يحتفل المجلس الأعلى للاثاراليوم 29من ديسمبر 2013 بمرور 110 عام على افتتاح متحف الفن الاسلامى بحضور د.محمد ابراهيم – وزير الدولة لشئون الاثار وعدد كبير من أساتذة الأثار ولفيف من الشخصيات العامة
ولأهمية هذه الاحتفالية كان لوطنى لقاء مع الاستاذ / مصطفى خالد – مدير المتحف ليحدثنا عن تاريخ نشأة المتحف الذى يوجد فى شارع بور سعيد أمام مديرية أمن القاهرة بالقرب من منطقة الأزهر وميدان العتبة.
إنشاءالمتحف
بدأت فكرة إنشاء متحف للفنون والآثار الإسلامية في عصر الخديوي إسماعيل وبالتحديد في 1869م, عندما اقترح عليه المهندس (سالزمان) تلك الفكرة, فبادر الخديوي إسماعيل بتكليف مدير القسم الفني في وزارة الأوقاف ( فرانتزباشا ) بجمع التحف الفنية من العمائر الإسلامية في مبنى حكومي.
وتم الانتهاء من جمع التحف فى عصر الخديوي توفيق سنة 1880م عندما قام فرانتز باشا بجمع التحف الأثرية التي ترجع إلى العصر الاسلامى فى الإيوان الشرقي لجامع الحاكم بأمر الله.
وازدادت العناية بجمع التحف عندما أنشأت لجنة حفظ الآثار العربية عام 1881م واتخذت من جامع الحاكم مقراً لها.
وتم بناء مبنى صغير فى صحن جامع الحاكم أطلق عليه( اسم المتحف العربي) تحت إدارة فرنتز باشا الذي ترك الخدمة سنة 1892 م, فقامت لجنة حفظ الآثار العربية باختيار كبير مهندسيها (هرتس بيك ) للإشراف على المتحف العربي الصغير فى صحن الجامع فى أبريل سنه 1892م، فقام بعمل دليل لمحتوياتها سنة 1895م
ولما رأى هرتز بك ضيق المساحة فى صحن الجامع, استقر الرأي على بناء المبنى الحالي فى ميدان باب الخلق تحت مسمى ( دار الآثار العربية ) وتم وضع حجر الأساس سنة 1899 م وانتهى البناء سنة 1902 م, ثم نقلت التحف إليه, وتم افتتاحه على يد الخديوي عباس حلمي فى 29 ديسمبر سنة 1903.
وكان عدد التحف سنة 1882 (111) مائة واحد عشر تحفة وظل يتزايد حتى وصل قرابة ثلاثة ألاف تحفة عند افتتاح الدار سنة 1903 م, وفى ذلك التاريخ قامت أم الخديوي عباس حلمي بإهداء المتحف ( الدار) مجموعة من التحف القيمة , وبذلك تعتبر أول من أهدى تحفاً تزيد فى مجموعة المتحف عدداً وقيمة فنية.
وتوالت بعد ذلك الاهداءات من الأمراء والملوك والهواة, فقام الأمير يوسف كمال سنة 1913م بإهداء مجموعة القيمة تلاه بعد ذلك الأمير محمد على سنة 1924 م, ثم الأمير كمال الدين حسين 1933م، ثم الملك فؤاد الذي اهدي للدار مجموعة ثمينة من المنسوجات والموازين, ومجموعة الملك فاروق الأول من الخزف 1941 م.
وتضاعفت مجموعات المتحف عندما تم شراء مجموعة رالف هراري سنة 1945 م وكذلك مجموعة الدكتور على باشا إبراهيم من الخزف والسجاد وذلك فى سنة 1949 م حيث بلغ عدد التحف سنة 1952 م ( 16524) ستة عشر ألف وخمسمائة وأربع وعشرين تحفة.
وكان لابد من توسيع مصادر تزويد الدار بالتحف عن طريق الشراء والحفائر خلال تلك الفترة, حيث أمدت الحفائر التي قام بها المشرفون على دار الآثار العربية فى الفسطاط, وجبل درونكة جنوب غرب أسيوط.
وتم تغيير مسمى “دار الآثار العربية” إلي “متحف الفن الإسلامي” ذلك لأن الفن الإسلامي يشمل جميع أقاليم العالم الإسلامي العربية وغير العربية تحت رعاية الخلفاء والحكام المسلمين علي امتداد الإمبراطورية الإسلامية.
وأصبح متحف الفن الإسلامي الآن من اكبر المتاحف الإسلامية إن لم يكن أكبرها علي الإطلاق من حيث عدد التحف التي تصل إلي أكثر من مائة ألف تحفة تميزت بالشمولية لفروع الفن الإسلامي علي امتداد العصور، فهو يحيط بجوانب الفنون الإسلامية، مما يجعله منارة للفنون والحضارة الإسلامية علي مر العصور. ومنهل لكل الباحثين والمؤرخين، بل والزائرين علي مختلف فئاتهم للإلمام بتاريخ الحضارة الإسلامية في مجالات العلوم المختلفة من الطب والهندسة والفلك حيث تشتمل مجموعات المتحف علي مخطوطات في الطب والإعشاب، وأدوات الفلك من الإسطرلابات و البوصلات والكرات الفلكية، وأدوات الطب والجراحة .
وفي مجال الفنون الفرعية التي تمثل مستلزمات الحياة من الأواني المعدنية والزجاجية والخزفية، والحلي والأسلحة والأخشاب والعاج والمنسوجات والسجاد وغيرها، اشتملت مجموعات المتحف علي العديد من روائع التحف الفريدة التي تبين مدي ما وصله الفنان المسلم من ذوق رفيع ودقة فائقة في الصناعة.
ـ وتم توزيع التحف المعروضة في (23) ثلاثة وعشرين قاعة مقسمة حسب العصور والمواد .
قاعة الفن الفاطمى
قاعة العصر العباسى والاموى والطولونى
قاعة العصر الأيوبى
قاعة العصر المملوكى
قاعة الطب
قاعة النسيج
قاعة علم الكتابات
تطوير المتحف
ويعتبر التطوير الذي تم للمتحف في 1983،1984م مرحلة هامة في توسيع مساحة المتحف وزيادة عدد القاعات حتى صارت (25) خمسة وعشرين قاعة عندما أضيفت إلي المتحف قاعة للنسيج والسجاد ومخزن داخلي بالطابق العلوي، وقاعة للمسكوكات بالطابق الأول. ثم أضيفت المساحة التي كانت تشغلها محطة الوقود علي يمين المتحف والتي تم استغلالها في إنشاء حديقة متحفية وكافتيريا .
ـ ومنذ عام 2003 بدأت عمليات تطوير شامل للمتحف، حيث تم بناء مبني إداري من ثلاثة طوابق يشتمل علي مكاتب إدارية ومكتبة وقسم للترميم وقاعة محاضرات. وتم تغيير نظام العرض، حيث خصص الجانب الأيمن للداخل من الباب الرئيسي للمتحف للفن الإسلامي في مصر بداية من العصر الأموي وحتى نهاية العصر العثماني, بينما يضم الجانب الأيسر قاعات عرض خصصت للفنون الإسلامية خارج مصر في تركيا وإيران (بلاد فارس) وكذلك قاعات نوعية منها قاعة للعلوم وقاعة للهندسة وأخري للمياه والحدائق، والكتابات والخطوط، وتركيبات وشواهد القبور والتوابيت. الحافلة بالكتابات التي تشتمل علي أسماء وتواريخ المتوفين والتي تفيد في دراسة حركة القبائل العربية والجوانب الاجتماعية المختلفة في العصور والبلدان الإسلامية.
اهم الزيارات
علي مر تاريخه كان متحف الفن الإسلامي قبله كبار الزوار من ملوك وعظماء العالم، منهم ملك إيطاليا “فيكتور إيمانويل مع الملك فؤاد سنة 1935م
ـ والرئيس الروسي خروشوف في عصر الرئيس الراحل جمال عبد الناصر.
زيارة الرئيس جمال عبد الناصر
زيارة الرئيس تيتو رئيس يوغسلافيا
زيارة توفيق الحكيم & سيمون ديبوفوار & بريت راند راسيل
اهم القطع الاثرية بالمتحف
يعد متحف الفن الإسلامي بالقاهرة، أكبر متحف إسلامي بالعالم حيث يضم مجموعات متنوعة من الفنون الإسلامية من الهند، والصين، وإيران مرورًا بفنون الجزيرة العربية، والشام، ومصر، وشمال أفريقيا، والأندلس ومن اهم القطع الاثرية بالمتحف