أوضح المهندس ابراهيم صالح رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للبترول سابقا لـ ” وطنى ” أن أكتشاف بئر الغاز الطبيعى “شروق” يعد أضافة للثروة البترولية فى مصر ، مشيراً إلى أن الوقت مازال مبكراً للحديث عن ضخامة الإكتشاف ، حيث قال : يصعب أن نؤكد الآن أن الكشف تاريخى وأنه الأكبر عالمياً ، وأنه يكفى إحتياجات مصر 20 أو30 سنة قادمة ، فالإحيتاجات التنموية لمصر خلال تلك السنوات كبير للغاية ، والطريق مازال طويل ، فالأن تم التغلب على حد كبير على مشكلة إنقطاع الكهرباء ، لكن هل تسائلنا على حساب أى الموارد تم تغطية عجز الطاقة الموجه لتوليد الكهرباء ، فنهاك مصانع أنقطعت عنها إمدادات الطاقة وهناك مصانع توقفت …، لكن تؤكد مرة أخرى أن الكشف الغازى جيد جداً ، ويُنبىء بتوقعات متفائلة لأكتشافات جديدة فى هذه . وقد يجعل الشركات العاملة فى منطقة الكشف إلى التنافس التى بدوره قد يُؤدى لأكتشافات أخرى . إذاً فإنتاخ الغاز من هذا البئر يتطلب ما لا يقل عن 3 إلى 4 سنوات لتنمية هذا البئر ، بمعنى بناء منصات تحت سطح البحر بمنطقى الإكتشاف وخطوط أنابيب تمر من البحر إلى البر ومن ثم إلى شبكات التوزيع .
وأكد رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للبترول سابقا أن هذا الإكتشاف يقع داخل المياه الإقليمية لمصر ، وبالتالى فهو مؤمن لأقصى درجة تصل إلى مائة فى المائة ، مشيراً إلى أن هذه المنطقة كانت تتبع للشركة المصرية القابضة للغازات الطبيعية (إيجاس) وكانت شركة “شل” تعمل منذ 15 سنة على أكتشاف الغاز منها ، لكن لكبر المساحة تم تقسيمها على 5 شركات ، وأصبحت شركة “إينى” صاحبة الكشف الأخير لـبئر “شروق ” إحدى الشركات الخمسة العاملة فى هذه المنطقة ، موضحاً أن أسرائيل تملك المنطقة اليُمنى المتاخمة لمنطقتنا الإقليمية ،بينما تملم قبرص المنطقى الشمالية ، أن أكتشافنا لا يؤثرعلى الغاز الإسرائيلى كما أدعت بعض الصحف ، مشيراً إلى أن الغاز الإسرائيلى يقوم بإنتاجه شركات أجنبية .
وعن الوضع الحالى بالنسبة لمصر فيما يتعلق بالغاز والطاقة أوضح المهندس ابراهيم صالح أننا نستورد كل من البترول والسولار والزيت ، وبالنسبة للغازالطبيعى فنستورد 25 إلى 30 % من إحتياجاتنا سواء من شركة “سوناطراك” الجزائر ، أو من روسيا ومن قطر من قبل .. فقد كنا نصدر الغاز وقتما كان هناك فائضاً من خلال تسييل الغاز لتصديره لدول أخرى ثم يقومون هم بتغييزه ، الأن نحتاج إلى محطات لتغييزالغاز القادم إلينا من دول الإستيراد ، مشيراً إلى أننا نلجأ حالياً إلى التكنولوجيا فى هذا المجال حيث أصبحت محطات تغييز الغاز يتم تحميلها على سفن ، وأصبح لدينا سفينتين فى ميناء العين السخنة للقيام بهذه المهمة ومن ثم ضخه فى الشبكات الداخلية .
خريطة الطاقة فى البحر المتوسط
من ناحية أخرى يرى المهندس أحمد عبد الحليم رئيس هيئة المساحة السابق والخبير الجيلوجي أن الكشف الغازى الذى قمت به شركة “إينى” لصالح مصر لم يلقى حقه إعلامياً فى الداخل ، وأضاف فى برنامج حوارى بالتلفيزيون المصرى أن هذا الإكتشاف ترجع أهميته فى كون أنه سيحدد خريطة الطاقة فى البحر المتوسط خلال المرحلة القادمة ، متوقعاً أن تكون هناك اكتشافات مُماثلة فى القريب ، تساعد على تصدير الفائض منه للدول المستهلكة للطاقة من حولنا وعلى رأسها أوروبا وتركيا ، وبالتالى توفير جانب كبير من العُملة الأجنبية ، وهنا أطمأن بأنه لا يُسمح للشركة بتصدير حصة من الغاز المكتشف إلا بموافقة الحكومة المصرية .
من جانبه أوضح المهندس عبد لله غراب وزير البترول السابق أن تكلفة استخراج الغاز من بئر “شروق” المكتشف فى المياة العميقة لمصر مؤخراً ستكون عالية للغاية ، ولا نحصل على انتاج قبل سنتين وأربع شهور ، لكنه سيجعل مصر مركزاً لتوزيع الغاز فى المنطقة ، حيث أن أسرائيل وقبرص الجارتين فى منطقة الإكتشاف ليست لديهم البنية الأساسية المتوفرة لدى مصر .. وأضاف : إن مصر بها اغلب أنواع الطاقة ، ولذلك نحتاج أستخدام مزيج الطاقة بحيث تكون هناك حسن إدارة لإستخدمها ، فالغاز له قيمة مضافة ، واستخدامه فى توليد الكهرباء يُعد الأقل أقتصادياً ، حيث أن 70 إلى 75 %من الغاز يذهب للكهرباء ، فأين نصيب الصناعة ؟ وعندما تستفيد منه الصناعة فيكون موجه لصناعات التصدير مدعومة “الغاز” والتى يصب مكسبها لدى أصحاب المصانع ، نظراً للحصول عليه بسعرمدعم ، ثم يُباع المنتج النهائى بالسعر العالمى .
شركة “بتروبل” ستقوم بأعمال التنمية
أكد صندوق النقد الدولى أن الإعلان عن تحقيق أكبر كشف للغاز الطبيعى فى المياه العميقة بالبحر المتوسط فى مصر، لديه القدرة على تحسين وضع الطاقة فى مصر وسيسهم فى دعم اقتصاد البلاد على نطاق أوسع . جاء ذلك بعد مرور أيام على إعلان “إينى” الإيطالية عن كشفها الجديد “شروق” والذى أصبح أكبر كشف فى مصر وفى مياه البحر المتوسط، وربما يصبح واحداً من أكبر الاكتشافات الغازية على مستوى العالم .
من جانبه أشار المهندس شريف إسماعيل رئيس مجلس الوزراء و وزير البترول والثروة المعدنية وقت الإكتشاف أنه سيتم تأسيس شركة مشتركة مع الشريك الأجنى تحت مظله شركة بترول بلاعيم “بتروبل” الشركة المشتركة مع “اينى” الإيطالية ، حتى تكون ذات حسابات مستقلة، فيما يتعلق باقتسام الإنتاج، والمصروفات واستردادها، لافتا إلى أن شركة “بتروبل” ستقوم بأعمال التنمية باعتبارها الشريك المصرى، لافتا إلى أن الشركة قد تحمل أسم الكشف لتصبح بترول”شروق” أو مسميات أخرى . منوهاً أنه لم يتم حتى الآن تحديد أى تقديرات، للاستثمارات التى أنفقها الشريك الأجنبى واستثمارات التنمية لكشف الغاز الجديد بمنقطة امتياز شروق فى المياه الاقتصادية بالبحر المتوسط . وأوضح المهندس شريف إسماعيل أن هناك تفاصيل كثيرة تتعلق بالكشف سيتم دراستها مع الجانب الإيطالى، وبالتالى كل ما تم الإعلان عنه من قبل الشركه مجرد تقديرات، ولكن لم يتم الاتفاق على شىء حتى الآن، لافتا إلى أن الحفار الذى قام بحفر بئر الاكتشاف خلال 60 يوما، يخضع حاليا للصيانة للعودة مره فى شهر ديسمبر المقبل ، لاستكمال عمليه حفر الآبار المتفق عليها فى خطة التنمية .
احتياطيات تقدر بحوالى 30 تريليون قدم مكعب
حيث تم توقيع الإتفاقية البترولية الخاصة بها فى يناير 2014 مع وزارة البترول والشركة القابضة للغازات “إيجاس”، بعد فوزها بالمنطقة فى المزايدة العالمية التى طرحتها الشركة المصرية القابضة للغازات الطبيعية “إيجاس” . وأوضحت المعلومات التى كشفت عنها شركة ” إينى” الإيطالية التى تعمل مع مصر منذ مايقرب من 30 عاماً أن الكشف يتضمن احتياطيات أصلية تقدر بحوالى 30 تريليون قدم مكعب من الغاز الطبيعى (تعادل حوالى 5ر5 مليار برميل مكافئ)، ويغطى مساحة تصل إلى 100 كيلو متر مربع، وبذلك يصبح الكشف الغازى “شروق” أكبر كشف يتحقق فى مصر وفى مياه البحر المتوسط، وقد يصبح من أكبر الاكتشافات الغازية على مستوى العالم . والكشف الجديد تم حفره فى عمق مياه 1450 مترا ووصل إلى عمق 4131 متراً ليخترق طبقة حاملة بالهيدروكربونات بسمك حوالى 2000 قدم (تعادل 630 متر) من صخور الحجر الجيرى من عصر الميوسين، كما يتضمن تركيب الكشف طبقة أعمق واعدة من العصر الكريتاوى، وسوف يتم حفر بئر أخرى فيما بعد للوصول إلى هذه الطبقة، وستقوم شركة إينى بإستكمال أنشطة الحفر أوائل العام القادم بحفر 3 آبار لسرعة تنمية الكشف على مراحل بالإستفادة من البنية الأساسية المتاحة .