هل مصر على موعد لإمتلاك أكبر محطة للكهرباء فى العالم ؟ ومضاعفة حجم إنتاجها من الطاقة الكهربائية فى سنوات معدودة ؟ نعم ، فهذا ما تُطلعنا عليه تفاصيل المشاورات والإتفاقيات والعقود التى تجريها مصر مع شركاء دوليين لتحقيق هذا الحُلم ،حيث وقعت الحكومة المصرية مُمثلة فى وزارة الكهرباء والطاقة العام الماضى 4عقود استثمارية في مجال الكهرباء والطاقة المتجددة مع شركة “سيمنز” الألمانية ، بحضور الرئيس عبد الفتاح السيسي و زيجمار جابريل نائب المستشارة الألمانية و ممثلى “سيمنز” وذلك لإنشاء 3 محطات لتوليد الكهرباء بـبنى سويف والعاصمة الإدارية الجديدة و البرلس بتكلفة إجمالية تقدر بـ 6 مليارات يورو هذا بالإضافة إلى مصنع لتوربينات الرياح بتكلفة إجمالية تقدر بـ 2 مليارات يورو ، هذه العقود جاءت ضمن مذكرات التفاهم التي تم توقيعها في المؤتمر الاقتصادى بشرم الشيخ هذا وقد وأعلنت “سيمنز” أن محطة كهرباء بنى سويف ستصبح أكبر محطة كهرباء فى العالم والتى تعمل بتكنولوجيا الدورة المركبة وتعتمد على الغاز الطبيعى فى تشغيلها .. وحول أهمية هذا المشروع العملاق لمصر أجرىت “وطنى” هذا التحقيق للوقوف على أدق تفاصيله من خلال المسئولين المعنيين والخبراء.
أشار الدكتور محمد شاكر وزير الكهرباء والطاقة المتجددة خلال ندوة عقدها مؤخراً مجلس الأعمال ،المصرى الكندى برئاسة المهندس معتز رسلان بعنوان : قطاع الكهرباء الفرص والتحديات إلى أن التكلفة الاستثمارية لإنشاء المحطات الثلاث العملاقة بنى سويف والبرلس والعاصمة الإدارية الجديدة بالتعاون مع شركة “سيمنز” لتوليد الطاقة الكهربائية تقدر بـ6 مليار يورو بإجمالى قدرات تصل إلى حوالى 14400 ميجاوات ، وذلك من إجمالى استثمارات تقدر بـ 8 ملياريورو حيث سيتم إنشاء مصنع بمحور قناة السويس الجديدة لتصنيع مراوح توربينات محطات الرياح بتكلفة استثمارية تقدر بـ 2 مليار يورو ، منوهاً إلى أهمية هذه الشراكة بين مصر و”سيمنز” الألمانية فى هذا القطاع الحيوى
أوضح وزير الكهرباء والطاقة أن مشروع محطة العاصمة الجديدة قدرته تصل إلى 4800 ميجاوات بتكلفة تصل إلى نحو 2 مليار يورو بما يُعادل نحو 17 مليار جنيه، حيث تتكون من ثماني وحدات غازية وأربع وحدات بخارية قدرة كل منها 400 ميجاوات، مشيراً إلى أن الوحدات الأربع البخارية تعمل دون وقود إضافي وبالإعتماد على عادم الوحدات الغازية مضيفاً أن هذه الوحدات تُعد الأكبر من نوعها التي يتم تركيبها في مصر للمرة الأولى في المشروعات التي تقام بتكنولوجيا الدورة المركبة، وكان قد تم التوقيع عليها في “مؤتمر شرم الشيخ الاقتصادي” ، واستطرد : أما محطة توليد بنى سويف(غياضة ) قدرة (4800) م.و فهى تعمل بنظام الدورة المركبة وتتكون من (8) تربينة غازية قدرة كل منها 400 م.و بالإضافة إلى (4) تربينة بخارية قدرة كل منها 400 م.و باجمالى قدرة للمحطة 4800 م.و ، وقد تم تشغيل (2400) م.و من قدرة المحطة خلال عام 2016 وسيتم خلال عام 2017 تشغيل (400) م.و وتشغيل (200)م.و ، بنهاية ابريل 2018 وقد وصل للموقع حتى الآن (4) تربينة ، منوهاً أن الشريك المصرى لشركة “سيمنز” فى هذا المشروع هى شركة “السويدى اليكتريك”
استكمل الدكتور محمد شاكر وزير الكهرباء والطاقة قائلاً : بينما تعد محطة كهرباء بني سويف (غياضة) هى أحد أكبر محطات الكهرباء في مصر بل في الشرق الأوسط ولن يكون هناك مبالغة أذا قلنا في العالم فمؤخراً تم الإحتفال بحضور الشركات العاملة بالمشروع بتركيب أول توربينين غاز بقدرة 800 ميجا وات ،ومن المتوقع أن تضيف المحطة 4800 ميجاوات من الكهرباء بما يُعادل ثلاثة إضعاف ما ينتجه السد العالي .
أكد المهندس معتز رسلان رئيس مجلس الأعمال المصرى الكندى أن مشروع التعاون مع شركة “سيمنز” لتوليد الطاقة الكهربائية سيحقق طفرة فى مجال الكهرباء والطاقة ، مشيداً بأعمال الصيانة ورفع قدرة المحطات وتوفير الطاقة سواء للمنازل أو المصانع ولكل بيت مصرى لافتا إلى أهمية امتلاك مصر للطاقة سواء الطاقة التقليدية أو النووية أو الطاقة المتجددة لتلبية الطلبات المتزايدة عليها من الصناعات مما سينعكس على مناخ الاستثمار بمصر.
خطوات تسبق الزمن
أشار الدكتور محمد اليمانى المتحدث الرسمى لوزارة الكهرباء والطاقة على أنة تم التعاقد مع شركة سمينز الألمانية فى 21/6/2015 على إنشاء 3محطات لإنتاج الكهرباء بإجمالى قدرة (1440 م .و منها محطة العاصمة الإدارية ومحطة بنى سويف ومحطة البرلس على أن يتم دخول الوحدات بداية من عام 2016 وحتى عام 2018 بإجمالى استثمارات 6 مليار يورو حيث تم الإتفاق على أن يكون الشريك المصرى لشركة سيمنز فى مشروع العاصمة الإدارية والبرلس هى شركة اوراسكوم للإنشاءات على أن يكون الشريك المصرى فى مشروع محطة بنى سويف هى شركة “السويدى اليكتريك” وكان قد تم التوقيع على إنشاء هذة المحطات في المؤتمر الاقتصادي بشرم الشيخ وكان الرئيس عبد الفتاح السيسى قد شهد فى ألمانيا عقد توقيع إنشاء المشروعات الثلاثة بين الشركة القابضة لكهرباء مصر وشركة سيمنز الألمانية في مايو 2015.
أضاف اليمانى: تاتى هذة المشروعات لتزيد من رصيد انجازات الرئيس عبد الفتاح السيسي والذي يتضمن العديد من المشروعات القومية مثل قناة السويس الجديدة و شبكة الطرق مشروع الـ 1.5 مليون فدان وغيرها من المشروعات الأخرى وعن محطة العاصمة الإدارية الجديدة أوضح اليمانى قائلاً : إنها تعمل بنظام الدورة المركبة وتتكون من عدد (8) تربينة غازية قدرة كل منها 400 م.و بالاضافة إلى (4) تربينة بخارية قدرة كل منها 400 م.و ، بإجمالى قدرة للمحطة 4800 م.و بإجمالى استثمارات 2 مليار يورو وتعتبر مصر أولى الدول التى تستخدم هذه التوربينات عالية الجودة بالشرق الأوسط، حيث يبلغ طول الواحد 12.6 متر، وعرض 5.5 متر وارتفاع 5.5 متر ووزن 445 طنًا وسوف يتم تشغيل (400) م.و من قدرات المحطة خلال عام 2016 و(1600) م.و خلال عام 2017 و(2800) م.و بنهاية مايو 2018 والشريك المصرى لشركة سيمنز فى هذا المشروع هى شركة “اوراسكوم للإنشاءات” مضيفاً أن الأعمال المدنية الإستشارية للمحطة بدأت بالفعل والتي تقيمها شركة “سيمنز” لتشغيلها عام 2017 بعد تخصيص الأراضي بالمنطقة الجنوبية الشرقية للمدينة، ومد خطوط نقل الكهرباء العملاقة المقرر إنتاجها منه إلى مناطق الإستهلاك .
أكد اليمانى أيضاً أن هناك فريق عمل من الشركة القابضة يقوم بالمتابعة والتنسيق مع مسئولي شركة سيمنز، والتي انتهت من الأعمال المساحية وتمهيد الموقع والبدء فى إقامة المحطة بخطوات تسبق بها الزمن المحدد لها كذلك تم التنسيق مع الأجهزة المختلفة للدولة لتوفير متطلباته ومد الخدمات إليه ، وذلك بالإعتماد علي تكنولوجيا حديثة تستخدم تبريد الهواء بدلاُ من المياة .
أكبر محطة بالعالم
أشار ماكسلن إيجر رئيس شركة سيمنز مصر المسئولة عن توريد التوربينات للمحطة أن محطة كهرباء بني سويف ستكون أكبر محطة بالعالم بالتعاون مع “شركة السويدى” مؤكداً أن هذه المحطة دليل عملي على تطبيق شعار سيمنز (ingenuity for life ) الإبداع من أجل الحياة ، مؤكد على استمرار الشركة في دعم مصر في تحقيق أهدافها للتوسع في توليد الطاقة لتلبية احتياجات المواطنين من الكهرباء.
أضاف ويلى مايكسنر المدير التنفيذي لقطاع الغاز العالمي بـ”سيمنز” إن من حق كل مصري أن يشعر بالفخر لامتلاكه أكبر محطة في العالم وأول محطة بنظام (H- class) بالشرق الأوسط، وهي أحدث تكنولوجيا في إنتاج التوربينات التي تتميز بقلة الوقود المستعمل والإنبعاثات الناتجة وسهولة دخولها على الشبكة القومية لافتا إلى أن إنجاز العمل بهذه المحطة لم يحدث في تاريخ سيمنز بعد أن وصلت عدد ساعات العمل لأرقام قياسية لإنجاز المشروع قبل موعده .
50 % من الطاقة المولدة
حول مراحل بدء العمل بمشروع محطة بنى سويف غياضة والتكلفة والمساحة التي ستقام عليها والعائد الاقتصادي من إنشاء المحطة قال المهندس شريف محمد حبيب محافظ بني سويف : إن مجمع محطة كهرباء بني سويف يُعد أكبر مجمع لإنتاج الكهرباء في العالم مما يُعد حدثاً فريداً وعالمياً يعمل على إحداث نقلة نوعية في قطاع الكهرباء ضمن المشروعات الجاري تنفيذها لتدعيم الشبكة القومية لمجابهة الزيادة المطردة في الأحمال ، حيث ستساهم هذه المحطة بتلبية 20% من إجمالي استهلاك الكهرباء على مستوى الجمهورية وتمثل 50 % من الإضافة إلى الطاقة المولدة والتي تعمل بنظام الدورة المركبة .
أضاف محافظ بني سويف قائلاً : إن تحديد جدول زمني لا يتعدى عامين ونصف لإنشاء أكبر محطة لتوليد الكهرباء في العالم ببني سويف والتي كانت من الطبيعي أن يستغرق انجازها 5 سنوات ووصل معدل الإنجاز فيها إلى 34.6% هو أمر غير مسبوق ويقع المشروع على مساحة 500 ألف متر مربع ويقوم على تنفيذ المشروع العديد من شركات المقاولات المحلية ويعمل به 4800 فرداً من العمالة المصرية من مهندسين وفنيين وإداريين وعمال .
محطة كهرباء البرلس
قال اللواء السيد نصر محافظ كفرالشيخ : إن محطة كهرباء البرلس هى محطة عملاقة وتعد من أكبر محطات انتاج الكهرباء فى الشرق الأوسط وتقع على بُعد 16 كيلومتر من ميناء البرلس وهى مقامة على مساحة 250 فدان لانتاج 4800 م.و ، وسيتم تسليمها فى ديسمبر القادم تنفيذا لتوجيهات السيد رئيس الجمهورية ، وقد قامت محافظة كفر الشيخ بتطوير ميناء البرلس ليستوعب حمولات سفن تصل إلى 2000 طن لاستخدامه في أعمال نقل المعدات الثقيلة ذات الأوزان العالية اللازمة لإنشاء محطة كهرباء البرلس، حيث تم رفع كفاءة الميناء خلال الفترة الماضية، و تم تدعيم الرصيف البحرى بطول 125 متراُ وعمق ستة أمتار وأيضاُ الإنتهاء من تجهيز ساحة الإنتظار والتشوين على مساحة 6000 مترًا، وتم الإنتهاء من الطرق الداخلية التى تتحمل أحمال حتى 600 طن وإطالة حاجز الأمواج الغربى لمسافة 125 متراً وتم تطهير وتعميق المجرى الملاحى بمعرفة شركة “المقاولون العرب” وذلك لإستيعاب الطرود ذات الحمولات الثقيلة الخاصة بالمحطة حتى نتفادى أى مشكلة ممكن أن تحدث فى عملية تفريغ المعدات الثقيلة الأزمة لإنشاء المحطة .
أضاف محافظ كفرالشيخ قائلاً : لقد استقبل ميناء البرلس يوم 2 يونية الجارى السفينة التجارية “سيمبرس” القادمة من كونستانتا “رومانيا” وتحمل على متنها 2 توربين تزن 500 طن تقريباً، الخاصة بمحطة كهرباء البرلس، ليصل عدد التوربينات التى وصلت لشركة الكهرباء سيمنز إلى 10 توربينات والتى وصلت للميناء على 6 بواخر .
الشبكة القومية للكهرباء
إشار المهندس أسامة عسران نائب وزير الكهرباء أن المشروع يتكون من 4 وحدات توليد تتكون كل وحدة من 2 توربينة غازية قدرة كل منها 400 ميجاوات و1 توربينة بخارية قدرة 400 ميجا وات و2 غلاية لاستعادة الطاقة المفقودة ، مشيراً إلى المشروع سوف يبدأ على مراحل بإضافة 2400ميجاوات مرحلة أولى بنهاية 2016 الجاري وإضافة 400 ميجاوات في 2017 كمرحلة ثانية على أن يتم تشغيل المشروع بالكامل لتدعيم الشبكة الكهربائية بإضافة 4800 ميجاوات منتصف 2018م لربطها بالشبكة القومية للكهرباء على جهد 500 كيلو فولت.
قال المهندس سيد حجاج مهندس تركيبات بالمحطة انه سيتم تسليم المرحلة الأولي في أكتوبر القادم وفيما سيتم الانتهاء تماما من العمل بالمحطة نهاية عام 2018 وانه شرف لأي مصري العمل بمحطة بهذا الحجم تعد اكبر محطات العالم .
قال كل من محمد عبد الرحمن وأيمن محمد مبردين لحام : نحن نفتخر أننا نعمل في مشروع وطني مثل قناة السويس بالضبط يساهم في القضاء علي مشكلة انقطاع الكهرباء تماما عن أي قرية من قري الجمهورية ونعمل لمدة 12 ساعة يوميا والعمل ومتصل بالمحطة 24 متواصلة دون انقطاع لانجاز المشروع في الوقت المحدد و نحن نعمل مبردين لحام بمحطة بنى سويف والشغل كثير في المحطة وعلي الراغبين في العمل من شباب محافظة بني سويف والمحافظات المجاورة التقدم للمحطة .
فائض من الكهرباء
بينما قال المهندس ناجى عارف رئيس شركة شمال القاهرة لتوزيع الكهرباء : إنه بمجرد الإنتهاء من إنشاء المحطات الجديدة لإنتاج الكهرباء وتشغيلها سوف يتم مضاعفة الإنتاج وللعلم لاتوجد لدينا مشكلة فى الأحمال هذة مشكلة انتهت بلا رجعة فمع تشغيل المحطات الجديدة ستؤدى لاجتذاب مستثمرين جدد يساهمون فى مشروعات جديدة تعود بالنفع على أبناء هذا الشعب العظيم وتخلق فرص عمل جديدة تحقق أحلام الشباب الذى انتظر كثيراً ويستحق علينا الكثير .
أضاف المهندس ابراهيم كامل رئيس قطاع بشركة شمال القاهرة قائلاً : قمنا بالفعل بإنشاء محطات جديدة وهناك الكثير من التعاقدات التي حدثت بتوجيهات الرئيس “السيسي”، سواء مع شركة “سيمنز” أو مع محطات الضخ ومع الإنتهاء من تسلم المحطات الثلاثة بالإضافة لمحطة الضبعة سيكون لدينا فائض من الكهرباء يمكن أن نأمن به الدول العربية بل الشرق الأوسط كلة وليس مصر فقط ويمكن الربط بيننا وبين دول عديدة مثل السعودية وليبيا والسودان والأردن عن طريق إنشاء شبكات ضخمة للربط الكهربائى بيننا لتوفير الطاقة الكهربائية للمشروعات المستقبلية بهذة الدول ، علاوة على توفير فرص عمل كثيرة للشباب والخرجيين بهذة المحطات والصناعات القائمة عليها وبانشاء هذة المحطات ودخولها مجال السوق المصرى نحن كشركات توزيع سيكون لدينا فرص كبيرة للترويج والتسويق .
لا استثمار بدون طاقة
قال الدكتور مختار الشريف الخبير الاقتصادي : لا نستطيع أن نتحدث عن نمو ولا تنمية فى مصر بدون تأمين مصادر للطاقة مشيراً إلى أن كافل الأنشطة الاقتصادية سواء الصناعية أو الزارعية أو الخدمية لا تتقدم بدون توفير الطاقة وبالتالى فإن مضاعفة إنتاج مصر من الكهرباء من خلال بناء المحطات الثلاثة لـ”سيمنز”الألمانية العملاقة ستضاعف معدلات الاستثمار فى كافة القطاعات ، وأضاف: لو استهدفنا فى مصر معدل نمو يُقدر بـ 6 % فيجب علينا أن نضيف ما يُقابل هذا المعدل 2% إضافية كاستثمار فى مجال الطاقة ، مؤكداً أن الطاقة هى المحرك أو القطار الذى يدفع بمعدل النمو للأمام .
أوضح الشريف قائلاً : إن مصر تحتاج فى السنة إلى 28 ميجا وات من الكهرباء ، وهذا قبل البدء فى توليد الكهرباء من محطات “سيمنز” الثلاث ، وبالتالى فإنه بعد استكمال مراحل تركيب “التربينات ” كاملة وبدأ التشغيل ، سيكون هذا الإنتاج من الكهرباء بمثابة احتياطى استراتيجى من الطاقة ، أى سنصل إلى الإكتفاء وبالتالى تأمين الاستثمارات المستقبلية سواء المحلية أو الأجنبية ، مشيراً إلى أن فوائد هذه المحطات ستنعكس مباشرة على القطاع الصناعى فى المقام الأول وكذلك فى القطاعات الخدمية ومن ثم تحدث تنمية اقتصادية واجتماعية فى آن واحد . وأضاف “الشريف” قائلاً : من ناحية أخرى لأبد من توافر الطاقة قبل الترويج لأى استثمار سواء داخلى أو خارجى ، لأن المستثمر بطبيعته بنظر فى البداية إلى عدة أمور منها مدى توافر احتياجاته من الكهرباء أو الطاقة – فى الوقت الحالى ومستقبلاً – قبل الشروع فى ضخ أى استتمارات وبدء التشغيل ، ففى حالة توافر الطاقة فهذا سيكون له بمثابة خريطة استثمارية واضحة المعالم ، وأضاف : إن الشركة المنفذة وهى شركة “سيمنز” تُعد من الشركات العالمية المتخصصة فى هذا المجال وهذا شئ مهم للغاية
أشار الخبير الاقتصادى إلى أن توليد الكهرباء من المحطات الـ3 فى “بنى سويف” و”العاصمة الإدارية الجديدة” و”البرلس” تسد احتياجات مصر من الطاقة الكهربائية لحين بدء استخراج الغاز من حقل “ظهر” المكتشف مؤخراً في البحر المتوسط فى المنطقة الأقليمية لمصر وكذلك بدء إنتاج الكهرباء من محطة مصر النووية فى حوالى 8 إلى 10 سنوات قادمة ، منوهاً أن توزيع إنتاج الكهرباء من المحطات الثلاثة سيصب فى النهاية فى الشبكة القمومية للكهرباء فى مصر . الربط الكهربائى مع السعودية
الربط الكهربائى مع السعودية
يري المهندس ابراهيم صالح رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للبترول سابقاً أن المحطات الثلاث التى تبنيها “سيمنز” فى مصر لتوليد الكهرباء ستضيف إلى الطاقة الإنتاجية الكهربائية لمصر ، وبالتالى ستفيد معدلات التنمية لكنه يتساءل : كيف يتم تغطية التكلفة الإستثمارية الكبيرة للحطات الثلاث المزمع إنشاءهم ، مقارنة بلجوء مصر إلى الاستثمار فى مشروع الربط الكهربائى مع السعودية والذى تم توقيعه عام 2012 ؟ وما هى التكنولوجيا الجديدة المستخدمة فى عمليات التوليد الكهربائى ؟ وهل للمحطات الـ 3 قيمة حقيقية مضافة فى تشغيل صناعات استراتيجية كالحديد والأسمنت وغير ذلك ؟ منوهاً أن المحطات تعمل بالدورة المركبة بالغاز الطبيعى والسولار فى حين أن تكلفة استيراد الغاز الطبيعى المسال تصل إلى 2.5 مليار دولار .. وأضاف: كان ينبغى الاستثمار أولاً فى مجال الربط الكهربائى مع السعودية لأن ذلك كان سيساعد على توفير الفاقد وتبادله فى أوقات اختلاف الذروة بين مصر والسعودية فى استهلاكهما للكهرباء .