أهتمت العديد من وسائل الإعلام العالمية بالتطورات التى تتعلق بقناة السويس الجديدة ،حيث تابعت الـ” سى إن إن” مرحلة التشغيل التجريبي لقناة السويس الجديدة قائلة : قامت أول قافلة بحرية، ضمت ثلاثة سفن حاويات عملاقة، بعبور المجرى الملاحي قبل 12 يوماً من موعد افتتاحها أمام حركة الملاحة العالمية . وأضافت : لقد أذاع التلفزيون المصري مشاهد حية لعبور قافلة السفن العملاقة للقناة الجديدة، قادمة من جهة الجنوب، ولفت إلى أن أولى هذه السفن تبلغ حمولتها 133 ألف طن، قادمة من جدة ومتجهة إلى بورسعيد، وتحمل علم سنغافورة، وبقيادة رئيس هيئة قناة السويس، الفريق مهاب مميش . أما السفينة الثانية فتبلغ حمولتها 95 ألف طن، قادمة من سنغافورة ومتجهة إلى الولايات المتحدة الأمريكية، بينما السفينة الثالثة، في بحرينية، وتبلغ حمولتها 77 ألف طن، قادمة من جدة في طريقها إلى إيطاليا .
أما قناة روسيا اليوم الإخبارية، فقد ركزت على تأمين قناة السويس أثناء التشغيل التجربى حيث تأمين جوي وبحري مكثف باستخدام عدد من الحوامات والزوارق البحرية السريعة التابعة للجيش ، وتطرق تقرير روسيا اليوم للحديث عن تدهور الأوضاع الاقتصادية المصرية منذ ثورة 25 يناير نتيجة انهيار قطاع سياحة نظرا لاضطراب الأوضاع الأمنية في البلاد .
وقالت الـ “بى بى سى” فى تقرير لها : عبرت أول سفن البضائع قناة السويس الثانية في مصر، حيث بدأت عمليات إنشاء التوسع الجديد، الذي يمر بمحاذاة جزء من القناة القائمة بالفعل، منذ أقل من عام ، إذ يسمح المسار الذي يبلغ طوله 72 كيلومترا (44 ميلا) بعبور السفن جيئة وذهابا، ويسمح أيضا بعبور سفن أكبر حجماً .ورافقت طائرات الهليكوبتر وعدة وحدات تابعة للبحرية السفن ضمن العملية الأمنية التي صاحبت تشغيل القناة . حيث افتتحت قناة السويس الأصلية منذ نحو 150 عاما، وتربط بين البحر الأحمر والبحر المتوسط ، ويمر في القناة حالية 7 في المئة من التجارة البحرية في العالم، وتعد أحد أهم مصادر العملة الصعبة في مصر، وتقدر تكلفة القناة الجديدة بنحو 8.5 مليار دولار (5.4 مليار جنيه استرليني ،وتقوم القوات المسلحة بتنفيذه .
من جهة إخرى سلطت شبكة “بلومبرج” الأمريكية الضوء على مشروع قناة السويس الثانية، وقالت إن الرئيس عبد الفتاح السيسي يروّج للقناة الجديدة كخطوة جريئة لإعادة تنشيط الاقتصاد المصري، الذي تعرض لضربة كبيرة بسبب الاضطرابات السياسية منذ ثورة عام 2011 . وقالت بلومبرج: إن المشروع الذي تقدر تكلفته بما بين أربعة إلى ثمانية مليارات دولار، سيكمل خطة منفصلة بإقامة محورين صناعي وتجاري على ضفاف القناة الموجودة. وتصف الشبكة الأمريكية رؤية السيسي بأنها ليست متواضعة، فهي تدعو إلى حفرِ ممرٍ مائي موازٍ للقناة بطول 35 كيلومترًا، لتكون حركة السفن في الاتجاهين وخفض أوقات الانتظار، بالإضافة إلى تعميق أجزاءٍ من القناة الأصلية .
من جانبها استعرضت صحيفة “ديلي ميل” البريطانية تاريخ حفر ممرات مائية بين البحرين الأحمر والمتوسط منذ عصر الفرعون سنوسرت الثالث. وذكرت أن قناة السويس التي يبلغ طولها 101 ميل هي أسرع طريق ملاحي بين أوروبا وآسيا..أما الممر المائي الجديد فسيسمح بالسفر في كلا الاتجاهين بنصف تلك المسافة، في مشروع تتوقع السلطات المصرية أن يُدر دخلًا سنويًا يبلغ زهاءَ 13 مليار دولار .
وقالت الصحيفة إن أولَ قناةٍ حُفرت للربط بين البحرين الأحمر والمتوسط عبر نهر النيل كانت في عام 1874 قبل الميلاد، خلال حقبة حكم الملك الفرعوني سنوسرت الثالث، قبل أن يتراوح مصيرها بين التجاهل وإعادة افتتاحها مجددًا مرات متعددة خلال الأعوام الـ 2500 اللاحقة. ولفتت الصحيفة النظر إلى أن المخطوطات الفرعونية أظهرت استخدام المصريين للممرات المائية في الانتقال لأماكن العبادة، وإرسال الحجاج إلى الأرض المقدسة بالإضافة إلى نقل الحبوب والحجارة . وأشارت الصحيفة إلى قرار تأميم القناة الذي اتخذه الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، وما أتبعه من إجهاض وعرج التقرير على العدوان الثلاثي على مصر من بريطانيا وفرنسا وإسرائيل 1956، الذي أغلقت القناة على إثره حتى عام 1957، ثم لمدة ثماني سنوات في أعقاب حرب 1967 .
وقالت وكالة رويترز للأنباء أن القناة الحالية تحقق دخل سنوى يبلغ نحو 5 مليارات دولار، ومن المفترض أن يعمل المشروع الجديد، الذى يسمح بحركة المرور للسفن الكبيرة فى الإتجاهين، على زيادة إيرادات قناة السويس إلى 15 مليار دولار سنويا بحلول عام 2030، وبحسب الفريق مهاب مميش، رئيس هيئة قناة السويس، فإن المجرى الجديد سوف يعمل على تقليص وقت عبور السفن إلى 11 ساعة بدلا من 22، مما يجعلها أسرع ممر مائى فى العالم. وأشارت رويترز إلى أن الرئيس السيسى يريد أن تصبح القناة رمزا للفخر الوطنى وأن تساعد على مكافحة البطالة التى تتجاوز الـ10%، موضحة أن قناة السويس تشكل بالفعل مصدر حيوى للعملة الصعبة لمصر، لاسيما عندما شهدت السياحة ركودا وتراجعت الإستثمارات الأجنبية نتيجة الإضطرابات السياسية طيلة 4 سنوات، وتعد قناة السويس محورا هاما للتجارة العالمية، وقد عبرتها نحو 17100 سفينة عام 2014 وفق الارقام الرسمية لهيئة القناة .
فى حين قالت صحيفة “فايننشيال تايمز” البريطانية إبان الإعلان عن المشروع : إن مشروع تنمية قناة السويس يمثل محورا لبرنامج تشغيل واسع تم تصميمه لاستعادة الاقتصاد المتداعى فى البلاد وحشد الدعم السياسى. وأشارت الصحيفة إلى أن الممر المائى يمثل رمزا وطنيا عزيزا للمصريين، فلقد بنى بسواعد آلاف العمال وتم افتتاحها عام 1869 وتأميمها فى 1956 من قبل الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، الذى هزم القوى الاستعمارية السابقة فرنسا وبريطانيا، جنبا إلى جنب مع إسرائيل، حيث تحول ناصر الذى يقوم العديد بتشبيه السيسى به، إلى بطل عربى، لكن ترى الصحيفة، أن المشروع الجديد يهدف، ولو بشكل جزئى، إلى تلميع أوراق الاعتماد القومية للحكومة الجديدة تحت رئاسة الرئيس عبد الفتاح السيسى. وتضيف أنه فى محاولة لتأكيد عزمه فإن السيسى أعلن تقليص مدة تنفيذ المشروع من 3 سنوات إلى عام واحد فقط .
بينما قال موقع سكاى نيوز : بعد نحو عام من أعمال الحفر والتجريف والإكساء أصبحت قناة السويس الجديدة في مصر جاهزة لاستقبال السفن التجارية. وتمتد القناة الجديدة على طول 35 كيلومترا في موازاة القناة الأساسية. فما هي أبرز الحقائق والمعلومات عن هذا المشروع الجديد ، أنشأت القناة الجديدة كفرع موازي يخرج من القناة الرئيسية عند الكيلومتر رقم 60 ويصب فيها مجددا في الكيلومتر رقم 95، لتتشكل بذلك جزيرة بين القناتين يخطط أن تضم أيضا مجموعة من المشاريع العمرانية والاستثمارية الجديدة التي تضيف فرص عمل جديدة للشباب المصري ، وتتركز الأهداف الأساسية لقناة السويس الجديدة على زيادة الدخل القومي المصري من العملة الصعبة، وتحقيق أكبر نسبة من العبور المزدوج للسفن على طول المجرى الملاحي، وتقليل زمن الانتظار وبالتالي تلبية الزيادة المتوقعة في حجم التبادل التجاري .