بعد أن تقدم المرشحون بأوراقهم للجنة العليا للانتخابات، وتعدوا الالاف ، بجانب القوائم الضعيفة التى تقدمت بها الاحزاب في الأيام الأخيرة أو اللحظات الأخيرة بمعنى أدق ، مما دعى اللجنة العليا للأنتخابات بمد يومين لاستكمال الأوراق، وذلك نتيجة لعدم أستعداد الاحزاب الكرتونية للمسار الثالث في خارطة الطريق وهو الانتخابات البرلمانية التى تسفر عن برلمان يشرع قوانين تسير عليها الدولة المصرية، برلمان يعارض رئيس الجمهورية ويحاسبه عند ما يخطأ، ولكن هل البرلمان القادم يعطى المواطن المصري الأمان الذى يتمناه منذ ثورة 25 يناير، هل يشرع قوانين تساعد على النهوض بالبلد أقتصادياً ؟ ، هل نجد مرشح يهتم بالعدالة الاجتماعية التى طالبت بها الثورتين ، كل هذه الاسئلة تتوقف على ماذا سوف يفعل المرشح في البرلمان القادم وماهى علاقته بابناء دائرته وماهى أنشطته وأهتماماته بالقضايا المصرية .
تجولت ” وطنى ” في محافظات مصر لتسأل سؤالا واحد من هو مرشحك ؟ ، ولماذا أخترته ؟ .
فكانت الأجابات في هذا التحقيق من أقصى الصعيد بمحافظة اسوان حيث قالت (د. ع) مدرسة موسيقة ” أنا ماعرفش حد من المرشحين لأن الدعاية ضعيفة جدا وتكاد تكون منعدمة ، وذلك بسبب أن المرشح يضع 100 الف جنيه في البنك اولا تحت بند الدعاية ، وهذا يجعل المرشح لا يستطيع أن ينزل بقوة .
وأضافت ” انا ماعرفش الانتخابات امتى ودة حال اغلب الناس اللى انا بعرفهم “.
ومن أقصى الصعيد إلى محافظة البحيرة كان نفس الرد من (م.ت) أخصائى إجتماعى ، الذى لا يعلم أحد عن المرشحين بخلاف يافطة أو اثنين لشخصية لم يسمع عنها من قبل ، كما أن الاحزاب ليس لها تواجد، موضحا ً “واذا كنا نعلم شيئا فذلك من خلال برامج التلفزيون وليس عن طريق المرشحين ، وتسأل كيف يمثلنا شخصا لم نعرف عنه شيئا “.
بينما قال (ح.ح) شيخ أحد القرى بمحافظة سوهاج : ” بالنسبة لنا منذ أكثر من 3 شهور وبعض المرشحين المستقلين بدءوا بعمل الزيارات للقرى وتعرفنا عليهم ، وقد فرحنا بأحد الشخصيات لأنه خير من يمثل بلدنا، فهو كان يشغل مركز مرموق ومن عائلة معروفة وأيضا من الناس الذين لا يحتاجون إلى المال لأنه من عائلة مرموقة وغنية ، وهذا ما نريده لانريد شخصية تدخل البرلمان لا يعرف شيئا وكل مايقوم به هو النوم في الجلسات ، وبلدنا لا يتم ذكرها نهائيا، فالشخصية التى تكلمت عنها يشغله العديد من القضايا التى تهم المواطنين بالمحافظة، أما عن القوائم فحتى الأن لااعلم عنها شيئا خاصة انه لايوجد أحد من مركزنا مرشح على قائمة فلذلك لانعلم شيئا عنها “.
وعن دوره في تعريف المواطنين بالمرشحين قال : ” في الصعيد يأتى المرشح إلى شيخ البلد ونذهب لزيارة العلائلات ، ويجتمع بكل عائلة على حدة ويبدأ في تعريف نفسه وما الذى دعاه الى الترشح، ويتحدث معهم عن مشاكلهم، وفي بعض الاحيان يطلب المرشح دعم العلائات الكبيرة ذات الصيت حتى يضمن نسبة تصويت فى البلد.
وتسألت مريم من المنيا عن شروط اللجنة العليا في المرشح ، قائلة ” هل فقط أن يكون صحته جيدة ، ولا تهم سيرته الذاتية، وهذا السؤال نتيجة لترشح شخص من الذين يعملون بالسحر وهو معروف ، ومع ذلك تم قبول أوراقه على الرغم من رفض الجميع له، ولم يكن هذا فقط المتناقض ولكن هناك بعض الشخصيات التى كانت تابعة لجماعة الاخوان المسامين وايضا معروفين ، ولكى يترشحوا في الانتخابات أنكروا ذلك ، فهذه الانتخابات لا تدل على أن من يفوز بها يستحق ذلك.
أما عم حسن سواق تاكسى الذى يعيش في منطقة امبابة فقال : ” انا كل يوم بقابل ناس كتير ودايما الناس بتتكلم في كل حاجة في البلد، الحاجة الوحيدة اللى محدش اتكلم عنها هى الانتخابات البرلمانية الحالية، احنا زعلنا ونددنا بمقتل المصريين في ليبيا وفرحنا باللى عمله الجيش، وكمان ناس اتكلمت عن قطر، لكن مفيش حد بيتكلم عن المرشحين وعن الانتخابات، لكن كل يوم بتابع اللى البرامج ومش عارف الشخص ده في تحالف ايه ولا بقينا عارفين نفرق بين الحزب والتحالف ، الحاجة الوحيدة اللى عرفتها انى أحمد عز كان عايز يترشح في الانتخابات “.
وأكد دكتور (ش. ا) من مركز طما محافظة سوهاج ، ” أن أنسحاب عمرو موسى وكمال الجنزورى من الانتخابات، يعطى فرصة أكبر للسلفين، لأن الانسحاب جاء نتيجة بحث الاحزاب عن مصالحها الشخصية، وترك مصلحة الدولة العليا، وايضا ما يحدث داخل التحالفات من شد وجذب وكل يوم يتغير أسم تحالف والمرشحين يذهبون من هنا لهنا ، فما هى مقاييس الأنضمام لتحالف ما، على الأقل ان تكون نفس الايدلوجية والفكر، فأذاً اذا كان المرشح في تحالف الوفد وحدث شئ ما يتركه ويذهب الى تحالف صحوة مصر المختلف معه تماما في الفكر، واذا لم يجد الفرصة جيدة من الممكن ان يذهب الى حزب النور وقد حدث أن بعض الاقباط ترشحوا على قائمة النور من أجل الوصول للبرلمان ، فكيف نثق في هذا البرلمان الذى جاء نتيجة البحث عن المصالح الشخصية “.
وقال ( ن.ر) موظف حكومى من محافظة الإسكندرية : ” تنتشر الاعلانات التى تعرفنا على أسماء المرشحين ، ولكن في كل أنتخابات كنا نعرف البعض منهم ولكن هذا العام هناك شئ غريب ، قرات كل اليفط التى تم تعليقها ولم اعرف أى مرشح من هؤلاء متى ظهروا وماذا سيفعلون، وأضاف أن هناك انتشار لمرشحى حزب النور السلفى “.
ويرى (س. غ) طالب جامعى يسكن بحى شبرا بالقاهرة: ” أن الشباب لا يتواجد بقوة في الفردى ، وذلك لأن الشاب لايمتلك المال الذى يؤهله لخوض هذه الانتخابات، والذين تم اختيارهم في القوائم جاءت مجاملات فقط ، ولا يمثلوا الفئة الحقيقة للشباب، وكان يجب أن يتم وضع كوتة للشباب في القوائم ، وأن تتم مراعاة ظروف الشاب المادية حتى يستطيع الترشح مستقلاً .
بينما يؤكد (أ. أ) رجل أعمال من القاهرة: ” أن وجود بعض رجال الأقتصاد في البرلمان القادم مهم جداً ، وذلك لوضع قوانين خاصة بالاستثمار والصناعة ، حيث يوجد العديد من رجال الاعمال الذين قاموا بالترشح في هذه الانتخابات، كما أنهم على دراية بالوضع السياسى بجانب الاقتصادى ، كما أن رجل الأعمال يعلم ما يعانيه المواطن البسيط فهو يتعامل في عمله مع كل الفئات ويختلط بهم ويعرف مشاكلهم، فسيكون وجودهم في البرلمان القادم قوة للبرلمان “.
قالت أم على بائعة خضار بأحد اسواق شبرا الخيمة: ” أنا ما بشغلش نفسى بالمواضيع دى وماليش في السياسية، بس مش هضحك عليكم لو لقيت مرشح يشغل ابنى انا مستعدة أنزل وانتخبه واجيبله كل الناس اللى بعرفهم، لكن انزل ليه لو هو مش هيعملنا حاجة، زمان اللى كانوا بيترشحوا كانوا بيوعدونا احيانا بينفذوا وعدهم واحيانا لا، لكن دلوقتى انا مش عارفة مين اللى هيساعدنا ومين اللى هيسيبنا ” .
وقال عم مصطفى صاحب محل بقالة يبلغ من العمر (73): ” أنا هانزل وانتخب بس بسأل الناس عن اللى بيترشحوا عشان اعرف مين من الاخوان ومين من السلفيين عشان ما نتخبوش أى حد تانى حتى لو مش هيعمل حاجة هيكون احسن منهم، دول عايزين يبيعوا البلد، الناس دى مابيحسوش انى البلد دى بلدهم، ربنا يسامحهم على اللى عملوه السنين اللى فاتت.
ويؤكد الدكتور وحيد عبد المجيد استاذ العلوم السياسية ونائب رئيس مركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية ، أن الناخبين سيذهبون للانتخابات البرلمانية المقبلة من أجل مرشحى الفردى وليس الاحزاب، وأضاف في تصريحات تلفزيونية ، أنه ليس هناك تجربة حزبية مكتملة في مصر، حيث تسيطر حالة من الارتباك على التحالفات الانتخابية.
وأوضح أن الانتخابات القادمة سوف تشهد منافسة بين أعضاء الحزب الوطنى ، فبعد أن تم حل الحزب تفرق اعضائه في الاحزاب الأخرى.
وعن جهل الناخبين بالمرشحين قال رامى محسن مدير المركز الوطنى للاستشارات البرلمانية : ان دور توعية الناخب بالمرشح يقع على ثلاثة جهات ، الجهة الأولى اللجنة العليا للانتخابات فعليها أصدار تنويهات اعلانية وأفلام أعلانية ونشرها على كافة القنوات ، وتشمل على التوعية بأهمية الانتخابات وبالنظام الانتخابى وكيف يسير، أما الجهة الثانية فهى مؤسسات المجتمع المدنى فهى شريك في التوعية، أما الجهة الثالثة فهى المرشح نفسه فعليه أن يسعى نحو الناخب يعرفه به وبأنشطته ويعلن عن نفسه.
والسبب وراء عدم معرفة الناخب بالمرشح حتى الأن هى التحالفات الانتخابية، التى أربكت المرشح الفردى وأيضا مرشح القائمة فكانت تعد كل مرشح أنه معه، وسيقوم بالصرف على الدعاية الانتخابية، وبعد ذلك يتم الاستغناء عن هذا المرشح.
تابع قائلاً ، أيضا عدم المعرفة لأنه لم يعمل أى مرشح بالشارع، وليس لديه خلفية سياسية، فأى مرشح قام بعمل ما من قبل عندما يعلن عن ترشحه سوف يتعرف عليه الناخب من خلال العمل الذى قام به ولكن ذلك خير دليل على أن هؤلاء المرشحين لم يعملوا في دوائرهم الانتخابية مطلقاً او حتى خارج دائرتهم، كما انهم لم يقوموا بعمل حملة انتخابية .
واشار مدير المركز الوطنى للاستشارات البرلمانية ، أن هناك حلاً لهذه المشكلة، حيث أناشد اللجنة العليا للانتخابات بأن تقوم بنشر السيرة الذاتية لكل مرشح ودائرته من خلال الموقع الالكترونى للجنة ، حيث أن كل مرشح يقوم بتقديم هذه السيرة مع اوراق الترشح ، حتى يسهل ذلك على الناخب معرفة المرشح ، ولن يكلف اللجنة كثيراً، ويتم تقسيم ذلك محافظات.
أخيراً أكد محسن أن المرشح المجهول يؤدى إلى برلمان فاشل، فنحن لا نعلم عنه شيئا وسوف يستمر لمدة 3 عوام، ولكن مازالت لدينا فرصة لايجب أن نضيعها.