**اسهام الكنيسة الوطنى فى الحركة المصرية و ثورة 1919
**القس غبريال الضبع اول رئيس وطنى ..و فيكتوريا فهيم اول امرأة تخرجت من الكلية
حملت لواء التعليم اللاهوتى كثانى كلية لاهوت مصرية بعد مدرسة الاسكندرية فى القرون الاولى للمسيحية بمصر .لعبت دوراً هاماً فى اعداد قادة و خدام للكنيسة فى مصر و كثير من بلاد العالم عبر تاريخها.اتسمت رسالتها عبر الاجيال بالأصالة و المعاصرة .قدمت لاهوتاً مصلحا يحافظ على اسس العقيدة المشيخية فى أصالتها و التراث المسيحى فى عمقه و استنارته ..هذه لمحات من تاريخ كلية الاهوت الانجيلية بالقاهرة بمناسبة مرور مائة و خمسين عاماً على تأسيسها.
مصر مركزا للفكر للاهوتى
اتخذت مصر المكانة الأولى فى العالم المسيحى باعتبارها مركزاً للفكر اللاهوتى و التعليم الكتابى منذ فجر المسيحية . فلقد امتزجت فى مصر التعليم المسيحية مع الثقافة اليونانية فانتجت لاهوتا مسيحياً معاصراً يخاطب العلام كله فى نقاء عقيدته و فى انتشار رسالته عبر العالم كله فى ذلك الوقت . و لقد لعبت مدرسة الاسكندرية اللاهوتية الدور الاكبر فى صياغة الفكر اللاهوتى الارثوذكسى و من ثم نشره فى العالم كله من خلال كتابات كليمنت ، و اثنائيوس ،و كيرلس الكبير و غيرهم.
و لم تكن مدرسة الاسكندرية اللاهوتية مدرسة فكرية فقط بل كان لها ايضاً مقراً يرتاده طلاب العلوم اللاهوتية الراغبينفى المعرفة او فى الخدمة الدينية .ولقد استمر وهجهذه المدرسة اللاهوتية منذ القرن الثانى الميلادى و حتى القرن الخامس الميلادى حتى اغلقت المدرسة لأسباب سياسية ونتيجة للعزلة الكنيسة التى فرضت على الكنيسة المصرية بعد مجمع خلقدونية .
و مرت المسيحية المصرية بفترات طويلة من الضعف ساعد فيها الاضطهاد البيزنطى ثم الغزو الاسلامى لمصر .و باستثناء فترات قليلة من تاريخ المسيحية المصرية بعد القرن السابع لم تظهر كتابات لاهوتية او تعاليم كتابية ذات قيمة .و لعل انتاج ابناء العسال و بولس البوشى وابن المقفع هو الابرز فى تلك الفترة . و لكن لم يرق أى من هذه المنتجات اللاهوتية ليكون مدرسة لاهوتية يتعلم فيها طلاب منتظمون . ووصلت المسيحية المصرية الى ادنى مستوياتها التعليمية و الكنسية و الخدمة فى منتصف القرن التاسع عشر .فى هذا الوقت ضعفت الكنيسة للغاية ، و اقتصر التعليم بصفة عامة على الكتاتيب القبطية التى كان يتعلم فيها الالحان القبطية دون فهم لمعناها . و استمر هذا الوضع لسنين طويلة حتى حاولت الارسالية الاسقفية CMS انشاءمدرسة لتعليم الكهنة مبادىء القراءة و الكتابة و الكتاب المقدس . و بالفعل ففى عام 1842 انشئت مدرسة فى مدينة بوش بالقرب من بنى سويف بالتعاون مع الكنيسة القبطية و لكنها لم تستمر طويلاً و توقفت لضعف الاقبال و لرحيل المرسلين الاقائمين عليها .
خدمة الارسالية الامريكية فى مصر
عندما جاءت الارسالية الامريكية الى مصر فى أواخر عام 1854 بدأ عصر جديد فى تاريخ المسيحية المصرية .فلقد حرص المرسلون الامريكيون المشيخيون على اتخاذ التعليم كالوسيلة الاكثر فاعلية فى خدمة المجتمع المصرى و تسديد الاحتياج الاكثر الحاحا فى ذلك الوقت .فأنشاوا المدارس لتعليم الاولاد و البنات فى مناطق كثيرة من دلتا و صعيد مصر . و قام المرسلون الامريكان بتقديم رسالة الانجيل للمصريين فتجاوب معها
الكنيسة الانجيلية المصرية . لعبت القيادات المصرية العلمانية المبكرة دوراً كبيراً فى مساعدة الارسالية الامريكية فى الكرازة و الخدمة و التلعيم و اكتساب المزيد من المنتمين للكنيسة الانجيلية . و برز هؤلاء القادة اسماء مثل فام اسطفانوس ، و عائلة ويصا ، و المعلم طناس ، و المعلم حنا عوض و غيرهم من الخدام الذين ساهموا فى تعليم الكلمة المقدسة و اكساب الكنيسة الانجيلية ارضية بين الشعب المسيحي فى الفترة من 1854-1863.
و فى ذات الوقت حدث تطور فى الحركة المرسلية العالمية ..حيث نادت عدة اصوات من قادة العمل المرسلى فى العالم مثل اندرسون وفن بما عرف “بالذاتيات الثلاث ” و هى المصطلحات التى حاولوا ان تحكم علاقة الارساليات بالكنائس الوطنية الجديدة و هى ان تكون الكنائس الوطنية ذاتية الدعم المالى و ذاتيةالكرازة بالانجيل و ذاتية القيادة …من تجمعت العوامل سواء الداخلية من حيث الحاجة لوجود قيادات وطنية او كتطور فى فكر اللاهوت المرسلى العلامى و ادت فى مصر الى ان تقرر الارسالية الامريكية افتتاح فصل للتعليم اللاهوتى . و اتخذ المجمع المشيخى المصرى والذى كان قد تأسس عام 1860 بواسطة المرسلين المشيخيين المرتسمين ،قراراً فى 15 فبراير 1863 ببدء فصل التعليم اللاهوتى و كان بمثابة الشرارة الاولى التى اطلقها المجمع المشيخى المصرى .
و جدير بالذكر ان ذات الاجتماع اتخذ قراراً بتأسيس و تنظيم اول كنيسة انجيلية مصرية و هى الكنيسة الانجيلية بالازبكية و التى بدأت فى فم الموسكى ثم انتقلت بعد ذلك الى الموقع الخالى بميدان الاوبرا .هكذا تزامنت خطوة انشاء فصل تعليم لاهوتى مصرى مع تأسيس و تنظيم اول كنيسة مشيخية مصرية .
لم يكن الهدف بانشاء فصل للتعليم اللاهوتى اعداد قسوس و خدام للعمل فى الكنيسة المشيخية و لكن كذلك فان طلب المرسلين تشجيع مدرسى مدرسة الاولاد على الالتحاق بهذه الدراسة يقدم البعد الخاص بتدريب القيادات العلمانية تدريباً لاهوتياً يجعلهم مؤهلين للتدريس فى مدرسة الاولاد بما يتناسب مع رسالة الارسالية الامريكية و فلسفتها فى التلعيم .
كما يلاحظ ان العملية التعليمية فى الارسالية الامريكية دمجت بين المدارس العامة مثل مدرسة اسيوط و مدرسة القاهرة و بين التلعيم اللاهوتى . و لعل المزج الكبير بين كلية اسيوط و كلية اللاهوت عبر التاريخ يقدم لنا صورة عن الاندماج الوثيق بين التعليم العام و التعليم اللاهوتى .و الى جانب بدء فصل للتعليم اللاهوتى فان قرار المجمع المشيخى المصرى حث المرسلين على توفير المراجع اللاهوتية باللغة العربية و نشرها ليس فقط من اجل الدارسين فى هذا الفصل و لكن ايضاً لتسديد الاحتياج لوجود مطبوعات مسيحية ..استغرق الامر اكثر من عام حتى بدأت الدراسة فعلياً ففى 26 سبتمبر عام 1864 بدا فصل التعليم اللاهوتى فى القاهرة و قد التحق به احدى عشر طالباص كان اربعة من هؤلاء الطلاب من كهنة الاقباط الذين تركوا الخدمة فى الكنيسة القبطية بعد اقتناعهم بالمبادىء الانجيلية .و من ثم راى المرسلون الامريكان ان هؤلاء الكهنة السابقينقد يكونوا هم الانسب فى تلك المرحلة للقيام بالخدمة فى الكنيسة الانجيلية نظرا لخبرتهم السابقة فى مجالات الخدمة . لكن تنقصهم الكثير من مهارات التفكير المنطقى و كذلك مبادىء التعليم الاساسية مثل علوم الرياضيات او اللغات و غيرها .لذلك فقد حرص فصل اللاهوت فى البداية على تدريس الملتحقين به دروساص فى الرياضيات و قواعد اللغة العربية و المنطق الى جوار اللاهوت النظامى .
لعب ثلاثة من المرسلين الامريكان دور الريادة فى تأسيس و التدريب فى بداية فصل التعليم اللاهوتى و هؤلاء المرسلون هم جون هوج و جوليان لانسنج و اندرو واطسون .
الذهبية ايبس ..و المقار الاولى للكلية
تنقل فصل اللاهوت بتنقل المرسلين فلقد كانت مدينتا اسيوط و القاهرة المقرين الرئيسين للفصل بسبب تواجد الدكتور جون هوج فى اسيوط ووجود لانسنج وواطسون فى القاهرة و فى مرات اخرى كان فصل اللاهوت يقام على الذهبية النيلية ايبس . و هذه الذهبية هى واحدة من اهم الوسائل التى استخدمتها الارسالية الامريكية فى بدايات خدمتها بمصر من اجل نشر رسالة الانجيل . هذه الذهبية التى وهبها دوليب سنغ المهراجا الهندى للارسالية الامريكية لاستخدمها فى الخدمة بعد زواجه من احدى البنات اللاتى كن يدرسن بمدرسة البنات التابعة للارسالية و اسمها بمبة . و اشترى الثرى الهندى هذه الذهبية لقضاء شهر العسل و حينما غادر مصر وهب الذهبية للارسالية ..وفرت الذهبية مكانا امناً للمرسلين يجدون فيه وسائل المعيشة المختلفة التى تغنيهم عن البحث عن اماكن للاقامة فى القرى و المدن التى زاروها . و من بين الاستخدامات الرئيسية للذهبية ايبس كان استضافة فصل التلعيم اللاهوتى . هكذا ساهمت الذهبية ايبس و التى تقبع اليوم على كورنيش النيل بالجيزة تحت ادارة سنودس النيل الانجيلى ، ساهمت فى التلعيم اللاهوتى وفى حركة الكرازة و زرع الكنائس . و لقد استمر استخدام الذهبية ايبس و رفيقاتها وتنس و كوكب الصبح و اليجينى فى الخدمة حتى منتصف الستينيات من القرن العشرين .
و لم يستمر فصل التعليم اللاهوتى فى الذهبية ايبس طويلاً . استقرت كلية اللاهوت بالقاهرة اولا فى مقر جمعية الشبان المسيحية بشارع الجمهورية حالياً لمدة وجيزة .ثم استقرت الكلية و لعدة اعوام فى مبنى الارسالية الامريكية بالازبكية و هو الموضع الذى تقع فيه الكنيسة الانجيلية بالازبكية و مبنى سنودس النيل الانجيلى و المركز الطبى الانجيلى حالياً.
فى بدايات القرن العشرين ظهر المرسل الامريكى وليم هارفى الذى انضم لهيئة الادارة و التدريس فى كلية اللاهوت ولعب دوراً هاماً فى الحياة الاكاديمية بالكلية الى جوار اندرو واطسون .و لكن التميز الاكبر الذى ساهم به هارفى رعاية الطلاب و الاستماع لهم و الوجود بجوارهم فى الظروف المختلفة .
الطلاب و المناهج فى البدايات
كان يتم قبول المستعدين للدراسة فى مدرسة اللاهوت من الراغبين فى الخدمة من الكنائس المختلفة .ففى البداية كان يتم القبول دون تدقيق فى المستوى التعليمى ،لذلك قرر المجمع المشيخى المصرى ان يكون الطلاب حاصلين على شهادة البكالوريا من كلية اسيوط كشرط من شروط اللالتحاق بالدراسة .
و قد احتفلت مدرسة اللاهوت بتخريج اول اثنين من خريجها و هما القس تادرس يوسف و القس ابراهيم يرسف عام 1871.
استمرت كلية اللاهوت طوالالسنوات من 1863 و حتى عام 1919 خاضعة للارسالية الامريكية و تتلقى كل الدعم المادى و الاكاديمي من الرمسلين الامريكان . و كان دور الكنيسة المصرية هو امداد الكلية بالطلاب و الاشراف على تعينهم و تدريبهم الصيفى .
وطنية الكنيسة و ثورة 1919
و جرت مياه كثيرة فى العلاقة بين الارسالية الامريكية و سنودس النيل الانجيلى.حيث ظهرت الدعاوى التى تنادى باستقلال الكنائس الوطنية فى القيادة …و تزامنت دعاوى الاستقلال للكنائس الوطنية مع عاوى استقلال الاوطان عن القوى الاستعمارية فى اعقاب الحرب العالمية الاولى .و لم تكن الكنيسة المصرية بصفة عامة و الكنيسة الانجيلية بصفة خاصة بعيدة عن هذه التطورات السياسية المهمة ، فقد ساهم ابناء الكنيسة من القسوس و العلمانيين فى الثورة المصرية بالكتابة و المظاهرات و الخطب الحماسية و مخاطبة جهات خارجية ايضاًفى مساندة و مساعدة ابناء الوطن لتحسين حياتهم التعليمية و الصحة و التربوية .واندلعت ثورة 1919 ،فقرر سنودس النيل الانجيلى ان ينشىء كلية لاهوت به تكون بديلاً او امتداد لكلية اللاهوت التى بدأتها الارسالية الامريكية .و كخطوة انتقالية اتخذ السنودس قرارين هما تعيين قسيسين مصريين كأعضاء فى هيئة التدريس ، و القرار الثانى اقامة مبنى خاص لكلية اللاهوت يمتلكه و يديره السنودس ..فى البداية كانت هناك عدة مقترحات عن المكان الذى يجب ان تكون فيه الكلية ، لكن استقر الرأى أخيراًعلى ان يكون مقر الكلية هو مدينة القاهرة المحروسة . و بذلت اللجنة جهوداً حثيثة فى البحث عن قطعة ارض حتى وجدت ضالتها فى قطعة ارض مناسبة بشارع السكة البيضاء بالعباسية , تقدم السنودس للدولة بطلب لشراء هذه القطعة فى الوقت الذى كانت فيه منطقة العباسية من المناطق الجديدة و اشترطت محافظة القاهرة على السنودس ان يتم بناء مبنى الكلية خلال سنتين و فى هذه الحالة تقوم المحافظة باعادة نصف قيمة الارض للسنودس .و قامت الكنائس الملحية بحملة مكثفة لجمع التبرعات ، وتم بناء عمارة مدرسة اللاهوت.و اهتم كثيرون فى الاشتراك فى تجهيز اثاث هذا البناء . وانضم تباعاً مصريون اخرون لهيئة التدريس بالكلية ,و قام السنودس عام 1927 بوضع لائحة داخلية لكلية اللاهوت. اما رئاسة الكلية فلقد استمر المرسلون الامريكان يديرون الكلية باشراف السنودس . و استمر ذلك حتى عام 1939 حين تم اختيار القس غبريال الضبع ليكون اول رئيس وطنى للكلية . و سارت كلية اللاهوت عبر هذه السنوات فيما يشبه الاستقرار بل و النمو .
الدراسة اربع سنوات تاسيس القسم المسائى
كانت مدة الدراسة بالكلية 3 سنوات حتى عام 1960 حيث ظهرت الحاجة لان تضاف سنة رابعة للدراسة . و اتفق على ان توكن هذه السنة الرابعة هى سنة اعدادية يقضيها الطلاب فى كلية اسيوط . و استمرت هذه السنة الاعدادية فى كلية اسيوط حتى عام 1965 حيث انتقلت الى القاهرة و ادمجت فى البرنامج الاكاديمى الخاص بالكلية ليصبح عدد السنوات الدراسة اربع سنوات دراسية كاملة . و فى نهاية الستينيات و بداية السبعينييات حدثت عدة تطورات مهمة فى برامج الكلية حيث تم افتتاح القسم المسائى من اجل ابناء الكنيسة من العلمانين الذين يعملون فى وظائف مختلفة و يرغبون فى دراسة اللاهوت من اجل تطوير معرفتهم و خدمتهم . و لقد تم افتتاح القسم المسائى 1967 برؤية من القس لبيب مشرقى و التحق بالبرنامج 16 طالباً و كان هذه القسم هو الباب الذى فتح امام المرأة الفرصة للدراسة بكلية اللاهوت . و كانت السيدة فيكتوريا فهيم عزيز اول سيدة تتخرج فى كلية اللاهوت من القسم المسائى 1970 .و خلال الثمانينيات و التسعينينيات افتتحت الكلية فرعين للدراسة المسائية احدهما بالاسكندرية و الاخر فى اسيوط . و لكن فرع اسيوط لم يستمر طويلاً. كما افتتحت الكلية فرعاً بالمنيا عام 2012 .
و زاد عدد عدد الطلاب حتى وصل الى حوالى 180 طالباً و طالبة . و جدير بالذكر ان الكلية حظيت بوجود اعداد كبيرة من الطلاب السسودانيين الذين اقتضت ظروف الحرب الاهلية بالسودان الى هجرتهم الى مصر ، و بالتالى انضم عدد كبير للدراسة فى القسم المسائى . بالاضافة الى ذلك قامت الكلية بتدريس عدد كبير من قادة الكنيسة فى الدول العربية مثل القس عمانوئيل غريب الذى يعد اول قس وطنى كويتى ..و تطورت البرامج فى فترة الثمانينات و ادخلت درجة الدبلوم فى الدراسة اللاهوتية . و افتتحت فى عام 1999 الكلية برنامج دراسة الماجستير فى العلوم اللاهوتية باللغة الانجليزية فى مجالات الدراسات الكتابية و مسيحية الشرق الاوسط ، و جذب هذا البرنامج عددأمن الدراسين من عدة دول ، كما تم تأسيس قسم الارساليات . و قامت الكلية بالاتفاق مع كلية لاهوت فولر بالولايات المتحدة الامريكية لتقديم برنامج الدكتوراة فى الخدمة D.Min. و يقوم مجموعة من الراغبين بالدراسة فى هذا البرنامج باللاستعداد الاكاديمى لهذه الدراسة .
و الان تحتفل الكلية بمرور مئة و خمسين عاما على انشائها و مازال نهر العطاء يتدفق فى اعداد خدام و قسوس مكرسين للعمل الرعوى بالكنيسة الانجيلية فى مصر و العالم العربى .