“لقمة العيش صعبة” كلمات تختصر معاناة البسطاء في صعيد مصر كلمات تحمل معها واقعاً مؤلماً لفئة بقيت بعيدة عن أنظار مؤسسات المجتمع، وسلّمت نفسها مجبرة لقسوة الحياة، ومشقة البحث عن “مصروف يومي” تسد حاجتها، وتكفيها مذلة السؤال ،”فئة معدمة” تخرج من بيوتها المتهالكة كل صباح، وهي تحمل جراحها وآهاتها بحثاً عن “أي شيء” يشعرها أنها باقية على قيد الحياة، وأنها ماضية لتعود، وبعيدة لتقترب من الفقر أخاً وصديقاً يواسيها بآلامه، وقسوته، وحرمانه، ثم تبقى مع كل ذلك تنتظر “لحظة التغيير” التي غابت عن الوجود، والوجوه، والظهور، وكأن الزمن يدور بعقارب صامتة، ومحزنة، وربما مخجلة.. وأن العمر يمضي بهم وسط الحرمان من ابسط متع الحياه دون أن ينصفهم زمن المصالح والأنانية ففي قرية نزلة أسمنت أبو قرقاص -المنيا يعيش العم ثابت بولس البالغ من العمر 64 سنه مع زوجته عايدة البالغه من العمر 57 سنه ولديهم 7 أبناء منهم اثنين يعملون بالخارج لمساعدتهم على تخطي مصاعب الحياه في حين يعمل العم ثابت هو وزوجته في مهنه صناعه المطارح التي يخبزون عليها العيش.
ويقول العم ثابت انه يعمل في هذة المهنة منذ 30 سنه حيث انه يشتري جريد النخل حوالي 100 جريدة بـ 40 جنيها ثم يتركة ليمرد ثم يقطعه ويبدأ في صنع المطارح ، مستطردا انه في بداية عملة في هذة المهنة كان يحقق مكاسب بالآلاف لتزايد الطلب على شراء المطارح ولكن بعد انتشار مخابز العيش الطازج لم تعد تلك المهنة مربحة ولم يعد لها زبائنها فبعد ان كان ينتج العديد من المطارح في اليوم الواحد حيث انه كان يعمل ليلا ونهارا الآن لا ينتج سوى 4 مطارح فقط لكي يستطيع بيعهم حيث انه يبيع الواحدة منها بسعر 30 جنية،قائلا ان “شغل المطارح لم يعد يأكله العيش الحاف “ولكن الله لا يترك عبيده مؤكدا ان هناك مشاكل تواجهه في مهنتة كأن يأتي أحد الزبائن لطلب المطارح وبعد ان يدفع ثمنها ويتم صنع المطارح المطلوبة يعود الزبون لاستعادة نقودة لعدم حاجته لتلك المطارح فيتحمل العم ثابت الخسارة لوحدة ،
وأكد عم ثابت انه “لو لم يعمل ابنائة في الخارج لما تمكن من توفير ثمن لقمه العيش” وطالب الحكومة بتوفير مساعدة لفقراء الصعيد ليتمكنوا من تخطي مصاعب الحياه حيث يطالب بتوفير معاش له يغنية عن هذة المهنة ،مشيدا بدور زوجته في مساعدتها له في هذه المهنه
واكدت عايدة انه لابد على الزوجه ان تساعد زوجها في عملة لتخطي مصاعب الحياه حيث انها تعمل مع العم ثابت منذ 30 سنه فتقوم بشراء جريد النخل ونقله الي البيت مع زوجها ثم تقوم بتقشير الجريد لتجهيزة لصنع المطارح منه ،قائله انهم يعملون في هذة المهنه 4 ساعات يوميا ،مؤكده ان هناك فكرة كانت مسيطرة على اذهان اهل الصعيد الا وهي ممنوع عمل المرأه فمكان المرأه في البيت وليس العمل ولكن هذة الفكرة تغيرت الآن بعد التوعية التي نشرتها قنوات التليفزيون ،قائلة “انه لابد على المرأه مشاركة زوجها ومساعدته في عملة لأنها لا تفعل شيء معيب فقضاء مصلحة بيتها ليس عيبا”
استطردت عايدة قائلة انها لا تستطيع القيام بمهام الصنعه لوحدها في حال غياب زوجها لانه سندها في الدنيا ،مؤكده انه “ايد على ايد تساعد”
واشارت عايدة ان زوجات اولادها يقضون احتياجات البيت في حال انشغالها مع زوجها في العمل حيث انهم يعيشون في بيت واحد هم واولادهم وزوجاتهم ومع ارتفاع اسعار السلع لم تعد تلك المهنه تكفي لشراء احتياجات الأسرة كلها ولذلك تطالب الست عايدة من الحكومه انهم يساعدوا الغلابه فليس هناك اهتمام بالصعيد على الاطلاق حيث ان زوجها تقدم بأوراق لطلب تأمين على مهنته منذ فترة وحتي الآن لم يحصل على شئ من هذا التأمين وعندما علموا بمشروع التكافل الاجتماعي جهزوا اوراقهم لتقديمها للحصول على مصدر رزق لهم فلم تقبل تلك الأوراق لان زوجها سبق وان قدم اوراقه في التأمين
وتابعت قائلة انهم لا يملكون شئ من حطام الدنيا سوى البيت الذي يعيشون فيه ومع ذلك نشكر الله “واهي كلها لقمة عيش وأدينا بنساعد بعضينا”