سلسلة من الأحداث المفجعة توالت على الشارع المصري منذ فترة كبير، وكان أفجعها حريق منطقة الرويعي بالعتبة الذي اندلع في شهر مايو الجاري، ثم لحقته عدة حرائق في مناطق متفرقة كبدت الكثيرين خسائر مادية طائلة وخسائر في الأرواح أيضًا.
وآخر هذه الحوادث هو سقوط طائرة مصرية متجهة من فرنسا صباح اليوم، ما كان له أثره السلبي على نفوس المصريين، وحمل في طياته أيضًا شعور بالتبلد واللامبالاة بما يحدث فيما أسموه بمايو الأسود.
تحدث عم محمود – بائع ذرة – ل”وطني نت” عن الطائرة المنكوبة قائلًا :” آه سمعت عن سقوطتها”، وحين وصف شعوره بالموقف رد غاضبًا :” ثواني أغير هدومي علشان أروح العزاء”، ثم انفجر قائلًا :” هنعمل إيه يعني كل يوم خراب وناس بتموت وحرايق ومصايب ومش عارفين نعمل لأي حد أي حاجة ولا عارفين نساعد حد ما باليد حيلة، بس كل اللي نقدر نقوله إننا ندعي أنهم ميموتوش وربنا يعديها على خير، لأن فيهم مصريين كتير وإحنا مش حمل وجع، تعبنا”.
ومن جهة أخرى، لم يكن عم حسين – بائع إكسسوارات – على دراية بما حدث، ولكنه في بداية الأمر قال :” هتكون زي بتاعة اليونان اللي اتخطفت ويرجعوا سالمين بإذن الله، ولا هما هيفجروهم، ولا عمل إرهابي ولا إيه، ربنا يسترها على الشعب، أنا مش بحب الأخبار، لأني مفيش في ايدي حاجة أعملها، تلف أعصاب والله “.
وكانت أسماء محمد – تعمل في مكتبة – لا تعلم أي شيء عن الحادث، فقالت :” مش باتفرج على الأخبار علشان معنديش وقت، بس يا رب ميكونوش ماتوا، ويا ريت كمان ميهتموش بموت طاقم الطيارة ويتجاهلوا أهالي الضحايا زي المرات الكتيرة اللي قبل كده، ولا يفقروا بين الجنسيات، كلهم بشر وربنا ينجيهم جميعًا، ويرحمهم ويصبر أهلهم لو كان حصلهم حاجة”.
أما هدى ومنى وأخريات – طالبات بكلية البنات قسم التاريخ – فكان لهن رأي يحمل الكثير من الغياب واللامبارة :” إحنا منعرفش أصلًا إن في طائرة وقعت، ولا إن في حرايق في البلد، بس ربنا يرحمهم ويحميهم وينجيهم لو عايشين أو ماتوا إحنا مش فاهمين أي حاجة، إحنا عايزين ننجح ونخلص جامعة علشان زهقنا”.
وكانت هناك الكثير من الآراء التي تحمل غضبها من الأحداث التي وقعت في ذلك الشهر، مسميين إياه بشهر الكوارث أو مايو الأسود، ومتمنيين مروره بسلام، قبل أن يفاجئنا بالمزيد من الخسائر المادية وخسائر الأرواح.