● قضايا الشباب أولى اهتماماتى
● الكنيسة ضحـت كثيراً ليبقى الوطن بسلام .. و الدولة اليوم تقدر وطنيتنا
● أرفض الزواج المدنى و مشاكل الطلاق لا تجعلنى أتنازل عن النص الكتابى
● لا مانع من رسامة المرأة قسا و لكن سنخضع لقرار السينودس فى مايو القادم
للكنيسة الإنجيلية بمصر مكانه في عقول و قلوب اعداد كبيرة من الشعب المصرى، فهى تساهم في النهضة الحديثة للوطن بما تنشأه من مدارس ، وما تقدمه من خدمات اجتماعية للجميع ـ مسلمين ومسيحيين ـ ولديها العديد من المستشفيات والمستوصفات لخدمة الطبقات الفقيرة و لديها الكثير من الجمعيات الخيرية .. و عندما اعلن انتخاب الدكتور القس اندريا زكى رئيسا جديدا للكنيسة الإنجيلية استقبلت الكنيسة ـ اباء وشعبا ـ خبر الاختيار بفرح لما له من نشاط رعوى وخدمى و خبرة في الإدارة فهو المدير العام للهيئة القبطية التى تصل خدماتها إلى نحو 2 ميلون مواطن فقير سنويا، وعاش حياته مكرسا للخدمة ولرسالة التنمية .. بمقر الهيئة الإنجيلية بالنزهة الجديدة استقبلنا الدكتور القس إندريا زكى الرئيس الجديد للكنيسة الإنجيلية و من عمق قلبه الفياض بالمحبة والتواضع حدثنا
■ عن حياته قال:
●● ولدت بمحافظة المنيا عام 1960، و فى المرحلة الثانوية ارتبطت ارتباطاً عميقاً بكنيستى الكنيسة الإنجيلية الثانية بالمنيا، و قررت التفرغ للخدمة فألتحقت بكلية اللاهوت الإنجيلية عام 1979 و تخرجت منها فى 1983، ثم قمت بالخدمة العسكرية، وفي يناير 1985 تم تعينى بالكنيسة الإنجيلية في “اولاد نصير الحمدية ” بسوهاج، وفى يونيه من ذات العام إنتقلت للخدمة بالكنيسة الإنجيلية الأولى بسمالوط في المنيا، واثناء خدمتى طالبنى الدكتور الراحل القس صموئيل حبيب للخدمة معه فى الهيئة القبطية الإنجيلية و بالفعل بدأت الخدمة بالهيئة في ابريل 1986 وخدمت فى الحوار، الثقافة، بناء السلام، النشر ، حتى تم تعينى مديراً عاماً للهيئة أكتوبر عام 2010، و طوال هذه الرحلة العمرية كنت مهتماً بالجانب الإكاديمى فبعد تخرجى من كلية اللاهوت ذهبت إلى كندا و التحقت بجامعة st. xzvier حيث حصلت على دبلوم في التنمية، كما ذهبت إلى الولايات المتحدى الأمريكية في الفترة من 1991 حتى 1993 لدراسة اللاهوت و التنمية، و بدءت تسجيل درجة الدكتوراه عام 1996 من جامعة Manchester و انهيتها عام 2002 ،و كانت حول الاسلام السياسى و الاقليات ومستقبل مسيحى العرب في الشرق الاوسط.
■ طوال هذه المحطات من الذين تأثرت بهم و تتلمذت على ايديهم؟
●● أثر في حياتى أشخاص كثيرين، و لكن كان للدكتور القس صموئيل حبيب مؤسس الهيئة القبطية الإنجيلية والرئيس الأسبق للكنيسة النصيب الأكبر، لأنه عندما دعانى للخدمة فى عام 1986 كنـت شاباً ـ 26 سنة ـ في بداية حياتى العملية فزرع فى حب الكنيسـة و الوطن، وايضا التفكير العلمى و الرغبة الجادة في بناء القدرات و مد الجسور مع الاخرين فكان وطنى و مسكونى، كما أثر فى ايضاً القس فايز فارس و هو راعى الكنيسة الإنجيلية الثانية بالمنيا التى نشأت فيها فتأثرت روحياً و رعوياً بخدمته التى تربيت و تتلمذت عليها، و لا أنسى أن هناك أشخاص كثيرين تأثرت بهم فى مشوار حياتى الدراسية منهم الدكتور رامز عطا الله مدير عام دار الكتاب المقدس، واخشى ان انسى احد فهناك ،الكثيرين ، ودائماً اشكر الله انه جعمل فى طريق حياتى معلمين عمالقة و اصدقاء اوفياء يصلون من أجلى و يقدمون كل الارشدات بكل محبة.
■ لماذا لم يترشح احد لمنصب رئيس الكنيسة ؟
●● الكنيسة الإنجيلية مليئة بالقيادات اللاهوتية و الرعاة و الإداريين، فالقيادات متنوعة ومتعددة و لكن يبدوا ان كل الاحباء الذين يتفقون معى أو الذين يختلفون رأوا تقديمي في هذه المرحلة، و كانت مفاجأة لم أكن اتوقعها مطلقاً ان أكون الوحيد بالانتخابات، و الذى فجأنى أكثر هو المجلس الملى العام عندما وافق كل اعضاؤه ـ 18 عضو – على شخصي فكانت النتيجة بالإجماع و تأكدت أنه صوت الله و اختياره، فكثيرا ما كنت اصلى قبل هذا اليوم و أقول “يارب أنر لى طريقى.
■ ما هى اولوياتكم اثناء رئاستكم للكنيسة ؟
●● الكنيسة لازلت غير قادرة ان تتحدث اللغة التى يفهمها الشباب، و أن تبنى الجسور معهم، وعلى الكنيسة في الفترة القادمة أن تزيد من اهتمامها بالشباب، و هذا من أولويات القضايا التى أريد ان اعمل عليها، على ان يشمل الملف قضايا الشباب اللاهوتية و الروحية و الاجتماعية، فنحن لدينا موجة في الإلحاد الشرسة يجب ان نتعامل معها بجدية، كما على الكنيسة ان تبحث عن كل من هم بعيدا عن الايمان، و تقدم لهم رسالة الخلاص و تدعوهم إلى معرفة شخص المسيح، فاتصور اذا جمدت رسالة الكنيسة الروحية لا مستقبل لها، فعلينا أن نتعامل مع شعبنا دائماً بدعوة متجددة و مستمرة عن الايمان، و من التحديات التى ارغب العمل عليها الفترة القادمة هو تنمية الشعب لخلق كوادر مجتمعية و سياسية قادرة ان تشارك في الحياة السياسية والاجتماعية لخدمة الوطن.
■إلى متى يظل ملف رسامة المرأة قسا مفتوحا للدراسة ؟
●● الكنيسة الإنجيلية في مصر بها 18 مذهب ،وهذا الأمر يناقش داخل سينودس النيل الإنجيلي الكنيسة المشيخية و التى تعد أكبر كنيسة إنجيلية في مصر والشرق الاوسط، و في الكنيسة الإنجيلية المشيخية هناك وظيفتين متساويين من الناحية اللاهوتية و العقائدية و هم ” الشيخ و القسيس”، فالشيخ يرسم للتدبير أما القسيس للتعليم، و في عام 2006 رسم السينودس المرأة شيخة، والأن النقاش حول رسامتها قساً، و الحقيقة هناك ثلاث اتجاهات هناك من يرى من الناحية اللاهوتية حسب العقيدة الإنجيلية المشيخية ان لا فرق بين الرجل و المرأة كما أنه لا فرق بين الشيخ و القسيس و بالتالى يجوز للمرأة ان ترسم قساً طالما رسمت شيخة، و الإتجاة الثانى يرى أنه من الناحية اللاهوتية يجوز رسامتها و لكن من الناحية الإجتماعية يصعب تقبل رسامة المرأة قسا فضلا عن أن الكنائس الأخرى لن تقبل هذا الأمر و بالتالى يدعون للتريث فى هذا القرار و عدم التسرع فيه، اما الإتجاه الثالث هم من يروا أنه لا يجوز من الناحية اللاهوتية و لا من الناحية الأجتماعية رسامة المرأة قسا ًومن ثم هم يعارضون الفكرة من الاساس، و هذا ما سيحسمه السينودس فى إجتماعه القادم الأول من مايو المقبل و يصدر قراراً بشأنه ،وعلى المستوى الشخصى اؤمن بالمساوة الكاملة و لا أرى مانع من رسامة المرأة قساً و لكنى فى النهاية سأخضع و اقبل ما تقره الجماعة فى سينودس النيل، و فى النهاية هذا القرار ليس فرضاَ فكل كنيسة محلية يترك لها الامر حسب طبيعتها.
■ هناك موقف للكنيسة الإنجيلية في ملف الأحوال الشخصية و الخاص بالزواج المدنى .. فما تعليقكم ؟
●● أرفض الزواج المدنى و ليغضب من يغضب، و الكنيسة الإنجيلية لن تقبل الزواج المدنى، ونتحدو في ذلك مع الكنائس الاخرى فى الزواج الكنسى، فلا فائدة وراء الزواج المدنى بل سيكون عاملاً سلبياً على الكنيسة و المسيحيين، بالإضافة أنه لا يحل مشاكل الراغبين فى الطلاق، واوجه دعوة لقداسة البابا تواضروس ان يدعونا للحوار حول هذه القضية، ونحاول ان نطور افكارنا من جديد لنساعد في تقديم بعض الحلول لاصحاب المشكلات، فلن اجلس على كرسى و اطلق تصريحات تتجاهل هموم الناس و تحدياتهم و مشاكلهم الكبرى، لكننى سأظل متمسكاً بعقيدتنا وملتزماً بالنصوص الكتابية امام الله و جميع الشعب للحفاظ عليها، فدورى هو ان أوازن بين إلتزامى بالحق و إلتزامى بالعقيدة و بين تحديات و احتياجات الناس.
■ كيف ترون علاقة الدولة بالكنيسة اليوم ؟
●● خروج الأقباط ضمن الإرادة الشعبية فى 30 يونيو و مشاركتهم فى بناء الدولة الحديثة جعل علاقة الدولة بالكنيسة أكثر اتزاناً و عمقاً و تقديراً، و هذا كان واجباً من دولة تقدر موقف قداسة البابا تواضروس و كل قيادات الكنائس مع قداسته ،حينما اعتدى على الكنائس في اغسطس 2013 قرر الجميع أن نضحى بكل شئ مقابل ان يبقى الوطن بسلام، فشعرت الدولة بوطنية الكنائس ، وعندما وجه الرئيس عبد الفتاح السيسى الضربة العسكرية المباشرة والقوية من أجل الشهداء الأقباط فى ليبيا نظرنا له جميعاً نظرة احترام.