مستشار الازهر : تخصيص 40 مليون من اموال الزكاه لخروج الغارمات
” الكيت كات ، امبابة ، بولاق ، الحوامدية ، الصف ” أكثر المناطق عدداً للغارمات
قضية الغارمات ، من المشاكل الانسانية التي يعاني منها المجتمع، والتي قامت اول جمعية لحل هذه المشاكل بعد الحملة الصحفية الواسعة التي قامت بها الكاتبة الصحفية نوال مصطفي ، حيث نشأت جمعية رعاية اطفال السجينات الفقراء “الغارمات”، وبعد ذلك ازداد عدد الجمعيات التي تعمل في هذا الشأن ومنهم جمعية الأورمان ، مصر الخير، رسالة ، جمعية زوجات ضباط الشرطة، كل هذه الجمعيات تجمع يوميا ملايين التبرعات بإسم هؤلاء الفقراء ، ولكن لم يصل غير جزء لم يذكر من التبرعات لمساعدة”الغارمات”. وخصصت مشيخة الازهر 40 مليون جنيه من أموال الزكاه لخروج جميع السجينات الفقراء، وبالرغم من ذلك يتردد الفقراء بالشهور علي الجمعيات ولم يجد من يساعدهم.
وفي نفس الوقت الذي كانت تحدثني فيه نادية عن مشاكلها تليفونياً، زارتها جارتها، سيدة اخري حالها نفس حال نادية، وهي جارتها بقرية روداينا، فأعطتني التليفون لأحدثها وهي ام اسلام.. فقالت : انا زوجي كان مريض وتوفي من اشهر قليلة وابنتي كانت مخطوبة فأردت ان اجهزها، ولم يكن معي من النقود التي استطيع ان اشتري بها جهازها، فأضطريت أن اشتري لها جهزاها من محل ادوات منزلية واكتب شيكات ولكن الذي مضي عليه زوجي ، وعندما توفي ، ذهب صاحب المحل ليشتكى على ، وذهبت للجمعيات ولم تفعل لي شيئا ، كما ذهبت للجمعية الشرعية التي تتواجد لدينا بالبلد ، فأرسلوا لي باحث يدرس حالتي، ومن بعدها، بدأوا يرسلوا لي كل شهر 40 جنيه !! فماذا افعل بها وانا اعول طفل مريض ، اصطدم بسيارة من فترة وهو الان يعاني من كسر في قدميه وتركيب مسامير وشرائح ، وابنة صغيرة ، وانا اعمل بائعة خضروات..
مشيخة الأزهر وبيروقراطية العمل
ثم أتفقنا أن نذهب انا والسيدتان – ام اسلام ومدام نادية – لجمعية مشيخة الازهر لعل يساعدوهم في مشاكلهن، وذهبت معهن، واتفقت ان ادخل معهن علي انني مواطنة عادية ولست صحفية حتي اشاهد ما يحدث هناك، ولكن كان هناك مشكلة هي أنني مسيحية، ولم ارتدي حجاب، وعند الباب وجدنا أمن المشيخة الذى تردد أن يدخلني ولكن عندما أرسل للسكرتارية، جاء الرد بأن يسمح لي بالدخول، ولكن كان علي أن ارتدي حجاب، كان معي طرحة ارتديتها قبل الدخول، فدخلت معهم الي الداخل والجميع هناك في استغراب من حالي ، دخلنا المشيخة في الساعة الثانية عشر ظهراً وتقابلنا مع”استاذ محمود مصطفي” .
جلست مدام ابراهيم في البداية تسأل عن المستندات التي كانت قد قدمت للجمعية منذ 4 شهور، فقال لها أن تصعد للدور الثاني لأستاذ سامي.. وجلست في الغرفة حتي تنتهي السيدات من تقديم مستنداتهن، واستغرقت الإجراءات وقت طويل جداً، وكل موظف يرسلهم للأخر، كما وجدت مدام ” نادية ” أن مستندها لم يوجد ضمن الملفات ويقول لها الموظف الذي يستلم طالبات التقدم أن لديه قائمة ب 200 امرأة غارمة ، لا يوجد اسمك بها، مما تبين منه أن السجلات غير منظمة ومعرضة للفقدان بسبب الاهمال الواضح.
وطوال مدة وجودنا هناك رأيت ناس كثيرين منهم رجل عجوز مسن يدعي الحج محمد ابراهيم يصرخ في وجهه الموظف بأنه متواجد في المشيخة من الصباح الباكر والساعة الثانية ظهراً وكل موظف يرسله لأخر دون فائدة ، وحاله هذا منذ 4 شهور وهو يعاني ان ابنه لديه عجز ويعول اطفال ويريد أن تساعده الجمعية .
ومن أغرب ما شاهدت في هذا اليوم، هو خطابات الغارمات وطلبات الفقراء ملقاه علي الارض وفي اشولة داخل غرف الموظفين، فجاء أحد الموظفين معه شوال اليوم ،وبه اكثر من ألف خطاب وقام بإلقاء ما بداخله علي الارض، وقال لأخرين الذين يوجدوا بالمكتب يجب أن تفرزوا هذه الطلبات، فرد أحدهم هل افرز اكثر من 1000 خطاب في اليوم . وباتت خطابات الفقراء وطلبتهم علي الارض دون أن ينظر فيها أي من المسئولين بالمكتب!.
ثم اتصلت بمستشار الازهر الدكتور عباس شومان : الذي قال خصص الازهر 40 مليون جنيه من اموال الذكاء لخروج جميع الغرمات من السجون ، والازهر يقوم بالتنسيق مع وزارة الداخلية والعدل في هذه القضية ، كما اننا مستعدون لأطلاق سراح كل السجينات الفقيرات ودفع الاموال التي عليهم ، ونحن نعمل الأن علي اخراج 40 سجينة ، المبالغ التي عليهم موجودة ، ولكن الاجراءات هي التي تستغرق وقت .
توجهت بعد ذلك الي جمعية رعاية اطفال السجينات الفقراء ” الغارمات ” وتكلمت مع الاستاذ نادر عيسي المسئول الاعلامي فقال : توجد جمعيات خيرية لأطفال الغارمات والفقيرات كثيرة ويجمعون تبرعات، ولكن لم تصرف تلك التبرعات لخدمة هؤلاء الفقيرات، فيوجد كثير من الجمعيات مثل جمعية رسالة، ومصر الخير، دار الأورمان، جمعية زوجات ضباط الشرطة، والعديد من الجمعيات والمؤسسات الأخرى، وجمعية الازهر التي خصص لها بيت الذكاه 25 مليون جنيه لإخراج السيدات الغارمات من السجون ولكن لم يخرج غارمة واحده حتي الأن! و لدينا حالات ذهبت بالفعل لجمعية الازهر ورسالة ومصر الخير ولم يفعلوا لهم شيئاً، ويؤجلون قضايا الغارمات بالشهور، ومنهم مدام نادية ابراهيم التي دفعنا لها نحن 10 الاف جنيه وزوجها الان مسجون علي زمة نفس القضية .
وذكر أن الجمعية قامت بإعداد أحصائية للأماكن التي توجد بها اكثر نسبة ” غارمات ” وتبين لنا أن اكثر المناطق التي بها غاريمات هي ” بولاق والحوامدية والصف والكيتكات وإمبابة” .