“كرتونة قديمة و نص قلم رصاص و لسعة برد مستنيه الدفا، وجفا أم وبعد أب، وبواقي من صحة وحنية جدة، وفرشه لبيع مناديل علشان تلاقي الأكل، وشوية فشل في المدرسة”، كل هذه كانت أدوات “معاذ” الطفل المبدع، بعد أن انفصل أبويه لظروف ما.
لم يجد معاذ وأخوته سوى الجدة للعيش معها، حيث تجلس على سلم مترو “جامعة القاهرة”، لبيع بعض المناديل الورقية محاولة منها لسد بعض احتياجات الأطفال.
وبعد أن سأم الصغير منهم التعليم و كره المدرسة، لتعرضه للضرب من أحد المدرسين، لم تجد الجدة حل سوى أن تأخذه معها كل يوم ليجلس بجوارها ليساعدها من ناحية و يكون تحت عينها من ناحية أخرى.
كم هي مبهرة رسوماته، توحي بموهبة استثنائية فريدة، بحاجة إلى الرعاية الفنية لترى النور.
انتشرت رسوماته عبر موقع التواصل الاجتماعي فيس بوك، عبر طلاب جامعة القاهرة الذين كانوا يترددون على مكان جلوسه كل يوم.
و كان للأمر صدى كبير، فقد صارع الفنان التشكيلي “علي الراوي”، للوصول إليه.
أكد “الراوي” على أنه لن يترك، مثل: هذه النبتة تتلاقفها الأقدار، بل استطاع الوصول إليه وطالب جدته بأن يأخذه إلى أكاديمية الفنون – الأكاديمية التي يديرها الفنان علي الراوي- ثلاث مرات أسبوعيا ليعلمه المباديء الصحيحة في الرسم ويرعي موهبته.
كما أوضح الراوي أن جدته رحبت جدا بالفكرة، ولم تطالبه بأي شيء سوى أن يعيده إليها ثانية.
و صرح “الراوي” لـ “وطني”، بأنه سوف يخصص ركن من معرضه المقبل لعرض أعمال “معاذ”، ليسمح لزوار معرضه من مشاهدة أعمال الرسام الصغير ويطرحها للبيع مثلها مثل رسوماته.