حسين عبد الرازق : اتوقع تصعيد للعمليات الإرهابية
النقاش : الإخوان تحاول إرهاب الشرطة لإعادة مشهد 28 يناير
استيقظ المصريون اليوم في أول يوم للدراسة على صوت دوى انفجار عبوة ناسفة بالقرب من الباب الخلفي لوزراة الخارجية، ما أسفر عن مقتل ضابط ومجند من أفراد الحراسة للوزراة بالاضافة الى سبعة مصابين ، وظهرت أوراق الجرائد تغطي آثار دماء وشجرة مقطوعة سقطت فوق سيارة بموقع الانفجار.
حول هذا العمل الإرهابى وأسبابه والتوقيت الذى تم فيه مع بداية العام الدراسى وسفر الرئيس السيسى لاجتماع الأمم المتحدة بالولايات المتحدة الأمريكية كان لنا هذا التحقيق :
تراجع الادارة الامريكية
فى البداية تقول أمينة النقاش القيادية بحزب التجمع و مديرة تحرير جريدة ”الأهالي ” ، أن الحادث الإرهابى اليوم له عدة أسباب اولها أن الأمن يحرز تقدم كل يوم فى ملاحقة الارهابيين والكشف عن كمائنهم والتعرف على شخصيات مرتكبى الحوادث المختلفة ويستعيد قوته . ثانيا ، انه منذ 3 يونيو 2013 ومصر احرزت عدة نجاحات أولهما مرحلتين مهمتين فى خارطة طريق المستقبل وهم كتابة الدستور والانتخابات الرئاسية ، كما انه خلال 100 من رئاسة السيسى استطاع الرئيس أن يقدم مشاريع تحى الهمم المصرية والامل فى مستقبل البلد التى نشعر انها تتقدم .
ثالثا ، فى مشروع قناة السويس الجديدة حدث استفتاء جديد ليس على شعبية السيسى فى جمع 62 مليار جنيه بل هو استفتاء على الاستقرار فى مصر والرغبة والامل فى المستقبل والتمسك بأن تخرج مصر من كل أزماتها .
اما السبب الأخير أن الرئيس عبد الفتاح السيسى فى امريكل اليوم والمجتمع الدولى يعيد علاقاته بالدولة المصرية ، كما ان الادارة الامريكية تتراجع على الاقل مرحليا فى عدائها لسلطة 30 يونيو ، وان وجدت بعض المهاترات فى الغرب فى امريكا من الاخوان او اوربا من بعض المنظمات التابعة للمركز الدولى للاخوان ، كلها محاولات ليؤكد وجوده ، فجماعة الاخوان تشعر انها أصبحت مهزومة فتقوم بعمل معارك وتهرب فهى لا تستطيع الان سوى القتل والعمليات الإرهابية لانه كل يوم يخسر الشعب المصرى الذى يلفظه بعد أن تأكد انه تنظيم إرهابى يتاجر بالدين وليس له علاقه به .
وترى النقاش ان استهداف الشرطة محاولة لتخويف ضباط الشرطة للانسحاب مرة اخرى من الشارع والانسحاب ليعودوا اليه وإعادة ما حدث فى 28 يناير 2011 ، وان كانت كلها أحلام لن تتحقق ، فلم يعد يتصدى لعملياتهم الإرهابية الشرطة والجيش فقط بل أصبح الشعب والمجتمع يواجه الإرهاب بشكل شامل وسينتصر مهما قدم من تضحيات . ولكن علي الشرطة حماية أفرادها ممن هم شهود فى قضايا ضد الجماعة وتم معرفتهم فلابد من تأمينهم حفاظا على حياتهم لانهم أكثر عرضة للحوادث الإرهابية ، لذا على الأجهزة الأمنية إعادة ترتيب أوراقها من حماية شخصياتهم المستهدفة والمعروفة وان يكونوا أكثر حرصا بالإضافة الى رفع كفاءة الأجهزة الامنية لتقليل الخسائر فى الارواح .
التأثير على الجبهة الداخلية
يقول اللواء نبيل فؤاد الخبير الإستراتيي إن ما حدث اليوم يأتى فى سياق ما يحدث وما تعودنا عليه وأن كان حجم العمل هذه المرة يتصف بالخصوصية كما ان توقيته يتصف ايضا بالخصوصية ، حيث انه يهدف الى التشويش على زيارة الرئيس عد الفتاح السيسى للامم المتحدة . كما انه اصاب الفزع للمواطنين لانه جاء فى توقيت اول يوم للدراسة فى العام الدراسى الجديد لترهيب المجتمع ولا يرسلوا الاباء اولادهم للمدارس ، فيحاولوا التأثير على الجبهة الداخلية ، وان كان حجم الخسائر كبير هذه المرة .
وحول رأيه أن كان الهدف من هذا العمل الإرهابى كرد على حكم الإعدام امس لخمسة من اعضاء جماعة الإخوان ، أكد فؤاد ، أن حكم الاعدام ليس نهائى بالتالى فهذا مستبعد ، كما ان القول ان الضابط القتيل اليوم كان مقصود لانه شاهد قضية الهروب من سجن طرة للرئيس المخلوع واعضاء جماعة الاخوان افتراض بعيد فهذه عملية تحتاج الى أجهزة ورصد ومعلومات دقيقة والاخوان ليس لديهم هذه الامكانيات فحتى ان كانوا يعرفوا الشهود بهذه القضية فمن الصعب ان يعلموا مكان خدمته وميعادها فمن الصعب التربيط انما جاء القتل صدفة .
التصعيد متوقع
ويؤكد حسين عبد الرازق القيادي اليساري وممثل لجنة الخمسين لإعداد الدستور سابقا، انها احد العمليات الارهابية المتكررة التى حدثت وستحدث فى المستقبل ، لان المجتمع كله والوطن العربى ايضا اصبح هدف للارهاب ، بالتالى لا يمكن ان نوفر حماية وامن لكل المجتمع والمؤسسات والهيئات فهذه طبيعة الارهاب ، فمنظمة جماعة الإخوان تحاول اثبات أنها قادرة وموجودة بعد أن فقدت كل دعم شعبى ، فلم تعد جماعة سياسية موجودة فى المجتمع ، فهى تعلن عن وجودها ومخاطبة مموليها وداعميها انها موجودة وقادرة ، فتقوم بهذه الاعمال الارهابية ، فتستهدف قوات الشرطة والقوات المسلحة .
ووضح عبد الرازق أن هذا ثمن ندفعه لمحاربة هذه المنظمة الإرهابية ، بل ويعتقد انه قد يلجأ للتصعيد فى المرحلة المقبلة بمناسبة زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسى لامريكا واقتراب موعد انتخابات مجلس النواب .
وحول اعلان السيسى عن إمكانية المصالحة أكد ان الدولة لن تقبل المصالحة الا بشروط وهى وقف العنف والاعتراف بمسئوليتهم عن العمليات الارهابية التى تمت والاعتذار للشعب المصرى عما ارتكبوه واخيرا قبول الجزاء القانونى على ما اقترفوا من جرائم ، وهذه الشروط لقبول التصالح وليس فقط وقف العنف مثلما حدث فى دولة جنوب افريقيا ودولة المغرب ولكن لم يحدث فى مصر .