يستيقظ سكان مصر الجديدة كل يوم على إقتلاع جزءًا من المساحة الخضراء بحديقة الميريلاند التى تحولت جراء الإهمال لساحة تبدو كأنها خربة ، هذا المنظر الذى لا يراه المارة لأنه محاطًاً بخرسانات مسلحة محاطة بسياج حديدي يبعث على الحزن ، فمن هو المجهول الذى يقوم بتلك الأعمال التخريبية ببطء ليهدم واحداً من أهم معالم مصر الجديدة.
ومن ناحية أخرى خرج علينا رئيس الحى اللواء هشام خشبة بتصريح فى أحدى اليوم لينفى ما أثير حول حديقة الميريلاند وتحويلها إلى أرض مبان واقتلاع الأشجار الموجودة بها ، موضحاً أن ما يحدث فى الحديقة مجرد تقليم فقط للأشجار !!! ، فى حين أن سكان مصر الجديدة المطلين مباشرة على حديقة الميريلاند يشعرون بحركة مريبة ليلاً وتعمد لقطع الأشجار .
والغريب أنه فى حديث اللواء هشام خشبة للصحف ، أكد أن هناك مستثمراً أجر الحديقة فى 2012 وأنه سيطور المبانى دون أقتطاع أى جزء من المساحة الخضراء وانه حصل على موافقة من قبل وزارة البيئة ، لإزالة أى شجرة تقف عائقاً أمام المشروع ، على أن يتم زراعتها مرة أخرى فى مكانها…. وهذا الكلام عارياً تماماً من الصحة ، مما دفع سكان مصر الجديدة الميريلاند للتجمع بمسجد الخلفاء الراشدين اليوم الخميس الموافق 19 مارس الجارى ، للتنديد بتلك الأعمال فى حضور رئيس الحى الذى أطلع من فوق أحدى العمارات على أعمال التخريب بنفسه فكان لنا تلك اللقاءات مع بعض السكان .
فى البداية ينقل لنا المهندس محمد فوزى تفاصيل اللقاء فيقول : كان هذا اللقاء منعقدًا لبحث تطورات جراج روكسي وعندما باتت أعمال التخريب تطل بوجهها القبيح لسكان مصر الجديدة لم يعد للأمر مكاناً للصمت وأطلق المئات من سكان مصر الجديدة نداءات على مواقع التواصل الإجتماعى ، فأصبح موضوع حديقة الميريلاند هو الأكثر أهمية إلا أن رئيس الحى رغب فى تهدئة السكان الغاضبين بالحديث أولاً عن الجراج واعداً أن لا يستغرق الامر سبع دقائق إلا أن المهندسيين والإستشارين أمتدوا فى حديثهم لأكثر من ساعة ربما كانوا يهدفوا من خلالهما تهدئة الجميع أو رغبة منهم لرحيل الحضور خاصة أن القاعة التى كان بها الإجتماع قاعة مناسبات لا يجوز بها الإطالة.
يستكمل المهندس محمد فوزى حديثه : الجدير بالذكر أن الشركة التى قامت بشراء حديقة الميريلاند غير معلومة لدينا ، وكل ما نعلمه أن المبنى الملحق بالفسقية والمطاعم كان مؤجراً للمرحوم المهندس محمد سعيد وبعد وفاته لا نعلم من اشترى هذه المساحة وما زاد من خطورة الأمر أن التدمير أمتد لأكثر من ذلك وكأنه يهدف لتدمير كل ما هو اخضر بالحديقة . وفى نفس الوقت لا أستطيع إلقاء كل اللوم على رئيس الحى لأن حديقة الميريلاند مملوكة لشركة مصر الجديدة وهى قطاع خاص وبالطبع تدخل الفساد الإدارى دون أى إعتبار لأهمية المكان وكونة الرئة التى يتنفس منها سكان مصر الجديدة زاد الأمر سوءاً، وهذا ظلم فحديقة الميريلاند ملك للفقراء فمعظم سكان مصر الجديدة غير مشتركين بالنوادى لأن قيمة أشتراكها ضخمة وخيالية ، فأنا عن نفسي مهندس أستشارى وإلى الآن لا أستطيع المشاركة فى أى من النوادى ، وأرى أن حل هذه المشكلة ليس فى يد رئيس الحى أو نائب المحافظ ، فالموضوع لن يحل ألا بالقضاء الشامخ تخصص مجلس الدولة المحكمة الادارية ولهذا سنرفع دعوى لوقف هذه المهزلة وهذا التخريب بصفة مستعجلة وهذا القرار لقى استحسانا من غالبية حضور الإجتماع والذى بلغ عددهم أكثر من 500 فرد .
ويقول حسام منير أحد المهتمين بالقضية : يجب نزع ملكية حديقة الميرلاند للمنفعة العامة من شركة مصر الجديدة للإسكان والتعمير ونقل تبعيتها لوزارة السياحة مع الإبقاء على طابعها التراثى كما هو وإقامة إنشاءات جديدة عليها ، وتكليف شركة مصر الجديدة بإعادة الوضع على ما كان عليه بما فيه شراء أشجار عمرها لا يقل عن 20 سنة وزرعها محل الأشجار التى تم ذبحها وتتحمل شركة مصر الجديدة التكلفة كاملة.