هى السيدة “ماجدة محمد زكي موسى” ، أم ذوى الاحتياجات الخاصة كما لقبت ، فقد قدَّمت لهم الحب والأمان، حولت فى كل منهم المستحيل الى حلم، والحلم الى حقيقة بل ونصر ، علمتهم كيف يولد من اليأس انتصار ، ومن الاعاقة أبطال ، ومن ذوى الاحتياجات قدرات ، مما يجعل ماجدة موسى رائدة للتعليم ونموذج للتعليم الخاص يضاف لسجل الرواد فى التعليم والتربية والتكوين يشهد لها عشرات من الخريجات والخريجين واولياء الامور ، فقد تعاملت مع جميع المعاقين على أنهم يملكون قدرات خاصة، وعاملت ذوي الاحتياجات الخاصة على إنهم موهوبون ، وقامت باكتشاف مواهب متعددة من المعاقين ذهنيًا ، حيث انتهجت خطًا مغايرًا لكل الاتجاهات الموجودة ، حيث ربطت ببراعة متناهية بين النشاط الاجتماعي والتعليمي والبعد الإنساني ، فكانت أمًا للجميع تفتح أحضانها، وفتح المعاقون أحضانهم وأحلامهم لها، فقد كان إحساسها بحاجة ذوي القدرات الخاصة للرعاية التعليمية والتأهيلية ودمجهم مع أقرانهم الأسوياء؛ فأنشأت فصولًا خاصة لهم منذ عام 1973.
وفى بداية عام 2014 تم الاعلان عن إقامة تصفيات الكأس الإقليمية للأولمبياد الخاص الموحدة والذى جاء تسمية هذا الكأس بكأس الراحلة ماجدة موسى الرئيس التنفيذى للاولمبياد الخاص المصرى اعترافا بما قدمته السيدة الراحلة لهذة الحركة الانسانية ولقب بكأس -ماجدة موسى- لدول شمال أفريقيا فى رياضة كرة القدم بمصر وذلك تمهيدا لمشاركة الفرق الفائزة بالتصفيات فى كأس العالم بماليزيا 2014 ، و يعد حصول مصر على شرف تنظيم الكأس الموحدة لكرة القدم حدثا رياضيا كبيرا ويمثل دعم كبير من قبل الاولمبياد الخاص الدولى لمنطقة الشرق الاوسط و شمال افريقيا بتنظيم تصفيات الكأس التنظيمية للأولمبياد الخاص و تقديرا من الاولمبياد الخاص الدولى لمكانة مصر كدولة رائدة فى هذا المجال حيث كانت مصر هى الدولة العربية التى استضافت اول العاب اقليمية عام 1999.
فقد كان اهتمام ماجدة موسى بقضايا ذوى الاحتياجات الخاصة وخاصة الاوليمبياد الخاص بهم وكانت رؤيتها وفلسفتها وقضيتها تحدى المستحيل والترجمة العملية للحق فى الحياة لذوى الاحتياجات الخاصة من خلال الحق فى التعليم والحق فى الرياضة والحق فى التميز والحق فى التفوق .
فنجد ماجدة موسى تقهر المستحيل لنشر مفهوم “الحق فى الرياضة ” لذوى الاحتياجات الخاصة ، ثم تقوم باعداد وتنفيذ الاوليمبياد الخاص المصرى لذوى الاحتياجات الخاصة ، بل وشاركت فى اعطاء نموذج للمشاركة فى إعلاء علم مصر بأبطال من مصر فى الاولمبياد الخاص اخرها كان فى شنغهاى بالصين فى اوليمبياد الالعاب العالمية الصيفية والتى عقدت من 2 الى 11 أكتوبر 2007 حيث حصلت مصر على 46 ميدالية فى عشر لعبات ذهبية منها 14 فضية و18 برونزية شملت كرة القدم وكرة السلة والسباحة والعاب القوى ورفع الاثقال وتنس الطاولة والتنس الارضى والريشة الطائرة وكرة البوتش والفروسية وقام بتدريب أبطالنا أنذاك 18 مدربا ومدربة نموذج لعطاء المجتمع المدنى.
ساهمت ماجدة موسى فى صياغة محور الرياضة فى الاستراتيجية القومية للتصدى للاعاقة والمشاركة فى أعداد القانون الجديد حينذاك لذوى الاحتياجات الخاصة مع العشرات من المتطوعين والمحاربين لهذة القضية .
كما نظَّمت أول بطولة عربية في مارس 1997 حيث أضافت “موسى” بعدًا إنسانيًا هامًا في التعليم والعمل الاجتماعي، فهي أول من أولت اهتمامًا متميزًا بذوي الاحتياجات الخاصة، كما كانت أول من طالب بإدماج المعاقين مع الأسوياء أثناء العملية التعليمية، بدلًا من أسلوب العزل اللاإنساني . وتعد “موسى” شخصية نسائية إنسانية، لها نشاط اجتماعي متعدِّد ، قدَّمت خدمات متنوعة في جميع المجالات الإنسانية والاجتماعية.
كانت أمًا للجميع تفتح أحضانها، وفتح المعاقون أحضانهم فأنشأت فصولًا خاصة لهم منذ عام 1973، ثم توسَّعت في الاهتمام بهذه الفئة حين تولَّت إدارة مدارس مصر للغات؛ ايمانًا منها بأحقية هؤلاء الأبناء في الحياة الكريمة وقدراتهم على العطاء إذا أُتيحت لهم الفرصة. ولم يتوقَّف عطاؤها إلى هذا الحد بل أدَّى تعاملها المباشر مع هذه الفئة بالفصول الخاصة إلى توسيع دائرة الاهتمام بهم وبالمحتاجين في الملاجيء ودور الأيتام، وتقديم العون لهم.
كما أسَّست “موسى” الحركة الإنسانية مع د. م “إسماعيل عثمان”- رئيس مجلس إدارة جمعية “الأسرة المتألقة لرعاية المعاقين ذهنيًا”، وتولَّت رعاية (35) ألف ابن وابنة في جميع النواحي الطبية والاجتماعية والإنسانية والرياضية، فأدمجتهم في المجتمع وأعطتهم الثقة بالنفس. فقامت بتربية الأبناء وإعدادهم علميًا وثقافيًا وسلوكيًا ورياضيًا، وغرس روح الانتماء والتعاون والوفاء وإنكار الذات في نفوسهم، وتعميق المبادئ الدينية والخلقية لديهم، بما يكوِّن شخصية متميّزة قادرة علي الإسهام في تحقيق الأمن والرخاء والسعادة لهم في يومهم وغدهم.
كما ان رعاية ذوي الاحتياجات الخاصة وتأهيلهم لمواجهة أعباء الحياة، من خلال توفير كل الإمكانات في المدرسة من فصول مجهَّزة حديثة ومختبرات ومكتبات وإستاد رياضي وملاعب ومسرح وأدوات فنية ومسرحية ، وقامت بتعيين مجموعة من القيادات والمعلمين من ذوي المؤهلات والخبرات والقدرات المتميزة ، كما إنشاءت فصول لذوي الاحتياجات الخاصة، ودمجها مع الفصول الأخرى في المدرسة، مما يعود بالفائدة علي الفريقين ،و إنشاء مركز الحاسب الآلي، إضافة لمختبرات الكمبيوتر في المدرسة، لمواكبة التطوُّر السريع في وسائل الإتصال والمعلومات، وليكون نافذة على العالم الخارجي ، كما شاركت بأعمال التلاميذ في المسابقات الدولية والمحلية ،و حرصت على تدريبهم على الحوار البنَّاء؛ لغرس احترام الرأي والرأي الآخر من خلال الندوات والمناظرات.
كما أنشأت القسم الأمريكي بالمدارس لتبادل الخبرات مع التعليم العام، وإتاحة الفرص أمام التلاميذ للالتحاق بهذا النوع المتطوِّر من التعليم ، وإنشاءت مدرسة الليسيه الفرنسية، كأول مدرسة دولية فرنسية ، وإنشاءت القسم الإنجليزي بالمدارس بمرحلتيه (Pre1G – IGCSE) تحت إشراف جامعة كمبردج ، لتنمية قدرات التلاميذ المتفوقين ومساعدة المتعثرين ليلتحقوا بإخوانهم، وتكريمهم، والاحتفال بالخريجين.
كان لـ”ماجدة موسي” نشاط كبير ومؤثر في معظم المؤسسات والفعاليات التعليمية والثقافية والتنموية، حيث كانت عضوًا في: - لجنة رعاية ذوي الاحتياجات الخاصة بالمجلس القومي للطفولة والأمومة ، اللجنة المشرفة علي تطوير مشروع مدارس التربية الفكرية والعامة لجمعية الرعاية المتكاملة ، منتدي الفكر العربي الذي يرأسه الأمير ”الحسن بن طلال” ،و نائبة رئيس مجلس إدارة جمعية الأسرة المتألقة للمعاقين ذهنيًا (الأوليمبياد الخاص المصري)، والمدير الإقليمي للجمعية، وهي أحد فروع الأوليمبياد العالمي ،و اللجنة العليا لتطوير رياض الأطفال بوزارة التربية والتعليم و بالعديد من المؤتمرات العلمية والتربوية والاجتماعية في ONE INTERNATIONAL CLUB ، كما كانت عضو لجنة مشروع تطوير المائة مدرسة بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم.
كما شاركت في أعمال كثيرة، منها: - تنظيم البطولة العربية الأولي (مارس97)، والبطولة العربية الثانية (فبراير99) للمعاقين ذهنيًا ، والمشاركة في لجان تطوير التعليم في “مصر” ، والإشراف العام علي الوفد المصري للمعاقين ذهنيًا في البطولات الدولية التي أُقيمت في “أمريكا” و”المغرب” و”كندا” و”لبنان” و”اليونان”.
نالت “موسى” العديد من الجوائز وشهادات التقدير المحلية والدولية، منها: - الحصول على جائزة الدولة التقديرية باعتبارها من رواد التعليم الخاص ، الحصول على شهادة تقديرية من مركز المعلومات بـ”الولايات المتحدة” (U.S.I.A)، كأحد الزوَّار العالميين ، الحصول على شهادة تقديرية من ولاية “أركنساس” الأمريكية، لكونها من كبار الزوار. كما تم تكريمها من قبل الجامعة الأمريكية بـ”القاهرة” بمناسبة “يوم المرأة”، كصاحبة إنجازات عظيمة في مجال خدمة ذوي الاحتياجات الخاصة. فقد كانت نموذجًا للعطاء الإنساني بكافة صوره، ولذا استحقت أن تلقَّب بالأم المثالية للمعاقين.
فقدت مصر السيدة ماجدة موسى رائدة التعليم وصانعة حلم الاوليمبياد الخاص المصرى فى 18/02/2009 ، وأم الآلآف من أجيال تعلمت فى رعايتها وتحت قيادتها والعشرات من ذوى الاحتياجات التى تحدت بهم المستحيل وصنعت بهم وشاركت معهم حلم الاوليمبياد الخاص والبطولات الأوليمبية .