تقوم مصر وجنوب السودان حاليا بالإعداد لعقد مؤتمر عالمى بالقاهرة قريبا، لجذب التمويل لإنشاء وتنفيذ مشروع سد “واو” المتعدد الأغراض، والمتوقع أن تصل تكلفته الكلية إلى 2ر1 مليار دولار، وسيتم دعوة العديد من الجهات المانحة ومؤسسات التمويل الدولية للمشاركة من أجل البحث عن تمويل لتنفيذ السد.
ويزور القاهرة حاليًا وفد رفيع المستوى من الخبراء الفنيين من وزارات المياه والمالية والبيئة بدولة جنوب السودان الشقيق، لمدة أسبوعين وذلك لإستعراض ومناقشة الخبراء المصريين حول آخر المستجدات بشأن دراسات الجدوى الفنية والاقتصادية لإنشاء سد “واو” المتعدد الأغراض بجنوب السودان والإعداد لهذا المؤتمر العالمى.
ويلبى سد “واو” احتياجات العديد من أبناء الجنوب من خلال توفير مياه شرب نظيفة تكفى لعدد 500 ألف نسمة وزراعة حوالى 40 ألف فدان وتخزين حوالى 2 مليار م³ مياه، وتوفير طاقة كهرومائية تقدر بحوالى 10,4 ميجاوات سنويًا، فضلًا عن خدمة أغراض الملاحة النهرية والصيد والتجارة البينية، وغيرها.
وفي تصريح للدكتور حسام مغازى وزير الموارد المائية والرى أكد أن مشروع إعداد دراسات الجدوى الفنية والاقتصادية لإنشاء سد واو المتعدد الأغراض بجنوب السودان أحد أهم مكونات مشروعات التعاون الفنى مع دولة جنوب السودان والتى تتضمن حزمة من المشروعات التنموية التى تتماشى مع متطلبات المرحلة الحالية لدولة جنوب السودان بمنحة مصرية قدرها 26.6 مليون دولار.
وتم إعداد دراسات الجدوى بمعرفة معهد بحوث الهيدروليكا ومعهد بحوث الإنشاءات التابعان للمركز القومى لبحوث المياه بوزارة الموارد المائية والرى، كما تم إسناد مشروع إعداد دراسات الجدوى الفنية والإقتصادية الخاصة بإنشاء محطة الكهرباء وملحقاتها التابعة لسد واو إلى وزارة الكهرباء والطاقة المتجددة بالتعاون مع الشركة المصرية لهندسة نظم القوى الكهربائية، وقد تم إنجاز كافة الدراسات في صورتها النهائية بالشكل اللائق بأسم مصر، وذلك تحت إشراف قطاع مياه النيل التابع لوزارة الموارد المائية والرى وبتكلفة إجمالية قدرها واحد مليون دولار.
وأفاد “مغازى” بأن الخبراء المصريين قدموا عروضًا وافية لنظرائهم بجنوب السودان حول كافة الدراسات الفنية الخاصة بالسد (هيدرولوجية – جيولوجية – إنشائية – بيئية – إقتصادية- الدراسات الخاصة بمحطة توليد الطاقة الكهرومائية) من أجل تمكين الخبراء الجنوب سودانيين نحو الإلمام التام بكافة تفاصيل الدراسات، تمهيدا لبدء البحث عن جهات مانحة لتمويل تنفيذ السد.
وأكد المهندس أحمد بهاء الدين، رئيس قطاع مياه النيل، أن مشروعات التعاون الفنى مع جنوب السودان حققت العديد من النجاحات في مختلف المجالات شملت تنفيذ المشروعات التنموية مشروع إنشاء المراسى النهرية تمثل أهميتها الاستراتيجية فى ربط المدن والقرى الرئيسية بجنوب السودان ملاحياً، وذلك للعمل على تسهيل نقل البضائع والركاب بما ينعكس ايجابياً على الأحوال الاجتماعية والاقتصادية لشعب جنوب السودان.
وأضاف بهاء الدين: حيث تم الانتهاء من وتسليم وتشغيل المرسى النهرى بمدينة واو بولاية غرب بحر الغزال، وافتتح وزيرا الموارد المائية والرى بالدولتين وبحضور كبار القيادات الولائية والتنفيذية، المرسى فى نوفمبر 2010، فضلاً عن تحسين الأحوال البيئية والأحوال الصحية.
وتابع: إضافة إلى مشروع إنشاء محطات مياه الشرب باستخدام عدد (30) بئرا جوفيا مزودة بمجمعات لتأمين مياه الشرب النقية لحوالى 500 ألف مواطن جنوبي، حيث تم الانتهاء من حفر (17) بئرا جوفيا فى معظم ولايات جنوب السودان وتم تجهيز 4 آبار جوفية بشبكات توزيع يتم استخدامها حالياً فى العاصمة جوبا.
وأشار إلى مشروع تأهيل محطات قياس المناسيب والتصرفات بدولة جنوب السودان الذى يهدف إلى تأهيل 10-12 من المحطات الرئيسية لقياس المناسيب والتصرفات للأنهار بجنوب السودان بهدف توفير كل البيانات والمعلومات الهيدرولوجية اللازمة لمشروعات التنمية في جنوب السودان، وقد تم الانتهاء من تأهيل (3) محطات في ملكال وجوبا وواو، ويتم حالياً قياس التصرفات والمناسيب بها بشكل منتظم.
وأضاف :وقد تم إسناد عملية تأهيل عدد (3) محطات أخرى في منجلا وبور وبنتيو بجنوب السودان الى شركة المقاولون العرب المصرية،كذلك جار إنشاء محطة رفع بمدينة واو توفير الأحتياجات المائية للإستخدامات المنزلية والثروة الحيوانية للتجمعات السكانية القريبة من المجارى المائية، حيث تم إسناد العملية أيضاً إلى شركة المقاولون العرب لتنفيذها.