حمل ثقيل يرفعه إلى ظهره ليسير به في دربه قاصدا هدفه ليصل إلى مبتغاه ويفرح من حوله ….. أنني لم أتحدث عن صليب المسيح أو طريق الجلجثة كما ظن البعض !!! …. بل عن الحقيبة المدرسية التي طالما أشتكي من ثقلها الأبناء ، ومن كثرة محتوياتها ، فكره بعضهم المدرسة ، و تحايل البعض الآخر ليحملها عنه غيره … ولكي نبحث الأمر أكثر ونحاول أن نعرض الأمر بشكل أوضح كان لوطني هذه اللقاءات : –
علينا أن نتدرب طوال الصيف علي رفع الأثقال حتى نستطيع حمل الحقيبة
قال أسامه سامي، طالب في الصف الأول الإعدادي ، أنه لم يستلم الكتب حتى الآن لكن من المؤكد ستكون كثيرة وثقيلة ككل عام ، فمن المفترض أن نتدرب طوال الصيف علي رفع الأثقال حتى نستطيع حمل الحقيبة المدرسة .
” ماما هي اللي بتشيلي الشنطة “
بينما عبرت ميرنا كيرلس ، طالبة في الصف الثالث الابتدائي ،- بطريقة طفولية – قائلا “ماما هي اللي بتشيلي الشنطة من البيت للمدرسة وبترجع تخدني وبتشلها احنا مروحين بردة …. وفي وحدة صحبتي تخينة شوية بتشلها معايا علي سلم المدرسة لغاية الفصل .
عليهم تجزئة كل مادة إلى عدة كتب
وفي غضب شديد قالت مها مصطفي ، والدة أحدي الطالبات، أن من المفترض أن تقوم الوزارة بتجزئة المادة الواحدة إلى مجموعة من الكتب لكل شهر كتاب أو كل قسم من المادة كتاب ، وأن تلتزم المدرسة بجدول الحصص الموضوع ولا يتم تغيره كل أسبوع فلا يلزم الطالب بإحضار كل الكتب والكراسات و الكشاكيل بشكل يومي، وعليهم ألا ينسوا أن حقيبة الطفل يجب أن تحتوي على بعض السندوتشات وزجاجة المياه .
” الحقائب الحديثة ثقيلة قبل أن يتم ملؤها “
وأوضح عفت صموئيل، والد أحد الطلاب، المشكلة ليست فقط في وزن الكتب الثقل بل الأزمة تكمن أكثر في تصميمات الحقائب الحديث، فالحقيبة ثقيلة قبل أن يتم ملؤها و خصوصاً أن هناك بعض الحقائب المزودة ب “ترولي” فهي صممت لكي تخفف علي الطالب فيستطيع جرها ولكن هذا غير متاح في كل وقت .
في بعض الأحوال قد تتسبب الشنطة في اعوجاج أو انحناء ظهر الطفل
وعن تأثير حمل الشنط الثقيلة علي ظهر الطفل قال دكتور عماد ظريف، استشاري جراحة العظام والمفاصل والكسور، أن التأثير قد يصبح قويا عندما يكون هناك ضعف في عضلات الظهر أو عندما تكون الحقيبة ثقيلة أكثر من اللازم فقد تتسبب في اعوجاج الظهر أو انحناءه… ولكي نتفادى هذه الأزمة يجب أن نقوى عضلات الظهر بعمل بعض التمرينات اليومية الخاصة بالظهر … كما يفضل أن تحمل الحقيبة على الكتفين مع منتصف الظهر وليس كتف واحد فهي في النهاية أسمها ” حقيبة ظهر ” وكذلك ننصح الطلاب بأن لا يثقلوا علي أنفسهم في محتويات الحقيبة بل يأخذوا ما هو ضروري وهام فقط ، كما يجب علي الأم أن تعلم الطفل منذ البداية الطريقة الصحيحة لحمل الشنطة .
الطلاب غاوين تعب
كما بين كمال إبراهيم ، مدرس رياضيات ، أن الطلاب “غاوين تعب” فكل المدارس على مستوي الجمهورية تضع جدول حصص من أول يوم دراسي فيصبح هناك عدد محدود من الكتب يلزم الطالب بإحضارها كل يوم فلا داعي لإحضار كل الكتب والكراسات يوميا، كذلك لو فحصنا حقائب الطلاب سنجد أغلبها ساندويتشات وحلوي وأدوات مدرسية قد يكون في غني عنها فلا يجب أن نسمع أو نهتم بكلام أولادنا في كل شكواهم لأن ذلك يعتبر ضرب من ضروب التدليل الذي قد يعمل على اساد الطفل .
نسختين من كل كتاب
بينما تمنت سارة صبحي ، مدرسة لغة انجليزية، أن تزود كل المدرس ب ” خزائن ” صغيرة لكل طالب واحدة مكتوب عليها بياناته، وأن تسلم المدرسة نسختين من كل كتاب ليكن مع الطالب في المدرسة أحدهم والأخر يبقي في البيت وبالتالي لا نثقل عليه .
الحل في الحقيبة الإلكترونية
ومن جانب أخر تري ز . أ مديرة مدرسة ن . ع . ش الابتدائية أنه علي وزارة التربية والتعليم أن تعمم فكرة الحقيبة الالكترونية وأن تزود كل الطلبة بأجهزة “التابلت” وأن يحمل عليها المنهج كله فلا يصبح الطالب مطالب بحمل كل الكتب يومياً ذهاباً وإيابًا.
وعن تجربة “تابلت الطالب” التي طبقتها محافظة الوادي الجديد أفادنا مراسلنا هناك ببعض المعلومات من خلال هذه اللقاءات :-
فكرة منظومة التابلت ناجحة وتطبيقها في مصر فاشل
في إطار تطبيق منظومة التابلت في الوادي الجديد ، صرح أسامه عبدالله مدير قسم التدريب في المركز التكنولوجي للتطوير، أن الكثير من المواطنين لا يعلم عن منظومة التابلت شىء ولكنهم يتكلمون على جهاز التابلت دون التطرق إلى المنظومة الخاصة بالتابلت.
وأكمل أسامه أن منظومة التابلت تتضمن جهاز التابلت، والسبوره الذكي iq bord وبرنامج الربط access point وهذا البرنامج الذي يربط بين جهاز التابلت الذي مع المدرس وأجهزة التابلت مع الطلبة ،وبين الشرح الذي يجريه المعلم على السبوره الذكية ،وقال أسامه لو أن هذه المنظومة تم تطبيقها كما خطط لها لكانت الاستفادة كبيره بالنسبة للطالب ، ولكن الوزارة لم ترسل برنامج الربط access point ، وبالتالي فشلت المديرية في تطبيق المنظومة، وفى نفس السياق لا يستبعد أسامه عبدالله أسباب عدم استمرار المنظومة إلى مافيا طباعة الكتب التي كانت ستخسر الكثير ،فيما لو تم الاستمرار في استخدام التابلت.
البرنامج الذي تم حفظ المناهج المدرسية عليه هو برنامج غير تفاعلى
من جانبه قال عادل السيد، ولى أمر، أن أحد أسباب فشل تطبيق منظومة التابلت هو أن برنامج الـ pdf الذي تم حفظ المناهج المدرسية عليه هو برنامج غير تفاعلي ويسجل فيه المنهج بطريقه تقليديه كما في الكتاب المدرسي دون أي تطوير.
في نفس السياق قال الأستاذ محمد السيد نائب مدير مركز التكنولوجي للتطوير بمديرية التربية والتعليم ،أن الوزارة مسئوله عن هذا الفشل لأنهم لم يستعينوا بالبرامج التعليمية التفاعلية في منظومة التابلت حيث أن برنامج pdf لا يجذب انتباه الطالب ولا يجعله يتفاعل مع المعلومات أو مع المعلم .
من جانبه قال مدحت ميلاد أنه لو تم تطبيق منظومة التابلت كما هو مخطط لها مع الأخذ في الاعتبار تحميل البرامج التفاعلية على التابلت لكان قد تم تطوير وتحويل الطالب من طالب متلقن للمعلومة إلى طالب تفاعلي يقوم بإدراك المعلومة، ولا يجعل المعلم ملقن للطالب ،والمعلمين سئموا أسلوب التلقين التي تؤدى إلى عدم تفاعل الطلبة وعدم انتباههم ،وأكمل مدحت ميلاد قائلاً أن الطلبة استخدموا التابلت في تحميل برامج لأصله لها بالتعليم، ولم يستخدم الطلبة التابلت استخدام سليم، إن منظومة التابلت كانت ستنقذنا من الأساليب التقليدية في العملية التعليمية والغير مجديه، إلى أساليب ايجابية وفعاله في ترسيخ المعلومة في ذهن الطالب .
الطلاب باعوا الأجهزة ب 300 جنيه
وفى سياق آخر شهدت التجربة فشل ذريع في مدارس الثانوي الفني حيث يذكر أن معظم طلبة الثانوية الفنية لم يستخدموا التابلت في العملية التعليمية ،ولا المعلم استعان به في الشرح ،ويشاع أن الطلبة باعوا التابلت بسعر 300 جنيه إلى أشخاص تربحوا من شراءه من الطلبة، وقد أدى بيع الكثير من التابلت إلى أن الطلبة عند انتهائهم من المرحلة الثانوية لم يسلموا التابلت ،وقد أرسلت مديرية التربية والتعليم إلى وزارة التربية والتعليم خطاب تقييم المبلغ المستحق على الطالب الذي أضاع التابلت ، وقامت وزارة التربية والتعليم بتحديد مبلغ 550 جنيه كمبلغ مستحق على الطالب الذي فقد التابلت فى نهاية المرحلة الثانوية، وقال مصدر إن الطلبة بسبب سوء الاستعمال تسببوا في وجود أعطال فى أجهزة التابلت لدرجة أن المركز التكنولوجي كان يقوم بتصليح من 20 إلى 25 جهاز تابلت في اليوم .
لو أستعمله الطالب لكان في غني عن الدروس الخصوصية
وأشار مجدي رفعت مدير المركز التكنولوجي للتطوير في إدارة الخارجة التعليمية ، أن الوزارة وردت لمحافظة الوادي الجديد نوع تابلت مختلف عن الذي وردته للمحافظات الأخرى، وأن تابلت محافظة الوادي الجديد كان لا يعمل ببرنامج pdf ولكننا تجاوزنا هذه المشكلة، وكذلك الوزارة لم تدعم المنظومة ببرنامج الربط ،وهذه أحد أسباب فشل تطبيق المنظومة في الوادي الجديد ،ويقول مجدي انه لوتم تطبيق المنظومة بالشكل الإيجابي لأصبح الطالب في مستوى عالي من التعليم، ولم يكن في حاجه إلى الدروس الخصوصية ،لأنه كان من المخطط أن يتم حفظ شرح المدرس على التابلت ،وكان من الممكن أن يستعين الطالب بشرح أكثر من مدرس عندما يستعير شرح مدرس آخر لزميل له فى مدرسه أخرى .
ليس هناك فرق بين محتويات الكتب والمادة الموجودة علي التابلت
ومن جانبها قالت كريستين فرح ، طالبة ، أنها لم تشعر بتغيير، أو تطوير في شيء في استخدام التابلت، فأن نفس المناهج التي نقرأها في الكتب بنفس الأسلوب أطلعنا عليه على برنامج pdf ولكن كان من الأفضل أن يتم المنظومة بالكامل كما سمعنا عنها ،وانتهت كريستين أنه لم تستفيد كما كانت تتوقع.
والجدير بالذكر أن عدد التابلتات التي تم توزيعها على طلبة مدارس الوادي الجديد 3942 تابلت أعلى 135 فصل بمحافظة الوادي الجديد في 28 مدرسه ،موزعين كالآتي 1905 تابلت موزعين على 60 فصل فى مركز الخارجة ، و1351 تابلت موزعين على 55 فصل في مركز الداخلة، 191 تابلت في 5 فصول بمركز باريس ،و378 موزعين على 13 فصل في مركز الفرافرة، 77 تابلت موزعين على 4 فصول في مركز بلاط .