تتميز كنيستنا القبطية فى كل موقع على أرض مصر بآثارها الفريدة والتى تبين لنا مدى عمق روحانيتها وتفردها. وخصوصا الأثارالموجودة بأديرتها العامرة ومنها دير العذراء السريان الذى يقع على بعد 14 كيلو مترا تقريبا من الرست هاوس الموجود فى منتصف طريق مصر اسكندرية الصحراوى بوادى النطرون بالصحراء الغربية
تتميز كنيستنا القبطية فى كل موقع على أرض مصر بآثارها الفريدة والتى تبين لنا مدى عمق روحانيتها وتفردها. وخصوصا الأثارالموجودة بأديرتها العامرة ومنها دير العذراء السريان الذى يقع على بعد 14 كيلو مترا تقريبا من الرست هاوس الموجود فى منتصف طريق مصر اسكندرية الصحراوى بوادى النطرون بالصحراء الغربية.
ومن هذه الآثار “باب النبوات” الموجود بكنيسة السيدة العذراء بدير السريان وهو الباب الملكى أمام الهيكل الأوسط للكنيسة، حيث يوجد بالكنيسة ثلاثة هياكل الهيكل القبلى باسم القديس “يوحنا المعمدان” والأوسط باسم “السيدة العذراء” والبحرى باسم القديس “مار بقطر”.
وقد وجدت كتابات على عتبة الباب العليا باللغة السريانية تشير إلى أن هذا الباب قد صنع بواسطة “موسى رئيس الدير” فى زمن البطريرك غبريال الأسكندرى ويوحنا الأنطاكى عام 913م
ويقول ابونا ايسوزورس عبد المسيح أمين دير السريان
يتكون باب النبوات من ست ضلف الواحدة طولها 275سم وعرضها 45سم وقسم كل منها إلى 7 أقسام زينت أعلاها بصور للقديسين كتبت أسماؤهم باللغة اليونانية وطعمت بالعاج فى الخشب. وبقية الأقسام بها رسومات هندسية جميلة من العاج يزينها الصليب وكل قسم منها يشير إلى مرحلة من تاريخ كنيستنا المجيد وهى :
المرحلة الاولى: عصر الرسل ويظهر فيه بالترتيب من اليمين إلى الشمال القديس ديسقوروس والقديس مارمرقس بطاركة الأسكندرية، وعمانوئيل إلهنا والقديسة مريم والقديس أغناطيوس والقديس ساويرس ( بطاركة سريان )
المرحلة الثانية: وتمثل عصر الإستشهاد ويظهر فيها الصليب وسط الدوائر التى تشير إلى إنتشار المسيحية.
المرحلة الثالثة: بها ست دوائر بكل منها صليب، تشير إلى ست كراسى رسولية وهى أورشليم والإسكندرية وروما والقسطنطينية وإنطاكية وقرطاجنه
المرحلة الرابعة: فهى عصر بداية ظهور البدع.
المرحلة الخامسة: الصليب المعكوف والذى إستخدمه هتلر شعاراً يرمز إلى الهرطقات.
المرحلة السادسة: كثرة الخطوط المتقاطعة بين الصلبان يشير إلى كثرة الطوائف الحالية وضعف الإيمان ورخاوة العمل.
المرحلة السابعة: يظهر فيها صليب واحد من حوله صلبان يشير إلى وحدة الكنيسة
ترميم باب النبوات:
تم البدء فى اعمال ترميم باب النبوات فى 8 نوفمبر 2009م حيث بدأ فريق دولى يعمل تحت رعاية جامعة ليدن والمعهد الهولندى-الفلمنكى بالقاهرة فى العمل فى دير السريان بوادى النطرون، واستمرت فترة عمل الفريق حتى 19 ديسمبر 2009م . وخلال هذه الفترة تم توثيق الأبواب الموجودة بالكنيسة وفحصت لإعداد برنامج الترميم المناسب والأفضل لها .وتم الإنتهاء من رسم الأجزاء المفقودة من باب النبوات لإعادة استكمالها حيث يتكون الباب من قطاعان كل قطاع يتكون من ثلاثة ضُلف والتى تحتوى على حشوات مثبته داخل (حلق) إطار خشبي و تحتوي كل ضلفة على سبع حشوات مطعمة بالعاج وقد جمعت الضلف بواسطة اسلوب النقر واللسان وثبتت بخوابير خشبية.
والباب مثبت على مفصلات نحاسية اسطوانية تعمل على محور مفصلى ومثبته بالمسامير الحديدية.
أسباب الترميم:
إنّ الباب قيد الإستعمال منذ القرن العاشر في مكانه الأصلي لم يتغير والروابط الخشبية وأماكن المفصلات لم تنفذ بدقة وهو ما سبب تغُير فى أماكن بعض العناصر وإحداث تآكل للخشب والمعدن. ومن ثم فإن الشكل الهندسى (المستطيل) للباب قد تأثر والجزء الأدنى قد أتلف .و العتبة قد تكسرت ونصفها قد فُقد ، لذا لا يوجد ما يدعم ضلف الباب. وأغلب العوارض الخشبية المستخدمة فى اغلاق الضلف قد إستبدلت في الماضي والبقية مفقودة.
ونتيجة ضغط الزوار والاستناد عليه ودفعه تسبب فى إحداث إجهاد وتصدع لكافة العناصر (الحشوات المطعمة بالعاج وكذلك المفصلات النحاسية وحلق الباب نفسه). علاوة على أن سطح الباب كان به خدوش ومتسخ.
وتم دهانه قبل ذلك وقد تسببت الأتربة فى منع الحشوات من الحركة مما أحدث إجهادا وتصدع. وهناك أيضا الكثير من القطع العاجية مفقودة بسبب ضعف المادة اللاصقة واقتلاع قطع العاج خلال القرون الماضية.
وقد تمت أعمال الترميم بدقة وعلى أعلى مستوى مستخدمين أحدث الاساليب العلمية لارجاع هذا الأثر إلى صورتة الاصلية.
تحقيق النبوات الموجودة على ضلف الباب:
يقول يسرى يونان تاوضروس استشارى ترميم اثار ومقتنيات فنية ومدير عام صيانة وترميم الاثار بالمجلس الأعلى للاثار (سابقا)
إذا نظرنا إلى هذه الرموز نجد أن كلها قد تم تحقيقها ماعدا الأخيرة.. فإن العالم المسيحى القديم كان كنيسة واحدة ولم ينته الجيل الأول حتى انتشرت المسيحية على إيدي الرسل من اورشليم والهند شرقا حتى اسبانيا وفرنسا غربا ومن البحر الأسود شمالا إلى افريقيا جنوبا. وكان هؤلاء الرسل يقيمون أساقفة وقسوسا فى البلاد التى يبشرون فيها. وقد تعرضت الكنيسة الأولى إلى اضطهادات كثيرة تحملت فيها الكثير من العذابات والاستشهاد لذلك سمى “بعصر الاستشهاد” حتى تم الإعتراف بالديانة المسيحية. وهذا يمثله الصف الثاني.
ويضيف يسرى يونان: ونتيجة انتشار المسيحية تأسست الابارشيات فى العالم كله وتميزت الكنائس فى العصر الرسولى بنوع من الشهرة من أهمها: الست كراسى الرسولية الكبار، وعصر المجامع المسيحية، وهذا يعبر عن الصف الثالث من الباب.
أما الصف الرابع يمثل بداية ظهور الإسلام وانتشاره.
والصف الخامس يشير إلى البدع والهرطقات التى كادت أن تؤثر على العالم المسيحى كله، وفيه انعقدت مجامع مسكونية على مستوى جميع الابارشيات والكنائس فى كل العالم لتفنيد البدع والرد عليها.
والصف السادس من الباب يظهر فيه كثرة الطوائف والانقسامات والاختلافات والتداخل فى الكنيسة.
أما الصف السابع يمثل عودة وحدة الكنيسة تحت راية الصليب الواحد وانتشار الكرازة فى كل ربوع العالم.
متى تتحقق آخر نبوة وهل اقتربت نهاية الأيام؟
عن نهاية الأيام وتحقيق اخر نبوة فى الباب وهى وحدة الكنائس كان لوطنى استطلاع لبعض الآراء.
يقول القمص عبد المسيح بسيط كاهن كنيسة السيدة العذراء الاثرية بمسطرد لايستطيع احد أن يعرف نهاية الأيام أو ميعاد مجئ الرب يسوع المسيح.. وهذه امنية نتمناها جميعا وهى توحيد الكنائس تحت إيمان واحد وراية واحدة مع العلم بأن هذه النبوة ليست من علامات الساعة المذكورة فى الكتاب المقدس كما جاء فى (متى 24)
أما الأب روفائيل الانبا بيشوى كاهن كنيسة القديس بولس بمدينة العبور فيقول إن الكنائس لم تتوحد بعد وإذا تم ذلك فسيتم توحيدها اجتماعيا فقط، وليس عقائديا.. وعن نهاية الأيام فيقول “إنها حاليا بداية النهاية”..
ويؤكد الأب بولس عدلى كاهن كنيسة القديس بولس بمدينة العبور
نحن نعيش فى نهاية الأيام وسوف يتم توحيد الكنيسة وبالأحرى سوف يتم توحيد الإيمان فى العالم كله، ويلتف الجميع حول السيد المسيح. إن صلب العقيدة واحد بينما الاختلاف فى الشكل والطقوس والألفاظ دون جوهر المحتوى وتوحيد الإيمان فى كل الأرض احدى علامات المنتهى كما جاء فى رسالة بولس الرسول الى أهل فيلبي
“لكي تجثو باسم يسوع كل ركبة ممن في السماء ومن على الأرض ومن تحت الأرض ويعترف كل لسان أن يسوع المسيح هو رب لمجد الله الآب” (فيليبي 10:2، 11)