– الابادة الجماعية لها 8 مراحل ومصر في رقم 6 منها
– النضال من أجل القضية الوطنية يحل القضية القبطية
– السلفيون لن يصلوا للحكم فى مصر
– الادارة الامريكية ترتكب جرائم ضد الانسانية
– وسائل الاعلام التى تبنى محتواها على الفضائح غير مسئولة
– امريكا لها مصالح مع دول تمول الارهاب و سترتد النتائج فى وجه الجميع
الحلم الامريكى الذى يراود ملايين الشباب المصريين .. اصبح كابوسا يلف الشرق الاوسط بعد الممارسات الداعمة للارهاب التى تقوم بها الادارة الامريكية.. الكل يتوقع انها ستشرب من ذات الكأس التى سقينا منها الارهاب نحن قاطنى الشرق الاوسط .. فبرغم الهجرة و الطموح فى عيش افضل الا ان الولايات المتحدة صارت محل انتقاد بل و هجوم الجميع بدءً من اعضاء الكونجرس و صولا الى المهاجرين الجدد و القدامى .. بين اولئك المهاجرين صعد نجم الشاب المنياوى مايكل مورجان .. الذى يعكف حاليا على تاسيس ” لوبى” مصرى امريكى و قد يكون عالمى ليكون اداة ضغط على حكومات الغرب التى تحاول التضييق على مصر و التدخل فى شئونها تحت دعوى الحريات .. حول مواقف الادارة الامريكية و اللوبى المنتظر و سبل تفعيل جهود جماعات الضغط المتمثلة فى الجاليات المصرية فى الخارج و اسباب مبادرة مورجان الاعلامية ؟ والاتهامات التى توجه اليه فى الفترة الاخيرة بعد تحقيق شهرة واسعة فى مصر ..و رؤيته لاحوال الاقليات فى مصر .. و مبادرة تجديد الخطاب الدينى . كان حوارنا مع الدكتور مايكل مورجان :
رسالة واشنطن
** تهتم بقضايا المواطنة فهل ترى ما يتعرض له الاقباط فى بعض قرى الصعيد يرتقى لتوصيفه بالابادة الجماعية كما ادعى البعض ؟
– يجب ان نضع كل حادث فى موقعه المناسب بلا تهويل او تهوين .. فالمنظمة الدولية لمراقبة حوادث الإبادة الجماعية .. اعلنت عن ثمانى خطوات تمر بها اية حادثة توصف بالابادة .. و التى تبدأ بالتصنيف .. ثم التمييز بعلامة .. مثال اطلاق لفظ ” عضمة زرقا” على مسيحيى مصر .. ثم المرحلة الثالثة هى نزع السمة البشرية عن الطرف الآخر حتى يُحلل قتله ..ثم تاتى المرحلة الرابعة و هى التحقير .
اما الخطوة الخامسة فهى بلورة الفكر الايديولجى فى شعار ثابت ضد الفئة المقصودة .ووضع قوائم اغتيالات .. و هو ما يحدث حاليا فى مصر .. اذ ا اننا مررنا بكل الخطوات السابقة مضافا اليها المرحلة السادسة و هى ما يفعله الان الاخوان و انصارهم من اعداد الميلشيات المسلحة و التهجير القسرى لفئة بعينها مثال الاقباط فى صعيد مصر و البهائيين فى قرية ” الشورانية” و ” الشيعة” فى ابى النمرس .
و تتبقى مرحلتين هما التنفيذ للابادة واتمامها على نطاق واسع يشمل عشرات الالاف ثم مرحلة الانكار .. تفعل تركيا تجاه مذابح الارمن .. و هاتين المرحلتين ما زالتا بعيدتين عن مصر و اعتقد انهما غير منظورتين حاليا ، و هو ما يعنى اننا فى المرحلة السادسة .
** اطلق الرئيس السيسى مبادرة لتجديد الخطاب الدينى الا ترى ذلك بارقة امل لنقف عند المرحلة السادسة و ربما نتراجع لما قبلها ؟
– الكلام فى العقائد شائك جدا و الرئيس حينما اطلق الدعوة كان ينتظر ان يستجيب الناس.. فاستجاب اسلام البحيرى و ربما اخطأ فى طريقة التعبير التى غالبا ما تتطلب حساسية شديدة تجاه قضايا التراث و الاصلاح الدينى و يجب الا يصاحبها هجوم قد يؤدى لانتكاسة او نتائج عكسية .. و هو ما حدث فى المبادرة التى نتحدث عنها و الحل فى الدولة المدنية .. لأن الاصلاح الديني يخترق مناطق تتعلق بمعتقدات راسخة لدى الناس ساروا عليها عقوداً طويلة، فشكلت اتجاهاتهم وصارت جزءاً من تكوينهم، لذلك لا يمكن اتمام هذا النوع من الاصلاح باستراتيجية الهجوم وإنما تحسس الطريق للوصول بأمان إلى الحل الأمثل والذي يتمثل في إرساء الدولة المدنية
هل ترى ان الازمة تكمن فى صعود التيار السلفى على الساحة مرة اخرى بعد سقوط الاخوان ؟
أتصور ان وضع السلفيين السياسى مختلف عن الاخوان و مهما وصلت طموحاتهم فى السلطة فلن يصلوا إلى الحكم في مصر ، لأن الشعب أدرك خطورة الخلط بين الدين والسياسة. وضراوة الصراع الدائر بين قيادتهما على السلطة والذى ينتج مزيد من الظلم للمواطنين.. فالمواطن دائما ما يكون ضحية الصراع على السلطة.
ينسحب ذلك على الطرفين الاسلامى و المسيحي فحتى لو تم تكوين حزب على اساس الهوية المسيحية لن يصل إلى الحكم مثله فى ذلك مثل السلفيين .. ليس لان وجود الاحزاب الدينية يعمل بالمخالفة لاحكام الدستور .. لكن لان الشعب ادرك مدى خطورة وصول المتاجرين بالدين إلى مقاليد الحكم فى مصر .
أن النضال من أجل القضية المصرية من شأنه ان يحل القضية القبطية ضمنا .. خاصة فى ظل الظرف الراهن .. اما التحرك الفئوى فهو يعمق المشكلة و يجذر السلبيات التى تواجهها القضية القبطية طالما ظلت فى اطار الحلول البعيدة عن الإطار الوطني الشامل .
** ما رايك فى تعامل الإدارة الأمريكية مع مشاكل التشدد في الشرق الأوسط وبخاصة في مصر؟
– تشارك الادراة الامريكية فى صناعة جرائم ضد الانسانية ..لان المنطق يحكم بذلك فالذى يستطيع ان يوقف جريمة و لا يفعل فهو حتما مشارك فى فعلها و موافق على ارتكابها.
** باعتبارك مصرى امريكى هل تر ى ان هذا يصب فى مصلحة الشعب الامريكى؟
– بشكل سطحى مؤقت قد يكون .. لكن على المدى الطويل فانه يثير كراهية الشعوب لامريكا ..و يثير سخط الامريكان على الادارة الامريكية خاصة فى ظل وجود ضحايا امريكان .. انه السم فى العسل .. فالمواطن الامريكى الذى تم ذبحه فى سوريا ما ذنبه .. و كثيرين يعانون من التوغل الشديد للجماعات الاسلامية فى الادراة الامريكية.. و الذى يدفعها للانحراف عن المسار الصحيح المنطقى ضد الارهاب فتتحول الى داعمة بدلا من مناهضة
** و لماذا لا يتحرك المواطن الامريكى ضد كل ما يجرى و ضد توغل الاخوان سياسيا فى الولايات المتحدة ؟
– لانه بسيط و مشغول بمشاكله فلا يفكر فى السياسة الخارجية ” مربوط فى ساقية ” العمل
** هل ترى الارهاب قريب من امريكا ؟
– الارهاب داخل امريكا و الخلايا النائمة فى الشوراع تنتظر اللحظة المناسبة .. الم ترى اصحاب اللحى منزوعى الشوارب .؟ يملأون شوارع منهاتن بنيويورك .. وكله باسم الحرية.
** بما تفسر تراخى الإدارة الأمريكية في مقاومة الفكر المتطرف الذى يستهدف المنطقة العربية بحجة دعم حرية الفكر؟
– الاخوان هنا يقومون ببث اكاذيبهم بشكل منظم جدا ..يبحثون عن قواعد اللعبة قبل الخوض فى اى شىء.. الامر بدأ فى ايام مبارك حينما اتوا الى امريكا تحت دعوى اللجوء السياسى و الدينى اثناء حكمه .. استمعت اليهم الادراة الامريكية و تعاطفت معهم .. و انضم اليهم الاخوان من كافة الدول يعملون فى اطار واحد لغسل خطايا التنظيم و ابرازه بصورة سلمية على عكس الحقائق و انشاء مظلوميات امام العامل على غير الحقيقة .. الاخوان قاموا بضربة استباقية داخل الأذن الامريكية و ظلوا يشحنون الادارة الامريكية بانهم هم الذين يملكون الارض و لم يسبقهم احد .. لم يصل احد من المؤسسات الحقوقية او الخارجية المصرية بنفس الشكل التراكمى …امريكا بلد الحريات و للاسف الاخوان هنا يوظفون مبادىء الحريات فى امريكا لقتل الحرية فى مصر.. و تصدقهم الادارة الامريكية و تدعمهم و الامر محتاج جهد متراكم من الجالية و الخارجية سويا واعتقد ان هذا بدا الان يظهر فى التغير التدريجيى للادارة الامريكية.
النبض الامريكى
** ما هى قصة برنامج ” النبض الأمريكى” الذى تقدمه من نيويورك على قناة القاهرة و الناس ؟
– بعد ثورة 30 يونيو شعرت ان على عاتقى دورا وطنيا يجب ان اقوم به تجاه مصر .. لتصحيح فكرة الامريكان عن الثورة .. فكرت فى بث رسالتى عبر برنامج من الراديو .. او خلال موقع الكترونى.. لكن الواقع يؤكد ان الميديا المرئية اكثر تاثيرا فى النفوس .. فتواصلت مع الاعلامى طارق نور صاحب قنوات القاهرة والناس التى تتسم بالجرأة .. و تم تخصيص وقت للبرنامج بشكل اسبوعى.
– الا ترى ان اسم النبض الامريكى اسما طاردا للمشاهد المصرى ؟
” النبض الامريكى” اسم المقصود به نبض الشارع الامريكى تجاه مصر و المصريين .. و الهدف منه النقل المتبادل بين الشارع الامريكى من جهة و نبض المصريين الذين يعيشون فى امريكا الى الادارة الامريكية من جهة اخرى .. مع العمل على تحفيز الجالية المصرية على توحيد الصف و التحرك للضغط على الادراة الامريكية لتعديل مواقفها تجاه مصر.. و حتى لا تظل جهود المصريين متفرقة ضعيفة التاثير .. اذ اننا نريد تكوين “لوبى” مصرى فى امريكا ثم ” لوبى ” مصرى دولى له قوة سياسية للتاثير على الحكومات فى الغرب لخدمة مصر .. و بالتالى الاسم يخدم الهدف الذى نشأ من اجله البرنامج و المشاهد يتفهم ذلك .
سفير التنحى
** من هى الشخصية التى قدمتها للمشاهد المصرى و اعتبرت ذلك سبقا مميزا ؟
– السفير الامريكى السابق فى مصر فرانك ويزنر .. و الذى كان من اهم الدبلوماسيين الامريكان فى تاريخ الولايات المتحدة الامريكية ..فرانك ارسلته الادارة الامريكية لمبارك كى يطلب منه التنحى .. التقيت به منذ اكثر من عام ..لم يقل الرسالة التى حمله بها اوباما لمبارك .. لكنه اكد ان الادارة الامريكية حينها كانت موافقة على مد 6 شهور لفترة حكم مبارك .. ثم تغير الموقف ما بين خروج فرانك من امريكا ووصوله لمبارك بسبب الضغط الشعبى فى مصر ووصل فرانك لمبارك برسالة مختلفة فحواها التنحى.
الشهرة ام المسئولية
** من طبيب علاج طبيعى الى اعلامى مسيس .. فهل كنت تخطط لذلك من باب الشهرة ام انها محض مصادفة ؟
– لم اخطط لاتجاهى الحالى ابدا .. و لم ارغب فى الشهرة و لا احتاج اليها .. و لا انتظر مصادفة لكى امارس وطنيتى .. لكن شعرت كمصرى بالمسئولية تجاه وطنى .. بعد وصول المد الثورى لشرايينى .. عبر ما اعاصره و اراه من هنا – فى امريكا – عن مصر .. و ما ينتظرها من مستقبل خلال الفترة القادمة .. و هو ما يدفعنى للعمل الوطنى .. و اتمنى ان يسلك كل المصريين فى الخارج نفس المسلك كل حسب المتاح اليه
** اذا كان الامر هكذا فما الذى دفعك لترك مصر و العيش فى امريكا ؟
– شعرت ان لدى امكانيات لا استطيع استغلالها فى مصر بسبب تفشى الفساد و الوساطة و التصنيف حينها و ذلك كان فى اواخر التسعينات .. كان لدى الحلم الامريكى مثل كل الشباب المصريين .. فقررت السفر عقب حصولى على بكالوريوس العلاج الطبيعى فى مصر .
** و هل تحقق الحلم ؟
– نعم بالحلو والمر
** و ماذا عن المر ؟
– تعبت كثيرا فى بداية حياتى هنا .. فصعوبة ضبط الموقف فى الهجرة .. و مكائد بعض المهاجرين .. و الحروب المهنية من بعض المنافسين وللاسف من المصريين .. كلها كانت تجارب مريرة تخطيتها بفضل الارادة و المثابرة .
** ان لم تحقق حلمك فى السفر.. هل تعتقد انه كان من السهل تحقيقه فى مصر ؟
– نعم .. فتحقيق الاحلام يعتمد على قوة الارادة و تطوير المهارات المهنية و القدرة على العمل و الاجتهاد .. لكن بالطبع المناخ المحيط يساهم فى تحقيق الاحلام بنسبة كبيرة .. لذلك اعتقد ان النجاح فى مصر يستغرق وقتا اطول و جهدا اكبر لكن ما دامت الارادة حاضرة يتمكن المرء من الوصول لما يتمناه.
مايكل مورجان فى سطور
مايكل مواليد عام ب1978محافظة المنيا .. حاصل على بكالوريوس العلاج الطبيعى فى جامعة القاهرة .. صدمته الوساطة و المحسوبية حال تخرجه فى الجامعة .. كان له حلما مثل سائر جيله .. ادرك انه قد يكون بعيد المنال فى وطنه .. فقرر الهجرة .. سافر الى امريكا و عاش مثلما يعيش ملايين المهاجرين .. حصل على الدكتوراة و اصبح من اشهر اطباء العلاج الطبيعى بنيويورك .. ثم أسس شركة تعمل فى نفس المجال .. و مضت 11 سنة .. و رأى الناس تثور على كل ما تسبب فى تركه لوطنه .. نضج فى نفسه الحنين مثلما نضجنا جميعا على وعى الثورة .. و قرر ان يترجم ذاك الحنين لافعال تعوضه ووطنه عن متاهات الغربة التى تظل متاهات مهما بدت للناظرين ربيعا .. و من ربيع العيش الامريكى الى الربيع العربى .. اكتشف مورجان ممارسات الادارة الامريكية التى طالما بهرت العالم بحديثها عن الحريات .. و ادرك التناقض الفج بين شعاراتها ومع مصالحها .. فقرر ان يواجه من موقعه هناك .. فانتقل من خانة الاطباء الى قوائم الاعلاميين – دون ان يترك مهنته الاصلية كطبيب- فانتج و قدم برنامج “النبض الامريكى” الذى يتم بثه على قناة القاهرة و الناس فجر كل يوم سبت .