أمام قصرالقبة في محل صغير لا يتعدي مساحته المترين , تجده يجلس يوميا من الثامنة صباحا إلى الثامنة مساء, ينتظر قطعة الملابس ليعيدها إلى منظرها الأصلي , بالرغم من انه ليس صاحب المحل الا انه منضبط في مواعيده ..أنه عم يحيي خميس “عامل الرفا” يجلس منتظر رزقه في محل متهالك ولكنه مشهور فيعد من أقدم محلات الرفا بالمنطقة .
“انا بشتغل المهنة دي من 30 سنه لكن للأسف الرفا بتنقرض , أهم حاجة لازم تكون في الاسطي الصبر وده اللى هيخليها تنقرض ..فاجيال هذه الأيام لا يريدوا ان يأخذوا وقت طويل ليتعلموا صنعة” ، هكذا بدأ عم يحيي كلامه، لافتا إلى أن الرفا تحتاج من سنتين إلى أربعة ليتقنها العامل , ولم يوجد أقبال على تعلم المهنة ولكن كل أسطي يسلمها لابنه فقط , كما انها تحتاج إلى نظر قوي ..وشباب اليومين دول نظرهم ضعيف بسب الموبايلات والشاشات الكتير اللى بيتعاملوا معاها ..
” سر الصنعة في الابرة ” هذا ما أوضحه عم يحيي وقال : اللي بيفرق واحد عن التاني أبرة الشغل .. والابرة الألماني أفضل أبرة ولكن هناك أبر صيني يعمل بها من لايفهم أصول المهنة كويس .
وعن الأسعار قال السعر بيختلف حسب نوع القماش اللى بيتصلح وحجم العيب وأقل سعر بيكون 15 جنيه وممكن أن يصل إلى 100 حنيه .
اما عن تاريخ المحل العتيق الذي يعمل فيه ” عم يحيي” قال : صاحب المحل العقيد محمد جمعة عقيد متقاعد وهو ورث المحل والمهنة عن ابيه فوالده كان يعمل في مصانع الغزل والنسيج بحلوان عامل رفا ..يصلح الغلطات الموجودة في الاتواب ليعيدها إلى أصلها وتباع بالسوق , وتعلم العقيد محمد أصول الرفا وحبها جدا, لما فيها من فن وصبر وتقنية وهو إلى الأن يأتي إلى المحل يوميا وأحيانا يعمل بيده .
“80جنيه أقصي يومية أخذتها من المحل “..حسبما أكد عم يحيي ذلك وتختلف يوميته علي حسب قطع الملابس التي قام بتصليحها , واكمل عم يحيي كلامه متحدثا عن مشاكل المهنة فقال ان عدم وجود دخل ثابت وقلة العمل من اكثر المشاكل فالزبائن قلت جدا ,وأنا لدي ولد في كلية ولولا ان نظره ضعيف جدا كنت شربته المهنة, وبنت في ثانوية وليس لدي مهنة اخري ,كما انه لا يوجد تأمين صحي يتعالج من خلاله ,
“ثقافة تعليم الحرف والصناعات لازم ننشرها لانقاذ مهنة الرفا من الانقراض فالناس كلها بتهتم بالشهادات الدراسية وده هيخلي الحرف العريقة اللى مصر متميزة فيها تختفي ” بهذه الكلامات انهي عم يحيي كلامه .