الانبا اندراوس يترأس الاحتفالات وسط تزايد اعداد طالبي البركة
رئيس الدير يشير الي زيارة العائلة المقدسة ومباركتها للمكان
اكتشافات اثرية وتجديدات حديثة لراحة الزوار وطالب الخلوة
يحتفل دير السيدة العذراء القديسة مريم بجبل دير الجنادلة بعد غد الاحد ، بالعيد السنوي له ضمن احتفالات الكنيسة القبطية بعيد السيدة العذراء “حالة الحديد” وتخليصها القديس متياس الرسول من السجن وأيضا بناء اول كنيسة علي اسمها في مدينة فيليبي في 21 بؤونة الذي يوافق 28 يونية من كل عام .
بدأت الاحتفالات يوم 13 يونية برئاسة نيافة الحبر الجليل الانبا اندراوس اسقف ابوتيج وصدفا والغنايم ورئيس الدير حيث يتوافد علي الدير الاف الزوار طالبي البركة ولحضور القداسات اليومية صباحاً والتي يسبقها رفع بخور عشية ودورة الايقونة في داخل الكنيسة وباقي جنبات الدير بمشاركة لفيف من الاباء الكهنة والرهبان في وجود القس تادرس القمص تيموثاوس راعي الدير اعتبارا من السابعة مساء ، وتمتد صلوات التسبحة الي ما قبل القداس الالهي والذي سيبدأ في تمام الخامسة صباح الاحد ، وينتهي في السابعة كختام لاحتفالات هذا العام.
يقول نيافة الحبر الجليل الانبا اندراوس أن بركة السيدة القديسة العذراء مريم والقديس مقروفيوس الاب الروحي للدير حالة في المكان حيث يشعر الزوار وطالبي البركة بمجرد الدخول في رحابه بأحاسيس روحية هي خليط ما بين الراحة والاطمئنان والسلام الداخلي وأن سؤال القلب سيكون؛ بشفاعة امنا العذراء “حالة الحديد” .
وعن تاريخ وطبيعة الدير يقول نيافته ان المغائر التي حلت بها العائلة المقدسة بجبل أسيوط في ختام مطافها بأرض الوادي ليست هي وحدها الكائنة بذلك الجبل فقد تم الكشف عن مغائر اخري كان يسكنها قديسون ورهبان متوحدون حيث يتردد كثيرا علي ألسنة القريبين من الدير معلومات متوارثة عن الاباء ان هذا المكان المقدس قد مرت به العائلة المقدسة وهذا ما يؤكد ما سبق قوله بما يشعر به الزائر من احساس قوي بحلول السيدة العذراء في المكان.
اسم الدير…
وعن تسمية الدير ، يقول نيافته : كان يطلق عليه دير ابو مقروفه وهو الاسم الشائع للقديس مقروفيوس – ابن ملك قاو- مؤسس الدير في اوائل القرن السادس الميلادي . أما عن تسميته بدير الجنادلة فيرجع هذا الاسم لما يحيط بالدير من صخور واحجار تشبه الجنادل جمع “جندل”.
ويشير نيافته الي ان القديس مقروفيوس اسس وعمر خمس اديرة متجاورة وهي دير البلايزة البحري ودير البلايزة القبلي واديرة دكران ووادي سرجة ودير السيدة العذراء (دير الجنادلة) .
ويؤكد نيافته علي أن هناك فرق بين وادي سرجة او جبل سرجة بدير الجنادلة وبين كنائس ابو سرجة بمصر القديمة حيث كتب في مخطوطة 268 ميامر بدير السريان العامر ( جبل سرجة هو جنوب غرب أبوتيج . وادي سرجة وبلده سرجة تقع علي بعد كيلومترات شمالي دير الانبا مقروفيوس ) .
ويستكمل نيافة الانبا اندراوس ؛ يعتبر دير الجنادلة فريداً من نوعه من حيث اثرياته وتقسيمه حيث يتميز بارتفاعه عن مستوي سطح الارض ويحيط بالدير سور كبير يجمع بداخله ابنية وقلالي للاباء الرهبان وجميع مباني الدير والكنائس الاثرية ؛ وللدير باب من الناحية البحرية كعادة الاديرة وامامه مغارة كبيرة بالاضافة الي مغارات اخري متناثرة حول الدير من كل جهة حيث كانت تستخدم كقلالي للرهبان ؛ كما يوجد بالدير بئر اثري علي عمق 45 متر قد يرجع تاريخه للقرن الاول الميلادي في ارض صخرية ، 30 متر من العمق مبنية بطريقة هرمية عبارة عن حجارة منتظمة مرصوصة بطريقة بناء الهرم الاكبر وباقي العمق -ال 15 متر – عبارة عن نحت في صخر اسود جامد حيث يعتمد الدير علي البئر كمصدر للحياة.
كنائس الدير
وعن كنائس الدير يقول نيافة الانبا اندراوس ؛ يوجد بالدير كنيستين اثريتين الاولي هي الكنيسة الاساسية بالدير علي اسم القديسة العذراء مريم والثانية وهي الكنيسة الاحدث علي اسم القديسان بطرس وبولس.
وكنيسة السيدة العذراء ..عبارة عن مغارة منحوته في الجبل يرجح انها من القرن الاول الميلادي ويرجح ايضا زيارة العائلة المقدسة لهذا المقطع الاثري المنحوت في الصخر بعدما جاء القديس مقروفيوس بعد رهبنته علي يد القديس مويسيس بالبلينا ، الي هذه المغارة وشيد علي التراث الارثوذوكسي الذي يقسم الكنيسة الي ثلاث خوارس ناحتاً في الصخر حتي يصل الي تقسيم الكنيسة من حيث مستوي السقف وهذا النظام تنفرد به هذه الكنيسة دون عن غيرها .
ففي الخورس الاول..وهو ما يسمي بخورس المؤمنين يرتفع السقف عن الخورس الثاني مع وجود تجويف في وسطه علي شكل قبة مرسوم فيها خطوط تشبه سعف النخيل والنور بما يشير للسماء ويوجد علي جوانب الخوارس من اعلي طبقتين مرسوم عليهما صور اثرية ترجع للقرون من الثامن حتي العاشر الميلادي مكتوب عليها اسماء باللغة القبطية.
اما الخورس الثاني.. وهو ما يسمي خورس الموعوظين فينخفض عنده السقف عن سابقه وبه “الانبل”- مكان يقف عليه الواعظ – وهو منحوت في صخر المغارة كما توجد رسومات وصلبان بأشكال مختلفة ونقوش أثرية وعبارات مكتوبة باللغة القبطية مثل ( يسوع المسيح مخلصنا) و ( يسوع المسيح ربنا) و (يسوع المسيح الهنا) و ( يسوع المسيح رجاؤنا) و ( يسوع المسيح ملكنا ) و ( يسوع المسيح ابن الله ) ، كما توجد اكثر من طاقة بها بقايا صور وصلبان يرجع تاريخها للفترة السابق ذكرها.
وأخيراً الخورس الثالث.. وهو ما يسمي خورس التائبين حيث ينخفض السقف بصورة ملحوظة بطريقة تقترب بالمصلي من الركوع والانحناء اذا وقف في هذا المكان .
ويؤكد نيافة الانبا اندراوس علي ندرة وجود مثل هذا التقسيم الرائع بما يحمله من تفرد وابداع وقيم روحانية وجمالية بديعة وطقس كنسي وقور.
اما حجاب الكنيسة..فيتكون من حجارة جمعت في العصر المسيحي الاول مرسوم عليها مفتاح الحياة الفرعوني “اونخ” وهو يرمز للصليب ، واخري منقوش عليها قربان وصلبان رسمت بطريقة زخرفية جميلة تبرهن علي عظمة الفن القبطي.
اما الكنيسة الثانية التي علي اسم القديسان بطرس وبولس ، فهي الاحدث نسبياً حيث شيدت عام 1765 ميلادية وتتميز باشتراك الطوب الاحمر مع الحجر مع الطوب اللبن في التشييد وهو نظام بنائي تنفرد به الكنيسة علي مستوي كل كنائس واديرة مصر ، وبها ثلاث هياكل ؛ الاوسط علي اسم القديسان بطرس وبولس والبحري علي اسم القديس ابو سفين والقبلي علي اسم القديس مارجرجس وهو الهيكل الذي احتوي علي اسم الكنيسة المندثرة في الدير بأسم دير سرجيوس الذي سمي عليه اسم منطقة الدير ” وادي سرجة ” ؛ ويغطي سقف الكنيسة تسع قباب أعلي الهياكل وصحن وخوارس الكنيسة.
ويشير نيافة الانبا اندراوس الي انه في بداية الالفية الثانية قام بالتعاون مع هيئة الاثار والجهات الامنية المسئولة ، بترميم تلك الكنيسة بالكامل وعلاج الشروخ وتقوية الاساسات ، خاصة انها كانت مشيدة علي كمية من” الرديم” بما كان يضعف من تلك الاساسات وتم ربط ” القوالب” مع بعضها لازالة الشروخ الموجودة في الجدران مع اعادة “بياض” الجدران الداخلية للكنيسة ؛ كما تم عمل تنظيف ميكانيكي ثم كيميائي للنقوش والرسومات الملونة داخل كنيسة السيدة العذراء “الاثرية ” وتم ” تبليط ” الفناء واقامة دورات مياه حديثة علي مساحة 13 × 5 متر مربع كل ذلك علي نفقة الدير.
ويذكر نيافته ، انه اثناء القيام بأعمال الترميم وصيانة السور وجدت بعض الاشياء الاثرية وهي قنينة متوسطة الحجم من الفخار بداخله زيت اشارت الدلائل الي انه زيت الميرون المقدس وذلك داخل غرفتين متجاورتين يرجح انهما كانتا مكان رئيس الدير لانه هو من يحتفظ بزيت الميرون ، ووجد بجوار القنينة المذكورة قنينة اخري صغيرة الحجم من الفخار ايضا كان يفرغ فيها جزء من الزيت لاستخدام الكنيسة ؛ كما وجدت اسفل السور الشمالي معمودية من الحجر كبيرة الحجم وتعتبر اول معمودية من الحجر في كنائس واديرة مصر الوسطي ؛ ووجد ايضا سلم منحوت في الصخر يربط بين فناء الدير بملحقات الدير الخارجية ناحية الشرق حيث توجد البئر واجزاء من الحوائط المتبقية من القلالي.
ويقول القس تادرس القمص تيموثاوس راعي الدير : أن نيافة الانبا اندراوس كلفه بأستحداث استراحة كبيرة وبيت خلوة عبارة عن 16 غرفة بعد تزايد اعداد الرحلات طوال العام وقد قارب ذلك علي الانتهاء ، واشار الي أن الدير يقوم بزراعة عدة افدنة من الزيتون وبعض احتياجات الدير.