أقيم مساء أمس الاثنين العرض الأول الخاص لفيلم “٤٩ شهيدا” ، حيث عرض على مسرح الأنبا رويس بالكاتدرائية المرقسية بالعباسية. في بداية الحفل قام فريق كورال كنيسة مارمرقس كليوبترا – مصر الجديدة ، بقيادة الدكتور جورج لطيف بتقديم مجموعة من الترانيم والألحان الكنيسة.
و عقب ذلك عرض الفيلم والذي دار حول قصة حياة واستشهاد 49 من المسيحيين في زمن اضطهاد البربر، وفي زمان الأنبا ثؤدسيوس البابا ” 33 ” تم بناء الكنيسة، ولما أتى الأنبا بنيامين البابا ” 38 ” إلى البرية، رتب لهم عيدا في الخامس من أمشير وهو يوم نقل أجسادهم إلى هذا الكنيسة، ومع مرور الزمن تهدمت كنيستهم فنقلوهم إلى إحدى القلالي حتى زمان المعلم إبراهيم الجوهري فبني لهم كنيسة في أواخر القرن الثامن عشر للميلاد ونقلوا الأجساد إليها ولا زالت موجودة إلى اليوم بدير القديس مقار.
يعد “فيلم ٤٩شهيدا” بمثابة الطفرة الفارقة لتقدم إنتاج الأعمال الدرامية المسيحية بوجه عام من حيث نقاء الصورة ، ولأول مرة يتم مزج الجرافيك مع تصميمات الديكور بشكل فائق في الحرفية حتى يقنعك بأنك تواكب أحداث العصر الذي تناولته سيرة ال٤٩شهيد، إلى جانب الملابس التي صممت لكل الشخصيات الموجودة في الفيلم من جانب محاكاة الحقبة التاريخية التي عاش فيها الشهداء .
أما بالنسبة لأداء الممثلين فقد كان أكثر من الرائع ولكل منهم صبغة شخصية في الدور الذي قام به أقنعت الجمهور، حتى شهد بذلك قداسة البابا تواضروس عندما أشار لدور قائد البربر والذي قام بأدائه الفنان القدير علي عبد الرحيم و قال: تأثرت بأداء كل الممثلين حتى إني أغمضت عيني للحظات وتخيلت عصر البربر حقًا.
ومن أهم عناصر مكون هذا الفيلم هي الموسيقي التصويرية فكانت شيقة جدًا، ومؤثرة استطاعت أن تكون رابط قوى بين عناصر الفيلم بأكمله .
وايضًا الترانيم من حيث الكلمات التي ألفها الشاعر رمزي بشارة وقام بتلحينها وترنيمها القس موسى رشدي لها فكر خلاصي عميق في قوة كلمتها وأسلوب الأداء واللحن .
وعندما يذكر أن قصة الشهداء مدونه في سطور لا تتعدي الصفحة والنصف مقارنة بمدة عرض الفيلم التي استغرقت حوالي ١٢٠ دقيقة غالبا ،فهذا يدعو إلى الانتباه إلى روعة كتابة السيناريو والحوار التي قام بها الأستاذ ماهر ذكي حتى تعايشنا حقا مع هذا العصر وهؤلاء الشهداء بشكل شخصي ، والمؤثر انه تناول طبيعة كل شخصية من عصر القرن الرابع وصاغها بحيث أوضح فيها الصراعات التي واجهت قديما انسان القرن الرابع لا تبعد بكثير عّم يصارع فيها إنسان القرن الواحد والعشرين .
كل هذه العناصر المتميزة في الفيلم من تصوير وموسيقي وترانيم وديكور وملابس وماكياج ومونتاج وإضاءة، أدت إلى نجاح إخراج هذا العمل والذي قام بإخراجه الأستاذ چوزيف نبيل . الذي عمل علي إدارة كل هذه المقاومات بدقة علي وتيرة واحدة متناغمة ومنظمة.
هذا وقد حضر العرض الخاص قداسة البابا تواضروس الثاني و لفيف من الآباء الأساقفة ونجوم الفن والإعلام والثقافة، ومنهم الأنبا مارتيروس أسقف عام شرق السكة الحديد، والأنبا انجيلوس أسقف عام شبرا الشمالية، الأنبا صرابامون أسقف دير الأنبا بيشوي وادي النطرون ،الأب بولس قريط الكاثوليكي راعي كنيسة القيامة في مصر، الأب بطرس دانيال رئيس المركز الكاثوليكي للسينما، والأستاذ يوسف منصور رئيس مركز الإبراهيمية الإعلامي، الأستاذ فيكتور سلامة نائب رئيس تحرير جريدة وطني ، الإعلامية دينا عبد الكريم، السيناريست سامي فوزي، الكاتب مايكل سامي، الفنان المنتصر بالله ، الفنانة شهيرة فؤاد، الفنانة علا رامي، المرنمة ماريان جورج ،المهندس ثروت باسيلي ، والأستاذ اكرم بشارة والإعلامية سارة نجيب والتي شاركت بتقديم فقرات الحفل مع الاستاذ إلهامي مقار احد منتجي الفيلم والمستشار الإعلامي للفيلم الاستاذ مايكل عادل .
و بعد انتهاء العرض قام قداسة البابا بتكريم جميع القائمين على العمل مشيدا بالفيلم من حيث المادة التاريخية و السيناريو والموسيقي والديكور والتصوير والإخراج وجميع مراحل الإنتاج .. فكرم قداسته نيافة الأنبا مارتيروس رئيس لجنه المصنفات الكنسية القمص مرقس عبد المسيح دميان ، القس مارتيروس فوكيه، النجم السينمائي هاني رمزي، الفنان لطفي لبيب، الفنان سمير فهمي، النجمة تتيانا، الفنان ماهر لبيب، الفنان جميل برسوم ، الفنان إيهاب صبحي، والفنان عاصم سامي، الفنان أيمن أمير، والفنان على عبد الرحيم ، والفنان مجدي إدريس، الفنان جميل عزيز، والفنان إميل شوقي، والفنان مجدي فوزي، الفنانة الشابة شيري مجدي، الطفل كيرلس جرجس، والنجم السينمائي ماجد، مدير إدارة الإنتاج السيد سلامه، مدير الإنتاج بنيامين عزمي، الشاعر رمزي بشارة، القس موسى رشدي، مهندس الصوت جرجس صبحي، الاستايليست سارة شاهين، أمير يوسف، مينا مجدي، المخرج منفذ بيتر نيلسون، المخرج المنفذ مورين مجدي، مساعدين الإخراج هبه نبيل، فيليمون نبيل، عماد نجيب، ومدير التصوير الأستاذ وائل يوسف ،مشرف إضاءة الأستاذ مينا نبيل مهندس صوت الأستاذ احمد أبو ليله، Art Director الدكتور ايفان اديب، الأستاذ شادي مقار، الأستاذ ريمون مقار، الأستاذ إلهامي مقار، الأستاذ كريم جويش، الدكتور إسحاق عجبان، والمنتج فني مايكل مراد، والأستاذ عزيز صليب، والسيناريست ماهر ذكي والأستاذ نشأت زقلمة، المونتير سامر ماضي، الفنان فريد النقراشي، الموسيقار الدكتور نادر نبيل، المخرج چوزيف نبيل.
وكريم بِنَا أن نفخر بأننا نحن أحفاد الشهداء وأبناء الأبطال ،” فيلم ٤٩” يحظى به التاريخ مستقبلا للكنيسة والمجتمع وذخيرة ذهبية أبرزت من عبق تاريخ بكل ما واضحة من الصراعات والانتصارات التي واجهتها بلادنا من هجمات قبائل البربر قبل أن تقضي عليها الدولة العباسية.