– شغلنا الشاغل أن نبحث عن جسور وأرضيات مشتركة لا فواصل أو حدود
تيرانس أسكوت أو تيري كما يلقب عاش وعمل بمنطقة الشرق الأوسط بالعديد من الهيئات ووسائل الإعلام لأكثر من 40 عاما.
حصل علي بكالوريوس في علوم الهندسة المدنية بامتياز مع مرتبة الشرف الأولي من جامعة ميديلسكس بإنجلترا. وفي عام 2011 حاز علي درجة الدكتوراه الفخرية للخدمات المسيحية من جامعة بلهفن عن العمل والإنجازات الاستثنائية لتعزيز الإيمان المسيحي في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
وفي عام 1973 انتقل للعيش في بيروت بلبنان ليعمل وينشئ المؤسسة العربية المسيحية للنشر. ومع بداية الحرب الأهلية بلبنان انتقل للعيش بالقاهرة.
في مصر أنشأ تيري مجلة هو وهي وكانت أول مجلة مسيحية لاقت نجاحا في النشر والتوزيع لأكثر من عقدين وكانت للكثيرين بمثابة أول نافذة للإيمان المسيحي. وأثناء العمل بالمجلة اشترك تيري في العديد من المشاريع الخاصة بالإعلام والإنتاج.
في عام 1995 عمل تيري مع بعض القادة الروحيين بالشرق الأوسط ومع العديد من الهيئات الخدمية, لبدء العمل وإطلاق قناة سات7 كأول قناة فضائية تليفزيونية مسيحية ناطقة باللغة العربية.
كانت القناة رائدة في العديد من المجالات وانطلاقا للإعلام المسيحي والخدمات الأخري.
بدأت ببث ساعتين في الأسبوع إلي أن أصبحت تعمل علي مدار 24 ساعة وتقدم برامج لجميع الأعمار, ثم تعددت قنوات سات 7 فمنها العربية قناة سات 7 بلاس التي تبث برامج مختارة من قنوات عربية للعديد من المشاهدين علي القمر الأوروبي… وكذلك قناة سات 7 بارس وهي قناة فارسية وتعمل 24 ساعة في الأسبوع وتقدم باقة من البرامة باللغة الفارسية وبعض البرامج باللغة الديرية بأفغانستان… وقناة سات 7 تيرك الناطقة باللغة التركية التي تخدك أكثر من 100 مليون تركي بالمنطقة.
حياة ثرية مثيرة للإعجاب والقيمة هي حياة العملاق تيرانس أسكوت…
ومع ذكري مرور عشرين عاما علي بث سات 7 وكل هذه الحياة المليئة بالصعوبات والنجاحات سعينا لكي نحاوره في كثير من مراحل تطور سات 7 وإلي الحوار.
* أين كان تيري أسكوت قبل تأسيسه لمجلة هو وهي؟
* * أنا مهندس مدني تركت عملي في الهندسة من أجل الخدمة المسيحية, وأخذت سنة إجازة فوجدت أن الخدمة شئ يفيد الكثير من الناس بتوصيل رسالة المسيح فأخذت سنة أخري وتتابعت السنوات حتي وصلت إلي 43 سنة في الخدمة…وكنت مختصا في خدمتي بالنشر المسيحي ولذلك جاءت فكرة مجلة هو وهي وحققت المجلة نجاحا كبيرا في عدد الإصدارات والتوزيع أيضا ولكن عدد الناس الذين يقرأون تبين فيما بعد أنه قليل جدا… ثم تطور شكل خدمتي ليتحول إلي ناحية الإعلام المرئي والتليفزيون حيث تبين لي أن شعوب الشرق الأوسط تميل للمشاهدة أكثر من القراءة… وكان الهدف أساسا هو انتشار كلمة الله بشكل أوسع.
ولاحظنا أهمية التليفزيون بالأخص لربات البيوت بعضهن يعانين الأمية وكذلك الأطفال وهؤلاء يمثلون شريحة كبيرة جدا في المجتمع الشرقي. حتي لو كانت البرامج بشكل علمي أو ثقافي فلا توجد مقارنة بينه وبين الكتاب المكتوب ولكن قيمته تكمن في العدد الكبير الذي يشاهده ويتأثر به.
* ما الصعوبات التي واجهتكم عند تأسيس سات 7؟
* * المشاكل كانت تتمثل في فلوس- ناس- قلة خبرة- عدم وجود أجهزة مناسبة- عدم وجود تراخيص أو تصريحات… ومع كل هذا كان يوجد خوف بسبب أن الناس كانوا يخافون من ظهورهم أمام الكاميرا… ففي سنة 1992-1993 كان الأشخاص عندما تقول لهم أنكم ستظهرون أمام المشاهدين علي القناة يسألون أنفسهم ماذا سيحدث لنا بعد ذلك؟
فلو أردت أن تنشئ إذاعة مسيحية فإن الأمر سيكون أسهل بكثير لأن الإذاعة لا يظهر بها الناس أمام المشاهد ويستطيع أن تخفي اسمها أو أن تستخدم اسما مستعارا ولكن التليفزيون لا سبيل للشخص إلا أن يظهر بوجهه فلذلك كان الخوف يلتهم الكل.
* الرسالة الإعلامية التي تقدمها سات 7 في منطقة أفغانستان وإيران وتركيا هل تفرض طبيعة مواد إعلامية بشكل معين؟
* * أول مشكلة تواجهنا هو أننا كمسيحيين أقلية في هذه البلدان وغير مفهومين, بمعني أن رسالة المسيحية غير مفهومة لدي تلك الشعوب ويكون كل فكرنا الشاغل هو كيف تصل هذه الرسالة لتصبح أكثر فهما وهذه أكبر مشكلة تواجهنا.
ولو استطعت أن توصل للناس إحنا مين؟ أو إحنا مش مين؟ فهذا إنجاز عظيم ويتطلب جهدا كبيرا في هذه المناطق المطلوب منك هو أن تغير المفاهيم المغلوطة وبعد ذلك تقدم رسالة المحبة والتسامح والاتضاع وبذلك يصبح التغيير جذريا.
والموضوع يذكرني برسالة وبشارة السيد المسيح فهو كان يبشر ويعظ في فلسطين المحتلة حيث كان الحكم الروماني فكان يعظهم ويقول لهم من ضربك علي خدك الأيمن أعط له الآخر… وإمشي ميل زيادة… وكانت هذه الرسالة في ذلك الوقت رسالة ثورية لأننا نقدم التسامح والمحبة رغم أن بعض الأشخاص الثوريين ربما يرفضون هذه الرسالة ويعتبرونها رسالة ضعف وخنوع… لكن الملايين من الناس المسالمين يعتبرونها رسالة مصالحة وتكون جذابة لهم ولغيرهم… والناس التي تعيش تحت ضغط وقمع واضطهاد تمثل لهم هذه الرسالة نسمة هواء وأيضا تكون سبب تعزية في جو الحروب والعواصف.
* هل تختلف الصعوبات في الشرق الأوسط عنها في أفغانستان وإيران وتركيا وغيرها؟
* * نعم توجد اختلافات… هناك تاريخ كبير من الصراع بين المسلمين في العالم العربي والمسيحيين في الغرب.
وفي دول مختلفة من الدول العربية هناك مفاهيم كثيرة خاطئة عن المسيحية والمسيحيين ودعاية سلبية تقدم عنهم بسبب الصراع مع الغرب.
في إيران وأفغانستان لديهم إحساس أقل برفضهم للمسيحية وللمسيحيين عنهم في الدول العربية ولديهم نسبة انفتاح كبيرة للمسيحية والمسيحيين وللغرب.
إذا ذهبت لإيران مثلا ستجد الشباب منفتحا علي كل شئ غربي… الموسيقي… الأطعمة…. والفنون أغلبها أمريكية وشريحة كبيرة منهم يعيشون في أمريكا أو يتمنون أن يعيشوا هناك. فدولة مثل إيران مفهومنا عنها خاطئ في كثير من الدول العربية وضدها حملات دعاية سلبية كثيرة مغلوطة وذلك لاختلافها في المذهب.
أما أفغانستان فهي قصة ثانية والحياة فيها معقدة جدا جدا فالناس هناك يتكلمون ما يقرب من 50لغة ولهجة… وهو مجتمع قبلي ومتنوع جدا ولا تستطيع أن تضع له قاعدة واحدة أو تستطيع أن تفهمه بصورة كاملة.
* ماذا عن وضع الأقلية المسيحية في البلدان الشرق أوسطية؟
* * يجب أن تفرق بين المسيحيين الأصليين الذين هم من أصل مسيحي وبين المسيحيين الذين قبلوا الإيمان المسيحي… فالمسيحيون الأصليون في إيران مثل الأرمن والكلدانيين… الحكومات تعاملهم بمنتهي اللطف والإيجابية ولكن مؤخرا منعوهم أن يصلوا باللغة الفارسية وألزموهم أن يصلوا باللغة الأرمنية أو الكلدانية حسب اللغة التي ينتمي لها شعب الكنيسة… أما المواطنون الذين تحولوا إلي الزرادشتيه أو الإلحاد أو المسيحية فيعاملون بطريقة سيئة جدا من قبل الحكومة ولكن من ناحية عائلاتهم أو المجتمع لا يهتم كثيرا بموضوع الدين.
* هل تواجه سات7 منافسة في ظل انتشار القنوات الفضائية المسيحية؟
* * لا أشعر بأي منافسة لأننا متميزون بطرق متعددة ,ونحن نتعامل مع كل الكنائس وليس مع طائفة بعينها ونعمل بشكل يغطي العالم العربي كله… لدينا ستوديو في لبنان وفي مصر ونشتري برامج من الأردن وفلسطين ونقدم بثلاث لغات مختلفة عربية- تركية- فارسية ونشتري برامج وأفلام وكرتون… ولكن مقارنة بباقي المحطات تجد إنتاجهم أبسط مننا… وأيضا ما يميزنا أننا لا نهاجم أي طائفة أخري أو دين آخر وليس لدينا أي موقف سياسي معين أو أي توجه… لدينا قناة مميزة جدا وهي سات 7 كيدز للأطفال وهي أفضل القنوات العربية المسيحية التي تقدم رسالة للأطفال وأستطيع أن أقول إنها من وجهة نظري أفضل محطة عربية مسيحية للأطفال في العالم كله.
وذلك لو قارنت المحطات المسيحية الإنجليزية الخاصة بالأطفال بالمحتوي الذي تقدمه سوف تجدها أضعف من المحتوي التي تقدمه قناة سات 7 كيدز.
* هل هذا الرأي يأتي بناء علي نسبة المشاهدة أم هو رأيك كمدير تنفيذي للقناة؟
* * هذا الرأي سوف تراه عندما تشاهد وتقارن ما تقدمه القنوات الأخري وما تقدمه سات 7 كيدز فالقنوات الأخري لا تجد في برامجها التنوع فلا توجد برامج للموسيقي أو كارتون أو دراما وتعاليم وهذا تجده في برامجنا وهذا ما يعطينا الأسبقية عن مثيلاتنا.
* هل لدي إدارة القنوات المسيحية اهتمام كاف بالأطفال؟
* * الطريقة التي تدار بها المحطات في الغرب هي أن يدفع شخص مشهور مبلغا ليأخذ ويشتري جزءا من البث أو ساعات هواء فمثلا بني هن أو جويس ماير تدفع لهما المبالغ لأنهما من المشاهير الذين يقدمون الرسالة… أما البرامج الخاصة بالأطفال فلا يوجد من يعضدها ويدفع لها ولذلك تجد الإنتاج فقيرا جدا علي هذه المحطات.
الغرب يدفعون للمشاهير فقط ولا يصرفون علي الأطفال رغم أنهم أهم الشرائح العمرية التي تقبل التعليم وهم الأمل للعالم كله لأنهم يستطيعون التغيير وسهل تربيتهم والأكثر إيجابية… وللأسف نخطئ لأننا نصرف أموالا كثيرة جدا من أجل أن نعمل تليفزيون للكبار ونهمل الأطفال… والكنيسة تعمل نفس الخطأ حيث تصرف أموالا كثيرة علي الإنتاج لبرامج الكبار وتهمل شريحة الأطفال… وثقافة الأغلبية تقول أن مسئولية تربية الأطفال للمرأة فقط ولا يعطون الاهتمام الكافي في الإنتاج التليفزيوني.
* ما هي مصادر تمويل قنوات سات 7؟
* * مداعبا… التمويل يأتي من كل مكان… لو أنت طلعت فلوس من جيبك هانديك بيها إيصال ونقول لك شكرا لأنك أعطيتنا هذا المبلغ… والتبرعات تأتينا من أشخاص من مصر والكويت وعمان وسنغافورا- أمريكا- إنجلترا- الدانمارك… من كل مكان.
بعض المتبرعين يكونوا أفرادا أو كنائس أو جمعيات… ومن الصعب جدا في هذه الأوقات أن تطلب الأموال وأن تتابع وصولها للهدف المرجو منها لكن من الواضح أن الناس المتبرعين يحبون ما نفعله ومؤمنين بالرسالة التي نقدمها ولذلك يدعموننا.
* تحتفل سات 7 بمرور عشرين عاما علي انطلاقها… ما رؤيتك للمستقبل؟
* * أولا: آمل من خلال رسالتنا عبر الإعلام المرئي وهو له تأثير كبير جدا أن نري الكنيسة أقوي ونجعل الرسالة المسيحية متاحة لكل شخص يحتاجها ويرغب في أن يسمعها.
ثانيا: المتغيرات… فالذي يتغير في حياتنا هو التكنولوجيا وبشكل سريع جدا فنحن حينما بدأنا البث كان علي النظام الأنالوج وكان مكلفا جدا وجاء بعد ذلك النظام الديجيتال في عام 2003 والآن بدأنا نهتم بالنشر علي الإنترنت فتستطيع أن تشاهدنا علي التليفون أو أي أجهزة لوحية وفي أي مكان وذلك كان منذ ثلاثة أعوام تقريبا لإدراكنا أنه هو المستقبل. وسلبيات هذا البث عبر الإنترنت في الوقت الحالي مكلفة حينما تشاهد القنوات عليه وأيضا الإنترنت عليه رقابة كبيرة في معظم البلدان في العالم كما تحتاج هذه التقنية إلي أناس علي قدر من التعليم لذلك البث عبر الأقمار الصناعية مهم جدا جدا ولا غني عنه في منطقة الشرق الأوسط… مع العالم كما ذكرت أن البث علي الإنترنت وانتشار الأجهزة المتطورة لهذا الغرض هو المستقبل.
* القنوات الدينية المسيحية دائما ما تقابل ببعض الانتقادات حتي من المسيحيين أنفسهم… ما رأيك؟
* * شغلنا الشاغل أننا نبحث عن جسور وليست فواصل أو حدود فكل المسيحيين الذين يأتون من طوائف مختلفة لديهم أرضيات مشتركة كبيرة جدا ورغم وجودها يبحثون عن الانتقادات والاختلافات. فمن الممكن أن نناقش اختلافاتنا ولكن أيضا يجب أن نعرف النقاط المشتركة بيننا وندعمها لأنها أكثر بكثير من الاختلافات.
وحتي مع المجتمعات الإسلامية فالقيم المشتركة كبيرة علي سبيل المثال القيم الأخلاقية مثل الصدق والأمانة وغيرها… وأيضا لدينا اختلافات معهم ولكن إذا أردنا أن نضع جسورا فعلينا أن نناقش هذه الاختلافات بشكل بناء… والذين ينظرون ويتوقفون عند الاختلافات يبنون فواصل أما الذين ينظرون للنقاط المشتركة فهم الذين يبنون جسورا للتواصل.
* هل هناك تعاون بين سات7 والقنوات الأخري؟
* * طبعا فنحن نتبادل بعض البرامج وأحيانا أخري نعطيهم برامجنا أو تغطيتنا المباشرة.
ويجب أن تفرق بين نوعين من القنوات المسيحية فهناك من لهم عنوان ومقرات في الشرق الأوسط ويكونون مسئولين عما يبدر منهم ونوع آخر مثل القنوات التي تبث من أمريكا ويقولون أشياء كثيرة وهم بعيدون عن تلك البلاد ولا تقع عليهم أي مسئولية… فنحن ندقق جيدا ولا نتعاون إلا مع القنوات التي لها مقرات في المنطقة ويستطيعون تحمل تبعيات أفعالهم.
* أشهر القنوات التي تتعاونون معها؟
* * قنوات كثيرة مثل الكرمة- نور سات- سي تي في- كوجي للأطفال- وغيرها من القنوات.
* ما رأيك في القنوات الفضائية المسيحية التي تتعرض للديانات الأخري؟
* * أرجو أن تسألهم لماذا ينتهجون هذه الطريقة لتقديم برامجهم… أما عن رأيي الشخصي فهذه المواد والطريقة التي تقدم من خلالها لا تبني ثقة بين المشاهد والمحطة… فهل تسمح لأولادك أن يشاهدوا قناة تهاجم عقيدتك… أظن لا… ولذلك فإن مثل هذه القنوات لا تجذب شريحة كبيرة من المشاهدين وتكون رد فعل سلبيا لدي الجمهور بشكل عام.
فبعض المسيحيين الذين تعرضوا للهجوم والاضطهاد يجدون في مثل هذه القنوات تعويضا… لكن الموضوع ككل ليس بناء … وهؤلاء المسيحيون الذين يشعرون أن حقهم يأتي بهذه الطريقة هم مخطئون لأننا نرصد أن وتيرة العنف والقتل تتزايد علي المسيحيين وكذلك أيضا علي المسلمين المؤيدين لقضيتهم.
* نعلم أن إقامتك في قبرص… فهل هذا يؤثر علي إدراكك للأمور والمتطلبات لشعوب منطقة الشرق الأوسط؟
* * في البداية أنا عشت أربع سنوات في لبنان ثم جاءت الحرب الأهلية فجعلت الحياة صعبة للغاية فرحلت وجئت إلي مصر وعشت فيها 13 سنة وجاءت السلطات المصرية وطلبت مني أن أرحل عن البلاد ولذلك لم يكن لي اختيار أن أعيش بعيدا عن مصر أو لبنان ولكن ما يميز العيش بالخارج أنك تستطيع أن تري الصورة الأكبر والمكتملة ومن جميع جوانبها… فإذا عشت في مصر أو لبنان ستجد رؤيتك محدودة وأضيق من أن تعيش خارجهما. فمصر أكبر دولة عربية ولكن ليست الوحيدة فهناك 22 دولة تتكلم اللغة العربية.. فيجب أن نتذكر المسيحيين في الجزائر ولبنان وسوريا والأردن والعراق… فالناس الذين يعيشون داخل دولة بعينها عادة يكونون مستغرقين في مشاكل ومتطلبات هذه الدولة التي يعيشون فيها… وقبرص تعتبر دولة محورية جدا بالنسبة للعيش فيها فـ20 دقيقة بالطائرة تصل بيروت وساعة تصل القاهرة وساعة أيضا تصل إسطنبول فهي تقع في الوسط وأيضا ما يميزها أنها محايدة سياسية وليس لديها أي موقف سياسيا مع الدول العربية أو إيران وتركيا.
* إذا قبرص فرضت عليك ولم تكن اختيارك؟
* * بعد أن طلبت السلطات المصرية مني مغادرة مصر والحرب الأهلية مازالت مستمرة في لبنان والأردن كنت أشعر أن موطني بعيدا عن خدمتي وكنا قد بدأنا تسجيل بعض البرامج في قبرص وأيضا مجلس كنائس الشرق الأوسط كان مركزه الرئيسي هناك… والسفر إلي قبرص أسهل رغم أنه صعب الآن لأنها انضمت إلي الاتحاد الأوروبي ولذلك كانت اختيارا مني فكانت الأفضل.
* إذا استجدت الأوضاع وأصبح العيش في مصر ممكنا هل تفعل هذا؟
* * بصفة شخصية أنا أحب أن أعيش في مصر لكن كاستراتيجية إدارة سات 7 أظن أنه صعب, مع العلم ابني وحفيدي يعيشان هنا في مصر… وقلبي أيضا يعيش هنا في مصر.
* الإعلام الغربي كانت له أجنداته في الفترة الماضية هل تري أن المشاهد العربي فقد الثقة في الإعلام الغربي؟
* * أنا أري أنه لم يفقد الثقة فقط في الإعلام الغربي بل فقد الثقة أيضا في الإعلام العربي أيضا لأن القصص كثيرة ومتناقضة في أغلب الأحداث. فأنا شخصيا أجد أن كثيرا من القنوات الفضائية تنحاز إلي أجندات بعينها… ولكن نصيحتي للمشاهدين أن يطلعوا علي الكثير من القنوات والتوجهات المختلفة وبعد ذلك يستطيعون أن يكونوا آراءهم.
* هل الربيع العربي فرض عليكم خريطة برامج معينة في هذه الفترة بما أن الإعلام هو مرآة المجتمع؟
* * أظن ذلك فنحن في كل وقت نراجع ما يجب أن نعمله وما يجب ألا نعمله ولا نظن أن الأفكار سوف تنتهي ونحن نجتهد في تقديم الجديد وما يفيد المشاهدين.
* في النهاية ماذا تقول عن رحلتك مع سات 7؟
* * قناة سات 7 في رحلة رائعة خلال العشرين سنة الماضية وكان لي الشرف أن أكون جزءا منها… في هذه الرحلة زادت ساعات البث من ساعتين في الأسبوع إلي 840ساعة, ورأينا تأثير برامجنا في حياة الملايين من الناس, تواصل معنا المشاهدون من الشرق الأوسط وشمال أفريقيا كل يوم ولمدة عشرين سنة من خلال المراسلات الكتابية ثم التليفون ثم الفاكس ثم الرسائل الإلكترونية وكل وسائل التواصل الاجتماعي, مشاركين معنا بتفاصيل حياتهم والتحديات التي يقابلونها وأفراحهم, ومعبرين عن تأثير البرامج علي حياتهم أو تأثير آية من الكتاب المقدس أو خدمة كنسية أو صلاة.
خلال العشرين سنة الماضية سافرنا مع مشاهدينا إلي أماكن عديدة ومن خلال سات7 لمست المنطقة الحضور الإلهي.
نجحت سات7 من خلال رحلتها الرائعة مع كنائس الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في توفير مساحة للكنائس للمشاركة والشهادة بإيمانها للآخرين من خارج أسوار الكنائس.
كما تشاركت سات7 مع كل من تهجر وسافر من المنطقة في أوقات الاضطراب والقلق لتعطيهم أملا وعزاء وتساعد الكنيسة في دورها كملح للأرض ونورا للمجتمع ولم تزل تعطي لتثمر ثلاثين وستين ومئة.
ولا تزال رحلتنا رائعة, وأود أن أشكر من القلب كل من سار معنا في هذا الطريق.