للمرة الأولى يقدم معهد المشورة الارثوذكسية بالمعادى كورس مشورة متخصص لزوجات الاباء الكهنة يبدأ من يوم الثلاثاء 16 فبراير الجارى وحتى 12 ابريل 2016 . وذلك بمقر المعهد بكنيسة مارجرجس بكوتسيكا فى السادسة مساء من كل ثلاثاء .ويناقش الكورس مجموعة من الموضوعات منها : ابى ام زوجى – الخصوصية – العلاقات الاعتمادية – المعين – الغفران – الشعور بالذنب …الخ
يقدم الكورس مجموعة من اساتذة المشورة والطب النفسى المتخصصين منهم الدكتور فيكتور سامى والدكتور ماهر الضبع ،الدكتور اميل جوزيف ،الدكتور أوسم وصفى ،الدكتور عادل حليم ،الدكتورة اليس توفيق ،وامل وليم ،والدكتورة سوزى صبحى و الدكتورة نجوى سمير .بالاضافة الى مجموعة من الاباء الكهنة منهم القمص داود لمعى ،القمص مكاريوس موريس ،والقمص بطرس سامى
ويهدف هذا الكورس الى مساندة زوجات الأباء الكهنة للوصل الى النضج النفسى والروحى المهم لهن فى حياتهم فى ظل الاعباء الكثيرة التى تلاحقهن ودورهن المهم مع ازواجهم فى خدمة شعب الكنيسة . ولكن هل هناك اختلاف فى الكورسات التى تقدم لهن عن الكورسات ؟ وما الموضوعات التى ستكون مطروحة بقوة داخل هذا الكورس ؟ وهل هناك حدود يجب ان يضعها الاب الكاهن وزوجته داخل اسرتهم حتى يحافظوا على الخصوصية بالرغم من كثرة مشغولياتهم واهتمامهم بشعب الكنيسة ؟ تساؤلات عديدة طرحناها على المسئولين بمعهد المشورة الارثوذكسية بالمعادى والاساتذة المتخصصين.
تحدثنا الى القس مكاريوس موريس – كاهن كنيسة مارمرقس المعادى ،ومدير معهد المشورة الارثوذكسية بالمعادى – فقال : بداية فاننا فى معهد المشورة قمنا بالاهتمام بالاباء الكهنة وتقديم المشورة الاسرية لهم ،ولقد قدمنا لهم اول كورسات متخصصة فى شهر مايو الماضى واشترك به 210 أب كاهن من 17 إيبراشية وتناول هذا الكورس موضوعات مختلفة حول النفس البشرية ومشكلاتها وكيف يتعاملون مع شعب الكنيسة فى هذا المجال فى محاولة لحل العديد من المشكلات التى تواجههم فى خدمتهم .وسنقوم قريبا بتقديم كورس أكثر تخصصا للأباء الكهنة فى مجال المشورة الأسرية وهو الامر الذى سسيساعدهم فى التدخل بشكل ايجابى لحل بعض المشكلات الأسرية التى قد تكون متفاقمة داخل إيبراشيتهم وخدمتهم .
وأضاف القس مكاريوس موريس :وبعد ذلك وجدنا ان هناك احتياج لالقاء كورسات لزوجات الاباء الكهنة ،وحرصنا على ان نطلق الدعوة للجميع من مختلف الايبراشيات حيث ان معهد المشورة يخدم كافة المناطق والمحافظات حتى محافظات الصعيد نرسل لهم خدام ،وهذا الكورس متاح لزوجات الاباء الكهنة من اى محافظة وايبراشية وليست المعادى فقط ، ولقد حرصنا على توجيه هذا الكورس لزوجات الاباء الكهنة بعدما لمسنا انهن يتحملن اعباء كثيرة ومهم جدا ان نقدم لهم موضوعات ودورة تدريبية حول موضوعات متخصصة منها :التوازن النفسى لزوجة الاب الكاهن ،وضع الحدود بين الخدمة والأسرة ،بعض المشكلات النفسية بالاخص التى تقابل زوجات الأباء الكهنة مثل نظرة الاخرين لهن طوال الوقت ووضعهم تحت المنظار دائما ،وكيفية التعامل معها . كما نركز خلال هذا الكورس على الصحة النفسية للزوجة لان النفس السوية هى افضل وسط لعمل الروح القدس. حتى ان القديس أوغسطينوس يقول: “لن نستطيع ان نعبد الله بنفوس مريضة ” فحينما تكون النفس سويه نستطيع ٱن نعبد الله عبادة حقيقية لذلك فدراسة المشورة والعمل النفسى أمر مهم جداً
زوجة الكاهن تتحمل المزيد من الاعباء
الدكتور ماهر الضبع – أستاذ علم النفس بالجامعة الامريكية ،وأحد الاساتذة بمعهد المشورة بالمعادى – قال : هناك أهمية ان يكون هناك كورسات متخصصة تقدم لزوجات الاباء الكهنة لعدة أسباب ، الاول ان زوجة الاب الكاهن يجب ان يكون لديها نضج نفسى كافى ليكون زواجهما زواج ناجح ،حتى لايتأثر الزواج بخدمة الزوج وعمله ككاهن.حيث ان عليها ان تتفهم طبيعة عمل وخدمة زوجها كأب كاهن ،لانها اذا لم تتفهم ذلك ولم يكن لديها النضج الكافى سيؤثر ذلك سلبا على زواجهما بالتاكيد . كما يهدف الكورس الى ان يكون هناك نضج نفسى يظهر بشكل واضح فى العلاقات الاجتماعية لزوجة الكاهن بشكل كبير سواء داخل او خارج الأسرة والعائلة .
وأضاف الدكتور ماهر الضبع قائلا :هناك نقطة مهمه جميعنا يعلم ان زوجة الاب الكاهن دائما كما يقال بالتعبير الشعبى ” عليها العين دائما ” وينظر اليها الكثيرين على انها قدوة فحينما تكون قدوة ايجابية يكون ذلك امرا رائعا للكنيسة كلها . لذلك دورنا فى الدورات التدريبية بمعهد المشورة الأسرية والمتخصصين ان نساعدها انها تكون قدوة جيدة وتوصل للناس الحياة المسيحية بمعناها الحقيقى .
واستطرد الدكتور ماهر الضبع قائلا : هناك العديد من الأسر المسيحية تواجههم مشكلات زوجية ولايذهبون الى متخصصين فى المشورة ولكنهم قد يذهبون الى الاب الكاهن وزوجته لذلك من المهم ان يكون لديها دراية مشورية تستطيع ان تساعدهم بطريقة ايجابية ،خاصة انه من الممكن للزوجة ان تساعد زوجها الكاهن فى هذه الخدمة بالأخص فى الامور المتعلقة بالفتيات والسيدات فتكون متفهمه لمشاعرهم ومشكلاتهم وكيف يمكنها مساعدتهم بشكل ايجابى وليس العكس .
بالاضافة الى ذلك فان الزوجة حينما تساعد زوجها فى الخدمة بطريقة واعيه يكون هناك مساحة من العمل والخدمة المشتركة فيما بينهم وهو امر يقرب منهم كزوجين ايضا .
الخصوصية والأسرة أولا
الدكتور فيكتور سامى استاذ الطب النفسى واحد اساتذة معهد المشورة الارثوذكسية بالمعادى،قال :ان تقديم دورة تدريبية متخصصة الى زوجات الاباء الكهنة أمر مهم جدا فيجب ان يكون هناك اهتمام بزوجات الكهنة واعتقد اندورها واهميته يظهر جليا حينما لايتم رسامة اى اب كاهن دون موافقة وترحيب من زوجته فالقصة تبدأ من أول اختيار الاب الكاهن ،حيث يشترط موافقة زوجته وان يكون هناك اطمئنان شديد من انها ستكون خادمة تقف بجوار زوجها ،ويكون لديها روح الخدمة ،ولديها دراية بان زوجها سيكون للكل ومستعدة لهذه التضحية عن طيب خاطر وعدا ذلك من المفترض انه لايتم رسامة هذا الشخص كاهنا .
وأشار الدكتور فيكتور سامى الى ان زوجة الاب الكاهن لها دور مهم فى خدمة الاب الكاهن ونجاح خدمته بالكنيسة فيما بعد رسامته .ويظهر ذلك فى مواقفها وتوجهتها وقناعاتها بالخدمة واستعدادها لتضحيات كثيرة ،و فى نفس الوقت علينا ان نؤكد على الاباء الكهنه ان يعلموا احتياجات زوجاتهم ومتطلباتهم ويكونوا لهن خير معين .فهناك احتياجات نفسية واجتماعية لزوجة الاب الكاهن مهمه يجب ان يعلمها زوجها وهى ايضا يكون لديها الوعى الكامل بها وبدورها كزوجة لرجل دين بالكنيسة .
وأكد الدكتور فيكتور سامى على ان هناك موضوع فى غاية الاهمية سيتم طرحه ومناقشتة خلال هذا الكورس الا وهو قضية بالخصوصية فمن المهم ان يعلم كل من الاب الكاهن وزوجته ان اسرتهم اولا ،وتاتى بعد ذلك خدمته بالقدر المستطاع لديهم ،كما يجب ان تشارك الزوجه الاب الكاهن زوجها فى قراراته وان يتحملوا تبعياتها سويا .
ونوه الدكتور فيكتور سامى الى انه لايمكننا ان ننسى ان زوجة الاب الكاهن تجد نفسها محمله باعباء كثيرة خاصة ببيتها وابنائها خاصة مع انشغال زوجها فى الخدمة .وهنا نطرح للاب الكاهن ضرورة ان يتفهم دوره كرب اسرة اولا قبل ان يكون أب كاهن يخدم بالكنيسة ،فعليه ان يكون لديه توازنات واضحة فى حياته الاسرية فهناك وقت لاسرته ويترك المساحة والخصوصية لاسرته وخصوصية منزله ووقت للخروج والتنزه مع اسرته.ولان زوجة الاب الكاهن تتحمل اعباء كثيرة وزائدة على الزوجة لذلك الكنيسة تراعى زوجات الاباء الكهنة ،وكذلك نحن فى معهد المشورة الاسرية نشجع الاباء الكهنة واسرهم ان تكون حياتهم طبيعية ويلتزم الاب الكاهن تجاه اسرته بمتطلباتهم واحتياجاتهم فهو كاهن وليس اب راهب .
تجدر الاشارة الى ان معهد المشورة الارثوذكسية بالمعادى بالاضافة الى كورس زوجات الاباء الكهنه يقدم حاليا عدة كورسات متخصصة فى المشورة الأسرية منها كورس متخصص لتربية الأبناء بعنوان : ” تربية الابناء ” ويناقش الكورس مجموعة من الموضوعات المتعلقة بأساليب التربية الحديثة ،والتأديب وقبول الابناء ،والاحتياجات النفسية والروحية للابناء .الخ .
بالاضافة الى كورس ” بختار الحياة ” بدء من يوم الخميس 11 فبراير المقبل
ويهدف الكورس الجديد الى مساعدة الشباب على ان يحيوا حياة مفرحه وذات هدف ومعنى ،من خلال مناقشة المعوقات التى تحول دون اتخاذ القرارات المصيرية فى الحياة ويأتى على راسها قرار الارتباط .