بنيت كنيسة العذراء “قصر الريحان” فى القرن الخامس الميلادى إلا انها اندثرت فى عصور الاضطهاد المذهبى و تذكر المراجع القديمة والمخطوطات الأثرية الموقوفة على الكنيسة ان المنطقة الموجود بها هذه الكنيسة كانت تسمي
(درب التقى) و الزقاق المؤدى لها كان يسمى (زقاق بين الحصنين) نسبة إلى حصن بابليون الذى يضم هذه الكنيسة و بعض الكنائس الاخرى وهى من اقدم الكنائس القائمة
“تسمية قصرية الريحان “
وعن تسمية هذه الكنيسة يقول القس ميخائيل القمص صليب كاهن الكنيسة “لوطنى نت” يهتم الاقباط منذ دخلت المسيحية إلى مصر ببناء الكنائس واطلاق اسماء السيدة العذراء مريم و الملائكة و الرسل و الشهداء على هذه الكنائس اما كنيستنا هذه اسم شهرتها جاء من
واقعة تاريخية حيث انه فى ايام البابا خائيل الثالث وكان محل اقامته بكنيسة العذراء المعرفة بالمعلقة حدث ان احد ارخنة الاقباط في عصر الدولة الطولونية قد وقع عليه ظلم بين فتشفع بالسيدة العذراء ان تنجه مما هو فيه و كعادتها ام النور فى تلبية كل من يطلبها فلم تخيب رجاؤه فيها و تجلت له بهيئة نورانية. ووعدته بنهاية مشكلته وطلبت منه اعمار كنيستها التى كانت قد اندثرت واوضحت له مكانها الحالى واوضحت المكان بعلامة حيث يجد “اصيص” مزروع به نبات ذكى الرائحة هو نبات الريحان من هنا جاءت التسمية (قصرية الريحان) و فعلا ذهب هذا الأرخن إلى هذا المكان ووجد “اصيص” نبات الريحان و نقب عن اطلال الكنيسة و اعاد بناءها بصورة جميلة تليق بكنيسة السيد المسيح و امه السيدة العذراء مريم و تخليدا لتذكار هذه الواقعة زينت نوافذ الكنيسة بمناظر
“لاصيص الريحان” وكانت مزخرفة بالزجاج المعشق على شكل قصرية الريحان كانت تنفذ منها اشعة الشمس لتتلون بألوان جميلة تضفى على المكان صبغة روحية لتذكر المصليين بقوس قزح صنعة الرب ليكون عهدا بينة وبين البشر بعد الطوفان.
القس ميخائيل القمص صليب
محررة وطنى مع القس ميخائيل القمص صليب كاهن الكنيسة
” مقراً للبابا البطريرك”
واشار تاريخ البطاركة ان البابا خائيل الثالث كان يقيم فى هذه البيعة ليكون قريبا من مقر الحاكم احمد بن طولون فى مدينة القطائع (حى السيدة زينب عند مسجد احمد بن طولون )عندما فرض هذا الحاكم ضرائب باهظة على الاقباط كان يذهب للتفاوض فى هذا الامر وكان ذلك فى عام 895 م وبعد هذا التاريخ جددت الكنيسة اكثر من مرة فى عام 1494 للشهداء الموافق 1778 م وهذا التاريخ كان مدون على حجاب الهيكل والذى كان يعتبر تحفة فنية حيث كان مصنوع من الخشب المعشق والمطعم بسن الفيل والصدف وكان تحفة فنية رائعة من الفن القبطى فى هذا العصر وكان محل اعجاب كل من يشاهدة وهناك ايضا صندوق من الفضة مطعم من الاحجار الكريمة كانت تضع فية نسخة من الانجيل (البشارة) ويستخدم فى الطقوس الكنسية ومدون علية صنع بتاريخ 140 للشهداء الموافق 1424 م ومدون علية انه وقف ابديا على بيعة العذراء قصرية الريحان وهذا الصندوق محفوظ فى المتحف القبطى ومن اندر مقتنياته كما توجد ضمن مخطوطات الكنيسة كتاب البصخة قبطي وعربي تاريخه 1054 للشهداء الموافق 1338 م.، وكانت هناك أيضا أيقونة رائعة للسيدة العذراء مريم في المقصورة الأولى على يمين الداخل للكنيسة كان مدون عليها تاريخ صنعها في 1092 للشهداء، وهذا يدل على الكنيسة التي كانت كائنة في كل هذه العصور ولا يوجد في الكنيسة أي خدمات من مدارس أحد أو اجتماعات.. بل تقتصر على الصلوات الطقسية فقط وخدمة اخوة الرب والمرضى لكثرة الاجتماعات والخدمات بالكنائس المجاورة ولمنع التضارب فى الخدمات بالكنائس
صندوق من الفضة مطعم من الاحجار الكريمة كانت تضع فية نسخة من الانجيل (البشارة)
أيقونة رائعة للسيدة العذراء مريم في المقصورة الأولى
“الطراز القوطي”
ويضيف القس ميخائيل ان الكنائس القبطية تبنى دائما بحيث يكون شرقيتها ثلاثة هياكل على الاقل وكنيستنا هذه كانت مبنية على الطراز القوطى سقفها مكون من ست قباب كان بها فتحات دائرية على شكل صليب تدخل منه اشعة الشمس حسب دورانها الكونى فتعطى منظر لشعاع الشمس الداخل للكنيسة والذى يعمل على اضاءتها مع اضفاء جو روحى جميل على المكان
وكان الهيكل الاوسط مكرسا على اسم السيدة العذراء ام النور والهيكل البحرى مكرسا على اسم الملاك الجاليل ميخائيل والهيكل القبلى مكرسا على اسم الاسقف الشهيد الانبا صرابامون اسقف مدينة نيقوس فى القرن الخامس (وهى تسمى زاوية رزان بمحافظة المنوفية حاليا ) وتضم الكنيسة جزء من رفاته المقدسة إلى يومنا هذا ويصنع عجائب ومعجزات كثيرة وكانت الكنيسة تضم مجموعة من الايقونات القبطية البديعة صورت جميعها فى القرن الثامن عشر رسمها مصور الايقونات البارع فى هذا العصر يوحنا الارمنى والمصور القدير ابراهيم الناسك
منظر القباب
الكنيسة من الداخل
الهيكل الاوسط مكرسا على اسم السيدة العذراء
هيكل السيدة العذراء
المحررة أمام هيكل السيدة العذراء
ايقونات بالكنيسة
ايقونات بالكنيسة
ايقونات الحهة اليمنى من المذبح الرئيسى
ايقونات الجهة اليسرى من المذبح الرئيسى
احدى ايقونات الهيكل الرئيسى بالكنيسة الجديدة (2)
احدى ايقونات الهيكل الرئيسى بالكنيسة الجديدة (3)
احدى ايقونات الهيكل الرئيسى بالكنيسة الجديدة
الثلاثة ايقونات بالهيكل الرئيسى بالكنيسة الجديدة
رفات القديسين
“الأقباط استردوها”
ويذكر التاريخ ان الخليفة الفاطمي الحاكم بأمر الله في نهاية القرن العاشر الميلادي
وافق لطائفة الاروام الارثوزوكس ان يقومون بالصلاة واقامة شعائرهم في هذه الكنيسة حيث كانت له زوجة من هذه الطائفة و ألزمت عليه في هذا الامر فوافقها فيه إلا أن الاقباط
استردوا ملكية الكنيسة بعد انهاء حكم الحاكم بأمر الله وكان للكنيسة مدخل من الجهة الغربية يفصل بين ارضية الكنيسة وبين ارض طائفة الروم الارثوذكس (مدافن حالية) وكان هذا المكان يسمي قاعة وصل حيث يتصل بملكية الاروام وقد اغلق هذا المكان منذ القرن الرابع عشرة واستقرت ملكة الكنيسة لطائفة الاقباط الارثوذوكس وتناوبت علي الكنيسة منذ ذالك التاريخ الترميمات والتجديدات حتى الحريق الذي دمر الكنيسة بالكامل فى19مارس 1979 وقد تم بناء الكنيسة في عام 2004 بنفس شكلها قبل الحريق وجاري حاليا اعمال التشطيبات لهذا المبني للعودة بالكنيسة لشكلها القديم.
صورة قديمة للكنيسة
“كنائس القطر المصري “
عندما اعتلي السدة المرقسية البابا كيرلس الخامس (1874-1927) اهتم بتحديث الكنيسة و بعمارة الكنائس ويذكر له تجديد معظم كنائس القطر المصري ومنها كنيسة العذراء قصرية الريحان حيث جددت الكنيسة بالكامل في 1872 واهتم بعمارتها المرحوم نسيم شحاتة واقام المقصورات الموجود بها ايقونات العذراء و القديسين كما كلف غبطة البطريريك ايضا الأرخن مرقص سميكة باشا بالاشراف على عمارة هذه الكنيسة حتى يظهر فيها الطابع القبطي القديم وقد وضع علي مدخل الكنيسة عمودين من الرخام كان قد عثر عليهم اثناء حفر نفق دير النحاس
(الملك الصالح) وباقي هذه الاعمدة موضوع في فناء المتحف القبطي إلى اليوم .
احد الاعمدة الاثرية بفناء الكنيسة
“النهضة في قصرية الريحان”
وعن دور الكنيسة فى النهضة الحديثة يضيف القس ميخائيل بقوله كانت كنيسة السيدة العذراء مريم بقصرية الريحان صغيرة المساحة محدودة الاماكن ولكن كان لها دور كبير في النهضة الحديثة بالكنيسة الارثوذكسية فنذكر مثلا اهتمام البابا كيرلس الخامس بطبع الكتاب الكنيسة التي كانت اغلبها مخطوطات مثل القطامارس السنوي وكتاب صلاة التسبحة و الاجبية وما إلى ذالك من كتب تحتوي على صلوات الكنيسة فطلب من المرحوم اقلاديوس بك لبيب الاشرف علي طباعة هذه الكتب في مطبعة تابعة للكنيسة وكانت هذه المطبعة في مبنى ملحق بالكنيسة ومنها خرجت اوائل النسخ التي كانت مطبوعة في هذه المطبعة ولما اتسع نشاطها نقلت إلى منزله في عين شمس وسميت مطبعة عين شمس وما زالت الكتب القديمة في الكنيسة تحمل هذا الاسم و ايضا اختيار المتنيح الدكتور راغب مفتاح اكبر المهتمين بألحان الكنيسة الخالدة اختار الدور العلوي من الكنيسة وكان يسمي (بيت النسوان ) وغطاة بالقماش السميك وعمل منه استديو صوتي لتسجيل الالحان من كبار المرتلين في ذلك الوقت المعلم ميخائيل البتانوني و المعلم ميخائيل سركيس و المعمل باهور عبد الملك و المعلم مكسيموس و المعلم سعد وهذة التسجيلات هى التي حفظت للكنيسة تراثها اللحنى
ومن ضمن اهتمامات البابا كيرلس الخامس ان كلف سكرتيرة الخاص القمص ميخائيل المقاري بالصلاة في الكنيسة وكان ايضا اب اعتراف راهبات دير مارجرجس وتم بناء بيت له في ارض الكنيسة اقام فيه إلى ان تم اختياره اسقف على البلينا باسم(الأنبا ابرام)
” البابا كيرلس يهتم بالكنيسة “
واهتم قداسة البابا كيرلس السادس بهذه الكنيسة فمنذ عام 1961 كلف الاباء سكرتاريتة بالصلاة في الكنيسة فبعد ان كان يحضر للصلاة بها افراد معدودين اصبح شعبها من كل مكان الاف ياتون للصلاة في الكنيسة وتولت جمعية رئيس السلام النهضة الروحية في الكنيسة وذاع صيتها في مصر كلها
“حريق الكنيسة“
فى فجر يوم 19 مارس 1979م سمع المحيطون بالكنيسة صوت طقطقة وفرقعة يتكرر وعندما توجهوا لمعرفة مصدر الصوت شاهدوا النيران تندلع من الكنيسة فقاموا باخطار المطافى التى توجهت للكنيسة لمحاولة اطفاء النيران فكانت هناك مشكلة فى الحصول على المياه ومدت خراطيم المطافى من الشارع الخارجى إلى الكنيسة عبر الطريق المؤدى للكنيسة كما ايضا تم مد خراطيم من جهة مقابر الاروام وبدأو فى اطفاء النيران وكانت اعمدة الرخام التى تحمل سقف الكنيسة قد ارتفعت حرارتها وعندما وصلتها تيرات المياه من خراطيم المطافى تشرخت وتهشمت وسقط سقف الكنيسة “و لم يحدث خسائر فى الارواح” لكن محتويات الكنيسة جميعها دمرت بما فيها الايقونات الاثرية والحجاب وقد حزن
“صورة العذراء لم تحترق “
وقتها مثلث الرحمات قداسة البابا شنودة الثالث لحريق هذه الكنيسة الاثرية الجميل وعند رفع الانقاض عثر على ستر الهيكل محترقا فيما عدا صورة السيدة العذراء والسيد المسيح والتى كانت مرسومة علية فقد وجدت سليمة وتم الاحتفاظ بهذا الجزء كبركة من السيدة العذراء داخل برواز خشبى موضوع حاليا بالكنيسة الجديدة
الستر المحترق وتظهر صورة السيدة العذراء والسيد المسيح ولم تمسها النيران
ستر الهيكل محترقا فيما عدا صورة السيدة العذراء والسيد المسيح بين يدى محررة وطنى
“رفات قديس تصنع عجائب”
وعندما بحثنا فى مكان تواجد انابيب القديسين بالكنيسة عثرنا على قطعة من عظم الرسخ ومعة انبوبة زجاجية ولما سألنا الاباء القدمى من الكنيسة تأكدنا منهم ان انبوبة رفات الانبا صربامون كانت تحتوى على جزء من زراعه وانبوب زجاجى كان يحوى طيب موضوع مع عظام القديس وتم التحفظ على هذا الانبوب بمعرفة المرحوم المستشار انطون باسيلى نيح الله نفسه فى فردوس النعيم لحين صنع انبوب جديد للشهيد وضعت فيه مع وثيقة باسماء من حضرو العثور على هذه الزخيرة المقدسة وظهر من هذه الرفات عجائب كثيرة منها انتشار رائحة زكية فى مكان وجودها ومعجزات شفاء كثيرة بركة هذا القديس تكون معنا امين.
مقصورةالشهيد الانبا صرابامون اسقف مدينة نيقوس
“التحقيقات في واقعة الاشتعال”
وقد اسفرت التحقيقات التى اجريت فى ذلك الوقت ان سبب الحريق كان بسبب شمعة تركت مشتعلة إلى ان انتهت ،واوضح الاب الكاهن “ان هذا الكلام عليه تحفظات كبيرة لتقيد القضية ضد مجهول” ولكن يكفينا عمل الله الذى تمجد فى هذه الكنيسة وقد قال القس ميخائيل أن المياه أنقطعت عن المنطقة لمدة ثلاثة أيام قبل الحريق , والسؤال الذى يطرح نفسه هو .. لماذا وكيف تقطع المياه عن المنطقة قبل الحريق لمدة ثلاثة ايام ؟ والإجابة معروفة طبعاً .. حتى لا يتم اطفاء الحريق كما أن الدولة وقتها أقرت بأنها سوف تعيد بنائها على نفقتها , ولم يحدث وقتها أى شئ حتى إغتيال السادات فى عام 1981 م
“أكبر كنيسة “
ان الكنيسة التى كانت صغيرة خرجت منها كنيسة اخرى تعتبر اكبر كنيسة فى كنائس مصر القديمة فبعد الحريق قمنا بالصلاة داخل حوش الكنيسة ثم قمنا بعمل قواعد خرسانية كبيرة لنرفع عليها جمالون كبير من الحديد ليصبح هذ المكان بعد ذلك هو الكنيسة الجديدة والكنيسة الاثرية اعيد بنائها بنفس صورتها القديمة بالضبط وجارى عمل حجاب للهيكل بنفس شكل الحجاب الاثرى القديم والذى اخذ شكلة وتصميمة والونة وايقوناتة من الكتب الاثرية وبعض الصور الموجودة عند اشخاص ومحبى الكنيسة قد التقطت قبل حرق الكنيسة واصبح المكان كنيستان بدلا من كنيسة واحدة واصبح مركز روحى يجذب الآلاف اليه ليعوضنا الله به عن الكنيسة التى حرقت ببركة سيدنا الأنبا رويس الاسقف العام و المشرف على الكنيسة والذى يهتم بشعب المنطقة وخصوصا اخوة الرب والمرضى وبصلوات صاحب الغبطة البابا تواضروس الذى تقع هذه الكنيسة دائما فى بؤرة تفكيره وصلاته.
محررة وطنى امام الحجاب الجديد بالكنيسة الاثرية
صحن الكنيسة الاثرية
مذبح الكنيسة الاثرية
نجفة قديمة بالكنيسة الاثر ية
قبة الكنيسة الاثرية
سقف الكنيسة الاثرية (2)
سقف الكنيسة الاثرية (3)
سقف الكنيسة الاثرية (4)
القبة فوق الهيكل
دكة اثرية
دكة اثرية