تحت رعاية السفارة الايطالية بالقاهرة أقيم مؤتمر “مصر-ايطاليا 2014” وذلك يوم الخميس 23 أكتوبر بوكالة الغوري، والذى قام بإفتتاحه ماوريتسو مساري Maurizio Massari سفير ايطاليا بمصر ، ووزير السياحة هشام زعزوع ووزير الاثار هشام الدماطي، و قد استعرض المؤتمر أحدث النتائج التى حققتها البعثات الإيطالية فى مجالى الحفر والتنقيب بمصر .
وقال باولو سباتيني paolo sabbatini مدير المعهد الإيطالي ومنظم الاحتفالية إن رواد علم الاثار يعطون رسالة امل للعالم ،لأن البحث في الاثار هو بحث في الماضي لتعزيز المستقبل .
أما السفير مساري فقال: ” إن الشغف الإيطالي بعلم المصريات يعود إلى زمن بعيد إلى القرن التاسع عشر ، وبالتحديد مع اكتشافات ايبوليتو روزاليني ippolito rosellini حوالي 1828 و1829، وقد استمر هذا الشغف خلال متابعة الاكتشافات حتى اليوم ، واذكر هنا اكتشاف مقبرة نفرتاري منذ 110 عام (1904) على يد سيكيابارللى Schiaparelli ، ولا يظهر هذا العشق في الفضول بالأمور العلمية والثقافية فقط بل في جمع القطع الاثرية المهمة أيضا .
واذكر أيضا برناردينو دروفيتي Bernardino Drovetti الذي جمع المقتنيات التي شكلت نواة المتحف المصري في تورين Museo Egizio والذي يشكل حاليا ثاني أكبر مجموعة مقتنيات تعود للحضارة المصرية القديمة في العالم.
وقال السفير الإيطالى : أن الحضارة المصرية القديمة تعتبر مصدر واسع لتطوير المنطقة وتطوير السياحة، واليوم نحن نؤكد على أن الحضارة المصرية من شأنها أن تساهم في دعم الاقتصاد الاجتماعي مثل التعاونيات ومنظمات المجتمع المدني. واعتقد انه من المهم ان نعطي القيمة الحقيقية للبعثات الاثرية الايطالية ودراسات الاثار في مصر لأن مصر لديها إمكانيات حقيقية لتطوير هذا العلم ،لجذب العديد من السائحين ، واذكر هنا بعض من مجالات التعاون المصري الإيطالي في تطوير المنطقة وتطوير علم الاثار مثل انشاء أول محمية بيئية أثرية في الفيوم والتي تضم وادي الريان ومدينة ماضي ، وأيضا وضع جامعة بيزا “خريطة مخاطر” مفصلة لموقع سقارة.”
هذا وقد تم خلال المؤتمر إطلاق مشروع “مجلة الأقصر تايمز” باللغة الإيطالية وذلك بالشراكة بين شركة الأقصر تايمز المصرية ودار نشر اترابوس الإيطالية بفلورنسا، وتتخصص مجلة التايمز في التاريخ والثقافة المصرية، وستعمل المجلة على إبراز الشباب المصري المميز في مجال العلوم التاريخية والاثرية والفنون، مع العمل على تبني المواهب الصاعدة وإبرازها على الصعيد المحلي والعالمي.
وأوضح ليوناردو لوفاري رئيس مؤسسة اترابوس إلى إن مشروع التعاون بين شركته وشركة الأقصر تايمز لا يقف عند حد إصدار المجلة باللغة الإيطالية ولكنه مشروع ثقافي ترويجي علمي متكامل ؛ حيث انه أيضا يشمل تنظيم العديد من الفعاليات الثقافية والمؤتمرات عن مصر وحضارتها وتاريخها بالتبادل بين مصر وإيطاليا ، كما انه يشمل مشروع لنشر وتوثيق مجموعة الصور الفوتوغرافية والتي تصل إلى أكثر من 2500 صورة ونيجاتيف لأول مصور مصري ، والتي يعود تاريخها إلى عام 1907.
يذكر أنه قد اقترنت أسماء الكثير من الرواد في مجال الآثار المصرية وزائري ومكتشفي وادي النيل والفنانين الذين قاموا بتوثيق الآثار في مصر بأسماء البعثات الإيطالية ومنها بعثة “فرنكو توسكان” إلى مصر والنوبة مايبن 1828 و1829 بقيادة جان فرانسوا شامبليون نيابة عن الملك شارل العاشر، و”ارنستو شبابريلي” الذي قام بتكوين وقيادة أول بعثة أثرية إيطالية في وادي النيل بتمويل من الحكومة الإيطالية وذلك في الفترة من 1856 إلى 1928 والتي ادت إلى ثورة في انتاج ثروة من المعلومات التاريخية والأثرية واكتشاف العديد من الآثار الفرعونية ومنها مقبرة الملكة نفرتاري ومقبرة الرسام مايا ومقبرة خا والذين يعودوا إلى زمن الأسرة الثامنة عشر.
وفي العصور الحديثة شهد التعاون المصري الإيطالي العديد من الحملات والاستقصاءات الأثرية ؛ ففي الفيوم على سبيل المثال اكتشفت جامعة بيزا مقبرة يرجع تاريخها للملكة الوسطى، كما تم اكتشاف المقبرة المحفورة في صا الحجر بهوارة في صعيد مصر، ومنذ عام 1974 كانت مقبرة الوزير بيكينريف bakenrenef محل اهتمام حملات التنقيب والترميم برعاية جامعة بيزا. وقد تم اكتشاف مقبرة بفترة ما قبل الأسرات في منطقة المعادي بالإضافة إلى اواخر العصر الحجري بواحة الفرافرة في الصحراء.
وتم اختتام أعمال المؤتمر بحفل موسيقي متنوع، يعكس ظاهرة الإنصهار بين الشعوب حيث جمع بين النغمات الدافئة التى تميز موسيقى مدينة نابولى الإيطالية متمثلةً فى الفنانة إليانورا يانوتى و تلك التى تميز موسيقى الشرق الأوسط متمثلةً فى فرقة فتحى سلامة الحاصلة على جائزة Grammy للموسيقى .