدماء آلاف الشهداء. دعوه يقتلني ليشهد العالم كيف يعتدي الإنجليز على رجال الدين”. وأمام ثباته واستمراره في خطابه تراجع الجندي عن قتله..
مرة أخرى وقف هو والشيخ القاياتي يتناوبان الخطابة من فوق منبر جامع ابن طولون. فلما ضاق بهما الإنجليز ذرعًا أمروا بنفيهما معًا في رفح بسيناء. وكانا في منفاهما يتحدثان عن مصر، ويتغنيان بأناشيد حبهما لها. كذلك انشغل في المنفى بكتابة الخطابات، وإرسالها إلى اللورد الانجليزى، يندد فيها بسياسة الإنجليز، ويعيب عليهم غطرستهم وحماقتهم في معاملة الوطنيين، وعلى الأخص في معاملة قادتهم وزعمائهم. وقد قضى أبونا سرجيوس والشيخ القاياتي ثمانين يومًا في هذا المنفى. وبعدما خرج من الاعتقال ظل يخطب في كل مكان في المساجد والكنائس والأندية والمحافل وفي الشوارع والميادين.
كان للقمص سرجيوس اسلوب مميز فى الخطابة يقبلة الجميع ويعجبون بة كان قوى فى الحجة والاقناع شديد الصرامة فى الحق فوكاهى المواقف لة نوادر لاتصدر من غير القمص سرجيوس ففي مظاهرة بميدان الأوبرا طلب من المتظاهرين.
أن يرددوا وراءه “يحيا الانجليز”».
فأبدوا استغرابهم ثم هتفوا قبل أن يوضح لهم قائلا «نعم يحيا الإنجليز لانهم استطاعوا بظلمهم واستبدادهم وفجاجتهم أن يجعلوا منا هذه الكتلة الموحدة المقدسة الملتهبة».
وفي السرادق الذي اقيم لتكريم سعد بعد عودته من المنفي هتفت الجماهير باسم سرجيوس وقال سعد «فليسمعنا خطيب الثورة كلمته» فرد عليه « والله انك لمجنون ياسعد» فبهت الجميع، ثم استطرد وقال« والله انك لمجنون ياسعد؟ تقدم علي دولة عظمي خرجت منتصرة من حرب عظمي وتملك كل شيء ولاتملك انت شيئا، ثم تنتصر عليهم، والله انك لمجنون ياسعد فوقف سعد ضاحكا قائلا مجنون والله انت ياسرجيوس.
لكن نجم هذا الرجل العظيم لم يستمر متوهجا بعد دستور 1923 وتأسيس الاحزاب وكونه رجل دين منعه من الانضمام إلي أي حزب كما تراجعت أهمية قضية الوحدة الوطنية التي ناضل من أجلها وظهرت قضايا اخري مثل الاستقلال وتعديل الدستور والصراعات الحزبية ودخل سرجيوس في صراع مع حزب الوفد بعد ان نسب لنفسه المناداة بالوحدة الوطنية وشعار يحيا الهلال مع الصليب.
وزاد الخلاف عندما رفض «الوفد» ترشيحه علي قوائمه في 1949 لعضوية مجلس النواب عن دائرة الشماشرجي بشبرا بل رشح ابراهيم فرج خصما له ورغم شعبية القمص بشبرا فاز فرج بعد أن منعه الأمن من استخدام «الميكروفون» في الدعاية ولم يف النحاس باشا بوعده معه بتعيينه بمجلس الشيوخ حال الانسحاب لصالح ابراهيم فرج الذي كان النحاس يرغب في ضمه لوزارته وانسحب القمص بالفعل.
ولانه كان مناضلا بطبعه لم يقصر كفاحه علي الإنجليز فقط حيث اتهم ذات مرة ضباط الثورة. بالتواطؤ مع الإخوان المسلمين مطالبا بحقوق الاقباط وتمثيلهم النسبي في الحكومة وازداد نقده للثورة بعد ابداء رغبتها في تعديل قانون الاحوال الشخصية لغير المسلمين وعليه تم اغلاق مجلته «المنار المرقصية» ليعيد اصدارها فيما بعد باسم «المنار المصرية» كما امرته وزارة الداخلية بالبقاء في المنزل وعدم الخوض في السياسة أو الوعظ في الكنائس قبل أن تسمح له في 1959 شريطة عدم الحديث فى السياسة
تنيح القمص سرجيوس فى5 سبتمبر عام 1964 م وله من العمر 81 عام وقد.
ومن مؤلفاتة
الرد على الشيخين الطنيجى والعدوى حول تجسد الله ولاهوت المسيح
الرد على القائلين بتحريف التوراة والانجيل
الرد حول حقيقة صلب المسيح وموته
الرد حول التثليث والتوحيد
الرد حول سر القربان
هل تنبأت التورارة او الانجيل عن محمد
هل تنبأت التورارة عن المسيح
الدكتور نظمى لوقا فى الميزان ( ردا على كتابه محمد الرسالة والرسول
وفى نهاية المحاضرة اجاب الدكتور محمد غفيفى على بعض الاسئلة الموجها لة من الحضور واختتمت الندوة بتقديم الشكر للدكتور محمد عفيفى ووقف الجميع لالتقاط بعض الصور التذكارية.
اثناء القاء المحاضرة
محررة وطنى مع الدكتور لؤى محمود
محررة وطنى والدكتور محمد عفيفى والدكتور لؤى
لقطة تذكارية للحضور مع الدكتور محمد غفيفى
جانب من الحضور
جانب اخر من الحضور
الدكتور لؤى محمود
الدكتور محمد عفيفى والدكتور لؤى محمود
الدكتور محمد عفيفى يستعرض مجلد المنار