الأحداث اﻻرهابية والتفجيرات وقتل الاطفال الابرياء فى غزة وفى العراق وسوريا ..و التفجيرات والاعمال الارهابية المختلفة التى أصبحت تلاحقنا مشاهدها بشكل شبه يومى …أحداث مؤلمه ومحزنة لنا جميعا ، وإن كان الكبار يتفهمون بعض الشىء هذه الاحداث المؤسفه الا انهم بالرغم من ذلك يشعرون بالحزن و الاسى وعدم الاطمئنان على انفسهم و على ابنائهم ..فكيف يكون مردود هذه المشاهد المأساويه على ابناؤنا الصغار والأطفال فى مرحلة الطفولة المبكرة ؟!! فالاطفال قد يصابون بنوع من الخوف قد يصل الى حد الرعب والفزع يعرضهم للاصابة ببعض الاضطرابات النفسية ..فهل نمنعهم عن مشاهدة نشرات الاخبار و متابعات الاحداث الداميه هذه أم أن هناك أسلوبا أخر يمكن اتباعه مع الاطفال للحد من التأثيرات السلبية عليهم؟ و ماذا عن الطفل اذا كان يقطن بالقرب من أحد الاماكن التى تم فيها تفجيرات واعمال ارهابية …؟.
الدكتورة روز عبد الله – اخصائية نفسية – ومديرة مركز الفخارى للمشورة الاسرية و التنمية البشرية ،تقول:” لا يمكننا أن ننكر التأثيرات السلبية التى يمكن ان يتعرض لها ابناؤنا خاصة الصغار منهم من جراء مشاهدة المصابين والقتلى والتفجيرات والاعمال الارهابية التى انتشرت بشكل كبير فى السنوات القليلة الماضية. حيث انه حينما نكون محاطين باحداث واشياء بها طاقة ايجابية فان هذا الامر ينعكس علينا ايجابيا وعلى حالتنا النفسية والمزاجيه ،ونفس الشىء اذا كان حولنا طاقة سلبية فانه ينعكس سلبا علينا ..فهناك صعوبة فى ان يرى الاطفال هذه المشاهد الداميه دون أن ينعكس ذلك على حالته النفسية وعلى سلوكياته بشكل سلبى بل ويعرضه للاصابة ببعض الاضطرابات النفسية فى بعض الاحيان”.
وتضيف د . روز عبدالله وتقول :” إن ما يحدث معنا من تأثيرات وشعور بالقلق والانزعاج من جراء مثل هذه الاحداث ، يحدث مع الاطفال ايضا ويؤثر عليهم بشكل مباشر . وابسط مثال على ذلك فاننا حينما نشاهد خبر عاجل له علاقة بتفجيرات واعمال ارهابية فاننا نجد انفسنا ننفعل ونحاول كبت الاطفال حولنا اثناء لعبهم فى محاولة منا للمتابعة وهو الامر الذى يسبب الشعور بالخوف والانزعاج لدى الأطفال ويبث لديهم حالة من عدم الاطمئنان والشعور بان هناك خطر ما او تهديد ما يقترب منه .فالاطفال حينما يشاهدون احداثا ارهابية وداميه على شاشات التليفزيون ارادنا ام لم نرد – حتى اذا كانوا لايفهمون معناها وما حدث بالضبط – فهم يتأثرون سلبا ،حتى اذا كان الطفل فى مرحلة صغيرة جدا .فبالرغم من ان الطفل قد لايتعدى عمره ثلاثة او اربعة أعوام الا اننا نجده يشعر بان هناك شىء ما سىء ،فهو يدرك على سبيل المثال الموسيقى الحزينة التى يسمعها حينما يتابع الكبار احداثا دامية وجنازات الشهداء وتجعله يشعر بالخوف والمشاعر السلبية المتضاربة”.
وحول دور الوالدين فى محاولة طمأنه ابنائهم الصغار تقول د . روز عبد الله :” على الأباء والامهات أن يحاولوا بقدر الامكان تقليل تعريض الطفل لهذه المشاهد الدامى سواء من خلال نشرات الاخبار أو برامج المتابعة للاحداث،لان ذلك سيكون أمرا جيدا يقلل من التاثيرات السلبية عليهم .بالاضافة الى ضرورة ان يعمل الوالدين على محاولة التحكم فى مشاعرهم وانفعالاتهم وردود افعالهم عقب الاحداث الارهابية المؤلمه هذه قدر الامكان”.
يتفق معها فى الرأي الدكتور على السيد سليمان – استاذ علم النفس التربوى بجامعه عين شمس -ويضيف :” إن الطفل فى سنوات عمره الاولى خاصه قبل 6 سنوات قد يكون تاثير مشاهدته للاحداث ليس بالخطير ،لكنه يتاثر بشكل كبير بردود افعال الوالدين فاذا وجد الوالدين او احدهم فى حاله خوف وفزع من جراء هذه الاحداث ويحاولون فرض قيود على طفلهم تمنعه من الخروج لاماكن معينة فى اوقات معينة حتى لايتعرض للخطر فبالتالى يتاثر الطفل بشكل سلبى ويشعر بالخوف وعدم الامان .
ولكن بالرغم من ذلك فانه من الصعب ان نمنع اطفالنا عن مشاهدة نشرات الاخبار لكن علينا ان نشرح لهم بشكل مبسط الحدث حتى يتفهمه الطفل ،فاذا كان فى مرحلة الطفولة المبكرة نقول له على سبيل المثال : ان هناك اشخاص خارجون عن القانون او ضد هذا البلد قاموا بهذه التفجيرات وهناك مصابون وقتلى . ومن المهم أن نؤكد على أطفالنا ان مرتكبوا الحادث الارهابى سينالون عقابا شديدا عاجلا ام اجلا” .
ويؤكد د . على السيد سليمان على ان الطفل لو كان فى قلب الحدث أو يسكن بالقرب من مكان الحدث الارهابى المؤلم ،فمن الممكن أن تحدث له صدمة عصبية كبيرة وهنا دور الوالدين كبير جدا فى ان يساعدوه بعد الحدث بان يتكلم عن كل شىء شاهده ومشاعره ومخاوفه اثناء الحدث حتى لايحدث كبت لهذه المشاعر السلبية والمخاوف داخل الطفل مما قد يسبب له مشاكل نفسية كثيرة .بالاضافة الى انه على الوالدين اذا استمرت المشاكل النفسية مع الطفل لفترة طويلة بعد الحادث ان يقوموا باستشارة الأطباء المختصين .
ويستطرد د. على السيد سليمان ويقول : هناك اشياء مقترحة للتقليل من التوتر والقلق والاحباط من جراء هذه الاحداث الارهابية المتكررة منها محاولة التقليل من مشاهدة الاحداث الدامية عبر التليفزيون ومواقع الانترنت والتواصل الاجتماعى المختلفة ،وان يكون هناك تنوع فيما نشاهده ونتابعه .وبالنسبة للاطفال فى مرحلة الطفولة المبكرة و حتى 12 عاما يفضل ألا يتابعوا النشرات الاخبارية بمفردهم وان يكون مع والديهم الذين يقومون بتفسير المشاهد وتوضيح حقيقتها له بشكل مبسط ومحاولة تهدئه مشاعر الخوف والقلق بداخلهم .