تهتم الكنائس الأرثوذكسية قبل أيام الأعياد المقدسة بإحتياجات “أخوة الرب” .. وفى ضوء هذا الإهتمام أعدت كنيسة السيدة العذراء بأرض الجولف للسنة الثانية على التالى يوماً لعمل 5 آلاف “كرتونة طعام ” ليتم توزيعها على القرى الأكثر إحتياجاً بصعيد مصر ، وهذا العام بالتحديد هناك اهتمام خاص بقرى شهداء ليبيا ، حيث سيتم استهداف أهالى هذه القرى من مسلمين ومسيحيين على السواء ، فى ظل الأحداث التى عاشوها خلال الأسابيع الماضية فى أعقاب أحداث لبيبا المؤسفة على يد تنظيم “داعش” الإرهابى الدموى .. ومن هنا جاء التركيز هذا العام على هذه القرى .
شيء بسيط لمصر
وأوضح القس يوسف قزمان راعى الخدمة بكنيسة قائلاً : لقد بداً هذا العمل منذ سنتين بهدف توزيع وافتقاد أخوة الرب من أماكن مختلفة ، وبحسب الآية : “المحبة لا تسقط أبداً ” وهذه هى مصر ، فكُلنا وطن واحد ، لا فرق فيه بين مسلم ومسيحى .. والهدف هذا العام أن نقوم بعمل 5 آلاف كرتونة طعام تذهب لأماكن وقرى مختلفة ، ليتم توزيعها على المسلمين والمسيحيين معاً ، وهذا يُعتبر شيء بسيط لمصر . وأشار إلى مدى المشاركة الواسعة التى أتسم بها شعب الكنيسة لإنجاز هذا العمل على أكمل وجه ، بحيث كان لكل فرد شاباً أو شابة ، كبيراً أو صغيراً ، دوراً ليقوم به ، وأضاف : هذه السنة بدأنا نُزيد عِدد وآلات العمل ، وهذا ساعدنا كثيراً على أداء المهمة فى وقت أقل وبجودة أعلى .
ويصف القس يوسف الإستعداد لهذا اليوم قائلاً: نستغل أسبوع الآلام لنقدم شىء يسير للمسيح من خلال أخوة الرب ، ولكى نخرج خارج أنفسنا وذواتنا ، فى جو روحى مليىء بالصلاة والترانيم . مُعرباً عن تمنيات المستقبل فى أن تخرج هذه الخدمة إلى خارج أسوار الكنيسة ليتشارك أولادنا هذه الخدمة فى الكنائس والمدارس ، ولكى يتعلموا العطاء ، وقال: نتمسك بالشعار “المحبة لا تسقط أبداً “لكى تكون رسالة وسط كل أولاد الله .
العمل ينمو سنة بعد الأخرى
وقال الدكتور نعيم بطرس إن هذا اليوم يُعد بمثابة رحلة روحية خدمية لكل شعب الكنيسة يأخذ فيها بركة كبيرة من خلال مشاركته فى هذا العمل الذى بات ينمو سنة بعد الأخرى ، وكل ذلك انعكس إيجابياً على العمل نفسه الذى أصبح أكثر اقتصادياً نتيجة اكتساب الكثير من الأفكار الجديدة ، فمثلاً بالنسبة للأرز فقد أصبحنا نشترى “أجوله” منه ثم يُعاد تعبئتها إلى أكياس ، وذلك بدلاً من شراء أكياس مُعبئأ جاهزة ، كما أصبح العدد المشارك فى هذا اليوم أكثر نمواً عن كل سنة سابقة .. وهذا كله هو بَركِة العمل .
وعبرت الدكتورة منال سعد أمينة الخدمة الطبية بمؤسسة القديس يوسف النجارعن انتظارها لهذا اليوم وهو إعداد “كراتين المُعايدة” من العيد للعيد ، منوهة إلى تجربة هذا العام المتمثلة فى توجيه جزء من هذه الكراتين لقرى شهداء ليبيا ، وقالت: هذه الأحداث التى عايشها كل من مسيحيى ومسلمى هذه القرى معاً بكل ألمها وأوجاعها ، مؤكدة أن هذه المشاركة تُعد بسيطة وشىء لا يُذكر ، فقط مجرد تعبير عن مدى محبتنا لهم ، ومن خلال هذه الكراتين نقول لهم إحنا معاكم ، مشيرة إلى أن الإحتياج الطبى أصبح أهم من الأكل وغيره ، نظراً لإنتشار الأمراض . وأضاف : انتهز الفرصة هذه للدعوة للمساهمة فى الخدمة الطبية التى تقدمها مؤسسة القديس يوسف النجار، سواء للمساهمة الطبية العينية أو المادية ، أو من خلال مشاركة أطباء بأنفسهم .
الأطفال والخدمة
وأجمع مجموعة من الأطفال المشاركة فى هذا العمل منهم مينا مجدى ومايكل سامى وبيشوى عاطف على أنهم سيدعون أصدقائهم ومن خلال “الفيس بوك” للمشاركة فى هذا العمل المرة القادمة ، ومدى هى مساهمة هذا العمل بالنسبة لأخوتهم من الفقراء سواء المسيحيين أو المسلمين ، مُعربين عن مدى سعادتهم بالمشاركة من خلال “خط إنتاج ” مخصص للأطفال والذى أصبح يتطور فى كل مرة جديدة لهذه الخدمة .
وأتفقت هيام لويس مع الأراء السابقة قائلة : هذا العمل الخدمى الروحى الذى يقف وراءه أبونا يوسف قزمان فى غاية الروعة ، فهى أفكار متطورة وبتعرفنا كيف نساعد الآخرين ، كما أن هذا العمل يُعلم الأطفال بشكل عملى معنى الخدمة من الصِغر ، كذلك تربطهم أكثر وأكثر بالكنيسة ، ولذلك نشكر أبونا على هذا العمل الملىء بالمحبة .